أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال طعمه - يوميات أنثوية (8)















المزيد.....

يوميات أنثوية (8)


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 13:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اثنتين فقط من طالبات صفي أكملتا تعليمهن ،بعضهن تزوج وبعضهن ينتظر العريس!! وبعضهن اتجه الى العمل ليس حبا فيه بل للحاجة الملحة ومنهم صديقة لي كانت متفوقة ولم تستطع أن تكمل دراستها لفقرها المدقع فكانت تعمل كسكرتيرة في عيادة طبيب ..وضعها مأساوي كنت أحزن كلما خطرت على بالي أب مريض .. ..سبعة اخوان واخوات ومنهم أخ معاق.. وهي الكبرى..
تخرجت صديقتي الأخرى من الجامعة وعملتلنا تحلاية بسيطة ..في بيتها اجتمع هناك معظم البنات(بنات الصف) خاصة اللواتي لم يتزوجن..شعرت بشيء من الغيرة فقد كنت متفوقة اكثر منها ومعدلي كان اعلى منها حتى ، هاهي الأن قد حققت حلمي لكن لها!
لم اكن أعلم أنها كانت هي تحسدني على زواجي !
يبدو أن كل شخص فينا يرى ما لدى الأخر ولا يرى ما يملكه هو نفسه!
تلك التحلاية أعادتني الى جو الاحباط..الذي استمر طويلا.
*************************************

حاربت حالة الاحباط والملل التي أصابتني ..عدت الى عمل ما تعلمته من حماتي ..وقد تخلت هي عن هواياتها لتعبها المتزايد ..
أحسست بانزعاج زوجي فلم اعد أهتم كما بالسابق لكنه لم يظهر ذلك بصورة مباشرة فزوجي انسان صبور وتلك كانت نعمة بالنسبة لي.
بدأت أشعر أنه يجب علي أن انتهج سلوكا أخر وأحارب حالة الركود التي أنا فيها.
كلام حماتي عن معاناتها بعد موت زوجها أثر في ..لم تعاشره سوى سنوات قليلة ومازالت تحمل في قلبها الذكرى الطيبة أخبرتني أنها كان بإمكانها الزواج من شخص أخر في حارتها كان أغنى منه .. ولكن أبيها اختاره لها لأنه كان صادقا وأمينا فقد كان يعمل معه في تجارته ..مات أبوها مفلسا ومات زوجها فقيرا أما من رفضته فهو الأن أكثر غنى ! سألتها إن كانت نادمة على زواجها ابتسمت لتخبرني إنها ليست نادمة وأن ذلك قدرها ونصيبها!
كانت أخوات زوجي يقنعني بضرورة الحجاب، في الماضي لم يكن الحجاب أمرا شائعا مثل الأن،ولكن خلال بضعة سنوات أصبح ظاهرة في حارتنا الشعبية كما كل الحارات.
كنت أجاريهن بالكلام وأرد عليهن: لما الله يريد ..الله يهديني! لم أشأ النقاش معهن لأنه لن يفيد وخفت أن يتأثر زوجي بأرائهن فيفرض علي ما لا أريد!ولكنه لم يفعل .
الظاهر أن زوجي لم يكن يعر مثل هذه الأمور أي اهتمام.
حملت للمرة الثالثة وكان شعوري تجاه هذا الحمل غريبا..لم أكمل حملي ..فقد أجهضت وأُجهض حلم حماتي وزوجي بحفيد ذكر..
شعرت بحزن كبير لفقدان الحمل..وقد مر وقت طويل حتى حملت مرة أخرى...وكان ولد!
لكن أحلام حماتي تغيرت فصار همها أن يأتي( اخو للولد).وكانت ما كانت تزن على رأسي :مابدك تجيبيلي لابنك اخ،،ونفس الكلام كانت تقوله لزوجي والذي كان يكتفي بهز رأسه وعبارة انشالله ولم يعجبها هي ذلك.
لم أعد أفكر في الحمل مرة أخرى فقد كان أخر حمل لي متعب جدا وكان من الممكن جدا أن أخسره كما المرة الماضية .

انتقلنا الى حي راقي حيث تحسنت أمور زوجي المالية خصوصا بعد اشتغاله بتجارة السيارات وابتعاده شيئا فشيئا عن مهنة الميكانيك حتى أنه باع الورشة وفتح معرضا للسيارات ..
كانت والدة زوجي قد توفيت ..حزنت لموتها..فقدت جزءا من حياتي كنت قد تعودت عليه...حتى كلامها عن طبيخي!! ..كلامها عن شخصيتي الخجولة .. رغم كل ذلك شعرت بالم لفقدانها ... كانت احاديثها عن الماضي تمتعني رغم انتقادها الدائم.


**********************
مرحلة جديدة بدأت في حياتي.
تعرفت الى بعض الجارات اللواتي اعجبن بما أعمله من فنون !وقد اشترين بعضا مما صنعت ..حتى أنهن جئن بصديقاتهن ليشترين مني!
وبدأت الفكرة..طرحتها على زوجي فشجعني..فتحت محلا لبيع الأشغال اليدوية والمطرزات..ليس فقط من انتاجي بل من انتاج نساء اخريات منهن من كان محتاجا ومنهن من كان نتج تلك الأعمال كهواية فقط!
كنت خائفة جدا أن يفشل مشروعي ..طفلي الصغير لكن طفلي هذا نما وكبر ..لم يفشل نجح ونجحت أنا معه!
لكن الدنيا تعطي شيئا وتأخذ شيئا اخر او أشياء..
اعطتني نوعا من الرضا أخيرا ولكنها اخذت مني زوجي..
فبعد سنين قليلة باغته المرض الخبيث..كان يعرف النهاية المحتومة والتي لم يمض وقت حتى جاءت وفرض الحزن نفسه ولم يعد الحنق الذي أشعر به وهميا بل أصبح حقيقة ..كنت أمامه مختلفة قوية..أحاول أن أداري تلك الحقيقة التي نعرفها جميعا..وعندما كنت أفارق جسده الهزيل ابدأ بالبكاء والنحيب..واعاتب الدنيا على وقاحتها!
ستكملين المشوار كما يجب أن يُكمل هكذا قال لي ..ابتسم شبه ابتسامة واكمل أنت قوية أعرف أنك قوية ..لاتدعي شيئا يهزمك حتى الموت!
لكن الموت يهزمنا جميعا في لحظة مباغته يأخذ كل شيء منا.. رحل زوجي بعدها بفترة قصيرة..لأبقى وحيدة مع مشاعري.
ندمت أني لم أكن ابوح فعلا بمشاعري له..أخبرته كم أحبه حقا ..في أيامه الأخيرة..ليخبرني أنه عرف ذلك منذ زمن طويل..
قلت له :بحبك كثيرا من قبل ..نعم ولكني لم اقلها مثل ما قلتها ذلك اليوم ..لم تدمع عيناي مثل ما دمعت ذلك اليوم ولم يرجف قلبي خوفا من الفراق مثل ذلك اليوم...
هل نشعر بما هو حلو فقط عند نهايته؟!
عندما رحل..لم أوزع أشياءه ..احتفظت بكل الأشياء حتى لباس الشغل عندما كان يعمل ميكانيكي ،هو لم يعرف أني احتفظت به.
كان جزءا من حياة عرفتها..وكان ذكرى لرجل أحببته عن بعد!


ما هو الحب أصلا؟ رغبة ..عاطفة ...أم مجرد كلام نقوله؟
أنا لا أعرف حقا ما هو الحب؟ كل ما أعرفه أني اشتقت اليه...
خاطبته في تلك الليلة فأنا دائما أخاطبه...أين أنت؟لم ذهبت بسرعة؟

تلك الليلة ..ليلة تخرج ابنتي .بعدما انتهى الاحتفال..أقفلت باب غرفتي علي و أخرجت بعضا من ملابس زوجي القابعة في صندوق خشيبي أسود مقفل.
شعرت بأن تلك الرائحة الحلوة له مازالت عالقة بملابسه .وضعت جاكيته على السرير بجانبي وتمنيت أنه كان موجودا!
رغم فرحي شعرت بالحزن!!
لم نحن هكذا نستدعي الحزن في يوم الفرح؟! أم أن الحزن هو الأصل ، هو البطل والفرح جزء بسيط من المشهد،كومبارس؟!

حقا لو كان موجودا لاكتملت الصورة...

تذكرت اللحظات السعيدة معه وحمدت ربي ان كان لي جزء فيها .
تذكرت حين أتاني بهدية ولم يخطر ببالي ابدا انه سيجلب لي كتبا..فرحت بها رغم ان معظمها قد قرأته فرحت انه جلب لي شيئا حقا أحبه ....واستغربت انه هو قد كان له نفس الميول! تذكرت كلامه ،،كيف كان يضحك على فكرة امرأة تحب أن يهديها زوجها كتب ،هل سيصدق الناس ذلك؟
كان فرحي أنه حقا عرف ميولي ..واهتم أن يسعدني.
تذكرت كيف احتضنته بقوة تلك الليلة...
شعرت بالرضا رغم الحزن..هنالك أشياء لا أستطيع السيطرة عليها..مولدي كأنثى ..عائلتي..حتى زواجي.وأخرها ربما الموت!
لكن الحياة فيها أشياء كثيرة لأشغل نفسي بما لا أستطيع التحكم به..
شعرت بالرضا اني استطعت أن أكمل المشوار ولم أرضخ لمؤامرات القدر!
ولم استسلم رغم انهزامي في البداية وضعفي.
ورغم جهلي بهذي الحياة وسذاجتي قدرت أن أظل اتنفس وأن لا اختنق وحولي لا يوجد هواء!
وأن لا أغرق وأنا في منتصف المحيط، وأن لا أيأس وأنا في أول المشوار.
المسؤولية التي حملتها بعد وفاة زوجي جعلتني أكثر نضجا .. أكثر استمتاعا حتى بالحياة رغم كل الهموم،وكأن المعاناة تحمل اليك نوعا من الفرح!!
هنالك الكثير من الأشياء الحلوة عرفتها..
مازال هنالك المزيد!
هل هذا الشعور هو سعادة؟
كان دفتر يومياتي بجانبي أيضا ولكني مللت فجأة أن أقرا ،لم أسجل كل اللحظات التي مرت علي في هذا اليوم ..سجلت بعضا من مشاعري التي تذكرتها..وضعته في مكانه وعرفت أنه سيمضي زمن قبل أن أخط فيه شيئا أخر،،تعبت من تذكر الأحداث فلتمضي الأشياء كما تريد أن تمضي! نمت وحلمت بما كان.
***********************************
بعد فترة وجيزة كانت ابنتي التي تخرجت قد وجدت عملا ليس كما ارادت ان يكون ولكنها وافقت عليه.
سألتها بعد أول يوم عمل : انت راضية ،مبسوطة؟
ولا كان في شغلة تانية برأسك؟
استغربت مني لكنها اجابتني: مش عارفة اكيد مبسوطة مع انه كان في شغلات كثير في خيالي ..تعلمت اخد على قد ما بقدر من هاي الحياة!!
مش انت هيك علمتينا!!!
ابتسمت لنفسي وانا استرجع كلماتها "مش انت هيك علمتينا " يبدو أني نجحت في ايصال ما تعلمته أنا متأخرا ..وتذكرت والدتي حينها ..وتسائلت ترى ما الذي علمتني اياه أمي؟!



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات أنثوية (7)
- روبن ويليامز.. وكارثة الأمة الكبرى
- يوميات أنثوية (6)
- يوميات أنثوية (5)
- يوميات أنثوية (4)
- من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة
- يوميات أنثوية 3
- غرامة البيكيني!!
- يوميات انثوية (2)
- يوميات انثوية (1)
- إنك للمأسورين محرر
- اشتقت إلى صلواتك
- عادي!
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال طعمه - يوميات أنثوية (8)