أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - كيف نقرأ النص تأريخيا














المزيد.....

كيف نقرأ النص تأريخيا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القراءة التاريخية كيفاً

القراءة بوصفها الذي يتأخذ منه العنوان متعددة حسب المنهج الذي يتبعه القارئ وينحاز له معتمدا على أدوات محددة ليس من خياره الخاص بل من افتراضات الزاوية التي يقرأ منه وما يفهمه من مرادات هذه الزوايا, فالقارئ النقدي مثلا عندما يقرأ الفكرة لا ينظر لها بعين السيكولوجي ولا بأدوات الرمزي ولا باستحقاقات التأريخ مثلا , أنه يبحث عن مواطن محددة تشكل له بيئة يطبق عليها منهجه النقدي الذاتي ووفق رؤيته لمعنى النقد ووعيه بالمنقود متسلحا بالمعرفة التي يتنافس بها لأجل أن ينتج منها فكرة خرى.
فلا يمكن مثلا لمؤرخ أن يمارس فنه النقدي إلا من زاوية التأريخ لأن معطاه الأولي مبني على فكرة التأريخية وأدواتها الزمن الروائي وحقائق التدوين وما بينهما من روابط ومستلزمات فكرية ومنهج يوصل به إلى معرفة حركة الحدث تأريخيا ومن ثم يجري عليه الحكم النقدي , دون أن يكون ملزما مثلا بمراعات الجانب المعرفي خارج معرفته للتاريخ ,مثلا وغير ملزم باستخدام علم النفس أو علم اللغة في بحثياته وإن كان يستعين ببعض مفرداتها ولكن ليس كعلم ومنهج متكامل وهذا اصلا خارج وظيفته الأساسية.
إنه يفهم التأريخ كما يفهم الطبيب مثلا علم الجرحة وكن كي تكون ناجحا كطبيب لا يلزمك هذا أن تلم بالتأريخ لطبي أو تأريخ علم الطب , لكن المؤرخ الطبي لذي يؤرخ لعلم الطب لا بد له أن يكون ملما بأجزاء واسعة من ثقافته بعلم الطب لأن من يؤرخ في الطب عليه أن يفهم مفردات علم الطب ويدركها بخصائصها لئلا يقع بالتوهم والتشابك المعرفي مما يفقده الجدارة لأن يكون مؤرخ طب ,هكذا هو الحال عندما نقرأ الدين بروح التأريخ ونمارس منهجنا النقدي عليه ,لا بد أن نكون مؤمنين أو على الأقل نتوفر على وعي بما نؤرخ له أو نتعامل معه تأريخيا حتى لا تختلط الأمور ونقع في الجهل المركب في التاريخ وفي الدين وبذلك نفشل في القراءة وفي النقد أيضا.
شرط التأريخية الأول ان تعي لتأريخ وتفهمه على أنه ليس سجلا فقط للفعل البشري وسرد لقصة الوجود , هذا تبسيط غير علمي للتأريخية وتجهي حقيقي لمعناها ,الفهم التأريخي هو استنباط قوانين المستقبل من خلال حركة الماضي والحاضر حتى يكون بإمكاننا التنبؤ والقياس للفعل القادم وتوقع الحركة التالية منه ,بذلك يساهم التأريخ في تعزيز فرصة تحقق الكمالات البشرية ,ما قيمة التأريخ إن كان يخبرني عن بطولة فلان وشرح تفاصيل واقعة فلان دون أن يبين لي القيمة المرجوة من هذه الحكاية أو تلك ,حتى في النصوص القرآنية التي تناولت بأسوب تأريخي قصص الأقوام والبشرية التي سبقت كان وراءها هدف ليس لسرد القصة واستظهار واستحضار واقعها ,بل ساهمت في بلورة فهم لبعض المعاني والدلالات التي يراد من وراء سوقها أن تؤسس لشيء جديد خارج سياق الزمن الماضي.
لا بد أن نفرق بين تأريخية الفكر الديني ونقد هذا التاريخ لنخرج من بين طياته وملفاته حقائق إصلاح للواقع وللوجود ,وبين أن نفهم الدين كواقعة تأريخية سجلها السرد التأريخي خارج أطارها الروحي والفكري أي جردها من الروح والجوهر ولا بد ان نمارس عليها لنقد وهي ميته وهي خالية من جوهرها كما يدرس الطب كتأريخ خارج الواقع الإنساني ذاته , هل يمكن أن نفهم كيف تطور لطب دون ان نفهم الوقائع التي ساعدت على هذا التطور وأن نفهم كميت التضحيات التي قدمتها البشرية بالأرواح والأنفس قبل أن نصل هذا لتطور, أنها مفارقة أن نجرد الفكرة من جوهرها ومن روحها المحركة ,الدين فكر ذو جوهر وروح يتحرك بالوجود وينتج أثره وتصورته وأحكامه من خلال الروح والجوهر وهما الإيمان الفطري بصورية وشكلية وكونية علاقة الارض والسماء ورسم أفاقها ليتحول ذلك إلى ما يشبه الحاجة المستجدة على الدوام.
للناقد التأريخي حتى يكون منصفا ومتجردا في عمله أن يرى بنفس لعين والمنهج لكل ما يمر به ويطبق ما يعتقد ويؤمن به حتى على فكرته النقدية ذاتها ولا يستثني نفسه منها لأنه بهذا سيكون لا علميا ومنحاز وجاهل جهلا مركبا لا تشفع له تأريخيته المزعومة إن لم يؤمن بها سلفا, فلو طبقنا مثلا نظريته القائلة بسلفية لأحكام القرآنية ومدى تأثر فكر القرآن الكريم بها كما يقول((فلو نظرنا إلى المجتمع العربي آنذاك لأدركنا أنّ هذه الأحكام كانت سائدة ومتداولة لدى العرب في ذلك الوقت أو كانت شبيهة لها كثيرا)) لو طبقنا نفس المبدأ على دراسته النقدية للدين المحمدي أو ما يسميها المقاربة التأريخية لفهم الدين على ما يقول ,سيكون من السهل علينا أن نقول _ لو نظرنا إلى المجتمع الفارسي قديما وحديثا لأدركنا أن دعوة سروش سائدة ومتفشية فيه بدليل أن كل الأصوات الشعوبية والحركات المناهضة للفكر الديني المحمدي والتزندق والإلحادية تخرج من المجتمع الفارسي وهذه حقيقة تأريخية لا يمكن إنكارها وبالتالي فصوت سروش واحد من هذه الأصوات أو أنها شبيه لها كثيرا_ هنا لا يمكن ان ينكر سروش القاعدة التي بنى عليها فكرته وإلا عد رجل عبثي لا فكرة علمية يمتلكها ويدافع عنها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي
- عار التأريخ وخطيئة الإنسان
- فنتاستك _ قصة قصيرة
- فكرة الوجود وحقيقة الغيب
- الشيئية وفكرة العدم
- شبهات تأويل النصص الديني
- معنى السلفية الفكرية والسلفية الدينية
- نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري
- رسالة من عاقل _ قصة فصيرة
- في معنى التداولية الفكرية
- دراسة في الفلسفة البعدية (الأفتراضية البعدية)
- الدين وملامح الصراع العقلي
- أحلام الركن الشرقي المتهمة بالجنون _ قصة قصيرة
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج1
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج2
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج3
- العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح1
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح2


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - كيف نقرأ النص تأريخيا