أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟














المزيد.....

محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 16:16
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو أن قضيّة الملفات التي يكرّرها السّاسة ويتخذونها حجة لتهديد بعضهم بعضا، نوري المالكي مثلا، ليست لعبة تخص هؤلاء وحدهم، بل هي، أيضًا، لعبة تخصّ الكتاب والمثقفين الذين يدورون في فلك السّلطة ويدافعون عنها وعن ممارساتها؛ كونها تتماهى مع توجهاتهم وآمالهم الطائفيّة المقيتة ويرونها سلطة طائفتهم. ولذلك نراهم يسارعون للإقدام على خلق الأزمات وإثارة الزوابع في الوسط الثقافي العراقي مستغلين ما انفتح أمامهم من إمكانات إعلامية تسهّل عليهم إطلاق زوابعهم المريضة، التي تستند إلى مبدأ الثأر والتسقيط السّياسي والثقافي والنميمة وتأليب الرأي العام ضد مجموعة من الكتّاب والمثقفين ممن يحسبون على النظام الدكتاتوري البائد.

فما بين فترة وأخرى تعمل جهة مجهولة على إطلاق قائمة معيّنة، مرّة بإسم "قوائم العار" وأخرى بإسم "القائمة السوداء" بحق من كتبوا ومجدّوا صدام حسين ونظامه وتغنّوا بالموت وبالحرب وبالدّمار الذي لحق بالمجتمع وبالإنسان في العراق وجملوه بأبشع الأوصاف والقصائد والرّوايات والقصص، وأوغلوا كثيرًا حين سوغوا افعالهم تلك، بأنّ ما كتبوه كان للعراق وليس لصدّام حسين! غير أنًّ من يصدر هذه القوائم يضيف لها بعض الأسماء من الذين لم يكتبوا حرفًا واحدًا يمجّد صدّام حسين لكنهم يختلفون، وهو الاهم الان، مع نظام المحاصصة الطائفية القائم في العراق ومع إيغاله في الفساد ونهب المال العام وكبت الحرّيات الفرديّة والمدنيّة والإستئثار بالسّلطة. وهناك نماذج وأسماء كثيرة وضعت في خانة من يستحق العقاب أو التشهير، د.حيدر سعيد على سبيل المثال لا الحصر.

الجهات المجهولة أو العلنيّة التي تصدر هذه القوائم أو تعيد نشر القديم منها تعمل على وقع الأزمة التي يعيشها صاحب السّلطة الباذخ في العطاء وشراء الذّمم. فما أن تحدث أزمة بين المالكي والأطراف السّياسية الأخرى حتى يسارع أتباعه من كتاب وصحف ومواقع انترنيت وقنوات فضائيّة لتدبيج مقالات التشهير والتخوين والإتهام بالعمالة ضد كلّ من يخالفه أو ينتقد ممارساته ونهجه الذي أوصل العراق إلى أزمة مريعة لايمكن الفكاك منها بسهولة. وليس هناك من تهمة أسهل من تمجيد البعث وصدّام حسين والتبعية له ومعاداة التجربة الديمقراطية في العراق الجديد!

لم تهدأ الضجة التي أحدثتها “قائمة العار” التي صدرت قبل شهر تقريبًا، بعد، حتى قام أحد الكتاب بنشر قائمة "بأسماء من طبل للدكتاتور صدّام حسين" وتمّ تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنيت وهذه القائمة لا تختلف عن القائمة التي أصدرها “ساهر فاضل الهاشمي” قبل عدّة سنوات، والتي إعتمدت في مجملها، الأسماء والمعلومات، على ما تمّ نشره في كتاب"ثقافة العنف في العراق" للرّوائي والناقد سلام عبود وكتاب "الخاكية: من أوراق الجريمة الثقافية في العراق" للروائي العراقي عباس خضير، وكذلك على كتابات الشاعر "نبيل ياسين" بهذا الخصوص ولكنها تختلف مع الجميع في نواحٍ كثيرة بإعتمادها مبدأ التشهير وإثارة الرّأي العام ضدّ من شملتهم. فأصبحت هذه القوائم أداة مسلطة بيد المليشيات المسلحة ضد الكثير من الأسماء التي وردت فيها.

شخصيًا لي حكاية مع هذه القوائم، فقد ورد إسم”شاكر الناصري” في قائمة "هؤلاء مدحوا الطاغية: أسماء في الذاكرة العراقية" التي كتبها ساهر فاضل الهاشمي” نشرت حينها في مواقع "الحوار المتمدن" حيث كنت أعمل عضوًا في هيئة تحريره وكذلك في موقع "أرض السواد" ولم أكن معنيًا بهذا الإسم ولا أعرف صاحبه لأني كنت أكتب وأنشر بأسم"فهد ناصر"، وهو الأسم الحركي والحزبي الذي عرفت به منذ 1991 وحتى تموز 2006، حيث بدأت باستخدام إسمي الحقيقي مع اللقب الذي استمده من مدينتي "الناصرية". وقد استضافتني قناة الفيحاء في أحد برامجها "جسور" الذي كان يعدّه ويقدّمه "هاشم العقابي" للحديث عن هذه القائمة وقد كان إسم العقابي في القائمة إياها.

إنَّ محاكمة ومحاسبة الارث الثقافي المنحاز للدكتاتوريّة البعثيّة والممّجد لفاشيتها، وبالاخص ارث تلك الأسماء التي تصدّرت المشهد الثقافي في العراق، وتحوّلت إلى سلطة تمارس الرّقابة وكتابة التقارير الأمنية ضدّ الكتّاب والمثقفين والتجييش وشراء الذّمم، عبد الرزاق عبد الواحد، سامي مهدي، عبد الأمير معله، علي الحلي، حميد سعيد... وغيرهم كثير من الذين إرتقت كتاباتهم ومنجزهم الى مصاف يستحق أن نقول عنه أنّهم كتّاب الفاشية البعثيّة بجدارة منقطعة النظير، وتشريحه وفق معايير نقدية وثقافية وإجتماعية علميّة رصينة لا تخضع لمنطق العاطفة أو الانحياز الشخصي، هو من الضروريّات الهامّة التي يجب الاقدام عليها من أجل قطع إرث تاريخ القمع والاستبداد الأسود الذي وشم حياتنا بالموت والخراب، وجعل من الثقافة والنتاج الابداعي في العراق في صورة ثقافة السلطة المكتوبة بدم العراقيين وآلامهم وجحيمهم.

ولكن من يستطيع القيام بهذه المهمة الحاسمة والضروريّة؟ قطعًا لا يمكن لأي شخص كان القيام بها وانجاز مهمة عسيرة كهذه، ولذلك فإنَ الدولة ومؤسّساتها المعنية هي الوحيدة القادرة على إعادة قراءة كل ما كتب في مديح وتمجيد صدّام حسين ونظامه وحزبه وإعادة تعريف أولئك الكتّاب.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار الحرب المغيب في العراق
- صمت العالم
- حرب الإعلام وإعلام الحرب!
- العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!
- انهيار الدولة الشبحية!
- لاشيء سيحدث خارج أسوار القُشلة!
- الأحزاب في العراق: بين الدكتاتورية والرفض الشعبي
- لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم
- التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟