أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل














المزيد.....

وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يستطيع أن ينكر التأثير الهائل لوسائل الإتصال الجماهيرية الحديثة على حياة الناس في جميع أنحاء العالم، فتبادل الأخبار، ونشر التعليقات والآراء حولها، يتم بسرعة البرق، بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وبفعالية تامة. لا أحد يستطيع أن يعيش بدون، أو يتجاهل، الإنترنت، فهي جزء من خيارات الصغير والكبير والغني والفقير والطالب والمعلم والمسؤول والمواطن العادي. برزت أهمية الإنترنت ووسائل الإتصال الإجتماعية خلال الثورات العربية الشعبية الحديثة، وكانت جزءا رئيسيا منها، بدءا من تونس في أواخر عام 2010، ثم مصروغيرها، وكان الشبان الثائرون يعتمدون عليها في تعبئة الناس وجمع المتظاهرين الذين ملأوا الشوارع وأسقطوا أنظمة عدة قبل أن يستولى الإنتهازيون، من الساسة المحترفين الرجعيين، على القيادة ويقتتلوا في ما بينهم على الزعامة ناشرين الفوضى في العديد من الدول العربية.

لقد فتحت وسائل الإتصال هذه الباب على مصراعيه أمام شباب العالم الثالث، خاصة في العالم العربي، الذين جابهوا طوفانا من المعلومات القادمة من الغرب، كالأفكار اللبرالية المتعلقة بالدين، وقرأوها بدون رقيب، فأحدثت تغييرات في تفكير المحافظين في العالم العربي والإسلامي. بعض هذه التغييرات كان إيجابيا وبعضها كان سلبيا، فقد أحدثت الآراء التي لا تتعامل مع الدين بخوف هزة عميقة في المجتمعات الإسلامية وبين المتعلمين والمثقفين، وأحدثت ردود فعل عكسية في كثير من الأحيان، وإستعملت وسائل الإتصال هذه إما كأدوات هدم أو كأدوات بناء.

واستغلت المنظمات الإرهابية ومنظمات الإسلام السياسى الإنترنت في نشر أفكارها والتأثير على الشباب، وأساءت للعرب وللمسلمين، ولم يكن من الممكن أن ينتشر الإرهاب وأن ينجح الإرهابيون ومنظماتهم بدون وسائل الإتصال الإجتماعية، مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها، وما كان باستطاعة منظمه داعش وغيرها أن تجند هذا العدد الهائل من المقاتلين من جميع أنحاء العالم لولا سهولة الإتصال بهم والتأثير عليهم. واكتشفت هذه المنظمات أنها ليست بحاجة للأموال أو وسائل الإتصال القديمة غير الفعالة لإيصال آرائها ورسائلها إلى الشباب المسلم في الغرب الذي لا يشكو من الفقر ولا من التمييز بل يعاني فقط من أزمة هوية. كيف كان بالإمكان أن تغري مواطنا أوروبيا بالقدوم لسوريا أوللعراق للإنضمام لما يسمونه الجهاد لو أن هذا المواطن لم يتلقّ دروسا تخلط الدين بالسياسة والجريمة بالتعاليم السماوية؟

العديد من الناس يسيؤون، عن قصد أو غير قصد، للآخرين بنشر أخبار مثيرة أو مؤلمة، وخاصة الصور والفيديو عبر اليو تيوب، ويتأثر أصدقاؤهم بها فيضعونها على صفحاتهم وتنتشر كالنار في الهشيم، وكثير منها، هذه الأيام، تتعلق بالفضاعات التي ترتكب في سوريا والعراق، والتي تؤثر سلبا على نفسية الصغار وضمائرهم وتساعد في نشر الجريمة وتسيء للمشاعر الإنسانية. وتستعمل المواقع الألكترونية كذلك لنشر أخبار مضللة تشوه الحقائق.

لقد إستغلت إسرائيل وحلفاؤها لعقود الإنقسامات في المنطقة، وكذلك تخبّط وجهل الحكومات والشعوب العربية، لكي تحقق أهدافها القريبة والبعيدة، واستعملت وسائل التواصل الإجتماعى لتحريض شعوب العالم ضد العرب والمسلمين وخصوصا الشعب الفلسطيني. ميمري (MEMRI)، وهو إختصار ل (Middle East Media Research Institute)، أو معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، هي منظمة أمريكية أسسها إسرائيليان عام 1998، وتعنى بإعلام وصحافة الشرق الأوسط، ومقرها في واشنطن، ولها مكاتب في لندن، وبرلين، والقدس، وروما، وشنغهاي، وبغداد، وطوكيو. ولها علاقة وثيقة بمجموعة الضغط الصهيونية في أمريكا (AIPAC)، والتي هي إختصار ل (American-Israel Public Affairs Committee). ميمري ترصد بدقة ما يقوله الإعلام العربي، و أخطاءه الكثيرة، وآراءه الفجة، وتركز على أجزاء تهمها وتحقق أهداف إسرائيل وأهداف مؤيديها، وتنشرها بعد ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية ليفهمها الناس في أمريكا وأوروبا وبقية أنحاء العالم.

وكمثال على ما تفعله ميمري، نورد هنا مثالا واحدا من آلاف الأمثلة. لقد إستغلت ميمري شريط فيديو قديم مأخود من أحد خطب الجمعة القاه عضو البرلمان الفلسطيني عن حماس الشيخ يونس الأسطل وأذيع في بث مباشر من على تلفزيون الأقصى، الذي تديره حماس، يوم 11 نيسان 2008. وميمرى تنشر هذا الفيدو الآن، بعد أكثر من ست سنوات، لتشويه صورة حماس بعد الحرب الأخيرة على غزة، وسمعة الشعب الفلسطيني والمسلمين وكأنها تقول للعالم المسيحي: هذه هي أهداف المسلمين الذين تدافعون عنهم.

يقول الشيخ الأسطل من على منبر مسجد الجمعية الإسلامية في النصيرات في قطاع غزة:

"يصطفيكم الله لنفسه ولدينه لتكونوا قاطرة الأمة لمرحلة الإستخلاف والأمن والتمكين، بل والفتوحات الدعوية والعسكرية التي ستفتح عواصم العالم بأسره. وعما قريب، إنشاء الله، ستفتح روما كما فتحت القسطنطينية، ببشارة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم. وإذا كانت اليوم هي عاصمة الكاثوليك أو الصليبية، التي أعلنت عداءها للإسلام، وقامت بزرع إخوان القردة والخنازير في فلسطين ليمنعوا نهضة الإسلام من جديد، ستكون عاصمتهم نقطة متقدمة للفتوحات الإسلامية التى ستنداح في أوروبا كلها، ثم تلتفت إلى الأمريكتين، بل إلى أوروبا الشرقية، وظني أن أبناءنا أو أحفادنا، سيكونون هم الذين يرثون جهادَنا وتضحياتنا ليكون قادة الفتح منهم إنشاء الله. ونحن اليوم نزرع هذه البُشْرَيات في نفوسهم ونؤسسهم من خلال المساجد والمصاحف ومن خلال سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام، وسيرة الصحاية الأولين والقادة العظام، لهذه المهمة، مهمة إنقاذ البشرية من نار هُم على شفى حفرة منها."



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية
- الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل