أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي أمين العزي - شباب الثورة اليمنية.. وبناء الدولة المدنية الحديثة














المزيد.....

شباب الثورة اليمنية.. وبناء الدولة المدنية الحديثة


فوزي أمين العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 01:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ننظر بكل فخر واعتزاز إلى أولئك الشباب في بلادنا الحبيبة ( اليمن)؛ الذين بذلوا الغالي والنفيس، وتجشّموا الصعاب، وحملوا همَّ الوطن فوق أعناقهم؛ من أجل استنشاق هواء الحرية، وتذوق نكهة العدل، وقول كلمة الحق، وسماع أغاني الأخوة والترابط، والشعور بالمواطنة المتساوية، وترسيخ الوحدة الوطنية، واللحاق بركب التقدم العلمي والرقي الحضاري، وبناء الدولة المدنية الحديثة.
وتجدني أعجب أشد العجب من هؤلاء الشباب؛ شباب الثورة الشعبية السلمية؛ الذين صاروا أكثر نضوجاً ووعياً، وتسلحوا بروح عالية ومتفائلة، وتمسكوا بنهج السلمية، في ثورتهم المباركة المسماة بـ"ثورة فبراير"، التي انطلقت شرارتها الأولى في 3 فبراير؛ وأشتعلت يوم الجمعة 11 شباط/ فبراير 2011م. وقد رفعوا العديد من الشعارات المعبرة عنها؛ مثل: "شعبي قرر التغيير.. لا تمديد ولا تصفير"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ثورتنا ثورة شباب، لا حزبية ولا أحزاب"، و"إرحلْ".
ومن ثم اعتصموا في ساحات التغيير وميادين الحرية، في معظم محافظات بلادنا (أمانة العاصمة، عدن، تعز، حضرموت، عمران، إب، حجة، الحديدة، لحج، البيضاء... إلخ)، وعزموا على المكوث فيها؛ حتى تتحقق كآفة أهداف ثورتهم.
علماً أن تلك الساحات والميادين؛ تتكون من مئات الحركات والائتلافات الشبابية الثورية، التي اتخذت لها مسميات مختلفة، وتضم في صفوفها عشرات الآلاف من الشباب، الذين يتفقون فيما بينهم حول بعض الأشياء، ويختلفون حول البعض الآخر؛ وهذا أمر طبيعي؛ لأن الاختلاف سنة من سنن الله تعالى بين البشر؛ نظراً لتنوع الأفكار والرؤى والمستويات العلمية فيما بينهم.
زد إلى ذلك؛ أنهم من مختلف المشارب والانتماءات الثقافية والسياسية والحزبية والدينية والحقوقية والشعبية.
وهذا الشاعر علي ناصر عبيد؛ ينشد أبياتاً يصف فيها الثورة الشباب الشعبية السلمية؛ حيث يقول:
يا ثــورة الشعـب الأبـي تقدمــي بـإرادة الشعـــب القــوي تقــدمــي
ثـوري على الباغيـن ثورة عـزة ثوري على الطاغين كي لا تندمـي
الشعـب مصـدر قــوة وكرامـــة وبقـــوة الإيـمــــان دون تـشـــرذم
الشعـب ثار وجلجلـت صيحاتــه لا للفـســــاد وألــــف لا للـظـــالـم
هـي ثـورة ضد الفسـاد وخيلـــه تمحــو الطغــاة وكـل رمــز قائــم
هـي ثورة ضد النظـام ورجلــه تمحــو الظلام وكل عهـد الظـالــم
يــا أيهـا الثــوار لا تتراجعــــوا هــذا طريـــق نضالنــــا بتسالــــم
ومن المناسب هنا أن نذكِّر بأن الأحداث تتسارع وتتابع على الساحة الوطنية بصورة ديناميكية؛ لتؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك؛ أن بلادنا تمر الآن بمرحلة مخاض ثوري عسير؛ يوحي بميلاد فجر جديد لمستقبل أفضل لبلادنا الحبيبة؛ أرضاً وإنساناً، تاريخاً وجغرافيا.

قصة معبرة

بينما أنا أطوف في ساحة التغيير- الكائنة بجوار جامعة صنعاء الجديدة بالعاصمة صنعاء- ذات يوم إذ رأيت طفلاً لا يتجاوز عمره 12 عاماً، كان واقفاً بجانب إحدى الخيام المنصوبة وسط الساحة، فقلت له: ما الذي أتى بك إلى هنا؟ فنظر إليَّ باستغراب!، ومن ثم أضاء وجهه بابتسامة مشرقة ومتفائلة، وقال بلهجة بريئة: جئت لأبني مستقبلي!.. ومن ثم انصرف من أمامي، وذهب بعد حاله!.
ولا تفوتني الإشارة في هذا الصدد إلى أن وجود مثل هذا الطفل في بلادنا، الذي يخطط لبناء مستقبله؛ سيسهم بشكل إيجابي في إقامة الدولة اليمنية الحديثة.

أحزاب اللقاء المشترك.. والموقف المخزي!!

لقد كان موقف أحزاب اللقاء المشترك في بلادنا اليمنية من شباب الثورة- منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011-؛ موقفًا مخزيًا، ووصمة عار في جبينها!.
والسؤال المفترض الآن.. ما هو سبب ذلك؟
الجواب هو: أنها لم تقم بالدور الذي يجب أن تضطلع به، على صعيد ترجمة أهدافهم إلى إصلاحات حقيقية ملموسة على أرض الواقع.
أما بخصوص ما أنجزته خلال الفترة الماضية؛ فهي متواضعة جدًا، ولم ترتق إلى المستوى الرفيع والمتقدم، بما يلبي طموحاتهم وآمالهم، ويعزز مشاركتهم الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ما هو مشروع شباب الثورة السلمية؟

واليوم، ونحن على أعتاب بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة؛ فإنني أدعو كل أبناء الوطن في الداخل والخارج، من مختلف الشرائح المجتمعية؛ من شباب الثورة السلمية والمواطنين العاديين والمثقفين والمفكرين والسياسيين والعلماء، والشخصيات الاجتماعية والحزبية والقبلية والعسكرية، ومنظمات المجتمع المدني، وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك، على امتداد وطننا الواسع؛ إلى البعد عن الاقتتال، وسفك الدماء، وأعمال التخريب، والاتهامات والتخوين فيما بينهم البين، والتنظير والفلسفات المقيتة للرد على بعضهم البعض.
على ضوء هذا؛ أصبح من الضروري عليهم جميعاً؛ أن يتعاونوا مع بعضهم البعض، قبل فوات الأوان؛ لإغلاق ملفات الماضي الأليم إلى الأبد، حتى لا يبقوا أسيرين فيه، إضافة إلى تأسيس شراكة وطنية حقيقية غير مغشوشة؛ قائمة على أسس صحيحة (نوايا صادقة، صدور رحبة، القبول بالآخر، أخلاق إسلامية، رؤى وطنية، تطلعات تفاؤلية، شفافية مستقلة، أفكار عميقة، نظافة الوسائل).
وإن كل ذلك؛ للخروج بحلول ناجحة تتضمن قرارات صائبة واتفاقات سديدة، بعيداً عن المعالجات الرقعية والآنية، والتي لم تَعُد تجدي اليوم نفعاً؛ تعمل على حل الخلافات، وتغذية عوامل الاندماج الوطني والفكري، ووحدة النسيج المجتمعي، والاصطفاف مع الحق والعدل والحرية والمساواة، وتشكيل تكتل واسع ومتحالف يقدم مصالح الوطن على المصالح الشخصية أو الأسرية أو القبلية أو الحزبية أو المذهبية؛ لمواصلة طريق البناء والتنمية لبلادنا، وإرساء دولة النظام والقانون والمؤسسات؛ وحينئذ ينجح بإذن الله- تبارك وتعالى- مشروع شباب الثورة الشعبية السلمية؛ وهو "بناء الدولة المدنية الحديثة"، على أرضنا الطيبة (اليمن السعيد).



#فوزي_أمين_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة صريحة إلى أعضاء حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن
- خطة جماعة الحوثيين (الشيعية) للسيطرة على العاصمة اليمنية (صن ...
- أسراب مخيفة من حشرة الدودة الحلزونية تغزو مديرية ماوية بدولة ...
- مهام واختصاصات الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في اليمن
- الجهات المعنية بمكافحة الفساد في اليمن.. والدور المطلوب منها
- وزير الكهرباء اليمني.. في قفص الاتهام!
- الوحدة اليمنية.. والدولة الواحدة الحديثة
- أهالي ماوية باليمن يطالبون السلطة الحاكمة بإصلاح مسار الوحدة ...
- عاجل.. انتظروا ثورة الجماهير الكروية اليمنية
- جريمة قتل بشعة بحق شاب تهز أركان المجتمع اليمني
- اليمنيون.. وحل القضية الجنوبية على أساس عادل
- شباب اليمن يقرأون مسيرة ثورتهم الشعبية السلمية
- ما هو المطلوب من القيادة الجديدة لهيئة مكافحة الفساد في الي ...
- القاضية اليمنية أفراح بادويلان.. مستشارة المفوضية العليا للأ ...
- مواطنون يمنيون يتحدثون عن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفس ...


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي أمين العزي - شباب الثورة اليمنية.. وبناء الدولة المدنية الحديثة