أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - ضجيج من النافذة ..وشعر غير موزون














المزيد.....

ضجيج من النافذة ..وشعر غير موزون


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


جميل أن مكتبي في الطابق الثالث ..فوق.. أشعر أني بالأعلى لست على الأرض..وأقرب الى السماء..أليست هي المكان الذي نسعى أن نذهب اليه جميعا؟! ألا تحوي أرواح كل من فارقنا من الأحبة الى غير رجعة ؟! ...من نافذة مكتبى أرى بناءً شاهقا من المفروض أنه صمم ليكون جميلا ولكنه ليس بجميل ! فارتفاعه وضخامته يحدان من رؤيتي للسماء الزرقاء ..أعشق لون السماء.. اللون الأزرق.. يقولون ربما لأنه لون عيني أو هكذا يقول الناس عني ..عينان زرقاوان وهما رماديتان بمسحة خضراء بلون عشب بلادي الذي يجف سريعا( هل نعشق ما يشبهنا؟).. أليس الحب هو لمجرد الحب أم يجب أن يكون له سبب؟ .
اشتم رائحة هواء بلادي الذي أحب.. المليء بروائح دخان وبنزين ورائحة القلق...وتعبر من نافذتي في الصباح نسائم صيفية ترد الروح ولكن الروح هامت ...ما عدت أشعر بتلك اللحظة الحريرية حين تمر النسائم تلامس خدي وتداعبه برقة ...فالفكر مليء بأشياء صغيرة ..توافه الحياة اليومية..تتجمع تلك الأشياء في منظر واحد ومشهد واحد لتشكل ضيقا وقلقا ...من ماذا لست ادري؟ في شبه لحظة من الزمن تعود المشاعر كما كانت وأقع من جديد في غرام تلك النسائم! أنسى التوافه وأعود فأعشق الحياة!
ضجيج...أت من الشارع ..كلهم ينصحوني بإغلاق نافذتي..لا أستطيع تعودت على هواءها...هذا الذي يحمل في طياته غبارا ودخانا وقلق!!
استكثروا علي رؤية سماء صافية من نافذتي العالية! ..فبدأ بناء أخر أكبر وأضخم بالظهور..وظهر معه المزيد من الضجيج ..أصوات العمال واصوات مطارق وآلات ...تختلط مع زوامير السيارات وصوت الشاحنات..لتضفي ملمحا جديدا لهواء نافذتي ...الإزعاج...
كيف تحتملين كل هذا الضجيج...؟!
احتمل الضجيج ... لا أقدر على إغلاق نوافذي أينما ذهبت أريد فتح النوافذ..فليأت الضجيج والغبار...
أنا لا أستطيع العيش بدون هواء نافذتي...
أنا لا أعرف كيف تستطيعون العيش ونوافذكم مغلقة؟!
**************************************************
البارحة فتحت دفتر أشعاري ..القديمة نعم لقد كان لدي نهفات وأنا في المدرسة وأيام الجامعة..نهفات شعرية
وحتى أني كتبت قصصا قصيرة كلها تبعثرت بالهواء .. وبعضها خُط في دفتري بدون ترتيب وبخط (معفشك).

لم تكن أشعاري موزونة...ولكنها كما مرة قالت لي معلمة مادة العربي ..تحمل الكثير من العواطف أليس الشعر يحتوي عاطفة تُصور بالكلمات ؟هل من الضروي أن يتبع بحر البسيط أو بحر الوافر مثلا؟ ألا يكفي أنه يغوص في بحر الحياة ؟!


كم ضحكت وأنا أقرأ ...كانت هناك أشعار غزلية ترى لمن كانت تلك القصائد؟
لهوى لم يتجسد..لحنين الى لحظة عشق كم سمعنا عنها وكم تكلمت عنها أغانينا؟
لحب أول لم أعرفه حقا..ما هو الحب الأول؟
هل يُسجل أول اعجاب بالطرف الأخر أنه حب أول؟
كانت السمة الغالبة هي المعاناة ..المعاناة من الحبيب وهجره ..الحبيب الذي لم يكن!!
هل نحن نكثر في تصوير الحزن ...في كتاباتنا وهل نميل الى المأساويه؟...
أم النهاية المعروفة للبشر قد طبعت فينا طابع الحزن حتى لو كان متخيلا فما عدنا نكترث بلحظات الحب والفرح فنتجاوزها لنظهر الألم الموعود؟!
تذكرت أبي حين سمعني وأنا صغيرة أدندن تلك الأغنية التي كانت أول أغنية أعرفها لأم كلثوم والفضل لأخواني الأكبر مني في معرفتها (لمَ لم يستمعوا الى الأغاني الراقصة أكثر؟!)..كان المقطع يقول ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني ...يامسهرني!
سألني أبي حينها ضاحكا :مين هو ؟
منذ طفولتي كنت أبحث عن شيء... غير موجود!
تمتزج ذكريات الطفولة مع الحياة اليوم..لتشكل صورة نهائية ملونة ..لكنها ذات ألوان باهته ..شاحبة.. تلتفت إليها فتريد استرجاعها وترغب أن تزهو ألوانها..يا ليت!
ما أقصر عمر البراءة فينا...إنه كعشب الربيع ..أخضر نضر...قد جف وأحرقته أشعة شمسنا في بداية صيف!

وبعد أن سررت باستعادة تلك اللحظات التي كنت أكتب فيها ما كنت أظنه شعرا! والتي أعادتني الى جو الذكريات وشحنتي بعاطفة الحنين الى الماضي،قلبت صفحات دفتري الصغير لأجد تساؤلات عن القدر والموت والحياة والنصيب .. وعن الزمن؟


هل لهذه الدرجة كنت حائرة ولم أعرف حينها..هل كانت أشعاري وكلماتي تريد البوح بأكثر مما حوت؟
ومنذ ذلك الوقت هل تغير شيء؟ وهل لقيت إجابة على تساؤلاتي؟!
لا.. لم يتغير شيء..لايوجد إجابات على تلك التساؤلات!


جميلة تلك اللحظات التي نتأمل فيها وجودنا وكينونتنا ومصيرنا! لحظات تعبر كالسحر تشعر بإحساس غريب.. وكأنك عثرت على ضالتك المنشودة.. فتركض في خيالك وتلهث لتجد كل ماظننته حقيقة هو سراب!
كم من الأشياء حقا قد عرفت ؟!وهل تلك هي معرفة حقا؟
هل سنكف عن التأملات..لا أظن! ولكن ما نفعها إن لم تجب حقا على التساؤلات؟!
يكفي أنها تعطيني سحرا ..لا أجده بأي شي كان..حتى لو كانت كل الأفكار سرابا بسراب!
***************************
برد فنجان قهوتي على مكتبي ..تنبهت أني لم أرتشف منه بعد ولا رشفة!...عدت فقرأت ما كتبت ..ما هذا؟
ضجيج..نافذة ..هواء.. أم كلثوم.. وشعر غير موزون ...
...ربما علي أن لا أكتب قبل احتساء قهوتي الصباحية.







#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات أنثوية (8)
- يوميات أنثوية (7)
- روبن ويليامز.. وكارثة الأمة الكبرى
- يوميات أنثوية (6)
- يوميات أنثوية (5)
- يوميات أنثوية (4)
- من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة
- يوميات أنثوية 3
- غرامة البيكيني!!
- يوميات انثوية (2)
- يوميات انثوية (1)
- إنك للمأسورين محرر
- اشتقت إلى صلواتك
- عادي!
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - ضجيج من النافذة ..وشعر غير موزون