أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - إذا صَمَتَ الفقهاء ….. فالينطق الحكماء















المزيد.....

إذا صَمَتَ الفقهاء ….. فالينطق الحكماء


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 02:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلتنا مع الخظاب الديني الذي يتبناه الإسلام السياسي اصبحت على مساس مباشر بحياة الناس اليومية، بعد ان كانت في غالبها تشكل جدالاً، يصل حد الخصومة احياناً، بين مروجي الخطاب الديني هذا ومعارضيهم من المفكرين والمصلحين الإجتماعيين الذين يمثلون مدارس فكرية تسعى للفصل بين الدين والدولة، وبالتالي تحجيم دور الإسلام السياسي كوسيلة من وسائل التسلق على الفكر الديني وتوجيهه نحو تحقيق اهداف سياسية وذاتية نفعية لا علاقة لها ولا حتى بالدين الذي يدعو له الإسلام السياسي نفسه.
اما اليوم فقد تغير الأمر منذ ان برزت قوى الإسلام السياسي داعية للإنتماءات الطائفية التي تمخضت عنها ميليشيات عسكرية تقاتل بعضها البعض تحت راية " الله اكبر "أو " لا إله إلا الله " وما شابه ذلك والتي يحملها البعض على رايات خضراء وبعضها سوداء وحتى بيضاء يتوسطها احياناً سيف او سيفان او بندقية قتال حديثة او اي شيئ آخر يرمز للعنف من خلال الصورة او الكلمة التي تتجلى بشكل واضح في شعار الأخوان المسلمين الذي يتضمن الآية القراآنية :" واعدوا لهم ". لقد اصبح الجو السائد اليوم جواً حديثه الإسلام والإسلام السياسي بشكل خاص والذي جعل من مادة هذا الدين موضع تساؤل مشوب بالشك قبل اليقين حول ماهية هذا الدين الذي لم يزل كثير من المتمسكين به في حيرة من امرهم . فمَن يصدقون والكل يستشهد بالقرآن والسنة في كل الحالات التي يجري فيها الحديث عن السلم او الحرب، عن الإيمان والكفر، عن العقاب والثواب، عن الرحمة والقسوة، عن الحلال والحرام وعن اشياء اخرى تتعلق بحياة الناس بحيث يجعل البعض كفراً ما يسميه البعض الآخر ايماناً ويصنف البعض القسوة على انها رحمة إلهية والكل يستشهد بهذه الآية القرآنية او ذلك الحديث النبوي الذي يبرر به فعله، مهما كان نوع هذا الفعل رحمة للآخر او نقمة عليه. مشكلتنا اليوم هي ان نعي ما يُقال باسم الإسلام وما يُفسر من افعال يقوم بها المسلمون ، وكل هذه الأقوال والأفعال تنتج مفاهيم غريبة على ثقافة إنسان القرن الحادي والعشرين وبعيدة كل البعد عن مفهومه للحياة. فهل لنا، نحن مسلمو اليوم علاقة بهذه الحياة، ام اننا نسير في واد وهي واهلها في واد آخر؟ حتى اصبحنا اليوم، ليس كمسلمين فقط، بل وكعرب ايضاً حملة راية الإسلام الأول وخير امة اخرجت للناس، نقف على آخر صف المتسولين للغذاء والدواء ولكل منتجات الحضارة العالمية التي يرفضها فقهاؤنا، على انها من انتاجات دار الكفر، في نفس الوقت الذي يتقاتلون فيما بينهم على إقتناءها. نعم اصبحنا في الصف الأخير من المتسولين لما ينتجه الغير وما علينا إلا الإستهلاك الذي لا نجيد سواه. فلماذا كل ذلك؟ لماذا اصبحنا متخلفين عن الآخرين بكل شيئ؟ لماذا نعيش على احلام تراث انقضى ولم يعد ولا يمكنه ان يعود بالشكل الذي يتغنى به البعض؟
قد يكمن الجواب، او جزء من هذا الجواب، على سبب تخلفنا عن امم العالم بغياب الإصلاح الديني الذي اصبح ظاهرة ملازمة للتقدم الذي احرزته الأمم الأخرى. ومراجعة بسيطة لتاريخ هذه الأمم سواءً في آسيا كاليابان والهند والصين مثلاً. او في اوربا كألمانيا او سويسرا او فرنسا او انكلترا، ترينا اهمية هذا الإصلاح ودوره الفعال في انتقال هذه الأمم إلى مواقع اخرى غير تلك المواقع المتخلفة التي توقفت عندها حينما وقفت على حرفية النص الديني بعد ان تجاوز قروناً عديدة من تاريخ مسبباته. وحينما ندعوا إلى الإصلاح الديني في الإسلام فإننا على يقين بأن فقهاء الإسلام السياسي او حتى غيرهم من الذين يحسبون انفسهم اوصياء على الدين سيصفون مثل هذه الدعوات بمعاداتها للدين ودعوتها إلى الكفر والإلحاد وما شابه ذلك من الهرطقات التي يعج بها قاموس الإسلام السياسي وقواميس تجار الدين. ولطمئنتهم نقول لهم بأننا، نحن العلمانيون، احرص منكم على الدين واكثركم احتراماً له ودفاعاً عنه حينما نعمل على إبعاده عن اسواق تجارتكم به وقبولكم بابخس الأثمان لبيع بضاعتكم الدينية هذه التي نرى اليوم ما تجود به من إرهاب وقتل ودمار منذ ان اسلمتم راية البعثفاشية لتغيروا نجماتها فقط ولتمارسوا نفس محتواها الإجرامي تحت شعار " الله اكبر " هذا الذي جعلتموه بطاقة مرور إلى كل اختلاساتكم وفسادكم وسرقاتكم وحتى احاديثكم الكاذبة دوماً وإن بدأتموها بالبسملة والحوقلة والصلوات وكل ما يصدر عنكم من اكاذيب لم تعد تطيقها النفس البشرية السليمة.
الإصلاح الديني يعني اول ما يعني امتلاك الشجاعة الكافية لولوج هذا المجال الواسع والمعقد من مجالات حياتنا اليومية والتعامل معه بما يحفز إنسان اليوم على ان يعمل بجد وإخلاص وقناعة لمواجهة متطلبات حياته ودفعه نحو الأحسن دوماً من خلال تبني التجديد الفكري والتعايش مع مكتسبات الحضارة التي هي ملك الجميع وليس ملك الأمم التي انجزتها فقط . وبما ان اكثر شيوخ الدين يعتبرون كل تجديد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة بالنار، فإنهم لا يبالون فيما إذا عاش إنسان القرن الحادي والعشرين ليتحكم بحياته فقهاء قرون الإسلام الأولى بفارق زمني قدره اكثر من الف سنة. إذ ان ما يهم هؤلاء الشيوخ والفقهاء هو ان تظل كلمتهم التي يعتبرونها شريعة الله على ارضه هي العليا وصوتهم هو المسموع. وفي هذه الحالة لابد من تحرك النُخب التي ترى في رسالتها الإنسانية باباً اوسع وارحب لإستقبال الجديد والتعامل معه وبه ايضاً لوضع هذا الجديد موضع التفعيل الإجتماعي وذلك من خلال استعمال مختلف الوسائل السلمية والعلمية المتاحة لإيصال هذا الجديد إلى تلك المجاميع البشرية التي تنتظره وانقاذها من كينونة "هذا ما كتب الله لنا " التي سخرها فقهاء السلاطين لتكون بديلاً عن الحياة الإنسانية الكريمة التي لم تأت الأديان في جوهرها إلا لتحقيقها في عصور انتشرت فيه افكار كانت تعتمد على القوة والغلبة والقتال واحتقار الضعيف والتي لم تتعرف على وثائق حقوق الإنسان التي تبنتها كثير من امم اليوم.
والخطوة الأولى التي ينبغي تحقيقها في هذا الإصلاح هي الموقف من العنف في النص الديني والذي اصبح الحجة التي تطرحها الحركات الإرهابية على مَن يعترض على تسخيرهم للعنف كوسيلة من وسائلهم لنشر الدين الإسلامي او للدفاع عنه. يعيش الإنسان اليوم عصراً يطالب بالتعامل مع وقائع تستند على الإقناع. ورفض مشايخ الإسلام السياسي وغيرهم من فقهاؤه لإرهاب المنظمات الإرهابية بقولهم " إن ذلك ليس من الإسلام بشيئ " لا يكفي لرد الحجة التي يأتي بها الإرهابيون من القرآن نفسه ومن الحديث، وهم فخورون بان يطلق عليهم البعض صفة " إرهابي " إذ انهم ، وهذه حجتهم ، يمتثلون لقول الله ورسوله في آيات واحاديث عدة تبيح لهم قتل الآخر المخالف مثل :
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّاللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ( الأنفال 60
او: ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُالْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُواالصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌرَحِيمٌ(التوبة 5
او: ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) النساء 89
او : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَقَوْمٍ مُؤْمِنِينَ(التوبة 14هذه الآية يقدمها الإرهابيون كحجة قرآنية تسمح لهم بتعذيب اسراهم قبل قتلهم.

او : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُواأَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ )الأنفال65
وآيات اخرى كثيرة تدعوا إلى القتال او تحرض عليه كما في : البقرة 216 ـ 217 ، 244، النساء 74،76،84، المائدة 33، الأنفال 12، 17، 39، التوبة 12 ـ 13، 73 ، محمد 4 ، 35
وقد يقع المسلم المرتبط بدينه عاطفياً في اشكالية الشك حينما يُقال له ان الإسلام هو دين سلام ورحمة وسماح استشهادا بالآيات : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"(199) الأعراف. " لكم دينكم ولي ديني " (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا)." ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ". (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)، (لا إكراه في الدين)، ( من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر) وكثير من الآيات الأخرى التي تدعو إلى التسامح والسلام وقبول الآخر. فكيف يفسر فقهاء وشيوخ الإسلام للناس البسطاء هذه الآيات التي يدعوا كل منها إلى نقيض ما يدعو له القسم الآخر؟
والأنكى والأمر من كل ذلك هو استعمال النص القرآني لقتل تابعي الأديان الكتابية والأديان الأخرى، كما حصل مؤخراً للمسيحيين والإيزيدين في العراق. وهذا ما يحتاج إلى شرح مفصل اكثر من القائمين على الدين الإسلامي، إذ ان القوى الإرهابية للدولة الإسلامية يقتلون تحت راية : الله اكبر ، وراية: لا إله إلا الله . فمن خلال توظيف الآية :( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَاللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة 29، قتل مقاتلوا الدولة الإسلامية المسيحيين والإيزيدين والشبك الذين لا شك بإيمانهم بنفس الإله الذي يؤمن به المسلمون وهناك آيات قرآنية كثيرة تشير إلى ذلك، سنتطرق لها لاحقاً. او الآية التي اعطت لمقاتلي الدولة الإسلامية وتحت راية لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الحق في قتل وسبي ومصادرة اموال وعقار اهل الكتاب في الموصل وسهل نينوى وجبل سنجار وغيرها من المناطق التي دخلتها هذه الراية: ( وَأَنْزَلَ الَّذِين َظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 و 27.
فكيف يمكن للمسلم اليوم ان يوفق بين هذا العنف ضد اهل الكتاب وبين آيات من نفس القرآن الذي استل فقهاء الدولة الإسلامية مبررات ارهابهم منه والتي تقول: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة 62 .
وفيما يتعلق بالمسيحيين بشكل خاص والذي وضع جنود الدولة الإسلامية على بيوتهم حرف النون إشارة إلى (نصارى)، فإن هؤلاء النصارى بالذات يذكرهم نفس قرآن الدولة الإسلامية بالقول : ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) المائدة 82 ، فإذا كان الاقرب مودة للمسلمين يُعامَلون من قبل هؤلاء المسلمين بهذه الدرجة من القسوة وبهذا الكم من الجرائم باسم الإسلام، فكيف ستكون معاملة الأقل مودة للمسلمين إن كان هناك ما يجيز هذا التصنيف؟
لا نريد ألإسهاب في تناول الآيات الداعية إلى العنف والداعية إلى السلم والتسامح من نفس المصدر القرآني والتي يقف امامها المسلم البسيط عاجزاً عن فقه محتواها امام صمت الفقهاء والمشايخ الذين لم يعطوا الجواب الشافي لحد الآن في كل تفاسيرهم التي تناولت هذا الموضوع ، بل جُل مع عملوه هو اللف والدوران حول الموضوع. والسؤال الذي نطرحه اليوم بكل صراحة ووضوح ولا نريد عليه إلا جواباً واحداً من القائمين على الإسلام ، وبدون اي تأويل او لف ودوران هو: هل ان آيات العنف والقتل في القرآن لا زالت سارية المفعول حتى في زماننا هذا، العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين من تاريخ البشرية؟ الجواب الذي نريده فقط " نعم " او " لا " وبكل بساطة. اما التفسيرات والتأويلات لنعم او لا فيمكن الإتيان بها بعد إعطاء الجواب. أما إذا استمر السكوت المُبرمج حول هذا الموضوع، كما هو عليه اليوم، فليس امام حكماء هذه الأمة ومثقفيها ونخبها المتنورة إلا ان تأخذ هذه المهمة على عاتقها وانقاذ مجتمعاتها من التخبط في الهذيان الديني الذي يمارسه الإرهاب تماماً كما يمارسه فقهاء الإسلام السياسي. وعن هذا وذاك يصمت اولئك الذين يدعون تمثيلهم للدين الحقيقي الذي لا نعرف اين هو اليوم.
وحينما يجري الحديث عن الإصلاح الديني في الإسلام الذي هو ليس عيباً او مثلبة على الدين، فقد دعى له مسلمون مؤمنون لا يجادل احد في ايمانهم مثل عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وسعد زغلول وجمال الدين الأفغاني والأزهري علي عبد الرزاق والشيخ جمال البنا وغيرهم الكثيرون الذين يتعاملون مع الدين الذين يؤمنون به تعاملاً علمياً فلسفياً ينطلق من التغيير الذي يطال كل مجتمعات الأرض، وما المجتمعات الإسلامية بمعزل عن هذه المجتمعات.
وكذلك حينما يجري الحديث عن الإصلاح فإنه يجب ان لا يقتصر على مسألة العنف في الدين الإسلامي، بل انه يشمل محاور اخرى تتعلق بحياة الناس في المجتمعات الإسلامية بقدر تعلق الدين والمبادئ الدينية بهذه الحياة. ولإعطاء صورة مختصرة جداً عن محاور هذا الإصلاح، لا اجد ما اختم به هذا الحديث افضل مما كتبه المفكر التونسي الراحل، خريج أزهر تونس، جامعة الزيتونة، الأستاذ عفيف الأخضر في كتابه : " إصلاح الإسلام ، بدراسته وتدريسه بعلوم الأديان " من منشورات دار الجمل لعام 2014، ص. 76 ، والذي انصح كل من له اهتمام بهذا الأمر الإطلاع عليه، والذي جاء فيه :
" يهدف الإصلاح الديني ايضاً إلى تطهير الإسلام من العنف الشرعي حدوداً او جهاداً ومن اقصاء المرأة وغير المسلم من حقوق المواطنة الكاملة. كما ينبغي تطهيره ايضاً من العنف ضد الذات، اي عقاب الذات، كتعبير عن المازوشية الأخلاقية التي هي الشعور غير المُبَرَر بالذنب......ومن الضروري ايضاً إعادة النظر في المحرمات الغذائية غير المُبَرَة طبياً ، وإلغاء العادات الوحشية مثل ختان البنات والذكور، الذي يعلمنا تاريخ الأديان المُقارَن انه طقس فرعوني."
وأضيف على ذلك القول بضرورة مراجعة العملية التربوية الدينية بدءً بالبيت ومن ثم بكل المراحل التعليمية من الروضة حتى الجامعة وتبني مناهج تعليمية تتماشى مع ما يتتظر الطفل في حياته القادمة تجعله ساعياً للتفاعل معها لا باحثاً عن الهروب منها ، وذلك من خلال تنظيم علاقاته بعباداته الخاصة به حصراً، وعلاقاته الإجتماعية العامة بغيره مهما اختلف عنه هذا الغير.
إذا كان المسلمون الساعون لتحقيق مقولة : " الإسلام صالح لكل زمان ومكان " فما عليهم إلا جعل هذا الإسلام يتفاعل مع كل المتغيرات التي طرأت على الزمان والمكان وعدم تبني قوانين القرن السادس الميلادي للقرن الحادي والعشرين من عمر البشرية.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من افضال الدولة الإسلامية على الإسلام والمسلمين ...
- هل يكفي تجفيف منابع الإرهاب المادية فقط ؟ وماذا عن الفكرية ؟
- مشكلة العلمانيين مع الإسلام السياسي
- وماذا بعدئذ، هل تُصلِح سياسة المحاصصات غداً ما افسدته بألأمس ...
- -- ليس هناك فرق بين ما تفعله داعش وإسرائيل --
- ديمقراطية الإسلاميين ... خداع ومكر ومعدن صدئ
- شهر العسل في خليفستان
- ألم نقل لكم بانه تغيير وجوه فقط ...؟
- دروس في السياسة من معلم كوردي إلى ساسة ألإقليم
- مَن يقمع حرية شعب...لا ينتصر لحرية شعب آخر
- أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ
- الم يتعلم اسلاميو العراق من اخطاء انتفاضة آذار الشعبانية ؟
- لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
- البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
- أيها الناس ... إنه العراق . . .
- حربنا مع الإرهاب
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - إذا صَمَتَ الفقهاء ….. فالينطق الحكماء