أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - من الذي سيخرج رابحا ًفي العراق















المزيد.....

من الذي سيخرج رابحا ًفي العراق


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بلد الأسطورة القريبة من الخيال ،ولقلنا ولقالوا أنها أساطير لولا الحقائق التي تحكيها الأثار الشاخصة الى يومنا هذا وذكره المنتشر في شتى المراكز الثقافية في العالم ،فيه خط أول حرف وأخترعت العجلة وأستخدم نظام الري ووضعت أول شريعة مكتوبة ( شريعة حمورابي ) ،أنه بلد حدائق بابل المعلقة وزقورة أور وقيثارتها وهو مكان جنة عدن وأرض الف ليلة وليلة ومغامرات السندباد وحكايا شهرزاد .
وهو اليوم قلب العالم ومركز احتياط الطاقة فيه ،وكان عصيا ً طيلة السنين الماضية سواء سنين رخاء او جدب فقد كان عصيا ً على تجار السياسة والمصالح وعصيا ً على نفسه ، فلم يفلح اي طرف من اطراف التحالف الدولي الذي دخل العراق بقيادة الولايات المتحدة عامي 1991م و2003 م من تثبيت ركائز مستقرة فيه وان يبدأ استثمار واسع ومستقر للثروات الهائلة فيه وخاصة ثروة البترول .
ومن جانب آخر لم يتمكن العراق ، رغم الممارسات الديمقراطية ، من الوصول الى قيادة سياسية متمكنة توحد المتناقضات فيه وتطمئن على الأقل طوائفه الكبيرة الى مستقبل مشترك من البناء والأعمار والحياة المشتركة لبلوغ صورة مشرقة تليق بما يمتلكه العراق من سمعة زاهية سواء عبر التاريخ او في الزمن القريب .
اللاعبون الرئيسيون :
تعتبر امريكا هي اللاعب الأول على الارض العراقية ليس لكونها الأمبراطورية المتفردة في العالم اليوم فحسب ، بل ولأنها خاضت حربيين كبيرتين لأجل تحقيق اهداف عديدة من اهمها دك و تثبيت ركائز دائمة على الأرض العراقية واثبات انها اللاعب الرئيس فيها والمتحكم بسياستها وثرواتها وقد حاولت جاهدة في هذا الأتجاه دون جدوى واضحة ،فالمواطن العراقي ورغم انه ينظر الى امريكا كدولة ذات امكانيات هائلة يمكن ان تعود صداقتها بالفائدة على البلاد ،ولكنه بدأ يشعر بخيبة امل واحباط شديدين لما حصل من نتائج على ارض الواقع ،ومنذ الأشهر الأولى التي اعقبت الغزو ،حيث لما يزل الأمريكان يشعرون بالزهو لما اعتقدوا انهم حققوه من انتصار ، وبالتالي انطلق رد فعل كبير من المقاومة اعقبت اللا ابالية الأمريكية وعدم صدقيتها بدعاوى التحرير التي اطلقتها .
أن خير الأمثلة على ما نقول ، هو ان خروجها من العراق كان يمكن أن لايكون على الصورة التي خرجت فيها مكللة بالهزيمة والفضائح ، لو انها اثبتت طروحاتها التي دخلت بها العراق ، من انها جاءت لتحرير البلاد من الدكتاتورية ،بدلا ً من ان تثبت العكس، فبدلا" من ان تظهر النوايا الحسنة وتشترك بصورة فعلية في اعمار البلاد ،فأنها دمرت البنى التحتية للبلاد وحل جيشه وأذكاء الفتن الطائفية ، وتم سرقت كنوزه وتدميرها تحت سمعها وبصرها ،وكان قادتها يطبلون لتجزئة العراق الى دويلات ، بدلا ً عن فتح افاق تعاون مثمرة وملموسة للمواطن العراقي الذي فقد ابسط الخدمات والكهرباء والأمان والأستقرار بوجودها.
وبعد احداث داعش ظهر الأمريكان بمظهر المنقذ الذي يخسر يوميا ً ( 7.5 ) مليون دولار يوميا ً من اجل الأسناد في حرب داعش ، وحاولوا ان يثبتوا انهم لايزالون اللاعب الرئيس في العراق رغم خروج قواتهم منها .
وللأختصار يمكن ان نعتبر كل من اسرائيل ودول الحلف الأطلسي ضمن مسار الخط الأمريكي وغير مبتعدين عنه لتشابه الأهداف والرؤى .
اللاعب الثاني ايران :
مع ان الحرب العراقية الأيرانية التي استمرت لثمان سنوات وغذاها اعداء البلدين لأجل استمرارها نكاية بهما وتعتبر بحق اسوء الحروب التي خاضتها دول المنطقة في التاريخ الحديث ،غير ان التحول الذي جرى بعد العام 2003 م اعاد العلاقات الطيبة بين البلدين وقد شهدت افضل اوقاتها في عهد الجعفري والمالكي ،وكان الرئيس الأيراني محمود احمدي نجاد اول رئيس يزور العراق منذ قيام الثورة الأيرانية عام 1979م .
وقد اعتبر الرئيس الأيراني في احد تصريحاته امن العراق من امن ايران ،وهناك علاقات شعبية واسعة تجمع شعبي البلدين لأعتناقهما مذهب واحد وحبهما لآل بيت الرسول ،غير ان السياسة هي بالدرجة الأولى فن المصالح ،وبالتالي فأن لاشئ يحد من بحث ايران عن مصالحها في بلد يشترك معها بحدود طويلة وتعتبر امنه مكمل لأمنها ،وشجعت الظروف المرتبكة التي مر ويمر بها العراق والأستقرار على الجانب الأيراني في عمل ايران على رسم ما تستطيعه من سياسة في الداخل العراقي تخدم اهدافها وبدت في اوقات متقاطعة تماما ًمع الأهداف الأمريكية في العراق كما في الفترة التي تخللت وجود القوات الأمريكية في العراق، ولكنها ظهرت وكأن توجهاتها تتطابق مع التوجهات الأمريكية كما في فترة احتلال داعش للمدن العراقية وهكذا فتقارب اهداف البلدين بين مد وجزر بما يملكان من تأثير في السياسة العراقية .
من اللاعبين المهمين الآخرين هي تركيا التي وان كانت مواقفها لاتخرج عن المواقف الأمريكية والأسرائيلية وخططهما الطموحة في المنطقة ولكنها ترتبط بعلاقات اقتصادية واسعة مع العراق كما انها منفذ عراقي لنفط كركوك وقد شابت علاقات البلدين توترات بسبب السياسة المائية الأنتهازية التي تستخدم بها تركيا لمياه دجلة والفرات وتأثير ذلك على الزراعة والتصحر في العراق ،غير ان هذا يجري لعدم وجود رد عراقي حازم والمقابلة بالمثل بالتعرض للمصالح التركية في العراق .
اما دول الخليج والتي تدور ايضا ً في الفلك الأمريكي والأسرائيلي ،فقد بدأت بعد انهيار نظام صدام بانتهاج سياسة المدافع عن العراقيين السنة كغطاء للنيل من الوحدة العراقية وقد استخدم الكيس الخليجي في المؤامرات المضادة للحكومة العراقية وباتجاه منع استقرارها !
ان شعب العراق المعروف بوطنيته والتصاقه بالدين الأسلامي والعرب يتصف بكرهه للتدخلات الخارجية التي تفرض اي املاءات فرضا ً ورغم انه في الوضع الحالي بحاجة ماسة الى صداقات جميع دول العالم ووقوفها الى جانبه لما تعرض له العراق من تدمير ولما واجهه الشعب من ارهاب مستمر ،الا ّ ان التدخلات بالشكل الذي هي عليه الأن تعتبر غير مقبوله كونها تهمش دور حكومته التي زحف في اكثر من ممارسة ديمقراطية لأيجادها وقد بنى الآمال العريضة عليها في اعادة هيبة العراق وتمكنها من قياد البلاد وافادة الشعب من خيرات البلد وليس لأجل التفرج على ساحة يصول ويجول فيها لاعبون غرباء عن الوطن .
ان الكلمة النهائية التي ستضع النتائج الختامية يجب ان يكتبها شعب العراق بمؤازرة الخيرين في السياسة الدولية وهذا يعتمد اعتمادا ً كبيرا ً على كفاءة الساسة الذين سيضع شعب العراق ثقته فيهم وعلى مقدار وطنيتهم وثوريتهم ليتصدروا نضالا ً ومقاومة باسلة ليس شرطا ً ان تكون عسكرية، من اجل تطهير الساحة العراقية من جميع الدخلاء ومن ثم بدء علاقات صداقة كفوءة مبنية على المصالح المشتركة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فشل الأمريكان في التعامل مع العراق
- الوداع الأخير
- شباب الناصرية ومهرجان دعم النازحين
- زوال دويلة الدواعش وبروز دويلة الكرد
- ثوار البندقية وثوار البناء
- ماذا يريد المواطن العراقي
- ديمقراطية الدم
- العودة خارج فلسطين
- واخيرا ً صوت مجلس الأمن
- امريكا و داعش ..غزل حبايب
- حلال عليهم وحرام على الآخرين
- مؤسسوا اسرائيل ..اجادوا ام اخطأوا في اختيار مكان دولتهم
- ماذا لو كانت خسائر مدني واطفال غزة في الصهاينة
- يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي
- يوم القدس وصمود غزة
- العرب يشتركون في ابادة غزة
- العودة الى الحيوانية والتوحش
- تاج العرب وفخرها
- السلام الصهيوني وحل مأساة فلسطين
- العرب ..احتمال ان يبيض الديك


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - من الذي سيخرج رابحا ًفي العراق