أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2















المزيد.....

ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 08:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذه هي أساسيات الوعي الآدمي وبه سار مع التعلم والتعليم والتفكير يشق طريقه متنقلا من الماضي الى الحاضر تكرارا وتعاقبا حتى اصبح له تاريخ متراكم بالوعي مرتبط باللاشيئية الاولى عبر الزمن الماضي ليصل في لحظة الآن الى المستقبل اللا شيئي بالقدر المحتوم باللاشيئية التالية مضخما من وعية متسلسلا بخطواته فلا يولد عنده جديد الا من قديم ولا مستقبل الا من لحظة الان,فليس كل الماضي عيب عنده وان كان فيه ما يعيب الفشل الخسران الظلم القهر ولا المستقبل كله امل وتفأول وجنان فهو يحمل معه النهاية الحالية الأولى وهذا ما يحزن الانسان,بل العيب كله والامل كله في هذه اللحظة في الآن المستعاش فبعد هذا الزمن التاريخي وبعد الهداية وتراكم المعرفة وتذوق الالم والخسران والفشل بعد العلم المنطلق في فضاء الحرية والتقنية الشاملة المتداخلة تجد ان سدس سكان الارض جياع وان نصف السكان تحت خط الفقر ولازالت الحروب والامراض تفتك ببني آدم لمجرد ان هناك مجموعة من الناس تريد ان تبيع الدواء والسلاح وتكتنز الاموال وفي النهاية سنعود جميها الى العهد الاول{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}الأعراف 27,فليس بعد الارض من نزول وتطهير من الخطيئة الأولى وقد كثرت خطايانا وعبدنا الشيطان وتركنا وعيننا الايماني لمصلحة وعينا الذاتي الوجودي المادي الذي نعيشه بلا زمن وبلا مكان.
ان فهمنا لدور الوعي في صنع التاريخ وتطويع الزمن يقودنا الى أهمية تعزيز هذا الدور وتنمية مرتكزات الوعي الفردي والجماعي نحو صنع اللحظة لصنع الان المنصرف الى التاريخ فيكون تاريخنا بوعينا وحاضرنا من ذاتية وعيانا الشمولي وليس وعينا المنغلق على ذاته ومنفصل عن الوجود الكلي وعينا المسئول بمعنى المرتبط بالسؤال الى اين نتجه ولماذا نتوجه وماذا نريد تحديدا؟,إن كان وعينا تسوقه الحاجات الانيه المنفصلة عن تاريخنا عن فطرتنا عن المصلحة الشمولية عن كونية الحركة فهو وعي طارئ كاذب ضال.
أما الوعي الذي يدرك الخصوصية الذاتية ويفهم كونية الحركة وشمولية المصلحة ويتفهم حقيقة الزمن بابعاده الخمسه يكون وعيا منطقيا مسايرا للقانون النظامي الذي يستلهم من الزمن التاريخي عبره ومن الحاضر ديناميكيته ومن المستقبل اشراقاته فلا يتقوقع ولا يتحجر ولا ينسلخ عن وجوده التراكمي بل ينطلق بحركة انسيابية مرنة قابلة للتكيف مع المحسوب والمفاجئ قادر على اثبات وجوده والتصدي لكل الطوارق والمعرقلات فلا يمكن للزمن الا ان يحترم وعيا أحترم أولا قوانينه وأدارها وفق المسحتقات وقدر للزمن مكانة الكاشف عن الصوابية والموافقة للضرورات الكلية الشمولية وهي القدر والتقدير والقدرة.
ان الإيمان بهذه المسلمة التاريخية لابد لها من ان تنتج وعيا دينامكيا قادرا على الاستجابة للتحديات المعاصرة ويستلهم منا الحلول والإجابات عن كل التساؤلات والإشكالات التاريخية ومنا إشكالية الوجود وإشكالية التقدير دون ان يترك التاريخ ويتخطى اللامرئي من كونهما عاملان أساسيان في تقويمه معتمدا على العوامل التالية.
أولا.الانطلاق من قاعدة الفصل بين محددات الإيمان الأساسية التي نزلت وفق فكر وغاية وفهم الدين وبين ما نعتمده ونتعايش معه من فهمنا للدين والإيمان بقرأءة منفصلة عن المقدمات والأسباب والعلات التي صنعناه وأنتجها وعينا الخاص, وبذلك نتخلص من عوامل الفرقة والتحجر دون ان نفقد ديننا وإيماننا {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78.
ثانيا.ترتيب المصلحة والمنفعة على أسس أحكام الضروريات والملحات وتقديم الأهم على المهم في بناء المنهج وفق ما اتضح من التجربة التاريخية ومستلزمات الزمن بإبعاده ألخمسه فالغد أهم من اللحظة واللحظة أهم الماضي دون ان نعني بذلك تفريط المستحقات سواء منها التاريخية أو الآنية لمصلحة المستقبل{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } الأنعام132,{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77.
ثالثا.توقير الحرية باعطاءها المساحة المستحقة لها كراعية للوعي وحاضنة للإبداع وعدم الخوف من تأثير الانفلات والتحرر المفرط لان في النهاية لابد للزائل والغير منضبط ان يتنحى لصالح الأصيل والنافع{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108.
رابعا.الاعتماد على التعلم وتطوير مناهجه واعتماد الاستمرارية والمواظبة دون انقطاع لان في ذلك تجديد للمعرفة وعدم التوقف عند تقديس المعرفة فالصالح منها وإن كان صالحا في اللحظة والمكان الآن قد لا يكون بنفس المستوى من الصلاحية والأهمية بعد تحرك الزمن وتغير المكان{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7.
خامسا.الاستفادة القصوى من المنهج المعرفي للأخر دون التسليم بصحة المنتج المعرفي عنده أو أنكارها بدون فهمه بالمقاربة والمقارنة مع ثوابتنا العقدية الأصلية إلا بعد دراسة الظروف الفيما حولية وتأثيراتها على إنتاج المعرفة مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخصوصية والمتحول والمتغير من عوامل الزمان والمكان والتجربة{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3.
سادسا.الاعتراف بان التقصير في إدراك المتغيرات وقوانين التطور والتحول سببها الظروف السياسية والاجتماعية والابتعاد عن روح الرسالة باتجاه تشخصن الذات الحاكمة ولو كانت هذه الذات هي التي فرضت وبشروطها وبغياب الحرية والحوار أهدافها ورؤاها المعطلة والكابحة للوعي الجمعي ولفظ كل ما من شأنه الإضرار بالمسيرة ونزع القدسية عنها فالقدسية فقط للحقيقة الدافعة والمحفزة للارتقاء بالعمل والفكر نحو العمل الصالح {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى }طه79, {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني
- التاريخ بين الأسطورة والتزييف
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي
- عار التأريخ وخطيئة الإنسان
- فنتاستك _ قصة قصيرة
- فكرة الوجود وحقيقة الغيب
- الشيئية وفكرة العدم
- شبهات تأويل النصص الديني
- معنى السلفية الفكرية والسلفية الدينية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2