أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الخير والشر من ضوابط السلوك ج3














المزيد.....

الخير والشر من ضوابط السلوك ج3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 01:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


. تفاضل الخير على الشر مرتبط بالمصلحة الوجودية الشاملة وفرعها الأدنى النفعية فكل حلال هو خير وكل حرام هو الشر بعينه , ومن هذا الفهم يسوق الإسلام ويسوق معيار يته الخاصة دون التقيد إلا بالنتيجة والغائية بعيدا عن العامل الزمني والمكاني فقد تجد كثيرا من الصغار يستهدي الى مقومات الخير في حين إن الكثير من الكبار لم يدركها بالرغم من المساحة الزمنية الواسعة التي تؤهله لذلك,وتفسير ذلك في الفكر الإسلامي والرؤية الإسلامية تعتمد على السبق في التقرب من مصادر الخير نفسها كالوحي والتأدب بمحدداته والإمضاء السلوكي بما يوافقه لذلك كان الاهتمام منصب عند الإسلام في تقوية التقرب من الله والحث عليه ((اتَّقُوا اللَّهَ تُقَاةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً وَ جَدَّ تَشْمِيراً وَ أَكْمَشَ فِي مَهَل وَ بَادَرَ عَنْ وَجَل وَ نَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ وَ عَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ وَ مَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ))فالمبادرة هنا السبق قبل فوات الأوان وكلما عجل الإنسان وبادر الى الاستجابة لربه كانت نفسه الكلية أطوع لله وأقرب من الخير وتنضبط بقية الأنفس بهذه المبادرة لذلك قيل في المثل (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر) ليعبر المثل عن حقيقة إن النفس اللينة المطمئنة هي ذاتها المبادرة الى الخير وليس لعامل الزمن إلا الدور الثانوي التشجيعي بذلك عكس ما يعتقد الكثير من الباحثين الذين يجعلون من العامل الزمني محدد نحو الخير والشر كما في الاقتباس التالي((تنبثق أنواع مختلفة من السلوك البشري في مراحل زمنية مختلفة نتيجة للنضوج, وبهذا فإن الاستفادة من البيئة والتعلم يتوقفان على مدى استعداد الكائن الحي ونضوجه ومرحلة التطور التي هو فيها))(الإنسان وعلم النفس ,مصدر سابق ص134).
6. ترابط الخير مع الإيمان ترابط جدلي غير منفك وهذا الترابط ليس بالمطلق النهائي إلا في النفس المطمئنة الراضية المسلمة التي أعلنت إسلاما تسليميا بعيدا عن مغريات المادية وهوى النفس فبهذا الوصف يكون الخير إذن يتبع الاطمئنان واليقين ويولد الاستقرار النفس والاستواء الكيفي ,أما النفوس التي فيها بعض من الحسية المادية فأنه تكون أقرب للشر منها للخير لتزعزع أسس الإيمان وصراع الماديات الحسية مع الكليات الإيمانية ما لم تتداركه الرحمة الإلهية من خلال التقرب والتسابق الى الخيرات وإلا إنزلقت الى مهاوي الردى وعند ذلك لا ينفع الإيمان للنفس ولم تنضبط بقوانينه {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158,فالانتظار هنا غير مجد إن لم يكن الدافع ذاتي والباعث إيماني فيكون للانتظار معنى وهدف خيري.
7. الخير أقرب للنفس البشرية من الشر وأطوع فالأصل الخيري لتعدد مصادرها في التكوين والتصوير الإلهي,فالنفوس الأربعة منها واحدة لا اثر لها في السلوك إلا من حيث البقاء من عدمه وهي النفس النباتية النامية والثانية الحسية الحيوانية وهي تنفلت وتنضبط تبعا لما تلقى من محددات والثالثة القدسية أقرب للخير فهي والعقل باقتران دائم والنفس الكلية نفس خيرية بالكامل إضافة الى ذاتية العقل ووظيفته الأساسية التي تحسن الحسن وتستقبح القبيح ,فتكون شواهد الخير ومستشعراته عند الإنسان تتجه نحو الخير أكثر مما تميل نحو الشر{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ{8} أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ{9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ{10}سورة العاديات, فالخير بموجب المعايير الربانية قد جبلت النفس عليها طالما هناك وعي مرتبط بحقيقة وجود الآخرة وحصول ما في الصدور من انكشاف وافتضاح أمام من لا تخفى عليه خافية,لذلك نرى في كل مسيرة الإنسان في التاريخ تنتهي القصة بتغلب الخير والانتهاء به{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5,فالوراثة للذين يريدون الخير ويعملون له وبه ولا مصير للشر وإن استفحل وبسط سلطانه في الأرض من وهمه فالعاقبة دائما وأبدا للخير وأهله{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ }القصص58.
8. وأخيرا فالخير بهذه الأوصاف ملائم للطبيعة وللوجود لان فيه الصلاح وقاعدة البقاء للأصلح تعني بقاء الخير طالما بقيت موازين الإيمان موجود فإذا رفعت موازين الإيمان رفع الخير وهذا مما لا يتوافق مع المسلمات الإيمانية لارتباطها أساسا بالباقي الذي لا يزول ولا يهلك بينما تهلك الموجودات بما فيها الأرض ومن عليها {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } القصص88, وهذا الأبدية تستوجب الركون إليها أبدا دون من تبدل أو تغيير في طلب الخير والعمل سلوكيا به ولأجله لان ذلك يعني النجاح الذي هو غاية السلوك عن علماء النفس وهو الفلاح والفوز عند الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11.
إذن معيارية الخير من خلال الشرح المتقدم وما سجلنا من ملاحظات عليها قادرة أن تكون معيارا صالحا لتمييز الأنماط السلوكية والتفريق بينها على أساس مقنن منضبط قادر على التفريق بين ما هو موافق ومخالف دون أن تستغرقه كلا أو جزءا الفردية أو الشخصية التي تخرجه من الانضباط المجرد وبه تصلح قانونيته كمقياس تفريق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح1
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح2
- عقول وقلوب _ النص والاجتهاد وما بينهما حياة
- تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي
- علاقة الدين بالمدنية والتوطن
- العراق جمجمة العرب
- امة إبراهيم وإبراهيم الأمة
- خطيئة التاريخ
- إسماعيل الذبيح وليس أسحق
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة
- المنهج الوطني لمكافحة التطرف والطائفية
- إبراهيم في التوراة ح2
- إسماعيل في التوراة
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الخير والشر من ضوابط السلوك ج3