أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم















المزيد.....

نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم

يشاع في أوساط مراكز البحث والتحليل والدراسات الاستراتيجية، وبين المراقبين الدوليين، أن العراق كان جرحاً أمريكياً تسبب في تعرية الولايات المتحدة الأمريكية وكشف مكامن القوة والضعف فيها وحث الدول المارقة والمنافسين على تحدي الهيمنة الأمريكية العالمية ووقفها عند حدها خلف خطوط حمراء لايمكنها تجاوزها إلا في حالة شنها حرباً عالمية ثالثة تدميرية وبالأسلحة الأشد فتكاً.
انتهت النزعة العدوانية المتعالية للولايات المتحدة الأمريكية بخروج الرئيس الجمهوري المتهور والعدواني جورج دبليو بوش من البيت الأبيض وحلول إدارة ديموقراطية عقلانية محله بقيادة باراك أوباما ، الذي اتهمه كثيرون بالضعف وعدم الحزم في الملفات الاستراتيجية الدولية، بل وربما ميله نحو الانطواء والعزلة وعدم التورط مباشرة بالصراعات الساخنة التي تهز الكوكب. فلقد استنتج المراقبون والمحللون الدوليون أن أوباما حذر جداً ولا يمتلك عقيدة خاصة به على غرار من سبقه من الرؤساء الأمريكيين و لا يحبذ ان تكون له حربه الخاصة كغيره من الرؤساء بل ورث حربين مكلفتين في أفغانستان والعراق وعدد من الملفات الملتهبة التي تغري بالتدخل الأمريكي المباشر مع ما يترتب على ذلك من تكاليف وردود فعل سلبية من جانب الرأي العام الأمريكي والرأي العام العالمي. ولقد صرح أوباما بنفسه عند تسلمه جائزة نوبل للسلام سنة 2009 في أوسلو أنه ينظر إلى العالم كما هو عليه في الواقع وليس كما يريده أو يتمناه هو أو غيره من القادة. وهو يعي مكامن القوة في بلده ويعرف أيضاً مناطق الضعف الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية ولايخفيها وبالتالي يعترف بمحدودية القوة الأعظم في الأرض. فلقد صرح لصحيفة نيو ريبوبليكا بعد فوزه بالولاية الثانية في يناير 2013 أن أولوياته هي الداخل الأمريكي وليس السياسة الخارجية الأمريكية. ففي عهده وصل الدين الأمريكي رقماً مذهلاً هو 16000 ستة عشر ألف مليار دولار مما يعني أنه لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الوسائل لفرض زعامتها الدولية كقطب أوحد يقود العالم كما كان الحال في عهد بيل كلينتون حيث لم تتجاوز الديون الأمريكية عتبة الــ 240 مليار دولار. لاحظ المحللون للولاية الأولى لباراك أوباما أنه حول اهتمام بلاده نحو آسيا وأعاد بسط نمط العلاقات القائمة مع روسيا فيما يتعلق بمبدأ الزعامة الدولية والتفرد بالقرارات وهذا ما بدا واضحاً في التعاطي مع الملف السوري والملف الأوكراني، وكذلك استنباطه لصيغة القيادة من الخلف في العالم العربي والشرق الأوسط ما يعني عدم التدخل المباشر في تقلبات الصراعات الشرق أوسطية ، والعمل على سحب العدد الأكبر من القوات الأمريكية المنتشرة في ما يقارب الــ 140 بلداً . لم تتخل أمريكا في عهد أوباما عن الزعامة الدولية لكنها أعادة تعريفها فأمريكا لم تتدخل على نحو مباشر في ليبيا على سبيل المثال ولكن تم كل شيء بمباركتها وموافقتها ومساعدتها اللوجستيكية والجوهرية والتكنيكية الى جانب حلفائها الأوروبيين كفرنسا وبريطانيا للإطاحة بنظام معمر القذافي. في حين أنها رغم التهديدات لم ترغب في التدخل المباشر في سوريا بل اكتفت بلعب دور أساسي في تأليب الرأي العام ضد نظام الرئيس الأسد وتقديم الدعم المالي والتسليحي للمعارضة السورية المسلحة بشقيها العلماني والإسلاموي. وشجعت على تنحي حسني مبارك وأيدت وصول الأخوان للرئاسة في عهد مرسي لكنها لم تتدخل لحمايته من إطاحة الجيش له لأن التدخل في مصر أمر غاية في الخطورة. وفي نفس الوقت أحجمت عن إدانة القمع الدموي في البحرين بسبب تحول هذه الإمارة إلى قاعدة للبحرية الأمريكية في الخليج أما في العراق فلذلك حديث مفصل وطويل سنتطرق إليه لاحقاً.
قبل أن يصل فريق باراك أوباما للسلطة في واشنطن قام بعملية تشخيص براغماتية، عقلانية وواقعية لحالة التراجع الدراماتيكي لمكانة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، واكتشفوا، ليس فقط خطأ التدخل العسكري المباشر في العراق ، بل وكذلك حجم المخاطر والسلبيات التي ترتبت على الغزو الأمريكي لهذا البلد. فلقد نسف مشروع الغزو الأمريكي للعراق مبدأ القوة الناعمة أو القوة المحررة، لما شابه من أخطاء فادحة وفضائح وعمليات قتل ووقوع ضحايا وأضرار جانبية وتشويه لصورة أمريكا وانفلات الأمور من أيديها في مواجهة حرب عصابات مدينية لم تتوقعها أو تستعد لها وتتهيأ لمواجهتها.
كان أوباما ، حتى قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بصفته سناتوراً في مجلس الشيوخ عن ولاية إيلنوا، من أكبر المعارضين لمشروع الحرب على العراق وأشدهم انتقاداً ووعد في برنامجه الانتخابي بسحب القوات الأمريكية من العراق فوراً في حالة انتخابه رئيساً للبلاد. وبالفعل عمل على سحب كل الجنود الأمريكيين من العراق بتاريخ 31 ديسمبر 2011، ووعد بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان رغم معارضة هيئة الأركان العسكرية الأمريكية لهذا القرار لكنه خضع لرغبتهم في رفع عدد القوات بنسبة الثلث سنة 2010 إلا أنه فرض عيهم تاريخاً محدداً كموعد نهائي لسحب قواتهم كلياً من أفغانستان وهو 31 ديسمبر 2014 ، فهو لا يرغب أن يكون رئيساً لشن الحروب بيد انه أجبر على تسلم إرث سلفه والتعاطي مع نتائج حربين كارثتين في أفغانستان والعراق. وكان موقفه واضحاً منذ البداية وهي التملص من عبء الشرق الأوسط الذي اعتبره هدفاً استراتيجياً استناداً إلى معطيات جيوستراتيجية عالمية جديدة، وعلى رأسها موضوع الطاقة والطاقة البديلة. ففي أقل من عشر سنوات أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الأول في العالم للغاز الطبيعي وستصبح في غضون سنوات قليلة وبالتحديد سنة 2017 إلى 2020 أول منتج للنفط عالمياً وبالتالي فهي لم تعد بحاجة لنفط الشرق الأوسط ، بل قللت من نسبة استيرادها للنفط من الشرق الأوسط إلى 10% فقط في حين أن الصين قامت بالعكس من ذلك بزيادة اعتمادها على نفط الشرق الأوسط بنسبة 70% من استيراداتها النفطية . من هنا يمكننا أن نفهم لماذا استدارت أمريكا نحو الباسيفيك. فبسبب تركيزها السابق على منطقة الشرق الأوسط تركت المجال مفتوحاً وحراً أمام منافسيها في آسيا وخاصة في منطقة الباسيفيك، وعلى رأس منافسيها الشرسين والخطرين تقف الصين وتركت حلفائها في المنطقة مثل الفيلبين وكوريا الجنوبية تحت رحمة البحرية الصينية ذات الأطماع المعروفة وإن لم تكن معلنة.ففي سنة 2009 وصف أوباما نفسه برئيس السلام لكنه سرعان ما تنكر لهذا الشعار حيث عمد في نهاية عام 2011 الى انتشار دبلوماسي وعسكري واقتصادي هائل في تلك المنطقة كزرع قاعدة للبحرية الأمريكية تضم 2500 مقاتل في منطقة دارون الواقعة شمال استراليا وباع طائرات الأف 35F لليابان ولأستراليا وإرسال حوالي 60% من قطع البحرية الأمريكية نحو الباسفيك وإنشاء قواعد جديدة في الفليبين وفيتنام وسنغافورة.
ولكن حدث مالم يكن في الحسبان في منطقة الشرق الأوسط حيث بدا الأمر وكأنه يفلت من بين أيدي الأمريكيين إبان أحداث ما سمي بالربيع العربي التي كشفت محدودية التأثير الأمريكي في مجريات الأمور الميدانية والعجز عن السيطرة على المد الشعبي والجماهيري الثائر، خاصة بعد أن تفاقمت الأحداث سلباً في كل من مصر وليبيا واليمن وسوريا، وإلى حد ما في تونس أيضاً. وعدم تمكنه من الضغط على إسرائيل في تحقيق تقدم ملموس في ملف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وفشله في إرغام تل أبيب على وقف نشاطها الاستيطاني مما عرض مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية للخطر والسخرية، فالكل يتجرأ اليوم على القول لا لأمريكا، نيتانياهو وقرضاي ومحمود عباس وبوتين وطهران والأسد والمالكي.
غدت سوريا مختبرا للعجز الأمريكي في إدارة الملفات الدولية فأوباما لا يريد بأي شكل من الأشكال زج قوات أمريكية خارج البلاد في حروب مكلفة وخطيرة ولا تحظى بتأييد الرأي العام الأمريكي وهو لا يحبذ التدخل في بلد يدور في فلك التأثير الإيراني خاصة بصورة أحادية الجانب خارج إطار الشرعية الدولية فبدون قرارا واضح وصريح من مجلس الأمن يخوله التدخل فهو لن يحرك ساكناً. وهو يتجنب اتخاذ موقف صريح ومباشر من مسألة الصراع السني الشيعي في منطقة الشرق الأوسط والمتمثل بالمواجهة الباردة بين طهران والرياض والتي تدور رحاها على نحو ساخن في سوريا والعراق، لذلك نراه يتردد كثيرا في التحرك الميداني فيما يتعلق بتمدد داعش ودولة الخلافة المزعومة التي أعلنتها في جزء كبير من الأراضي العراقية والسورية حتى صارت تهدد أربيل عاصمة إقليم كردستان وبغداد عاصمة الدولة الاتحادية في العراق بعد أن احتلت صلاح الدين والأنبار وجزء من ديالى، وإسقاط بعض المساعدات الإنسانية للنازحين المدنيين من الجو، واكتفى لحد الآن بإرسال مستشارين عسكريين لايتعدى عددهم بضعة مئات، وبعض المعدات بضعة طائرات حربية قصفت مواقع وتجمعات و مدفعية متحركة لداعش في الموصل.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش الآلة الجهنمية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين
- الولايات المتحدة الأمريكية منجم المشاكل الدولية؟
- ومضات من وراء الحدود
- رحلة في أعماق الكون المرئي من المنبع إلى المصب
- مقابلة مع د. إسماعيل قمندار
- الحياة ظاهرة كونية وليست أرضية فقط ؟
- الشرق الأوسط في إعصار لعبة الأمم
- حكايات الكوانتا الغرائبية
- الموجود والمفقود في الكون المرئي
- التشققات الكونية
- مفردات الكون المرئي الجوهرية: الصدفة أم الضرورة، الشواش والع ...
- التشيع والدولة: رجال الدين أمام اختبار الحداثة
- دردشة في باريس بين جواد بشارة و الباحث الفرنسي المتخصص بالإس ...
- المليشيات المتشددة في سوريا: الدروس العراقية والليبية
- قراءة في الجذور التاريخية للانقسام الشيعي السني في الإسلام ر ...
- المحطات الخفية في رحلة الكون المرئي
- الجولة ما قبل الأخيرة لمباراة العلم ضد الدين:
- حرب المخابرات سترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد
- لبشر وكائنات السماء الأخرى في الكون المرئي : معضلة الاعتراف ...
- مهمة التلسكوب الفضائي بلانك تلقي ضوءاً جديداً على صيرورة الو ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم