أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب















المزيد.....

دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسوة وبث الرعب في صفوف المعارضين وفي صفوف المجتمع من عناصر دولة الخلافة الاسلامية التي يقودها ابو بكر البغدادي وبدعم عسكري ومالي لدولة تركيا وامارة قطر وامراء السعودية، ليس بجديدة في التاريخ الاسلامي ولا في التاريخ المسيحي ولا في تاريخ الامبراطوريات القديمة كالفراعنة والبابليين والاشوريين والرومان ولا حتى في عهد النظام العالمي الجديد الذي لم يكتب له النجاح عندما امطرت ادراة بوش الاب والابن العراق على التوالي في 1991 و2003 وافغناستان باللالاف المؤلفة من صواريخ الكروز والقنابل المتنوعة. ولسنا هنا في موضع لتصفح اوراق التاريخ، الا اننا يجب ان نتوقف ولو قليلا، كيف استطاعت دولة الخلافة بأعادة المشاهد المروعة لترويض المخالفين وبسط نفوذها وسلطتها، وان تثبت لها موطئ قدم في العراق وسورية وينظم اليها متطوعون من الشباب ويرفعون رايات القتل والذبح حتى في البلدان الاوربية، في الوقت الذي تناضل البشرية في العديد من دول العالم من اجل الغاء حكم الاعدام.

كل النظريات والتحليلات السياسية وخاصة القادمة من الغرب والدول المصدرة لهذه العناصر التي تقف على راسها المملكة السعودية، بأن هؤلاء فئة ضالة ولا تمت بأية صلة بالاسلام، او ان الحكومات الغربية تتحمل مسؤولية في عدم تسليح الجماعات المعتدلة في المعارضة السورية، او ان نوري المالكي هو المسؤول عن ما يدور في العراق، هي في الحقيقة وصفا لما يجري من احداث من جهة، ومن جهة اخرى هو تنصل تلك الانظمة والدول من المسؤولية من ما يحدث بوجه الخصوص في العراق وسورية. اي بشكل اخر بأن هذه الدول لا تريد ان تمس جوهر الاسباب والارضية التي تستمد دولة الخلافة الاسلامية قوتها منها، وبالتالي لا تريد علاجها بل تبغي وبشكل مدروس ومخطط لترويضها ووضعها في اقفاص تطلقها منها متى ما تشاء وتقتضي ضرورات مصالحها الاقتصادية والسياسية.

ان دولة الخلافة الاسلامية تستند حشيتها قبل كل شيء على الجيفة التي وفرتها الحملة الايمانية لصدام حسين عام 1996 للتخفيف المعنوي على جماهير العراق بأبعادها نحو الدين، من وطأة الحصار الاقتصادي الوحشي الذي فرضه الغرب دون وجه حق تحت ذريعة معاقبة نظام صدام اثر دخوله الى الكويت. ان عبارة "الله اكبر" التي تنقش اليوم على رايات دولة الخلافة الاسلامية، رسمها قبل البغدادي صدام حسين على علم العراق وظلت مكتوبة على العلم بعد الغزو والاحتلال وحتى يومنا هذا. ان اول من لقب نفسه"العبد المؤمن" هو صدام حسين، وهو الذي حرث الارض وهيئها كي تنمو نبتة دولة الخلافة الاسلامية ليكون بعد ذلك ابو بكر البغدادي اميرا للمؤمنين بما فيهم صدام حسين العبد المؤمن.

وعلى الجانب الاخر يقف "الاسلام المعتدل" في السعودية وبأموال النفط، وفي قطر باموال الغاز يٌخَرَجونَ الدفعات تلو الدفعات من الجيف، للتبشير الفكري والدعائي والاعلامي والسياسي لدولة الخلافة الاسلامية من اجل تعبئة وتجنيد الشباب للقتال في صفوف البغدادي. والغرب بقيادة الادارة الامريكية ما زال يردد مثل الطالب "الدراخ" الغبي ان الاسلام متسامح* وليس له علاقة بما تفعلها دولة الخلافة الاسلامية.

على الطرف الاخر يقف الخامنئي مرشد الجمهورية الاسلامية مختالا وفخورا ويشتفي بالغرب ويتهمه بأن القاعدة وداعش صنيعة غربية**، وكأنه يريد الضحك على الذقون والتبرئ من ان القاعدة اتخذت من ايران جبهة خلفية لها يصول قادتها وامرائها واسرها بحثا عن الراحة والاستجمام. او نسى ان قادة الجمهورية الاسلامية اول من بدء في تطبيق قوانين دولة الخلافة الاسلامية عندما ادرجت حكم الرجم بالحجارة على عشرات المتهمين من النساء والرجال بالزنى، او انه نسى كيف ان الخميني امر بقتل 1500 اسير عراقي في معارك الخفاجية او السوسنكرد لانهم كفار والاسير يحل قتله في قوانيين دولة الخلافة الاسلامية كما يقول قرآنها***، او تناسى كيف كان يرسل الانتحاريين في الحرب العراقية-الايرانية وفي رقبة كل انتحاري سلسلة علق بها "مفتاح الجنة"، وزعها الخميني على التواقين للجنة عبر بوابة الموت في الحرب الوحشية التي دارت بين ايران والعراق لمدة ثمان سنوات، او نسى كيف اصدر الخميني فتواه في قتل الكاتب البريطاني الهندي الاصل بسبب روايته "آيات شيطانية" بحجة المس من قداسة الشخصية المحمدية. اليست كل هذا البنود مثبتة في شرائع دولة الخلافة الاسلامية!

لكن ليس هذه كل القصة وراء دولة الخلافة الاسلامية، فالجيفة التي باتت تقتل رائحتها البشر ليس في العراق وسورية فحسب بل في عموم العالم، وحيث تستمتد ارضيتها ايضا من الطائفية التي روج لها ودعمها سياسيا ومادية وعسكريا الاداراة الامريكية وبريطانيا بشكل اساسي، منذ مؤتمر لندن عشية الحرب على العراق عام 2002، ثم شيد على اساس ذلك المؤتمر مجلس الحكم والعملية السياسية برمتها في العراق بعد 19 اذار من عام 2003. وبعد الثورات الجماهيرية في تونس ومصر وهبوب نسيمها على مختلف الانظمة التي تتسلم معوناتها ورواتبها من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الامريكي للتنمية، اطرت الطائفية سياسيا واجتماعيا وامنيا لتحريف تلك الثورات وتفريغها من محتواها. وهذا ما حدث في سورية بعد العراق ليعلن بعد ذلك دولة الخلافة الاسلامية امام مسمع ومرأى الغرب لتنشر جيفتها في كل مكان، ويلتحق بها المئات من الشباب الذين ضاعت هوياتهم السياسية ومٌسَخَتْ انسانيتهم وشوه فكرهم بفعل سياسات الغرب في عقر دارهم وفي الشرق الاوسط والعالم.

ان التحالف الدولي الذي يسعى اوباما لتشكيله لمحاربة دولة الخلافة الاسلامية وخاصة بعد اجتماع الناتو الاخير الذي وضع في اولويات اعماله محاربة دولة الخلافة الاسلامية والقضاء عليها، سيتمكن من تدمير دولة الخلافة الاسلامية لكن لن يستطيع من قلعها من جذورها. ان الحل الامني والعسكري ليس من شأنه الا بترويع مخالفي الانظمة القمعية والاستبدادية وحتى الديمقراطية مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا تحت عنوان وذريعة "محاربة الارهاب".
ان الطريق الوحيد لقلع جذور دولة الخلافة الاسلامية والى الابد يأتي عن طريق قطع الدعم الغربي الدبلوماسي والسياسي والعسكري والامني عن "الاسلام المعتدل" الذي تقوده السعودية، وكذلك حزب العدالة والتنمية التركي، وقطر والذين يدورون في فلكهم، وتقديم كل اشكال الدعم لتأسيس انظمة وحكومات علمانية في الشرق الاوسط والدول التي صنفت بالاسلامية، وتغيير سياسة الدول الغربية اتجاه المهاجرين والجاليات والغاء قوانين التعددية الثقافية والعمل على ادماج تلك الجاليات بالمجتمعات بدل من فصلها عنها، ومعاقبة كل الانظمة التي تحاول تطبيق قوانيين دولة الخلافة الاسلامية اتجاه المرأة والاطفال والحريات الانسانية..

* كلمة جون بايدن نائب الرئيس الامريكي بمناسبة ذبح الصحفي الامريكي الثاني ستيفن سوتيلوف.
** حديث خامنئي في اجتماع لخبراء القيادة في طهران قبل ايام.
*** سورة محمد الاية رقم 3 مدنية في القرآن.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق
- شرق اوسطي جديد.. ليس بمفهوم الولايات المتحدة الامريكية ولا ب ...
- تشكيل الحكومة بين أزمة الإسلام السياسي الشيعي وأزمة العملية ...
- نبأ اعلان رحيل منى علي (ليلي محمد) عن الحياة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب