أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى














المزيد.....

أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 1985 نشر إفرام ناعوم تشومسكي مقالاً بعنوان "حدود الأفكار التي يمكن التفكير فيها" وبمقدار ماجلب له من شهرة ومجد، صار فيما بعد علامة في علوم البرمجة اللغوية والإجتماع والفلسفة والسياسة. وتشومسكى لمن لايعرف هو أستاذ جامعى وفيلسوف أمريكى من أبرز مثقفى العالم ومفكريه، بنى مجده وشهرته بما يتمتع به من إنصاف وحياد وشفافية، ورغم أنه يهودى أمريكى من أصل روسى، إلا أنه قدم فى معظم كتبه وأعماله مايكشف زيف السياسات الأمريكية ولاأخلاقيتها وفضح الممارسات الأسرائيلية فى توحشها وهمجيتها. وقد تحدث فى محاضرة شهيرة فى بوسطن 2013 عن حقيقة المؤامرة الأمريكية على الثورة المصرية ومحاولات تقويض الربيع العربى باستخدام الإخوان لترسيخ الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
فى مقاله "حدود الأفكار التي يمكن التفكير فيها Bounds of thinkable thoughts" ناقش تشومسكى ماحدث فى حرب فيتنام والفظائع الأمريكية التى ارتكبت وكيفية تعامل الإعلام الأمريكى مع هذه الحرب التى تحولت لقضية خلافية كبرى فى الولايات المتحدة ملأت الدنيا وشغلت الناس وأدان عمليات النصب والتزييف التى مارسها الإعلام الأمريكى على الشعب وعلى العالم، لكنه لاحظ ألا أحد داخل أمريكا نفسها سأل "لماذا دخلنا حرب فيتنام من الأساس"، ليخلص إلى فكرته الأساسية أن لكل مجتمع حدود فى التفكير لايمكن أن يخرج عنها، وهذا فى تقديرى مايمكن أن نطلق عليه "الضمير الجمعى" الذى يشكل حركة الرأى العام وتوجهاته، فإذا مااستطاع عدد من المثقفين أو المفكرين الخروج عن هذه الحدود فسيكون عليهم تقديم مبررات موضوعية مقبولة لهذا الخروج تقنع الناس وتقدم معطيات واقعية أو تفسيرات عملية أو معلومات موثقة تبرر ضرورة هذا التناول الجديد أو يكونوا قد خرجوا على الرأى العام بما يصدمه أو بما يعكس مواقفهم الشخصية لا الموضوعية، ولا نتجاوز إذا ماقلنا ومصالحهم الضيقة أحياناً.
شئ من ذلك لاحظته فى تلك المندبة التى نصب سامرها بعض من الكتاب والمثقفين، وهم على قلة عددهم إلا أنهم يحظوا باهتمام إعلامى غير مبرر، إذ يمارسون التفكير خارج حدود مايمكن التفكير فيه، ويتعامون عن حقائق على الأرض ناطقة بخطأ توجهاتهم وتناولهم للشأن العام فى بلادنا، التى لايقدرون حساسية الظرف العام الذى تمر به ويتغافلون عما يحاك لها وما يستهدف كيانها وشعبها ومستقبلها، وأمنها القومى الذى يراه أحدهم من منظوره الضيق جداً، فيحاول إسقاط نوازعه الشخصية على مقوماته ودعائمه، فيخلط بين الدافع الوطنى والمفهوم القومى ويتعسف فى القياس ويفسد فى الإستدلال، ويتعمد اللمز والإلغاز ولايجرؤ على المكاشفة بمنطق الرجال والأسوياء، فيكتب كلاماً حمال أوجه يقرأ على أكثر من محمل، لكنه فى المحصلة يعطيك يقيناً بأنك أمام رجل ينطوى على أفكار يشوبها تعدد الولاءات، فيحدثك عن السيولة المجتمعية، ومشايعة السلطة والتزلف لها، وتتلبسه أفكار ومفردات سبق أن سمعناها ورددها تجاهنا أولئك الذين تحدث تشومسكى عن مؤامراتهم على الثورة المصرية رغم أنهم من بنى جلدته ووطنه الأمريكى. والكاتب فى مقاله عن الأمن القومى يلوى عنق الحقائق كما يفعل الساسة والإعلام الأمريكى، فيبدأ حديثه عن الأمن الإقليمى بينما يرشح من كلماته وأفكاره أنه يقصد دون أن يفصح الإسقاط على واقع الحال فى مصر، فيحدثك عن السفهاء المتنطعين باسم الدولة الذين يقتلون نخوة الأمل لدى المصريين، وحقيقة الأمر أن من يفعلون هذا هم أولئك المتنطعون من أرامل السياسات الأمريكية المجهضة بفعل يقظة المصريين الذين أزاحوا حكم الإخوان وأحبطوا سايكس بيكو الجديدة ومخططات الشرق الأوسط الجديد وعلموا المتربصين بمصر درساً علهم يعوه ليفكروا فيما يمكن التفكير فيه، ولا يحاولوا معنا المستحيل. ولئن اختبأ الكاتب وراء التورية وأحجم عن مواجهة من وصمهم ظلماً بأنهم مماليك السلطة وهوام البشر ودراويش المولد، لا لشئ إلا أنهم وطنيون لايوافقونه فى إدعائه المتماهى مع دعاوى الإخوان وكفلائهم الأمريكيين ومشايعيهم من أرامل أمريكا وبقايا البرادعى، بأننا وطن على شفا الإنهيار والتشظى، فلن أفعل مثله فى ممارسة "التقية" لذا أصارحكم أنى كتبت عن د. مصطفى حجازى، ناقداً مقاله المنشور فى المصرى اليوم الإثنين الماضى.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى