أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى فضالات ...غبن يرتدي معطف الاستحمار















المزيد.....

رحلة إلى فضالات ...غبن يرتدي معطف الاستحمار


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


أغادر بنسليمان في غضون الصباح، أخطو حوالي كيلومترين، أنسخ نسخة متعلقة بجواز السفر، أصادف صديقا قديما كنت قد تحاورت معه ذات مرة في الحافلة، إنه يعمل الآن في دار النسخ، لم أتعرف عليه في البداية، ولكنه تذكرني، فقال لي أنني كنت محاورا جيدا أستطيع الخوض في السياسة والاجتماع والثقافة، شرفني هذا الاعتراف، سألني عن الوجهة التي أخذتها منذ ذلك الوقت، فقلت له أنني توجهت (...)، فسألني حول ما إن كانت هناك صعوبات، فأخبرته أن لا صعوبات تلوح في الأفق كوني أنجز الدرس الفلسفي بهمة كبيرة .
خلال دراستي بالمحمدية، لم أكن أضيع فرصة النقاش مع كل شخص صادفته، مهما يكن هذا الشخص، لقد كنت أومن بأن الحوار هو دواء هذا المجتمع الموبوء بالهدر والقمع وادعاء المعرفة المطلقة التي تأبى المناقشة، لهذا كنت أزاوج بين المعرفة العالمة والمعرفة الشعبية التي على ضوئها أقيس نبضات المجتمع، وبالتالي كنت سجاليا، أستشكل جميع القضايا ساعيا إلى الحوار، ولم أكن أهدف بالمرة إلى إقناع الناس، ولكن كنت أهدف إلى إخراج جميع الأفراد من قوقعتهم، والدفع بهم إلى تلمس ما يجري في المجتمع من أحداث ووقائع من أجل فهم القانون الساري فيه .
سرت عبر الشارع المتاخم للمحكمة، ولطالما صادفت معتصمين، ومضربين عن الطعام ينامون على قارعة الطريق حاثين العدالة من أجل إنصافهم، فهناك من الفقراء من حكم عليهم جورا وبهتانا بنزع أرضهم، وهناك من دفع رشوة لقاء تطليق زوجته، جهاز العدالة من أكثر الأجهزة فسادا في المغرب، فهناك العديد من الأحكام صدرت عن طريق الرشوة، ولا تمت للموضوعية والحيادية بصلة، وفي هذا الإطار صادفت سيدة تذرف دموعا غزيرة، وتحمل صور ابنها المطعون بسكين، والمحكوم عليه بثلاثة أشهر، تقول هذه السيدة أن العدالة تغير مسارها تبعا لمن يرشي أكثر، وكما هو معروف في المجتمعات الديمقراطية، يبقى القاضي شخصية اعتبارية حيادية، تكون هناك مسافة بينه وبين المتقاضين، ولا يربط معهم أية رابطة شخصية، لكن هذا لا يحصل في المغرب، فالقاضي يربط صلة بالمتقاضين ويحاورهم، الشيء الذي يفسح المجال للرشوة، لكن لا يكون هو في الواجهة، بل لديه من ينوبون عنه في الظل، فيفاوضون المتقاضين . وفي خارج المحكمة يمكنك أن تصادف جموعا من الناس، لقد قيل أن العديدين منهم يمتهنون شهادة زور لقاء أجر معين .
كل شوارع بنسليمان مهترئة، وجميع لوحات التشوير متقادمة، فعلى شارع الحسن الثاني، مازالت هناك لوحة تشوير تشير إلى مقر العمالة القديم، مع العلم أن هذا المقر تغير منذ سنين، هذه هي قمة استحمار المواطن المغربي، وهناك خطأ فادح صادفته في بوزنيقة، فلوحة تشوير تشير هناك إلى الخطوات عبر بنسليمان، ولكن حينما نصل إلى هاته الأخيرة لا نجد أية لوحة تشير إلى خريبكة أو الخطوات، وعلى صاحب السيارة المتجه صوب خريبكة عبر الخطوات أن يقطع عشرة كيلومترات في طريق سيدي بطاش، وهناك يمكنه أن يعثر على لوحة تشير إلى خريبكة ولا تشير إلى الخطوات ! والطريق كما نعلم مهترئة ومثقوبة ومنكسرة ومليئة بالحفر، كلها سمات تعبر عن استهزاء المسؤولين بسكان هذه المناطق المهمشة من إقليم بنسليمان، كيف يعقل أن تكون الطريق الرابطة بين المحمدية وبنسليمان في قمة التجهيز وطرق أخرى من المناطق المهمشة في قمة الخراب ؟ لماذا هذه المناطق المهمشة التي تبتعد عن المدينة بخمسين كلم تفتقد للنقل وللمدارس الثانوية ولدور الرياضة والثقافة والمستوصفات ؟؟
يستقبلني جحا، وهو عبارة عن ملتقى طرق، يقف القرويون على رصيفه منتظرين سيارات الأجرة، وعلى هؤلاء القرويين أن ينتظروا زهاء ست ساعات من أجل التنقل إلى قراهم، وقوف وانتظار، ثم وقوف وانتظار، في المغرب أية حاجة أردت أن تقضيها، عليك أن تنتظر، عليك أن تموت وتموت، حتى تحس بنذالة أنك محتقر ومغبون ومسفه إلى أن تفقد إنسانيتك وتذوب وتصبح جرذا يقبل بإذلال أن تحقر كرامته في مجتمع يقبل الحقارة من طرف السلطة على مضض كأنها مكتوبة عليه في اللوح المحفوظ الذي نال منه غبار الزمن المغربي الفاقد لأية مصداقية غير عهره وجبنه وخساسته .
ركبت سيارة أجرة، وتوجهت صوب فضالات، أهم ما لفتني في هذه الرحلة هو أن الركاب الذين ركبوا معي كانوا على وشك أن يقضوا نحبهم، فبمجرد ما غادرنا الطريق رقم 305 المتجهة صوب الكارة، كانت سيدة تقود سيارتها بسرعة مفرطة، ولم تفطن إلى ضرورة الانحراف يمينا، فكانت على وشك أن تدهس سيارتنا، وما كان لهذه المقالة أن تكتب، ولكن الصدفة كتبت لها أن تكتب. لقد انفعل جميع الركاب ماعدا واحد الذي أعذر السيدة كونها كانت نائمة أو ساهمة، لكن هل هذا المبرر يشفع لهذه البورجوازية المتعهرة أن تقتل سبعة أفراد ؟؟ أيحسب هذا الفلاح نفسه جرذا يحق لأي كان أن يدوسه ؟؟ ينبغي أن تعرف أن أمثالك هم الذين جلبوا الذل إلى القرويين، ورموهم في قمامات الحقارة! إن هذه البورجوازية تملك أرضا واسعة اشترتها في الكواسم من قرويين أجبروا قسرا على بيعها تبعا للفقر والهشاشة والمرض.. أيها الفلاح المحترم! فلتتركني أحترمك وإلا لن أحترمك، إنني أحب الفلاحين، أحب أن أقبل أياديهم المترعة بالتربة الندية، أتماهى مع فورة الغضب الرابضة في كيانهم كعاصفة مزمجرة، أيها الفلاح المحترم إنني أرى في وجهك صورة أجدادي القرويين في عيونهم ثورة جامحة على فلول الإقطاعيين الذين أرادوا أن يستولوا على الأرض، ويتركوا للكرزازيين المقبرة ليدفنوا فيها واحدا واحدا حنقا من جراء هذا الفقدان، فلتتركني أيها الفلاح أحترمك وإلا سأوصمك بالجبان، فلتعش أبيا ولا تعش كالجرذ !!
تعتبر فضالات قرية صغيرة تبتعد عن الدار البيضاء قرابة ثلاثين كلم، بينما تبتعد عن المحمدية حوالي عشرة كيلومترات، والملاحظ أن هذه الجماعة شاسعة المساحة، وهناك العديد من الدواوير التابعة لها معزولة كلية عن فضالات، فيفصل الوادي بينها وبين الجماعة، وليس هناك أي جسر يربط بينهما، الشيء الذي يحول دون قضاء الأهالي لمصالحهم الإدارية بالجماعة. إن المستشارين الموكول إليهم تسيير هذه الدواوير لم يقوموا بشيء حيال الأهالي، بل إن هؤلاء عملوا على ضمان شغل لأقربائهم، ونسوا أن مهمتهم الأصلية هي تمثيل السكان في المجلس الجماعي، وإنجاز تقارير حول وضعيتهم، ثم تلبية متطلباتهم وحاجياتهم. لكن الملاحظ أنهم لم يفهموا مهمتهم، كما أن الأهالي الذين سيحاسبونهم تكتنفهم غمامة من الاستحمار السياسي، وهذا سيجعلهم يتلقفون بؤسهم طالما لم يحصل لديهم وعي سياسي نفاث من أجل المطالبة بديمقراطية شعبية نابعة من القاعدة. ينبغي أن تفوض سلطات حقيقية للجماعة، وعلى ضوء ذلك يحاسب الرئيس ومستشاروه، لكن هذا التفويض مرتبط بتنمية وعي الفلاحين، ونتيجة لذلك سيتم القطع مع سياسة التعيين من فوق كما يحصل للقياد والعمال، ومعنى هذا القطع مع المقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة في التعامل مع المغاربة، فالشعب هو الذي يختار من ينوب عنه، وله الحق في إزاحة من يخل بالقيام بواجبه، فلا سلطة تعلو على سلطة الشعب، فأكبر جريمة ترتكب في حق الشعب هي المساهمة في استحماره واستغبانه، ويتمثل هذا الاستحمار في سياسة المواسم والمهرجانات الفارغة التي تبث التنويم، فلو خصصت الميزانيات الهائلة التي تصرف في هذه التفاهات في مجال تعليم وتثقيف القرويين لرأينا مجتمعا واعيا مواطنا، لا مجتمعا يبول على الجدران ويتبرز في الأسواق، ويموت في المستشفيات كالجرذان، وتمتهن كرامته كالأبقار...
أنزل من السيارة، وأنطلق نحو القيادة، هناك أرى أفواجا من المنتظرين، فما توقعته قد حصل بالتمام والكمال، على الباب الخارجي القوات المساعدة تطوق القيادة، وفي الداخل مخزني يحث الأفراد على الجلوس والصمت، فالذي يريد أن يقوله أنتم في حضرة القائد عليكم أن تجلسوا وتصمتوا، وإلا كممت أفواهكم، فالقائد لا يريد إلا الصمت، ففي صمتكم خنوعكم، وفي خنوعكم تبعيتكم، فلتعيشوا أتباعا أبد الدهر ..جلست برهة، ظننت أن هناك نظاما يسري على الجميع، فما دمت أنا المتأخر، فعلي أن أحترم هؤلاء الذين أتوا من قبلي، غير أن ما بدا لي فيما بعد أن الفوضى تكتنف القيادة، فهناك من أتى من بعدي، فلبى طلبه قبلي، فما كان مني إلا أن اقتحمت أحد مكاتب القيادة، فوجدت سيدة حاولت صدي بعدما اطلعت على الملف من أجل أن أدفع لها مبلغا ! وادعت أن صوري مكتوب عليها شيء ما، وأنها ضبابية وغير واضحة، وأنها لا تصلح لجواز السفر، فأفحمت إياها بالقول أنني قبل أن آتي إلى مكتبكم، فكرت ألف تفكير في الصور، وأكدت ألف تأكيد على المصور أن يأخذ لي صور جواز السفر، ومن أجل ألا أسمع طنطناتك الفارغة التي تنم عن عهر الإدارة المغربية المتلكئة في قضاء حاجيات المغاربة، وتاريخ ساديتها تاريخ طويل .
أوقع على الوثائق، ثم يحثني السيد على العودة ثانية لاستلام الجواز بعد أسبوعين من الآن، أقتحم السوق في جو يكتنفه الغبار، وصياح الباعة، واكتظاظ البشر، وعبثية الأصوات وفوضويتها. أحس بجوع ماحق، أشترى لحما، فأشوي إياه، ثم أقتني براد شاي، أجلس على الكرسي. أخرج من محفظتي رواية أرصفة وجدران لمحمد زفزاف. أتماهى معها في علاقة شبقية، أنتهي، ثم أستمع إلى أغنية ذات إيقاع حزين كانت مبثوثة في السوق، عنوانها : واادقييت جميع البيبان ، فعلا لقد دقيت كل العاهرات، في عهرهن سواد، وفي سوادهن جيب لا يقنع، إنهن أكبر مصاصات للدماء، وكل قضبان العالم لا تشفي تعطشهن للمال، كل امرأة عاهرة وفق صيغة من صيغ، فمادامت تطمع في جيب الرجل، ولا تطمع في جنسه وحبه، فهي عاهرة، والزواج هو أكبر دار للعهارة في التاريخ، ولنقل إنه عهارة مقننة ومشرعنة، فإذا كانت المرأة في إطار الدعارة تعطي جسدها لرجال كثر مقابل المال، فإنه في إطار الزواج تعطي جسدها لرجل واحد مقابل المال، وفي كلتا الحالتين هناك دعارة .
في المقهى التي جلست فيها، التقيت صديقا قديما كان قد درس معي في الابتدائي، يبدو منفوش الشعر، ومتسخ الملابس، يشتغل ميكانيكيا، أذكره حينما هرب من القسم بعدما أراد المعلم أن يبرحه ضربا، كما كان سباحا ماهرا يقفز من أعلى القنطرة على رأسه دون خوف أو وجل، وهو من علمني قواعد السباحة . لم يذهب بعيدا في مساره الدراسي رغم أن مستواه كان متوسطا، كلما ارتفع رواد المقهى ارتفع عدد المتسولين، هذه متسولة تطلب لحما يسلمها رجل بعض الطماطم والخيار، فتنتفض في وجهه قائلة : ما أعطيتني لا يأكله حتى الكلاب، والغريب في الأمر أنها التهمته بشراهة .
أجوب السوق قليلا، ثم آخذ سيارة وأرحل صوب بنسليمان في حرارة مفرطة مفعمة بالغبار .

عبد الله عنتار/ 01 شتنبر 2014/ بنسليمان – المغرب .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (56)
- رحلة إلى بوزنيقة ...رحلة بين أحضان الرعاع
- على شاطئ الموت
- دموعي من دموع غايا *
- أحلامي المقصوصة - قصيدة شاعر كرزازي مجهول
- منزلنا الريفي (55)
- رحلة بطعم الهدر
- قريتي العائمة
- أولى المحاولات
- رحلتي أنا و زيزو : بحث عن المواطنة الضائعة
- هارب من المنفى
- سطوة الأفول
- لا تثق فيهن
- البون الذي ينزف دما
- فلتكبري في حلمي
- منزلنا الريفي (54)
- إسفين على جرحي الثخين
- لأن عيوني ماتت
- أرحل مضارعا السماء
- منزلنا الريفي (53)


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى فضالات ...غبن يرتدي معطف الاستحمار