أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - أمريكا رأس الحية















المزيد.....

أمريكا رأس الحية


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا رأس الحية

تعود بي الذاكرة إلى ما يزيد على أربعين عاماً حين كنا صغاراً نهتف بصوتٍ عالٍ ... أمريكا راس الحية ( الثعبان )... لم أكن حينها أعرف عمق معنى هذه العبارة ... ولا مدى ارتباطها بقضية العرب المركزية ..، نعم ، كنت اسمع الكثير عن ممارسات امريكا وعشقها لسفك الدماء والتدمير، وعن آثارها وبصمتها التدميرية في كل بقاع العالم ، ومن منا يمكن ان ينسى فعلتها وجرائمها بحق سكان امريكا الأصليين ومن منا يمكن أن ينسى هيروشيما وناغازاكي أو أن ينسى فيتنام أو ما فعلته في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا وغيرها وغيرها الكثير ولن أبالغ أو أضيف شيئاً حين أقول واردد بأنها ... الشيطان الأكبر ... وبلا منازع ...
ومع بدء العدوان على غزة ، ضخت أمريكا المال دون حساب في جيوب وصناديق الصهاينة لتعويضهم عن خسائرهم المادية والاقتصادية ، وعوضتهم عن خسائهم في السلاح ، بل وأمدتهم بأحدث التكنولوجيا ليستمروا في ضرب المقاومة وليتمكنوا من إبادة الشعب الفلسطيني كما فعلت هي بالهنود الحمر ، أذهلتهم غزة بمقاومتها ، اذهلهم الشعب الفلسطيني في غزة بصموده وتضحياته ، أغاظهم ذلك الصمود ، اصطنعوا مسرحية الخلاف مع الكيان الصهيوني ، طالبت الكيان قولاً لا فعلاً بوقف اطلاق النار ولكنها كانت تخبئ الكثير ...
بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والعصابات الصهيونية مع استمرار اعمال الإجرام التي يمارسها الصهاينة بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ .. مستخدمين بذلك أحدث انواع الأسلحة الأمريكية ، وكالعادة صدق البعض منا مقولة الخلاف بين امريكا والصهاينة ، فنحن قوم نتميز بطيبة القلب ، ألم يكن ذلك سبباً في كل ما أصابنا من كوارث عبر التاريخ قديمه وحديثه ، ألم يصدقها العرب وقادتهم ، ألم تنسق معهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى تحولهم إلى قياديين في السلطة " الوطنية " الفلسطينية ، وفي كل مرة كانت أمريكا تزيد من ضغطها على تلك القيادة من أجل تقديم المزيد من التنازلات مشيراً بأن أمريكا وربيبتها " اسرائيل " قد حصلتا على الكثير من هذه التنازلات مقابل مساعدات ارتبطت بالحد من الكرامة الوطنية ، علما بأن أغلب تلك المساعدات قد جاءت من جيوب آخرين غير أمريكا لكنها كانت بمباركة أمريكية حيناً وبايعاز أمريكي أحيانا .
وكانت نتيجة تلك المفاوضات غير المباشرة التوصل ، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وموافقة الصهاينة على فتح المعابر والسماح بالصيد لمسافة ستة كيلومترات على ان يستكمل بحث بقية المطالب الفلسطينية التي لم تتجاوز بحال من الأحوال سقف اوسلو بعد شهر من تاريخ وقف إطلاق النار ، وبينما بدأ الفلسطينيون يرفعون غبار العدوان ودفن بقية من شهدائهم الذين تجاوز عددهم الألفين ومائة شهيد ومعالجة جرحاهم الذين تجاوزوا العشرة آلاف ولم ينتهوا من حصر البيوت المهدمة التي وصلت وفقاً للتقديرات إلى خمسين ألف بيت.
وبينما كان الفلسطينيون يحضرون أنفسهم للجولة الحاسمة من المفاوضات ، إذ بأمريكا تفاجئ العالم ، بتقديمها مشرع قرار لمجلس الأمن ، ولعل أهم مافيه تلبية أكبر هدف من أهداف الكيان الصهيوني وهو نزع سلاح المقاومة ، ويؤكد أن "أي عملية لحل الوضع في غزة بطريقة دائمة وذات مغزى يجب أن تؤدي في النهاية إلى إقامة قطاع غزة كمنطقة خالية من أي مسلحين أو عتاد حربي أو أسلحة غير ما يخضع للسيطرة التامة والمشروعة للسلطة الفلسطينية " وفق ما قررته اتفاقية أوسلو "، مع تفكيك وتدمير أي أنفاق عبر حدود قطاع غزة" وبمشروعها هذا فهي تريد وضع ابناء الشعب الفلسطيني في غزة فيما يشبه محميات الهنود الحمر في أمريكا وحيدين ومعزولين ومجردين من أبسط حقوقهم في الدفاع المشروع عن النفس.
إذن فمشروع القرار الأمريكي هو في حقيقة الأمر المرحلة الثانية من العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، مجسداً القول بأن المرحلة الأولى لم تكن أبداً من فعل الكيان الصهوني وحده بل كان بمشاركة ومباركة ، أمريكية واضحة ، فالعدوان أولاً واخيراً هو عدوان صهيوأمريكي بإمتياز ولمن لا يعرف دهاليز المؤسسات الدولية أقول أن اللوبي الأمريكي الصهيوني يتحكم في الكثير من مقدرات الأمور ويصل في الكثير من الأحيان إلى مبتغاه الذي يتعارض مع مصالح الدول النامية ، والفقيرة حيث أن مجلس الأمن وفي كثير من الحلات اصبح مجلساً لأمريكا تتخذ به القرارات بعد استشارة غيرها من الدول فإن جاءت على هواها تحظى بكذبة مقولة الشرعية الدولية وإن لم يحظى اقتراحها بالقبول فلديها الوسائل الكثيرة لتحقيقه .
وهنا ومن واقع خبرتي وتجربتي الذاتية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) أورد مثالين اولهما مماطلة الولايات االمتحدة الأمريكية في اقرار الحق في الغذاء للشعوب تحت الاحتلال فبعد مفاوضات مستفيضة استمرت أكثر من سنتين تم إقرار الخط التوجيهي رقم 16/3 على النحو التالي ( في حالات الاحتلال ينص القانون الدولي ، من بين جملة أمور ، على أنه : يجب على القوى المحتلة أن تضمن الإمدادت الغذائية والطبية للسكان باستخدام كافة الوسائل المتاحة لها كما يتعين عليها وبصورة خاصة أن تجلب الأغذية والمخزونات الطبية وغيرها من السلع اللازمة عند الضرورة إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية وإذا لم تتوفر الإمدادات الكافية لقسم من السكان أو لجميعهم يجب على القوات المحتلة أن تقبل بخطط الإغاثة بالنيابة عن هؤلاء السكان وأن تسهل تنفيذها بجميع الوسائل المتاحة لها ) " الخطوط التوجيهية الطوعية لدعم الإعمال المطرد في غذاء كاف في سياق الأمن الغذائي القطري الذي اعتمدها مجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) في دورته السابعة والعشرين بعد المائة تشرين ثاني / نوفمبر 2003 (http://www.fao.org/3/a-y7937a.pdf )"
وبطبيعة الحال لم تقم عصابات الصهاينة بمراعاة هذا الخط التوجيهي ولم تطلب أمريكا من تلك العصابات ذلك بحجة أن تلك الخطوط هي خطوط توجيهية طوعية ، علماً أن الحق في الغذاء هو حق كفلته كافة الدساتير والقوانين الدولية والإقليمية والقطرية ، وربما السبب المخفي وراء ذلك هو ما ورد في المثال الثاني الذي أورده ايضاً من واقع خبرتي في منظمة الأغذية والزرعة للأمم المتحدة ( الفاو ) حين رفضت أمريكا وحلفاؤها من الاتحاد الأوروبي ومن يمشي في فلكهما أثناء انعقاد لجنة الأمن الغذائي العالمي في دورتها السادسة والثلاثين 11-16 أكتوبر تشرين الأول 2010 إضافة كلمة ( المحتلة ) للأراضي الفلسطنية في الفقرة 25- 6 المتعلقة بنشر وثيقة عن حالة الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تقرير لجنة الأمن الغذائي العالمي ، الدورة السادسة والثلاثون ، روما 11-16 تشرين الأول / أكتوبر 2010 (http://www.fao.org/docrep/meeting/021/k9551A.pdf " مما يدل على نية أمريكا المبيتة باعتبار تلك الأراضي أراض تابعة أو ملحقة بالكيان الصهيوني يفعل بها ما يشاء .
ومن هنا أقول ومع تخوفي من تمكن أمريكا من استصدرا ذلك القرار ، فإن الواجب يقضي من الجميع تكثيف التواصل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن ، ومنها دول ساندت قطاع غزه وكشفت عدوانية الكيان الصهيوني، لمنع اصدار ذلك القرار ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
30/8/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانتصرت فلسطين ...
- عباس بين عدم الممانعة والمفاجأة ...
- غزة تقول .. المخفي دائماً أعظم
- أوسلو 2014
- النصر .. بين القسام والشعب الغزي / الغزاوي ....
- - من وحي غزة - الهزيمة يتيمة ...أما النصر فله ألف أب
- الحرب على غزة .. بين حماس والإرهاب ... وشؤون أخرى
- المخاض الفلسطيني العسير ...
- التنسيق الأمني ... الوسيلة الأقوى لمنع الانتفاضة
- - لن نعود لانتفاضة تدمرنا - ...
- من مهبط للرسالات إلى هدف للمؤامرات فضحية للصراعات ...
- حماس ... بلا لباس
- شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ... إلى أين
- تحية لقداسة البابا ..
- لعيونك يا إسرائيل ...
- البعد العربي ... بين توزيع الأراضي واللمبات الموفرة للطاقة
- النكبة ... في ذكراها السادسة والستين
- أنج بنفسك ، وانتخب ...
- منظمة ، سلطة ، دولة
- مصالحة ، محاصصة ، مناورة


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - أمريكا رأس الحية