أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شهد أحمد الرفاعى - إبنى و الإنتربول و الداخلية !!















المزيد.....

إبنى و الإنتربول و الداخلية !!


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 00:34
المحور: حقوق الانسان
    


فى تجربة لم تحدث لى من قبل و انا المعارضة دوما ً لحكومات بلدى المتعاقبة !
فى صباح هذا اليوم دق جرس تليفون بيتى
و كنت لا زلت تحت تأثير النوم بعد معاناة مع سهر ليلة غريبة حاولت فيها النوم مرارا ً إلا أننى كنت أحس ان هناك من يقف الى جوار سريرى فأنتفض من غفوتى!
ثم قررت الجلوس الى الفيس بوك لأعرف منه أخبار اولادى و أطمئن عليهم فى سفرهم من البوستات على صفحاتهم !

انه الفيس بوك !! اسرع وسيلة تطمئن بها على حالة اولادكم المزاجية دونما نقاش او حوارات مضنية !!
لم تفلح اية وسيلة معى للنوم حتى العاشرة صباحا ً .. ثم غفلت بعد خروج زوجى للعمل .. إلا أن جرس التليفون أيقطنى ..
جاء صوت المتحدث أجش غريب على مسامعى حتى أننى حسبته أخطأ فى الرقم ..

السلام عليكم يا حاجة ..
و عليكم السلام .. مين حضرتك ؟
اللواء عبد الواحد ..
أيوه نعم خير !!
ممكن أكلم الأستاذ ....
لا هو مش موجود فى الشغل
طيب ممكن رقم تليفونه
اتفضل .. و اعطيته الرقم !
ممكن الموبايل .. فرفضت ..
شكرنى الرجل و اغلق الخط !

سارعت بالاتصال بزوجى لأعرف منه هل يعرف هذا اللواء !! ينادينى بالحاجة !! استغربت !!
فأبلغنى أنه لا يعرف أحدا ً بهذا الاسم !
ثم عاد و اتصل بى و أخبرنى بشىء أفزعنى !

اللواء محمد عبد الواحد من مباحث الأنترنت يريده فورا ً فى مكتبه بوزارة الداخلية ! لأمر يتعلق بولدى الصغير 20سنة !

و هنا أسقط الامر فى يدى و لعبت بى الظنون !
ترى ماذا حدث من إبنى على الانترنت ؟
أعرف أنه متهور و لا شىء فى مصر صار يعجبه خصوصا ً بعد 30 يونيو !!
كنت كثيرة المشاحنات معه مما يكتبه على الفيس بوك و كم الشتائم التى لا تتناسب و تربيتنا و لا أخلاقنا !!
و لكنه كان مصمم على موقفه مما يحدث فى البلد لدرجة وصلت لكرهه البقاء بها و أصبح يبحث عن اية وسيلة للهجرة!
و لكن وقف موقفه من التجنيد أمامه ليزيد هوة و فجوة الكراهية بينه و بين النظام !!

كل ما خطر لى أنهم أمن الدولة !!
و جلست اتصل بإبنى الكبير لآمنعهم من النزول الى مصر حتى يتبين لى ماذا يحدث و حتى لا يقبض عليه فى احدى الكمائن المرورية و لن نعرف عنه اى شىء و لا مكانه !!

فى لحظات أرتبكت العائلة كلها .. و عشنا ثلاث ساعات من الرعب على ابنى المعرض للقبض عليه فى اية لحظة !

كنت اتواصل مع زوجى كل عشر دقائق الى ان إقترب من مبنى وزارة الداخلية و إنقطع الاتصال بيننا !

ثم بدأت الاتصالات تتوالى من أولادى للإطمئنان على الوضع من مكانهم فى الغردقة !
و انا أحذرهم من ترك أخوهم بمفرده .. مرعوبة عليه فهو لن يتحمل حواديت امن الدولة ابدا ً !

لا أخفيكم بكيت من لوعتى على ابنى الذى يعانى الاحباط و بعض الاكتئاب من وقت ان توفيت أخته الصغيرة شهد ..
فقد كانت اقرب أخوته إليه ! كانت صديقته ! كان يجلس يحكى لى عنها و من تكون بالنسبة له ! و أنه احس انه كبر فجأة فقد كان يعيش طفولتها و طفولته معا ً .. !
كنت أسمعه و لا أعلق !! كان يحمل حزنا ً بليغاً بداخله عليها لدرجة انه كان يفكر أحيانا فى الانتحار !

إلى أن جاءنى صوت ابنى مصطفى من الغردقة ليقول لى بابا خرج من الوزارة بس الخط قطع طمنيننى بسرعة !

اتصلت بزوجى و كلى لهفة و قلق و خوف ( يارب ماذا حدث ؟ )

جاء صوت زوجى مطمئنا ً لى ..الى حد ما ..
متخافيش و الله مفيش حاجة خطر و الله مفيش حاجة بطلى عياط بقى !
طيب قولى فى ايه علشان ارتاح طمنى على الولد !!

زياد كان مطلوب من الانتربول !!
ايه ؟؟ إنتربول ؟ ليه ؟ ازاى ؟

ووجدت زوجى متحفظ فى الكلام فطلبت منه التحدث لى بأية طريقة عندما يستطيع او يعود للعمل .

و ما بين قلق الانتظار و ما بين تخمين ما علاقة ابنى بالإنتربول ؟ جاء صوت زوجى على الموبايل ..

يا ستى انا رحت و بحثت عن اللواء محمد عبد الواحد فى مبنى الوزارة .. و هاتك يا تفتيش فى كل خطوة !
ثم جلست امام الراجل فوجدته ينظر لى و يقول لى فى عندك حد انتحر ؟
لا فى عندى حد مات مش انتحر ! ليه السؤال ده ؟
عارفين ان فى عندك حد مات ... البقاء لله .. بنتك الصغيرة شهد ..
؟؟؟؟؟ !!! برأس زوجى !
انت ليك بنتك فى تركيا خريجة ليسانس اداب و لك ابن ثابت خريج جامعة اكتوبر و بسام فى حقوق و زوجتك ...
و قبل ان يكمل اللواء بادره زوجى مداعبا ً .. طيب خالتى اسمها ايه ؟ لو شاطر قول لى خالتى اخبارها ايه ؟
ممكن اجيبلك شجرة العيلة و انت قاعد ! اربعة عصير يا بنى !
يقول زوجى عندما سمعت اربعة عصير... قلت بس.. ده كود بينهم و انا حتنفخ هنا و بدأت أهىء نفسى نفسيا ً لإحتمال ما سيحدث !

و لكنه أفاق على أكواب العصير بالفعل و ليست أربعة رؤوس تقطف الرؤوس كما تعودنا من الافلام و الدراما المصرية !

استطرد اللواء يقول .. لك ابن مشترك فى منتدى كندى و له أصحاب من مختلف الجنسيات !
نعم ده ابنى الاصغر بعد موت بنتى شهد الصغرى ! و ليس له اصحاب من مصر الا واحد يمكن او اتنين و اغلب صداقاته من الخارج ! فى ايه عمل ايه ؟ خير !
ابنك جاءت لنا إشارة من الإنتربول بخصوصه !
الإنتربول ؟مش فاهم ايه علاقة ابنى بالانتربول ؟
ابن حضرتك كتب على المنتدى انه يائس من الحياة و انه سينتحر لعدم رغبته فى الحياة ! .. المسئولين عن المنتدى لاحظوا غيابه بعد هذا الكلام و لأنه عضو نشط فى المنتدى شعروا بالقلق عليه و أبلغوا الأنتربول عن طريق منظمات حقوق الإنسان الكندية .. بأن هناك مواطن فى مصر سينتحر لما يعانيه من احباط او إكتئاب .. و بالتالى قام الانتربول الكندى بمخاطبة الانتربول المصرى و تلقينا إشارة بالبحث عن هذا المواطن المدعو زياد .. و بدأنا فى تعقب رقم الآيبى للجهاز و منه عرفنا كل نشاطه على الإنترنت و تاريخ العائلة و بالتالى قمنا بمراقبة كل من كان له علاقة به حتى يتسنى لنا العثور عليه بسهولة !

يقول زوجى كنت اسمع و انا فى حالة ذهول غير مصدق ما يقال لى ابدا ً .. قلت سيادة اللواء و لكن هذا لا يحدث فى مصر ابدا ً ؟ !!
لا ممكن يحدث لأن ابنك قاصر و الغرب و حقوق الانسان مهتم جدا ً بالمواطن فى اى مكان ! زى ما انت شايف كده !
لكن انا برضه مش مصدق !
اتفضل حضرتك بص ع الشاشة دى صفحة ابنك على المنتدى و ده اللى كتبه و دى صفحات اولادك كلهم و زوجتك .. و صفحة صدقة جارية على روح بنتى شهد .. ايه رأيك لسه مش مصدق !
بس يا فندم هو كويس كل ما فى الامر موت اخته أثر فى نفسيته و حيكون كويس ! و هو فى الغردقة مع اخواته بيصيفوا الآن !!
طيب يا ريت حضرتك تكتب تعهد على نفسك بحسن معاملة ابنك زياد و توفير كل سبل الراحة النفسية له ووووو ..
حاضر و من غير تعهد ده ابنى يا ناس !!
دى اجراءات وقائية لأن هذا التعهد سيرسل منه صورة الى الانتربول الكندى ليطمئن عليه . و سنقوم امامك الآن بكتابة رد سريع بحالته و انه موجود فى المصيف بالغردقة حيا ً يرزق و لم ينتحر !
أشكرك يا سادة اللواء .. ان قلت اى كلام لن يعبر عن ذهولى و اندهاشى من هذا الموقف الإنسانى الرائع !

و انصرف زوجى و هو فعلا الى ان جاء الى البيت و حكى لى و هو غي مستوعب لما حدث !

عندما كان يحكى لى كنت تارة أضحك و تارة أبكى فى ذهول .. أضحك من وسوسة الشيطان لى ! و أبكى ان الحمد لله ربنا خيب ظنونى و ابنى بخير !

توالت الاتصالات للإطمئنان على ولدى و الكل لا يصدق ان هذا يحدث فى مصر ! و ان هناك و لا يزال من يهتم بالمواطن و بالانسان فى اى مكان فى العالم !

استردت نفسى عافيتها و حمدت الله و سجدت لله ... شكرا يا الله !
حمدت الله و دعوت من قلبى لكل معتقل بالخروج من محنته و لكل ام دعوات من القلب أن يريح قلبها على ذويها فى المعتقلات السياسية و السجون !

التجربة غير الكلام ! أن تسمع و تكتب و تعارض غير ان تمر بالتجربة و تعيش ويلات الانتظار لكارثة قد تحل بك َ !

أولادنا عيونكم عليهم .. ثمرة مشوارنا نخلى بالنا منهم كتير مش شوية !
نكون ورائهم فيما يتصفحون و ما يكتبون من بعيد لبعيد !
مواقع التواصل ما هى إلا رئة يتنفس فيها أولادنا هوائهم الخاص بهم يتنفسون حريتهم بطرقهم الخاصة بهم و بمرادفتهم الخاصة بهم !

لا تحجروا عليهم اتركوهم يتنفسون حرية التعبير و لكن راقبوهم من بعيد لتضغطوا صمام الامان وقت اللزوم !

الداخلية مش بلطجية كما تعودنا سماع هذا المصطلح الغبى !
الداخلية لها وجهها المشرق الإنسانى ! الداخلية تحمى الشعب حتى و ان كان قاصرا ً لا شهرة له و لا أضواء !
برغم شتائم ابنى فى النظام و فى البلد إلا انهم إهتموا به و بحثوا عنه ليحموه من نفسه !

الداخلية عقدت اليوم تصالحا ً مع ابنى ! لم يصدق الى اخر لحظة ما حدث و ظل يردد بلاش تمثيليات و النبى !
الى ان اخبره والده انه معه صورة من كل البوستات التى كتبها فى المنتدى الكندى ! و سيرسلها له على الموبايل !

الداخلية شأنها شأن اى مجال فيه الخير و الشر .. و على قدر المستطاع يتم تجريف التربة الشرطية المصرية لتثمر نظاما ً جديدا ً حماة لمصر و شعبها ..

فلنساعدهم على ذلك و نحتضن أبنائنا من الشرطة و نبادلهم الحب لنجنى ثمرة هذا الحب حبا ً لا خيانة و تجاوزات غبية !

رجل الشرطة ليس من كوكب آخر هو مصرى مثلك مهمته الحفاظ عليك آمن مطمئن فساعده على ذلك ولا توبخه كلما يتاح لك ذلك !!
فهذا لن يثمر إلا حقدا ً متبادلاً ووطناً مخضب بالدماء !

عاشت مصر أم الدنيا و اللى ان شاء الله حتكون أد الدنيا إن شاء الله .. فقط أحبوا مصركم تحبكم !

و لكم تحيتى

بقلم / نجوى عبد البر

#ام_شهد



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة فلسطينية !!
- لحظة إنسانية
- ثوار_وثورة !!
- همسات ليلية/ أفتشُ عنك ِ!!
- فياجرا فنية !!
- همسات ليلية/ الرحيل
- همس تذكرتك ُات ليلية
- النبش فى الممنوع !!!!
- رقص × رقص
- أمتك يا محمد تستحل الدماء !!
- همس يا لائمى !! ات ليلية
- همسات ليلية
- على مسئوليتى ...... !!
- تخاريف الزيتونة !!
- نفسى يا .. ريس !!
- هل أدركتم الآن .......!!!
- فلتتقدم / لماذا التأخير ؟ !!
- عااااااااجل : مطلوب أخلاق
- أمى إنى أهديتُك ِ إبنتى - شهد - فتقبلى هديتى إليك ِ
- إلى إبنتى عروس السماء


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شهد أحمد الرفاعى - إبنى و الإنتربول و الداخلية !!