أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية















المزيد.....

إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 21:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هيلينا مالينو Helena Mleno، مناضلة حقوقية في المغرب بمدينة طنجة إسبانية الأصل، من منا لا يعرفها نحن المهاجرون المغاربة بالأندلس؟ هذه السيدة بدأت مشوارها النضالي بأحداث إلخيدو سنة الفين، عند اندلاع الإعتداءات العنصرية ضد المغاربة، كانت ضمن القليلين الأوائل الذين ساهموا بقسط وافر في إبراز معانات المغاربة والنضال في سبيل حقوقهم كعمال مهاجرين يشكلون جزء من الطبقة العاملة الأندلسية..تصوروا ما هو جزاء هذه السيدة الآن وهي تناضل في سبيل قضيتها الأساسية، حقوق المهاجرين، في المغرب؟
تنتمي إيلينا مالينو إلى جمعية تسمى «المشي فوق الحدود» تهتم بقضايا المهاجرين بطنجة، يحيل اسم الجمعية إلى نمط غجري رائع يكسر خرافة الحدود الجمركية ويختزل في طياتها تلك الحكايات المؤلمة من الرفض والرفض المضاد، تلك القيم «الإنسانية» التي تختزلنا فيما هو شرعي وليس شرعي، وتختزل تاليا مأساة هي بمنطق نيتشي رائع: "هي الكل حين يكون على صواب"، تختزل تراجيديا أولئك الذين وحدهم ليسوا على صواب، اسم إيلينا على مسمى، يأخذ البساطة على ليونتها، هكذا كانت في إلخيدو عندما كانت سندا للمهاجرين المغاربة، وهكذا نراها وهي في المغرب تساند مهاجرين أفارقة.لكن في كل ليونتها الراحمة لأرواح الهاربين من عتمة التفقير وليس الفقر، تكون إيلينا عصية على الإنكسار، تحمل في طياتها كل الآلام كما لو كانت هي المهاجرة تحت مجهر القانون الدولي هي المهاجرة الشرعية مهاجرة غير شرعية. صمت بالمطلق،صمت يشبه الإنتقام البدوي، في 16 غشت تعرضت لاعتداءات من طرف حوالي 50 شخص قرب مسجد حي بوخالف بطنجة، مسلحين بالهراوات وأمام انظار الشرطة المحلية اللطيفة والمسالمة، انتزعت منها ثيابها، مورس عليها التحريض الجنسي أمام الملأ ولم ترى غصة من أولئك الذين تحيرنا بياناتهم، إيلينا اللينة هي عصية على الخنوع، أمس كانت تنشر تغريداتها في التويتر بكل ما أوتيت من سخرية لاذعة، سخرية لطيفة تشبه اللين، لكنها تعكس في الحقيقة مسخرة شعب يأبى إلا أن يحافظ على سمعة الوطن: يالها من تراجيديا حقيقية في صمت إعلامي غير بريء، "السلطات المغربية تشتري ألبسة جديدة ل 25 إفريقي" عنوان يصلح في صحافتنا الوديعة التي تحرص عن سمعة الوطن، عمل إنساني رائع أن تكون الحكومة هي من يشتري، لكن خلف الرقم تنبعث سخرية قدرية، "خمسة وعشرون معتقلا إفريقيا رحلوا إلى مكان مجهول..!” يا إلهي هل نحن امام تقديم قربان.! هل نحن امام أساليب داعشية أخرى.؟،في الأخير تتوارد الأخبار ليكون اللطف جميلا هذه المرة، سخرية قدرية أخرى: المغرب يهجر خمسة وعشرون إفريقيا جنوب الصحراء كلهم شهود عيان في مقتل مهاجر سينغالي، ياله من واقع يحفظ سمعة الوطن..! أمس في مقال سابق تكلمت عن 14 معتقل، بالصدفة وحدها وعبر تغريدات إلينا، كانوا 25 معتقل: تصوروا أحداثا تراجيدية في مواجهات صاخبة بين فريقين، دافعها كره عنصري، أن يكون كل المعتقلين هم فقط الأفارقة المعزولين من كل شيء، من حتى حق الدفاع، ضحايا خروقات لمواثيق دولية صادق عليها المغرب: العدالة حق للجميع دون ميز عرقي أو جنسي أو ديني أو بسبب اللون أو. أو..وتكثر الواوات التي صودق عليها. في أحداث أمس منعت نساء إفريقيات من الوصول إلى أبنائها حيث يسكنون وأمام أنظار الشرطة اللطيفة والمسالمة بتعبير إلينا الساخر. هذه هي المواقف الإنسانية التي تغطي بشاعة يريد المغرب أن يظهر منها بمغرب الكرم الحاتمي في مهرجانات موازين..
راسلت إيلينا لمدي بكل ماتملك من المعلومات في تغريدة في التويتر، ردت علي بكل مرارتها: "أنت في إلخيدو، ما رايك بما يقع هنا، ياللمرارة أنكم عانيتم بإلخيدو".
تلقيت مرارتها بكل صدر رحب، لم نفعل شيئا لما يقع هناك، نعم نحن المهاجرون في إسبانيا لم نعرف كيف نرد الجميل في سبيل قضية نحن في صلبها، كأن صدى التضحيات، تضحيات أناس دفعتهم إنسانيتهم للوقوف إلى جنبنا يوم كان الكل ضدنا، ذهبت صدى، تحطني مرارة إيلينا كما لو أني أنظر بترف إلى تضحياتها وتضحيات الذين وقفوا إلى جنبنا، كما لو كانت تلك التضحيات عند هؤلاء الإنسانيون والإنسانيات حتى النخاع، كما لو كانت ترفا حقوقيا عندهم..
في أحداث إلخيدو ناضل إلى جنبنا الأفارقة رغم أنهم كانوا يستطيعون أن يتركوا تضحيتهم لمساعي انتهازية، أن يكونوا مسالمين حتى النخاع، وأن يحظوا بما كانت إسبانيا تحتاجه للحفاظ على سمعتها،أعز أصدقائي في أوربا هو كابرييل أطايا، واحد من الذين خبرني أننا عنصريون حتى النخاع وأقسى من الإسبان، وفي رحلة بحثا عن المتاعب، في أمر يشبه الرهان، سافرت وإياه إلى المغرب، لم نخرج عتبة إسبانيا بعد، في حوار مع رجل الأمن، ممثل حاتم المغربي (لقد ذكرت هذه القصة في حكايا العبور)سألني : من أين هذا الكلب
ــ من الكلاب، أجبته
ــ لا أقصد من أي بلد؟ يعيد السؤال
ــ من بلد الكلاب
تصوروا كابرييل أطايا (أطايا تعني النعناع في لغة السينغال)، يحثني أن أكون دبلوماسيا مع الرفيق رجل الأمن، وحين أخبرته بأنه يسألني عن هوية الكلب، وأن الكلب هذا هو هو نفسه، رد علي بابتسامة ساخرة:
ــ ألم أقل لك..؟
العنصرية في المغرب مست كل القطاعات، لن أتكلم عن كل ما عايشته في الناظور رفقة كابرييل أطايا، سأنهي مقالي بشهادة إيلينا الرائعة، إيلينا العصية على المساومة في حفظ سمعة المغرب:
ْ« مهاجرة من جنوب الصحراء أنجبت طفلا بمفردها دون مساعدة الممرضات بمستشفى محمد الخامس بطنجة في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء.
غياب الممرضات أجبرها على سحب المولود من رجله أثناء عملية الولادة ليتلفظ أنفاسه في الحين ذاته، بينما زوجها كان ينتظر خارج الغرفة. وبعض لحظة أخبره حارس جناح الولادة أن زوجته أنجبت بنجاح لكن سرعان ما دعته هذه الأخيرة لتخبره أن المولود فارق الحياة. وفقا لما ذكرته الصحيفة.
ولقد استنكر الأب الحادث حين دخوله الغرفة حيث تغيب المساعدات الطبية والمراقبة والأدوية. الشيء الذي جعله يصرخ أمام الملأ ويسأل عن أسباب الإهمال الذي طال زوجته.
وقال إن "الممرضات كن يجبن بطريقة عنصرية حين يسألهن وأنهن رفضنا مساعدة زوجته لإجراء العملية لأن بشرتها سوداء، وأكدت إيلينا أن "البعض من المغاربة ممن كانوا حاضرين هناك صفقوا لرئيسة الممرضات على سلوكها تجاه أب المولود الذي فارق الحياة"».
هكذا نحن نحمي سمعة البلد



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية