أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/















المزيد.....

ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 00:21
المحور: الادب والفن
    


(6)

كانت ليلة مجنونة،أو ملتبسة،بقيت أنتظر،لم أجد وازعاً أو رغبة تدفعني أن أتسلل،قد تكون هناك واحدة مؤترقة مثلي،يرفض النوم السكن في عينيها،كلنا مؤترقون ليلاً،تأخذنا ـ الصفنات ـ ،تشرقنا وتغربنا،فالشهوة أرق عضال،لا ينجو من زوبعته راقد في غربة في غرفة،أرق يحضر مع الليل،لا ينجلي أو يموت،بحكم المكان،بوازع الفراغ موطنه الليل.
كان قلبي يتمزق،دقاته فاقت المألوف،نبض يدمدم في قلبي،يفضحه صدري،يستجيب له لساني،وراح يجف،وألهث،لساني ينطق أو يهذي:
((لما لم تأتي ـ خولة؟ربما سئمتني!ربما نامت ونست ما عزمنا عليه!))
أسئلة تحتدم من غير جواب مقنع،فهي معروفة بالنسبة لي،بصدق رغبتها،بقوّة صراحتها،تمتثل كلما تنهض ريح العاطفة فينا،يدفعني الهلع،ينهضني،يرميني في لجة رغبة،يريدني أن أذهب إليها،أن أتسلل عبر المسافة الغارقة في العتمة،أخترق الظلام،عابراً الأنفاس الشاخرة،ضاغطاً بإصبعين على أرنبة أنفي كي لا يثار ويطلق(عطسة)جراء رائحة الآباط وعرق النوم وربما رياح الأجواف الهاربة.
حتماً هي هناك،على سريرها قرب النافذة،ما أن أصل،ومثلما كنت أفعل،سأمرر أناملي المستفزة،أخرجها من نومها،وأسحبها من الفراش.
الرغبة قفلت عقلي وقذفتني،وجدت نفسي داخل غرفتهن،الفانوس مطفأ،لم أهتد لوسيلة توصلني إليها،وقفت أفكر بطريقة ما،قبل أن تباغتني واحدة أتت من الحمّام..همست:
((ها..أستاذ!))
مرتبكاً قلت:
((أحساس باغتني أن غريباً يتجول داخل المدرسة))
((أنا كنت أتجول،لا رغبة لدي بالنوم))
((وأنا أيضاً أشعر بأرقٍ ثقيل حرمني النوم))
((ولم تقف هنا؟))
((لا أعرف!))
لم تعقب،ظلّت واقفة وصامتة،تشجعت،قلت لها:
((إذا كنتِ مؤترقة لنجلس ونتحاور عسى النوم يكرمنا بسحره))
((ولكن!))
((لا داعي للخوف))
((جلوس الليل مشكوك أمره،ربما تضبطنا واحدة))
((لنجلس في غرفتي))
((أفضل الجلوس في الإدارة))
((الإدارة أقرب إلى غرفتكن))
صمت.
مشيت ومشت وراءي،كان الفانوس ينير أرجاء غرفتي بضوءٍ متراقص،جلست هي على سريري،جلست قبالتها على كرسي خشبي..قالت:
((كيف تقضي الليل؟))
((سهر وتفكير))
((لم لا تأتي وتجلس معنا))
((أشعر أن ذلك يحجم من حريتكن))
((المدير السابق كان أحيانا ينام معنا في القاعة))
((أما كان يخجل؟))
((كان عكسك أستاذ،كان خجولاً،نضعه وسطنا ونمطره بكل أنواع الكلام الصريح والمقالب))
((وماذا كان يقول؟))
((كان يصرخ: أرحموني،ستطلقني زوجتي يا أخوات))
((أما كان يتجاوز حدوده؟))
((ماذا تقصد؟))
((يعني،يخرج من ثوب أبوّته))
((حاولت الست ـ خولة ـ معه،كان يهرب من الغرفة ويسهر أحياناً في الخارج حتى الصباح))
((يا له من غر جبان))
((على ما يبدو أنك شجاع أستاذ))
((أليس على الإنسان أن يكون شجاعاً في مثل تلك الحالات))
((هل أنت متزوج أستاذ))
((أتمنى أن أكون كذلك هذه اللحظة بالذات))
((ماذا تقصد بهذه اللحظة بذات؟))
((لأنني وجدت من تكمل نصف ديني وتقيم دنياي))
سكتت.
كانت تنظر بعينين تبرقان من خلال ضوء الفانوس،علامات الخجل تنمو وتضمحل على ملامحها..قالت:
((لم لا نعلن هذا؟))
((أبهذه العجلة!))
((خير البر ليس آجله))
((علينا أن نخوض تجربة التعارف أولاً))
((تقصد الحب،آه من الحب،أنت تطرح المستحيل))
((على ما يبدو أنك احترقتِ بناره))
((مرة فاشلة أستاذ))
((هذا يشعرني بالغيرة))
((كانت لحظة عابرة وانتهت بسلام))
((وهل ما زال صاحب النار موجوداً؟))
((كلا..قتل في حادث سير،كان جارنا،فتى لم أشعر بميل نحوه،عندما أعلنوا أسماء الطلبة المقبولين في الكليّات والمعاهد،كلفته والدتي أن أرافقه إلى(بغداد)،لم يبد اعتراضاً،هناك في(بغداد)دخلنا مطعماً،عند المغاسل وجدته يقف قربي،مد كفّه ووضعه على كتفي،شعرت بشيء من الرجفة،خشيت أن أتخذ إي إجراء عدواني،كان الدور التحتي للمطعم غاصاً بالزبائن،وحدنا كنّا في الطابق العلوي،فجأة احتضنني وهمس في أذني: ((أميرة..أحبك!))لا أعرف كيف ذبت بين أحضانه.
((وهل أستمر ذلك بينكما؟))
((كلا..حين عدنا أعددت نفسي لـ حب سيثمر عن زواج))
((وماذا بعد؟))
((وجدته يغطس في وحل الخجل))
((ربما شعر بلا قيمته بعد تلك العاطفة الجارفة))
((بالضبط..كتب رسالة لي يعتذر،أنه من غير وعي أرتكب تلك الفعلة،وسمّاها جبانة))
((ربما كان زير نساء))
((كلا..بل راح يختفي قبل أن يذهب إلى حفلة عرس ورجع ميتاً))
((وهل بكيتيه؟))
((كل فتاة تبكي عند فقد عزيز قلبها))
((حسناً..،يبدو أنا سأموت لو....))
ضحكت،تشجعت أن أدنو منها،اختلجت،وجدتها صامتة..قالت:
((أشعر أنك قريب إلى نفسي))
((بالطبع..أنت من بين كلهن محط إعجابي يا ست ـ أميرة ـ ))
لم تمتنع،وجدتها أنثى عطشى،أخذتنا موجة عاطفية طويلة.
صاح الديك إيذاناً ببدء بوادر الفجر.
قمت وقامت،رتبنا نفسينا..قالت:
((انتظرني كل ليلة))
((علينا أن نتفق على ساعة الموعد،لا أريد أن نتواصل كل ليلة خشية سقوطنا في عيني واحدة))
((ليكن آخر الليل هو الوقت الملائم))
((حسناً..!))
((ليكن هذا سر بيننا))
((هذا ما نسيت أن أطلبه منك))
((حسناً..جمتال الحب في سره))
((أهذه فلسفة؟))
((ربما كلام خطر في بالي))
صمت.
احتضنتها مرة أخرى،كدت أن ألقيها على الأرض،لولا أنها سحبت نفسها وخرجت إلى الفضاء الشاحب،من خلال الكوة رأيتها تذهب إلى دورة المياه.
عادت بعد دقائق لتدخل قاعة الفواكه.


















(7)

ما قيمة المدن أذاً؟بدأت ألعنها،طالما وجدت فردوسي المفقود،بعد مرور شهرين ونصف الشهر كنت أمتلك ثلاث مدن لحمية،فيهن ضوع الخلود،يعطينني ما أشتهي،يحطمنني حين أشعر أن جسدي متمرد.
في الليل،في أوله تحديداً تأتي(خولة)،تمطرني برقصاتها،بضحكاتها،لا تشبع،حتى أنني فكرت أن أتخذها زوجة دائمة،كنت خلال حمى العاطفة أهمس أو أهذي بتلك الرغبة،كانت تضحك،لا تخاف،زميلاتها عرفن مدى العلاقة التي شرنقتنا،لم يبدين غيرة أو تذمراً،كانت(خولة)شعلة المدرسة،هي من تطبخ طعامنا،ترتب كل شيء،لا تمل،ترفض معاونتها أثناء عملها.
مرة سألتها:
((لم كل هذا التعب؟))
((حين أعمل تخمد نيران أحشائي))
((لنتزوج كي أخمد حرائقك إلى الأبد))
((ومن قال أنني سأرضى بك زوجاً!))
حررت قهقهة طويلة،خلتها تضحك عليَّ،كدت أن أتركها لولا أنها بـ شيطنتها تداركت نفسها،ضربت بباطن كفها على صدري..أردفت:
((رجل واحد لا يكفيني أستاذ ـ حبيب ـ ))
((ألم تجربِ قدراتي الليلية؟))
((ليس هذا ما أريد من الزوجين))
((لا أفهمك!))
((ليت يسمحوا لنا أن نتخذ رجلين أو ثلاثة أزواج،مثلما أجيز لكم التعددية،أليس من حقنا أن نطلب تعدد الأزواج،بعدما حسبونا نصف المجتمع؟))
((تخترقين المحرمات يا ـ خولة ـ ))
((أتدري لم أتمنى أن يكون لي مجموعة رجال في بيت واحد!))
((ولم يا ملعونة؟))
((سأجلس كل ليلة عارياً على فراش ـ ..... ـ وأجعلهم يتقاتلون فيما بينهم،أو يتصارعون من غير إيذاء بعضهم،والفائز من بينهم هو من يبدأ جولة الفراش معي،تحت أنظار الخاسر طبعاً))
((بعيداً عن التشبيه،مثل تجمعات الكلاب مواسم السفاد))
((بالضبط،أجعلهم يتقاتلون مثلما تتقاتل الكلاب حول كلبة))
((أنها فكرة مدمرة))
((تلك الكلبة تشعر أنها أسعد أنثى في العالم،تشعر أنها محط أعجاب ومطلب كلاب الدنيا،الكل يخوض القتال كي يلاصقها))
((وهل تمتلك الكلاب تلك المشاعر والأحاسيس؟))
((أما ترى الذكور أفواجاً يلهثون خلفها ويتوسلون))
((لكل كائن طريقة تجانس متلائمة مع طبيعة غريزته))
((طريقة الكلاب هي الأجمل))
(( على ما أعتقد طريقتنا هي الأمتع))
((كانت تغدو ممتعة لو سمحوا لنا بالتعددية))
((آه لو سمعوك رجال الدين لزحفوا إلينا ورجموك يا ـ خولة ـ بحجارة الدنيا))
((وهل تسمح لهم بذلك))
((حتماً لا..سأصب كل أطلاقات حزبنا القائد في رؤوسهم العنيدة))
احتضنتني وخضنا شوط جماع خارج نطاق المنطقة المغلقة بـ غشاء الشرف.
***
كنت اسمع أن الغني بخيل،يلهث لجمع المزيد من المال،بعد تجربتي مع(خولة)و(سميرة)و(أميرة)،وجدت نفسي في حيرة،كنت أفقد شيئاً فشيئاً تلك الرغبة الضارية فيّ،أنغمر في عالمي،أحقق سعادة جسدية،لكن هناك أضواء قادمة من مكان قريب،تغريني أن أغامر،رغبة تمخضت عن صيد جديد دسم،كن المعلمات طرائد في متناول اليد،لا تكلفة بيننا،كثيراً ما أختلي بواحدة طيلة الدرس،نتناقش في كل شيء،لم أجد دافعاً يدفعني لفتح ممرات الشهوة المشتركة إليهن،وجدت جسدي فاقداً نيرانه طيلة الليالي،نظرات تحفرني،تمهد الطريق أمامي للمغامرة،فكرّت أن أمنح نفسي راحة ليلية كي أتهيأ لفتح مدن جديدة،مثل سائحٍ لا يرغب المرور في مدينة مرتين،طالما راودتني فكرة بدت معقولة،كل فتاة مدينة فاضلة ما لم تطأ،كل أنثى فردوس مفقود طالما غشاء الخطيئة صامداً،لكن الفكرة لم تختمر،عجزت عن إيجاد منفذ الوصول إلى الغاية،أتت من خلال(خولة)صاحبة الفضل الكبير في مسيرتي العاطفية.
***
ذات ليلة كنّا أنا و(خولة)على موعدٍ ضربناه أثناء الدوام.
كنت واقفاً أتأمل الفضاء الملبد بالغيوم،من وراء النافذة،طيور تأتي من وراء الجبال الممتدة،تحلِّق في الفضاء قبل أن تنقض على الأرض،باغتتني من غير أن أشعر بدخولها:
((أين تسرح أستاذ؟))
((طيور الزاغ والزرازير بدأت تجتاح بلادنا))
((انتهيت من مصيبتي الشهرية))
((أعرف))
((يبدو أنك تحسب معي))
((شيء لابد منه في هذا المكان المنقطع عن العالم))
((الليلة سنسهر))
((حسناً..أنا أحترق!))
خرجت.
تهيأت لتلك الموقعة،حلقت ذقني وسبحت،جلست أنتظر مجيئها،فجأة برزت في العتمة،أقتربت من الكوة، همست:
((أستاذ حبيب..سأنتظرك في فراشي،بعد نصف ساعة يمكنك أن تغزوني))
قالت كلمتها ومشت دون أن تسمع ردّي،راقبت شبحها يضمحل في الظلمة،لا أعرف كم بقيت في فراشي، لكنني هجست أن الوقت الذي انتظرته جاوز الساعة،هكذا تدرب ذهني على حساب الدقائق التي تفصلني عن المغامرة،ساعة واحدة كانت كافية لتهيئة جوارحي من أجل السباحة في بحيرة الإثم،ليست هناك مشكلة،فأنا أعرف مكان نومها،قرب النافذة،أعرف كم خطوة تفصلني عنها،بوصلة ذهني بدت دقيقة، لا تنحرف أثناء الظلام،ليالي كثيرة شقّيت بحر الظلام وشاركتها فراشها حتى وقت متأخر،حسب رغبتها طبعاً،حين تتكاسل من ترك سريرها والمجيء إلى غرفتي..كانت تقول:
((أشعر براحة كبيرة ونحن نتجانس بين إناث نائمات))
((ربما ستكتشفنا واحدة))
((لا تخف،كلهن يعرفن طبيعتي العاطفية))
((ليكن ذلك طالما هي رغبتك))
خرجت إلى العتمة،مشيت على رؤوس أصابعي كـ لص يدخل منطقة مجهولة،كان(الفانوس)منطفئاً،كما كانت العادة،ففي ليل العواطف كانت تضع القليل من الوقود في خزّان(الفانوس)كي ينتهي بسرعة، وصلت الفراش،جلست أتلمس دربي،وجدت جسدها متراخي،نائمة،تعجبت،كيف نامت،دائماً حين كنت أتسلل إليها،أجدها متهيئة،لم أشغل نفسي بشيء لا يستحق التفكير والتأخير،كنت مضطرم الشهوة،مررت يدي تلامس حرارة ساقين منفرجين،الزغب الناعم يكهربني ويزيد من ضراوة شهوتي،صعدت بهدوء إلى السرير وتمددت ببطء،صرت معها،تململت وعانقتني شبه نائمة،غمغمت قبل أن تغيب شفتاي بين شفتيها،في غمرة العناق المحموم تسللت يدها إلى كائني،فجأة انتفضت،بقت جامدة لا تتحرك،باغتني ذلك الهاجس الدائم، احتمالات الخطأ ممكنة في يوم ما،فليست الذاكرة دائمة يقظة،حاولت أن أقنع نفسي أنني لم أخطأ الاتجاه،فالنافذة دليل قاطع على أنني في سرير الست(خولة)،لا اختلاف يوجد،حين دخلت الغرفة بكامل وعيي،جسدي تجرد من شغب الهلع والتردد،مثل كلب يشم رائحة طريدة،تسللت وتأكدت من المكان،نفس الفراش،نفس الوسادة،نفس النافذة،الأجساد التسعة ترتسم أشباحها بوضوح أمامي متراصة بنسق شبه منتظم.
وجومها لم يستمر بعدما مسكت معصمها بعنف،دنت من جديد منّي..تأوهت:
((أهذا أنت أستاذ؟!))
((أنا..نعم أنا!))
سمعت صوت بكاء خافت،احتضنتها بعنف،ولحظة مررت أناملي في شعرها،تجمدت أوصالي،لم أعد أتحرك،كانت(خولة)تمتلك جدائل طويلة،بينما هذا الرأس الذي أحتويه يحمل شعراً مجذوذاً..همست:
((لم توقفت؟))
((من أنت؟))
((أما عرفتني؟))
((صوتك ذبيح والخوف بدأ يأكلني))
((حمدية!))
((حمدية!))
((لا تتغابى أستاذ))
نهضت وسحبتني إلى الخارج،قادتني كمريض إلى غرفتي..قالت:
((هنا يمكننا أن ننجو من الخوف))
بكل برود مارست نشاطي معها..قالت:
((أين شبابك؟))
((لم أكن أتوقعك!))
((لولا ـ خولة ـ لحرمتنا من عواطفك))
((إذاً هي السبب!))
((وهل أنا لا أستحق الحب؟))
((بالعكس..أنت سيدتهن))
((ولما لم تفاتحنِ برغبتك؟))
((من باب الاحترام والمودة))
((حاولت استمالتك،لكنك كنت تهرب من نظراتي))
((أنت الآن مدينتي الفاضلة يا ست ـ حمدية ـ ))
كان الليل يمضي،وكنّا منهمكين بـ لعبة الحياة التي لا تنتهي،بعد شوط لاهث نشدنا قسط راحة.
قلت لها:
((كيف حكتما خيوط اللعبة؟))
((اتفقنا على تبديل مكان نومنا))
((أكانت رغبتك؟))
((كانت تحكي لي عن شبابك))
((ملعونة!))
((كنت لا أصدق كلامها))
((وماذا قالت؟))
((قالت سأجعلك تجربين ذلك بنفسك))
((واتفقتما على تبديل الفراش))
((كما رأيت))
((أنت دافئة جداً يا ـ ـحمدية ـ ))
((ما العمل.؟هرمنا هنا،عالم بلا ذكور يغدو جحيماً))
((وهل جربت هذا من قبل؟))
((عدة مرات!))
((مع من؟))
((مع فتى في القرية،كان يرعى البقر،وجدته منفرداً،شجعته على ذلك))
((ألم يتمرد؟ألم يخاف من لعبة جديدة عليه؟))
((وجدته يستمني،في ظل جدار،باغته،وقف يبكي))
((ماذا بعد؟))
((للحق أقول اشتهيته))
((من أوّل مرة!))
((ما العمل كنت محترقة،مجنونة أبحث عن أي شيء يسكت عذاب برمودا))
((وماذا بعد يا مصيبة؟))
((هددته بالفضيحة،إن لم يفعل معي))
((ألم تقدّين ثوبه من دبرٍ؟))
((لو هرب لفعلت ذلك،لكنه وقف يتوسل))
((وماذا بعد..أكاد أحترق))
((أنمته على صدري،وتركته يمسح كائنه بـ برمودا ي))
((وهل أستمر في ذلك؟))
((كلا..كنت في قريتهم في مكان بعيد من هنا،ثلاث مرات عملنا ذلك قبل أن أجد نفسي منقولة لا أعرف لم إلى هنا))
((ربما شموا رائحة سرطان جاء يلتهم أخلاق أبناءهم وقرروا أبعادك))
((هذا ما وضعته في بالي))
((أرجو أن لا يشموا رائحتك هنا أيضاً))
((أنت ستشبعني حتماً))
((ما دمتِ فرن عاطفة،بوسعي أن أتدفأ فيك))
((أيّاك أن تنكث بهذا الميثاق))
((أعدك بهذا))
مضينا بقية الليل،ما بين العناق والتقبيل.
صاح الديك.
خرجت سعيدة بعدما مصت شفتي وطبعت قبلة صائتة على خدي.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8
- أولاد اليهودية(رواية)7
- أولاد اليهودية(رواية)6
- أولاد اليهودية(رواية)4
- أولاد اليهودية(رواية)3
- أولاد اليهودية(رواية)2 /حازت على المرتبة الثانية/في مؤسسة ال ...
- أولاد اليهودية(رواية)1
- قضية فرحان/قصة قصيرة/
- المسكين مخلوف /قصة قصيرة/
- مزبلة الرؤوس البشرية/قصة قصيرة/
- حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/
- في أزمنة ليست سحيقة//قصة قصيرة//
- ليسوا رجالاً..(قصة قصيرة)


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/