أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الطلاق..منجز ديموقراطي!














المزيد.....

الطلاق..منجز ديموقراطي!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    


للجواهري الخالد بيت شعر جميل:(أبا ألأحرار لا تعجب فأنّا نعيش في البلد العجيب). فمن عجائب الزمن الديمقراطي ان عاصمة الدولة الاسلامية وحاضرة الدنيا..بغداد..غرقت في شتاء 2012 من "مطرة" يوم واحد،وان الموصل الحدباء سقطت في ليلة واحدة واصبحت بيد (داعش) في لغز لم تحل طلاسمه...ومنجز آخر عجب هو ان الطلاق في المجتمع العراقي المسلم والعشائري،صار ظاهرة توازي الارهاب! بحسب وصف القضاة.
والعجب أن الزمن الدكتاتوري الذي أضاف لأسباب الطلاق التقليدية ما نجم عن حروبه الكارثية(حالات الأسر الطويل،الاعاقة..)،والهجرة هربا من جمهورية الخوف..،فان نسب الطلاق شهدت تزايدا غير مسبوق في الزمن الديمقراطي مع انه يفترض أن تكون أقلّ.
فلقد افادت التقارير الصحفية ان حالات الطلاق سجّلت ارقاما قياسية تتصدرها بغداد الكرخ فالناصرية، فالنجف بالمرتبة الثالثة.وأفاد تقرير من احدى محاكم الكرادة بأن عدد حالات الطلاق فيها تتراوح بين (20 – 50) حالة في اليوم،وأنها صارت مصدر رزق للمحاميات والمحامين وكتّاب العرائض!.
والعجب الثاني،كان على النظام الديمقراطي ألتفرغ لمعالجة الفقر والبطالة..الا ان واقع الحال بالضد من هذا المنطق.فوفقا لمجلس القضاء الأعلى،فان عدد دعاوى الطلاق في العام 2004 كانت (28689 )ارتفعت في عام 2005 الى( 33348)،ووصلت في عام 2006 الى( 36627)..وقفزت في عام 2012 لتصل في عدد من المحاكم العراقية الى ما يشبه الكارثة هو (50)حالة طلاق مقابل (100)حالة زواج..اي ان كل مليوني حالة زواج تقابلها مليون حالة طلاق!!.
خبراء الاجتماع يتفقون على أن السبب الاقتصادي يتصدر أسباب الطلاق.وتفيدالتقارير أن نسبة الفقر عندنا تبلغ 23% ،اي أن ربع الشعب العراقي دون مستوى خط الفقر ،ونسبة البطالة عندنا هي الأعلى في دول المنطقة.يقابل ذلك ان ميزانية العراق تعادل ميزانيات ست دول عربية مجتمعة..وما اختلس من اموال العراق في وزارتي الكهرباء والدفاع فقط يزيد على اثني عشر مليون دولارا بحسب هيئة النزاهة.وأن الحكومة والبرلمان والمرجعية والناس متفقة على وجود الفساد،وان القانون والدين والاخلاق توجب على المسؤول الأول في الدولة أن يحافظ على (بيت المال)..وأن يبرّأ نفسه من تهمة منطقية هي انه لا يمكن لحكومة فاسدة ان يكون رئيسها نزيها!..وان يحاسب مسؤولين في حكومته نهبوا المليارات.ومع ذلك فأنه لم يستجب حتى لطلب المتظاهرين في ساحة التحرير بتشكيل محكمة لمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال التي لو صرفت على الناس لتحسن وضعهم الاقتصادي ولعولج سبب الفقر الذي يعد الأول في خفض نسب الطلاق.
وأخطر ما احدثه الفساد هو أنه هرّأ الضمير الأخلاقي لاسيما لدى من يفترض ان يكون القدوة للناس.والأوجع أن يتبادل لابسو العمائم تهم الاختلاس والرشوة والفساد المالي علانية،فشكّل تهرؤ الضمير الذي افسده الزمن الديمقراطي سببا خفيا في الطلاق.
واذا كان الزواج المبكر أحد الأسباب الرئيسة للطلاق فأنه دخل عليه في زمن الديمقراطية متغير جديد هو الفضائيات.فجيل الشباب في العراق يختلفون عن شباب العالم بكونهم ولدوا ونشأوا في حروب،وفهموا الحرية بالطريقة التي تقدمها المسلسلات الأجنبية التي تطرح الطلاق كما لو كان حالة عادية.ولأن الزمن الديمقراطي لم يقدم لجيل الشباب الأنموذج الأخلاقي الراقي فأنهم استسهلوه..يؤكده تقرير يفيد بحصول عشرة آلاف مطلقة من مواليد عام 1995 في عامين،وآخر يفيد بأن نسبة الطلاق بالفئة العمرية دون العشرين بلغت 30% من حالات الزواج المسجلة بمدينة عراقية محافظة!.
وعلّة اخرى،تزعج!،هي أن السياسي العراقي مولع بحب السلطة والثروة والنساء..اذ بلغني أن سياسيين كبارا يحتلون مواقع بمؤسسات الدولة عمدوا الىى اجبار او اغراء موظفات صغيرات على الزواج بالسّر،وانهم ما أن قضوا وطرهم منهنّ او كشف سرّهم طلقوهن في الحال!.
ومع كل هذه السوءات فان العراقيين لن يطلّقوا نظامهم الديمقراطي،لكنهم بالتأكيد سيطلّقون بالثلاث من اساء اليه..وهنالك بشائر حملتها احزان اهل ضحايا سبايكر!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنستفد من تجربة سنغافورة في محاربة الفساد.. الى الرئاسات الث ...
- ايهما افضل وزارتين او وزارة واحدة للتربية والتعليم العالي؟
- في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعض ...
- في سيكولوجيا التفاوض (1-2)
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الطلاق..منجز ديموقراطي!