أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - استشارات مزعجة














المزيد.....

استشارات مزعجة


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 02:41
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كنت طبيبا عسكريا اخدم في امرا لمستشفى الوليد العسكري في الرطبة الايج اثري وكانت تسمى قاعدة الوليد في بداية تسعينات القرن الماضي وبعد معركة ام المهالك والحصار الجاثم على صدورنا وكانت مثل الابعاد القسري اي كانت معزولة عن العالم فحتى الاشارة التلفزيونية بالكاد يصل وكنت اقضي الليل بقراءة الكتب الادبية والتاريخية والعلمية حيث خلال سنتين من خدمتي هنالك اكثر من الفي كتاب وكنت انفض بعض الكتب في يوم واحد وعند انقطاع الكهرباء على الالة والفانوس اتابع القراءة وكنت انام بعد اداء صلاة الفجر....
وكم كان يزعجني التليفون وهو يرن بصوته الجرسي صباح كل اليوم الساعة السادسة صباحا يحمل صوت اجش لاحد العقداء في الدفاع الجوي وهو يشكو من نوبة اسهال في الصباح كان هذا العقيد كانه موقت اتصاله في الساعة السادسة بعد الغفوة الاولى وقد وصفت له ادوية متعددة ومحاولات تشخيصة متعددة استنفذت فيها يومان من اجازتي في بغداد لاستشارة الاطباء الاختصاص في مستشفى الرشيد لعلنا نقع على العلة وسبب الاسهال الصباحي ورغم كل الفحوصات والنواظير لم افلح في علاجه والتحلص من استشارته اليومية المزعجة في الساعة السادسة صباحا عبر الهاتف وهو يشكو الاسهال الصباحي......
هكذا وانا في احدى الليالي وانا اقراء كتاب انكليزي يتحدث عن طرائف الاطباء ونكاتهم لعلي اجد حلا مقنعا لمريضنا صاحب الاستشارات المزعجة ولم اجد حلا وقلت مع نفسي طريفة جديدة تضاف الى طرائف الاطباء وهكذا بعصف ذهني سريع تبادر الى ذهني وانا انظر الى بعض القناني الدوائية القديمة المحفوظة في غرفتي مثل الانتيكات وقد انتزعت احدى السدادات للقناني التي تسمى تبدورة وتصفحتها باصبعي وقلبتها يمينا ويسارا وهنا انبرت الفكرة لاقناعه وسارعت الخطى وخير البر عاجل اتصلت بالعقيد في الساعة الحادية عشر مساء في شهر شباط البارد وانا ابشره بالخبر السار والعلاج الناجع والا كتشاف المذهل مثل اكتشافات التصنيع العسكري وقتها وقلت له لقد وجدت الحل السري لحالتك المزمنة وبعد ربع ساعة وصل العقيد بسيارة الكاز قيادة وصوتها المدوي وهو يبشرني بحضوره لعلي احضى بنومة هنية في الايام القادمة دون ازعاج هذا العقيد واستشاراته الاسهالية.
وعند حضوره رحبت به كثيرا وبعد تقديم الشاي بالدارسين (القرفة) قلت له لقد اوجدت لك علاجا جديدا ومجربا في عمل استغرق مني اسبوعين من الابحاث والمتابعة العلمية حيث خمرت هذه التبدورة في خلطة من الادوية المانعة للاسهال وعليك بدسها في فتحة الشرج في الساعة العاشرة مساء ونزعها الساعة العاشرة صباحا وهي فترة نهوضي اليومي ودوامي في مستشفى القاعدة ....
فبعد صفنة فرح السيد العقيد بالوصفة قائلا ساجربها ولك مني هدية كبيرة دكتور في حالة الشفاء وهكذا وبعد اسبوع وانا لا استيقظ مبكرا على الاستشارة المزعجة في الساعة السادسة صباحا مثل باقي الايام السالفة وقد نزلت بعد الاسبوع في اجازتي الدورية وعند عودتي من الاجازة والتحاقي بالمستشفى استقبلني المراسل سيدي الدكتور هاي هدية من العقيد وهو شاكرا لك وبعد وصولي بساعة دق هاتفي وانا ارفع السماعة انطلق صوت لي بالدعاء والشكر من السيد العقيد وهو يدعوني لمائدة طعام شهية كانت ثمينة في وقت الحصار الظالم وكان العقيد وهي يفرق لي اللحم من القوزي المشوي بيديه وينثر المرق على ماعوني الممتلى باللحم وهو يلهج بالدعاء والشكر على شفائه من حالة الاسهال المزعجة بسبب التبدورة السحرية وهكذا كانت التبدورة محط كل من يعاني من الاسهال الوظيفي.......
ولكن رباط سالفتنا كيف نصنع سدادة تحمي دبر حكومتنا من الاسهال الامني الخارق المتجدد كل يوم سؤال مطروح للباحثين والمكتشفين لان مازال الدبر كل يوم ينزف شهداء وجرحى ونحن غافلون ام ان التحالف السعودي الدولي سيجد تبدورة لنا.



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساواة بالتبول
- مؤتمر قمة بغداد لمكافحة الارهاب ضرورة ملحة
- داعش طيور النار القادمة الى بابل
- لا شيء
- رشوة أب
- زوجة سبير
- كورونا تداعيات بين الفايروس والخوف من العدوى
- انتحار الخراف
- جو بايدين بقلب جديد
- شيزوفيرنيا انتخابية(illusion facebookitis syndrome)
- الحكومة الخامسة
- ثروة محروكة (محروقة)
- قطع سوداء
- مواقف صادقة (الحلقة الاولى )
- جيل واير ليس
- الانتخابات الديمقراطية في العراق الاشكاليات والتحديات
- أخوان بالرضاعة
- الفقر..........التحدي الاكبر لنشؤ الديمقراطية
- المسار الديمقراطي هو الطريق الوحيد للتنمية المستدامة
- دور مفوضية الانتخابات في التغيير الديمقراطي


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - استشارات مزعجة