أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الحياة فكرة مجنونة














المزيد.....

الحياة فكرة مجنونة


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل فقدتُ ثقتي بالبشرية؟
هذا سؤال قديم، قديم جداً كنت أطرحه على نفسي بنوع من الاعتزاز والأناقة ، كمن يقوم بربط ربطة العنق قبل موعد هام..
أتخيل طريقتي القديمة تلك بطرح هذا السؤال وأشعر بقليل من الخجل، في الحقيقة بالكثير منه..
منذ زمن طويل لم أعد أطرح مثل هذه الأسئلة الساذجة، كـ ثقتي بالبشرية، والبحث عن الحقيقة .. أصبحت أسئلة مترهلة جداً أمام هذا الواقع الذي أصبح يصرخ في وجهك بعصبية في كل مرة تقوم بالتحاذق عليه بمثل هذا الكلام..
- عن أي بشرية تتحدث . عن أي حقيقة ..؟! ، عليك أن تهتم بنفسك جيداً وبهندامك الذهني لتعرف أن عليك التعايش مع فكرة أكثر اعتدالاً من وهم الحقيقة المطلقة بما فيها من وهم "الثقة بالبشرية".
نعم أصبحت أدرك ذلك، وأصبح صوت الواقع أقل عصبية في خطابه معي، لم أعد أبحث عن إجابات مطلقة أكثر من بحثي عن إجابات مقنعة تقفز بي إلى دائرة أخرى من التساؤلات الأكثر إقناعاً .. وهكذا صعوداً عبر سلم القناعات المتغيرة لدي حتى أصل إلى نتيجة حاسمة ..
-نتيجة حاسمة..!
على مهلك لا أعني حاسمة بمعنى مطلقة، أعني بالحاسمة أي تلك التي أستطيع العيش والموت معها بسلام ما ، وخاصة الموت ، أريد أن أموت عند آخر سلم أو تساؤلات أو إجابات مرضية إلى درجة تجعل الموت أخف علي، لا أقول أخف لأني أخاف الموت بذاته، بل أقول ذلك لأني لا أستطيع حتى اللحظة أن أتصور - لمجرد التصور - صدقني ، لا استطيع أن أتصور أني سأموت وفي رأسي كل هذا الكم من التساؤلات.. تخيل أن تموت مشنوقاً بتساؤلاتك؟!، امر مستفز فعلاً، وخاصة حين تعرف أن حياتك ليست كافية أبداً لتجيبك عن كل شيء، لذلك أفكر بإيجاد تلك النتائج الحاسمة في أسرع وقت ممكن، أو إيجاد طريقة أخرى للخلود، نعم لا تضحك علي حين أخبرك بأني أفكر بالخلود، لا أعرف الكيفية بعد لكني أشعر أن ذلك ممكن على نحو ما .
هذه الفترة أكرس جهوداً عالية في الخوض في نظريات الكونتم العجيبة، أشعر أني سأجد الإجابة هناك بعد أن فقدتها في الميتافيزيقا والخيمياء.. الإجابة قد تبدو بصيغة كهذه " الكثافة الكمية لذرات وعي الإنسان تقابلها احتمالات عديدة لخلوده في مستوى ما او بعد ما لم يصله التسلط الحتمي للوعي البديهي" لا تقل أني أخرف، أستطيع أن أجزم لك أن كلامي علمي من الناحية الكونتمية والفيزيائية.
هل تعرف أن فيزياء الكونتم لا تجيبك عن التساؤلات العظيمة والكبيرة بشكل مباشر .. ليست معنية في أن تجيبك، بل هي مسؤولة فقط عن خلق مزيد من الأسئلة المعقدة وبطريقة مريحة ، أسئلة غرائبية وصغيرة جداً تشعرك أن العلم يقوم بمضاجعة المنطق البديهي، لكنها كافية لتعطيك فكرة بحجم الذرة تقول لك أن كل الاحتمالات ممكنة .. إذن أنا لا أملك سوى أن أشرع أجنحة الاحتمالات للبحث عن فكرة الخلود تلك.
هل ما زلت معي ..؟
- نعم نعم ، أفهمك ، تتحدث عن فكرة بحجم الذرة تلهمك الخلود، لتستطيع الاستمرار في حياة تضج بالتساؤلات اللامحدودة .
يسعدني فهمك للموضوع على هذا النحو ، لذلك صدقني لا بد أن أقترب أكثر وأكثر نحو ذرة الاحتمالات المطلقة لعالم الإمكانية العجيب الذي تتحدث عنه نظرية الكونتم تلك. أعلم لست عالماً فيزيائياً ، وخبرتي في الرياضيات ليست واسعة، لكنني شخص لديه خيال واسع وهذا هو المهم، الأرقام لا تهم حين يكون لديك خيال يحلق بك إلى نقطة الاحتمالات المفتوحة تلك، أيضاً لدي موهبة في إدراك التعقيدات وتحويلها إلى فلسفة واقعية وهذا ما أحتاجه، أن أقوم بخبز تلك التعقيدات في رأسي جيداً ثم أحصل على النظرية النهائية جاهزة .. وحين يتم الأمر سيكون لدي حياة خالدة صدقني أعيشها على هذا البعد او على احد الأبعاد الاحدى عشر تلك .. لو كان لديك الوقت الكافي لحدثتك أكثر عن الأمر ولبدا لك كل كلامي هنا أكثر تعقلاً.
هذه هي المشكلة حين يبدأ الإنسان الخوض في الحديث عن التساؤلات ثم الرغبة بالخلود ثم نظرية الكونتم المجنونة لا بد وأن يبدو الأمر غريباً، لكني اقسم لك أنه ليس كذلك. نعم ليس الأمر كذلك، وان كان كذلك فيسعدني أن أخبرك أن الحياة بأكملها ليست أكثر من فكرة مجنونة.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوني أحدثكم
- الرواية عالمي المباح
- بماذا تفكر؟
- جزء من فصل من رواية الواحد
- في الرواية يحدث أن
- لن أصبح دجاجة
- شعوب لا تجيد سوى التصفيق
- للجمال سطوته المخيفة
- أحداث قصة غير معلنة
- كاد أن يكون لدي نجمة
- قصاصات
- الإله كأعظم استراتيجياتنا التبريرية.
- الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )
- المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )
- الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الحياة فكرة مجنونة