أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة














المزيد.....

الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


الفراق اللذيذ

خارطة العالم تبدأ من حدود مكتبته وتنتهي في أخر عقب من سيجارته رخيصة الثمن , لكنه في نظر الكثيرين عالم ممتع ذو شجون , فيه عالم مرتسم على خطى من أفكار تنقلك إلى فضائات لا حد لها ولا حصر , يسمونه أصدقاءه عادة بالموسوعي له نظرات ونظريات البعض منها لا يمكن فهمه دون الدخول إلى منطقة الفهم التي يدور حلوها , المقدسات تبدأ في ترتيب أولياته الحب والموت في الدرجة الأولى وفي أسفل سلمها يقبع الميل والرغبة للثراء ومجتمع يتمظهر ولا يظهر إلا وكأنه نقطة سوداء في منديل أبيض .
قد يكون الحب مقدسا عند الكثيرين أما الموت فهو ما يتعجب منه من يقرأ أشعاره , صحيح أنه في بعض جوانبه كحقيقة أبدية لا يمكن الفرار منها لكنها تمثل عندي أنا مثلا شكل تراجيدي لحلم الإنسان دون أن يكتمل,هو يرى في الموت تنظيف للطبيعة من الكثير من الأدران السامة ولو أننا نضحي أحيانا ببعض الوجود الجميل لكنه ثمن مقبول مقابل الطهارة ,منذ سنه فقد صديقته التي ألهمته عميقا وأبحر في هيامه بها نحو شاطئ اللا محدود فكتب أروع السونيتات والقطع الشعرية الممزوجة بحلم غير قابل للاستقرار بالوجود لأنه عارف أن رحيله ليس حلا ولا بقاءه جدوى في تصحيح الطريق .
اليوم الذكرى الأولى لغياب القمر الفضي ذو الشعر الذهبي عن أفق الحب المعتق برائحة الأنثى بنكهة الإغواء الأول ,يبدو عليه لمحة من المزاح لا تتناسب مع ذكرى مؤلمة ذكرى تتيح لمن يعرفه أن يشاركه في ألم الفقدان , الشيء الطريف أن علبة السجائر اليوم يبدو من شكلها أنها غالية الثمن وبعض الورود البيضاء والبنفسج هو الطاغ على احتفالية الرحيل اللذيذ , بالمناسبة قصيدته التي نشرها اليوم في مدونته أسماها الرحيل الممتع أو الفراق أللذيذ , قد يكون غريب الأطوار قليلا لكنه صادق في مشاعره ,تحسست الألم وأنا أستمع لنبراته التي بدأ فيها قصيدته ,...
أيها القمر الفضي
ما زلت تسبح وحيدا في فردوسك الأزلي
وأنا من شرفتي العتيقة
أسترق النظر من بعيد
على مشهد رقصتك الأخيرة
مؤلم جدا هذا الوصف لكنه لا يريد أن يمنح أحد فرصة لأن يخرج قمره الفضي ذو الشعر الذهبي من حلبة الرقص هناك في الفردوس الخاص , فردوس لها وحدها منحه السلام ومنحته الحلم بالالتقاء لإكمال أخر رقصة جمعتهما معا , فراق يبدو لي جميل لأنه سيجمع بين إكمال الفصل الأخير من الرقصة القديمة وبداية لرقصة تولد جديدة .
سيحضر العازفون مبكرين
والضيوف من صنف ملائكي
أجسادهم من نور
وأرواحهم من طين
لا يضاهون روحك التي من نور
ولا يستبدلون جسدك الفاني
كلهم سيرقص معنا
ستطفو السماء أنغاما وأناشيد
وأنت بين ذراعي
يذوب نورك ليتفرق قطرات على النجوم
كم جميلة هي النجوم بطعم روحك ..
توقفت كثيرا وأنا أستمع باندهاش لما يصف الرحيل الجميل كجسد لكنه بقاء مع النجوم ,كررت المقطع الأخير كثيرا من قصيدته لعلي أجد هذا السمو في فهم الحب عند الإنسان الذي يحتمي بالحب من الموت كعادة الفرسان حينما يمنحون حياتهم لبقاء من يحبون لكن المقارنة هنا مستحيلة , الرجل يرسم للموت معنى أخر يكتب للخلود أكثر مما ينشد للحياة .
سألته هل أحببت مرة أخرى بعد الفراق ؟, بدون تردد ولا أختباء خلف قدسية الذكرى قال نعم وسأجدد أحلامي بعد كل فناء أو رحيل,لا أظن أن الرجل يحمل هذا الإحساس بالغياب يمكنه أن يجدد عشقه في كل مرة , لكن ختام قصيدته الرائعة أكدت وهو يسجل أول قبلة علنية على خد صديقتنا الوحيدة التي كانت ترتدي الأبيض بحزام فضي يطوق خصرها النحيف ليعلن للخائنين مثلي أن الحب هو كل الحياة ولا بعد حلم يتجدد هناك , الحلم يبقى مستمرا وصادقا حينما يتطهر من رغبة الأنا بالإستحواذ,...
أنصحك أن تبتعد عن الشمس
وسيري خلف النجوم الصغيرة
الكبار يمنحونا ظلا
ومثلي ومثلك
لا يسع أن يعيش في الظل ولا في الظلال
سيري بين الكواكب بزهو
وأنا وأميرتي الجديدة
سنلحق بالقافلة القادمة
لتتم الأشياء
بكل الجمال .
القصيدة في عرف صديقي زواج محلل بين الحرف والروح لا أعلم أجمل من هذا الوصف أن أحدا ما قاله ولكنني أستمع إلى أه حقيقية بين الحروف والكلمات وحتى بين الضحكات العريضة وهو يداعب بيديه المتعبتين من هم السنين خصلات شعرها الفاتنة الجديدة , ويبقى السؤال هل يا ترى سعيدة هذه المهرة البيضاء في ميدان العواطف وهي تحاول كسب قلب ودع بالأمس قمرا للسماء ويوعد أيضا باللحاق بها أو تركها ليلتحق هو ؟, يمكنني الحدس أن بعض النساء لا يجدن دور الآلهة كما لا يجدن دور الجواري في قيامة الشعراء .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني
- التاريخ بين الأسطورة والتزييف
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة