أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة المانع - الحرية، الحرية ، من فضلكم















المزيد.....

الحرية، الحرية ، من فضلكم


سميرة المانع

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


الحرية،الحرية،من فضلكم
أم
الحرية،والعدل ،من فضلكم؟

فلنضحكْ اذن ! بعد ان هيأت نصا ادبيا، كمااتفقنا، على شكل رسائل متبادلة بيني وبينكم، عنوانه : "الحرية، الحرية ، من فضلكم " مشددة على أهمية الحرية للمؤلفين فهي كالماء والغذاء للابداع، وعلى ضرورةالاهتمام بها في ملفاتكم حول القصة والادب الرفيع، واذا بي اغير رأيي فجأة في العنوان ، وابدله الى " الحرية، العدالة، من فضلكم " شاعرة اننا ايضا بحاجة الى العدالة. ثبت الفكرة جيدا لئلا يصيبني الانزياح الى عنوان آخر مثل"الحرية، الرحمة، من فضلكم" وتبين لي ان هذه قصة لا نهاية لها، اذااستمررت بالاختيار للعنوان فنحن، على ما يبدو، معوزين جداً، وفي حاجة لاشياء كثيرة في بيتنا الفقير، بل نحن إذا اردتم الحق، بصراحة مساليخ وبالعامية العراقية ( مصاليخ ). واذا بقيت حالتي على ما هي عليه بالتفكير بتغيير العناويين ، حسب الحاجة لنا، فلن انتهي منها، ورب الكعبة، الى مطلع الفجر. قررت أن ارضى بالعنوان المذكور اعلاه واتحدى الاغراء، ولو اننا وبصراحة ( ابو كاطع) خرجنا من اوطاننا، كما أرى، شبه عراة (ارجو العفو) شحاذين، ولا تغضبوا مني رجاء من هذه الكلمة أو تلك، اصبروا عليّ قليلا، لانها لم تأت سوى للاسباب التي توصلت لها في نهاية المقال ( فكونوا معنا) ومعذرة للفضائيات التلفزيونية العربية والمذيعين. الله !! يعني لن استطيع الكلام معكم إلا مع الاعتذار؟! ما هذا اللغو، إنها حالة لا تدل على الميئوس منهم ولا على اليائسين... ابتدأت بحثي بهدوء وكأنني من ابناء مدينة البصرة القديمة المتأدبين، المتأنين، وكما قيل لهم :

قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل

حسنا، لا فض فوك، لكن هذا للاسف لم يفد ابناء البصرة الاكارم المتأدبين ، عطشى الآن وهم الطافون على بحيرات الماء! لنغير الموضوع رجاء لانه حساس. كما تشاؤون، ولكن هذا لا يمنعني من إخباركم عما سمعت عنهم مؤخرا إن الانقراض مصيرهم وسيحل مكانهم آخرون من النوع المتكالب المادي العنيف لينسجموا مع روح العصر، هكذا إذن. كما ترون، يا احبابي، ابتدأت بالسياسيين، ثم تناوشت علم الاجتماع ولكن همي الاكبر والاهم لو تأنيتم مثل أهل البصرة، كان في موضوع الآداب والفنون . وبغتة خفت وارتعبت من النص والموضوع. اخرجت قرص الكومبيوتر الذي كنت منهمكة بالكتابة فيه، ورميته بعيدا عني في اقصى الدرج ، عندما قرأت بصمت ما كتبته مطلة عليه في الشاشة الصغيرة، متحدثة فيه حول الحاكم وهمجيته في ( روزنباق ) – لا ليس (الواق الواق) انتم مخطئون، وكيف يرمي الناس بالرصاص والغازات الخايسة (سامة قليلا) او للكلاب المفترسة حين يخالفون امره اثناء السجود والقعود، من دون رحمة او اي تأنيب ضمير. يهجر ويطرد من يشاء من البلد، عندما يشاء وكيفما يرغب دون اي اعتبارات يحرص على اتباعها اي حاكم لمسؤليته تجاه محكوميه، وكان الله القادر، كما قيل لنا، غفورا رحيما. ملتفتة على ما يسمى بالكتاب والمؤلفين عندنا وبضمنهم النقاد، وكيف تمادوا في غيهم واهوائهم بالكذب والطمع والتزوير، متذكرة ان هؤلاء، ايضا، لا هم لهم سوى نرجسيتهم وابراز انفسهم واسمائهم والقابهم التي يعطونها هم لانفسهم، بل لا يحزنون. اما من له علاقة بالفن الشعري أو القصصي ، فأعوذ بالله من هذه اللهفة والاستعجال عندهم، ادعو الله أن يجعلهم هادئين رائقين فيكفوا عن الادعاء بأنهم من الشعراء وما شعرهم إلا شعر(الشماطيط) الذي ضجت الناس منه وخابت تسليتهم فيه، وما كان من أنس وعظة وعبرة بالماضي عند العربان، إلا فيه عند الضيق، حتى سُلطت عليه فئة ناشبة اسنانها ومخالبها فيه، فملّه القراء ونبذوه وكادوا لتكراره والحاحه بالنشر يبكون. اما الفن القصصي، فلا الكلام قصة ولا تقنية ولا بطيخ ولو ادعوا انهم من القصاصين، لضآلة الموهبة عندهم والتي لا تتجاوز حبة السمسم ، وان رغبوا في تمطيطها. يشبهون في قلة العدة والتمكن والثقافة من يسمي نفسه ناقدا، مقربا ومبعدا من يحب، حسب مزاجه ورغباته الشخصية ورغبة الحكام، ولو كان كلامه زورا وغثا و( خرابيط) . تماديت بشرح وجهة نظري، يا اصحابي، ولو كانت مغلفة باسلوبي الغامض المعروف باللف والدوران، وعدم وضع النقاط على الحروف كما يفعل غيري من الشجعان، خوفا على عمري ونفسي واموالي، وعلى اعمالي التي ربما ستمنع في ( روزنباق ) واحارب من قبل اعوان السلطة، كما حورب غيري وشوش عليه وحرم من ذكر اسمه في مقالات الصحف والمجلات المعنية. كون شراء النفوس صار سهلا كالرز والطحين والسمن والسكر الذي يوزع الآن بالبطاقة التموينية حسب قرار مبيعات "النفط مقابل الغذاء ". لقلة التدابير وعظم الاخطاء والانجراف في الاهواء والشهوات الخاصة بدلا من المصلحة العامة. على اية حال، حينما اتممت المقال ، بالشفاء والهناء ، ولا احد قربي ليقول لي :"على عينك حاجب" ليزعجني، ويقطع سلسلة افكاري المنتشية بالتفاصيل الدقيقة الصريحة والاهتمامات الحريصة، واذا بي فجأة اشعر بالقلق. خفق قلبي، وجف حلقي، ارتعبت من الخوف واصطكت اسناني بسبب مقالي، رميت قرص الكومبيوترالذي طبعته بعيدا عني، كما ذكرت، وصرت افتش عن مخبأ لي، او حيلة لاتخلص بها منه. هدأت اعصابي بعد قليل، وطمأنت نفسي ان لا احد قربي، وانا بلندن الان، فلماذااهتم ؟ تبين لي اني لست خائفة من السلطة وحدها، فهذه امرها محسوم، لكنني مفزوعة من الانسان الذي تحت سيطرتها. بكلمات اخرى من المحكومين وليس من الحاكم. الله، ما هذا يا انت ؟ أتخافين من اناس مساكين هم ايضا يشتكون من الدكتاتورية البغيضة والحرب والحصار. ينادون بالاعتراف الحقيقي بالآخر من دون قسر او اإلغاء؟! قلت مرتجفة: نعم، اني اخاف من هؤلاء. الله. ايه ده ؟ نهرني صديقي الظريف ليضحكني باللهجة المصرية . نعم sorry ، انا اخاف منهم اشعر ان ( الرقعة صغيرة والفتق كبير ) ماذا ؟ ماذا تقولين ؟ بدأت اتلجلج، اريد اخراج الحروف من فمي فلا اتمكن، اردت ان اقول له: من انا ؟! وانى لي الحكم والفصل بالامراذا كنت من صلبهم و واحدة منهم، ولماذا لا اكون شبيهة بهم عندما يتشدقون بالاعتراف بالآخر من دون تمييز بالايديولوجيات او غيرها وهم يفرقون حتى بين الطوائف بل العشائر منحنين كالغصن الوريف على الشلة من الاصحاب والاخدان، متجنبين الطعنة النجلاء التي، ربما تنالهم، اذا لم يذكروا بضعة اصنام صارت مقدسة كبقر الانسان البوذي. او ذاك الذي يهدي النصائح، باستعلاء، للقصاصين وكيف عليهم ان يهملوا كذا ويقرأوا كيت وهو كما نعرف خالي الوفاض - يا بعد عمري - من اهم عدة للناقد واعني التمكن من لغة اجنبية في هذه الايام كي يقرأ الامور من ينابيعها الاصلية، وهذه هي طبيعة الامور للاسف، قبل ان يسن القوانين ويصدر الاحكام كالشيخ الجالس في مضيفه دون حياء ممن تحت رحمته من الفقراء الفلاحين المساكين. اصفرّ وجهي، وارتجفت يداي، متذكرة الآية القرانية الرائعة : ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا هم ما بانفسهم ) مصدقة كل حرف فيها.اذن، لاقلب صفحة جديدة واكف، شلت يداي،(الرقعة صغيرة والشق كبير) مرةاخرى، لا ابا لكم .
شعرت اني اريد ان اسمع اليوم ما قاله الحكماء في الماضي ، وهو كلام لا شك مكرر لكنه عميق بالتجريب والفحص للجنس البشري. وصفوا الحالة التي نحن فيها اليوم، وكأنهم معنا، في العصر الحديث. بدوا لي ادرى بامور دنيانا منا ، نحن ابناء القرن العشرين المزيفين، لسهولة طبع كتبنا القليلة الفائدة والكثيرة الهذر واللغوة والثرثرة مثل مخزن هندي مكدسة فيه البضاعة من شدة الطمع، لا يُعثر أو يستدل المرء عليها بسبب اللاتنظيم. نطبع هذه الكتب احيانا على نفقتنا الخاصة او ننتمي الى حزب حاكم في دولة " روزنباق "وامثالها ،نغض الطرف فيها عن جرائم الحكام وتسلطهم واغتصابهم للسلطة وان تخارشنا بالحملة واندفعنا بالتنديد بالاميركان والانكليز. كل هذا وارد ليكثر العطاء لنا ويفسح المجال للاهتمام بكتبنا من اجل التكبيروالتهليل. نعم يا اخياتي واخواني، لقد قال القدماء فينا ما يعنينا وافاضوا بما يمر بنا هذه الايام بالنسبة للظلم والحماقة، للغشاشين والمداحين والمدعين وان تغيرت الفاظهم وتعابيرهم، متذكرة ابا حيان التوحيدي والمتنبي وابا العلاء المعري وغيرهم ممن استعمل كلمات النفاق والمداهنة والحيلة والدهماء وغيرها من الفاظ، قبل ان يكتشف الانسان المطابع وتعم آلة الكومبيوير في المحلات والبيوت. ارجأت الاطالة، بعدئذ، وطويت اوراقي مغادرة الكرسي الجالسة عليه، مستسلمة للمصير، حتى برقت في خاطري كخيط لامع براق بسماء لندن المدلهمة بالغيوم السود كلحاف من طين، الآية الاخرى، واعذروني اذا بدوت متجهة اليوم صوب الدين، ولم اكن كذلك ابدا، تذكرتُ، لا ابا لكم آية :" كيفما تكونوا يولَّ عليكم " ثم وليت الادبار مسرعة حافية الاقدام، وحالي كحال الشاعر المتنبي عندما يقول:
لا تنكرنّ رحيلي عنك في عجل فإنني لرحيلي غير مختار

وبإمكاني أن امرر كذبة بيضاء عليكم وانتم غافلون، في دنياكم سادرون لاهون، فإخبركم من أجل اضحاككم بعد ان احزنتكم : تذكرتها ثم مشيت متهادية!
كتبت ب:1999



#سميرة_المانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة ( ما علمتم وذقتم )
- من دفع للمزمرين ؟
- المرأة بضاعة وزخرفة
- هل تدلني على بيتي؟
- ما قلت وداعا أبدا
- نساء
- خروج أديب من قرونه الوسطى
- ما يقال عن المرأة في الادب العربي
- الاعتداء
- العيش في سلام
- التواطؤ الثالث بالسياسة
- التواطؤ الثاني بالجنس
- التواطؤ الاول بالفنون
- البحث عن الموجود
- العاقلة جدا
- بداية حملة السرقة
- الخال
- ها....ها...ها
- ألا ابشروا بالاعمال الخلاقة
- ثمة اسرار


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة المانع - الحرية، الحرية ، من فضلكم