أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟















المزيد.....

أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقارير التنمية لقراءة مراحل التقدم المجتمعي ومقارنتها بما يدعو للتفعيل وإنضاج خطى التنمية في جميع بلدان العالم. وقد أكد تقرير صدر في آذار مارس 2013 بعنوان: "نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم التنوع" على أن عدداً من دول العالم حققت تقدماً في مجال التنمية البشرية بسبب من سيادة الاستقرار والتحولات في النظم الاقتصادية والسياسية؛ الأمر الذي حقق منجزات طيبة في مجالات التعليم والصحة والدخل منذ 2001 حتى تاريخه.
ولعلّ السر الحقيقي الذي يحقق للدول النامية تقدمها بمجال التنمية البشرية، يعود إلى وجود إرادة سياسية تؤمن بالتنمية وبدعم التعليم بمستوياته الأساس والمتخصصة الجامعية الأولية والعليا واهتمامها الاستثنائي بالرعاية الإجتماعية وببرامج تنفتح على العالم وتتفاعل مع خطاه في التقدم الشامل. وأبعد من ذلك اهتمام تلك الدول بقضايا المساواة والعدالة وبالشفافية ومأسسة العمل العام وإخضاعه للقانون وبمقدار العناية المخصوصة بالاستماع إلى جميع أفراد المجتمع وكذلك بالاهتمام بالشؤون البيئية ومجابتها والانتباه المؤمل المخصوص بالتطورات الديمغرافية واحترام التعددية والتنوع وتفعيل القوانين الراعية.
وفي قراءة التقرير الأممي بالخصوص بالتحديد بمجال المساواة بين الجنسين (قضية المساواة بين المرأة والرجل) وبشؤون احترام التنوع البشري، نجد أنّ دول الخليج العربي كانت ضمن مجموعتي التنمية المرتفعة جدا والمرتفعة من بين 187 دولة واحتلت المراتب العشر الأولى بين 21 دولة عربية. فيما تقدمت دول كفلسطين وسوريا والمغرب على العراق الذي احتل الموقع (131) عالميا والـ(16) عربياً!؟ إذ لم يترك خلفه سوى دول هشة البنية والموارد مثل موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر والسودان...
لقد أخفق العراق في التنمية البشرية بسبب من طابع النظام الطائفي وتقوقعه في نطاق الاقتصاد الريعي وولوج السوق الدولي بطريقة مشوهة لا تخدم بناء لا القطاع العام ولا الخاص بحيث بقيت شؤون بناء المؤسسات هي الأضعف بسبب من السياسة التي ركزت على التشغيلي لا الاستثماري في الموازنات والخطط العامة وتعطيل واسع للمؤسسات الإنتاجية ولخطط التنمية الفعلية.. وقد أخفق العراق أيضا بسبب انشغال حكومته بعيدا عن سياسة اجتماعية موضوعية بما عمَّقَ الفوارق الكبيرة في الدخل من جهة أي بما عمق فجوة الفقر في جانب وكذلك وسَّع نسبته في جانب آخر، الأمر الذي تجنى على مبدأ المساواة وأفضى لاختلالات أمنية خطيرة ضاعفت النزاعات المجتمعية والاضطراب الشامل في النظام العام؛ وهو الأمر الذي وضع أيضا الفئات العريضة موضع السحق والحيف والظلم بخاصة نصف المجتمع (النسوي) فانعدمت فرص التعليم والرعاية الصحية المناسبة وانهارت منظومة الحماية الاجتماعية واضطرت قطاعات مجتمعية واسعة للخضوع لمافيات الميليشيات الإرهابية بمستوى انحطّ بالوضع باتجاه عصر العبيد وباتت النسوة يبعن في سوق النخاسة سبايا الانهيار الشامل في حوالي ثلث العراق! فيما حُرِم قطاع الأغلبية من التمكين القانوني وفرص المشاركة وتُرِكت السلطة بأيدي عدد محدود من قادة أحزاب الطائفية والميليشيات..
إنَّ التنمية البشرية لا تتم من دون أرضية أولها تحقيق الأمن والأمان والاستقرار السياسي الاقتصادي وتحقيق العدالة والمساواة وأولها بين المرأة والرجل؛ بخاصة في مجال المشاركة البنيوية بخطى التقدم والتنمية.. وهذا يتطلب منح التعليم أولوية واهتماماً فضلا عن معالجة قضايا الفقر والبطالة بالتشغيل الاستثماري لطاقة العمل للجنسين وكذلك بتوفير فرص مشاركة في رسم الخطط والتنفيذ حيث أن ارتفاع الوعي له دوره الإيجابي ليس في التقدم المعرفي العلمي حسب بل فوق ذلك في تحسن الرعاية الصحية. كما يتطلب التقدم اهتماما بالبيئة ومعالجة التلوث والاختلات المناخية وما أدت من نتائج كارثية فضلا عن حال الإفرازات الخطيرة للتغيرات الديموغرافية المحلية والوطنية العامة أي بحساب حجم كتل بشرية نازحة ومهجَّرة قسراً!! وبحساب معدل الإعالة سواء قسمة عدد الأطفال والمسنين تجاه طاقة العمل الواقعة بين 15 – 65 أم بحساب نسبة البطالة والعجز بسبب الإعاقة وغيرها من قبيل عطالة النساء وإقصائهنَّ عن ميدان العمل المثمر و الإنتاج بالإشارة إلى نسبة متضخمة من الأرامل وطبيعة تكوينهنَّ ومساهماتهنّ إلى جانب ما يرتبط بهن من أيتام وظروف عيشهم وطابع مساهماتهم...
إننا اليوم نفتقد في العراق للإحصاء السكاني العام بسبب القرار السياسي من جهة ومعوقات أخرى. ومن هنا نفتقد لقراءة جدية تحدد مؤشرات نسبة الرضا العام بالحياة ومؤشر الرضا بالوضع الصحي وبالتعليم علما أن معدلاتها العربية لم تصل مستوى 5 نقاط من 10 عربيا في الرضا العام بالحياة وهي بحدود تدور بفلك الـ 50% في مؤشر الصحة والتعليم.. وفي جانب مؤشر المساواة التي تقرأ الرقم 0.045 فقط في هولندا التي تمثل المرتبة الأولى عالميا في مؤشر المساواة بين الجنسين نجد المؤشر عربيا يقرأ معدل 0.555 نقطة ويصل في اليمن مثلا إلى ما يتجاوز 0.780 نقطة وهو عراقيا بوضع فلكي بعدما جرى من استباحة للنساء في ظل سطوة الميليشيات الإرهابية الطائفية ومتاجرتهم بهنّ..!!! وهكذا فإنَّ هذه الأمور عراقيا تقع بمؤشرات خطيرة بسبب الانهيار الشامل للدولة ومؤسساتها وبأسباب قطاعية كما هو الحال بالتلوث البيئي المتدهور في الطبيعة والتصحر والتحول للأرض البور وإزالة الغابات والجفاف وتغيرات مناخية مريعة بلا معالجة فضلا عن انهيار بالمنظومة الصحية وبمنظومة التعليم وتراجعه بأغلب مفاصله وأسس عمله حيث تدني مخرجاته بل تسرب ثلث منتسبيه نحو ميدان الأمية والتبطل والعطالة! ونسب الفقر تصل مستوى الـ89% في بعض محافظات البلاد!! وبطالة بمستويات قياسية حتى من دون مؤشر البطالة المقنَّعة!!
إننا بحاجة لثورة جذرية شاملة وتوفير إرادة سياسية مجتمعية قادرة على تغيير الموقف نوعيا والاتجاه نحو إعادة تعديل الميزان وتوفير العدل والمساواة بغاية انطلاق الحراك المجتمعي بنائياً...
هذه صورة مقطعية عاجلة في ضوء التقارير الدولية وفي ضوء الرصد الميداني لمجريات الأحداث في البلاد. ولابد لأي برامج وخلول نوعية منتظرة أن تقرأ في مثل هذه المعالجات من أجل رسم الخطى والمفردات المؤمل أن تكون مفردات الثورة الوطنية من أجل حياة أفضل أو على أقل تقدير من أجل حياة مؤنسنة بعيدة عن الهزات الراديكالية والاستباحة التي عادت بالمجتمع نحو زمن العبودية والرقيق...!
فهلا أدركنا حجم ما نحن فيه؟ وهلا تعرفنا إلى الحل؟ وأدواته؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة
- نداء لإنضاج موقف وطني عراقي موحد تجاه الكارثة وتداعياتها الت ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2014
- إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم
- عمليات الجيش العراقي في الأنبار بين مكافحة الإرهاب والتجيير ...
- اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة
- في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمج ...
- في اليوم العالمي للتسامح: إصباحات خير وعيد للإخاء والمساواة ...
- أمطار بغداد وغرق بيوت الفقراء بين التذمر والسلبية وإعلان الم ...
- الدائرة الثقافية العراقية في لاهاي، نشاط بحجم مؤسسات الثقافة ...
- أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البن ...
- شوقية العطار في ألبوم -صور غنائية من الذاكرة- تواصل التمسك ب ...
- نداء من أجل تشكيل اللجنة الأممية للتضامن مع الشعب المصري أعم ...
- من أجل حملة دفاع وطنية ودولية لحماية المجموعات الدينية والمذ ...
- الحكومة (الاتحادية) ببغداد: ليس لها القدرة على كف الإرهاب ال ...
- نداء من أجل كرنفال النخلة العراقية
- الشرعية بين المفصَّل على مقاس طرف والمعبر عن السمو الدستوري ...
- 14 ديموزي هو عيد التسامح والسلام عند السومريين، دعوة للاحتفا ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟