أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - ماذا يريد الحكيم ؟















المزيد.....

ماذا يريد الحكيم ؟


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 11:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لربما يتذكر البعض ممن عايش فترة الستينات أيام حكم الأخويين الطائفيين عبد السلام , وعبد الرحمن عارف , كيف كانت العلاقة ( طيبة ) بين المرجعية الدينية ( الشيعية )التي تزعمها السيد محسن الطباطبائي الحكيم والحكومة العراقية والتي دشنت عهدها يوم 8 شباط عام 1963بمذبحة ٍ فاقت التصور البشري في القرن العشرين والتي كانت بمثابة عربون الشراكة في المصالح والمنافع المادية والمعنوية بين علماء الدين السنة و( وحكومتهم ) وممثل الإمام الغائب المهدي المنتظرالمرجع الديني للشيعة ضد القوى العلمانية _ العسكرية والمدنية والتي كان يقودها بفخر الشيوعيون العراقيون وأصدقائهم من الحركة الوطنية الديمقراطية . ولعل من المفيد ان نذكر ان مصطلح العلمانية لم يكن معروفا و منتشرأ ً كما هو الآن ,بل كانت هناك مصطلحات أُختيرت بعناية للدلالة على الحداثة والتقدم ,كما لم تكن منجزات الإنسان وخياراته في شكل العلاقة بين القوميات قد تحددت وأخذت ملامحها بعد ,وجل ماكان مطروحا ً هو الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان , إذ كان الشعب العراقي برمته رازخا تحت حكم النظام الملكي من جهة وحكم رجال الدين من جهة أُخرى ولقد كان يهمهم ومن مصلحتهم أن تَعُم الأمية على الشعب وكانوا قد سعوا الى ذلك فعلا من خلال حشر الدين في كل مفاصل الحياة بدء ً من يوم الولادة الى لحظة الموت ..!! وقد عمدوا الى الإتكاء على نصوص دينية قدستها تراكمات السنين مما أحاطتها بهالة كان من الصعب تجاوزها آنذاك بالرغم من المد الشيوعي العالمي وإنتصارات الجيش الأحمر الذي أنقذ البشرية من الخطر النازي , فما بالك اليوم ولقد إختفى النصير والظهير وطفت بل طغت على السطح آفات الجهل والخرافة بإسم الدين تارة و بالتجاهل أوبالتلاعب المقرف على ما أنجزته البشرية من مواثيق وعهود تارة اُخرىكلائحة حقوق الإنـسـان , ومع تلك الأجواء الإجتماعية _ الإقتصادية والسياسية والثقافية ,ظهر من رجال الدين المعممين , تنوريون ساهموا في الجهد الوطني العراقي ومثلوا العراق في المحافل الدولية كمجلس السلم مثلا بينما ظهر من كان يرتدي الزي المدني وربطة العنق مفتريا ًعلى الآخرين بتمزيق القرآن والتجاوز عليه , كما حصل في التظاهرات حينها , واعترف بها ( حسن العلوي ) فيما بعد أي بعد خراب البصرة ... وكان الشائعُ ان تتهم كل الأشياء الجديدة بانها من مصدر الكفر , طالما ينادي ويطالب بها الحزب الشيوعي العراقي , والديمقراطيون , والمثقفون من أجل ضمان حقوق المرأة والطلبة و العمال والفلاحين .....
ورغم العلاقات الحميمة التي أسسها شهيد الوطن عبد الكريم قاسم مع رجال الديانات السماوية و منها الإسلام بشقيه الطائفة السنية والمرجعية الشيعية بشخص الحكيم الأب من خلال تفقد الزعيم له بين الآونة والأخرى سواء في المستشفى اوفي مكان آخر أو من خلال فتح باب السجون للشيوعيين والديمقراطيين والتضييق عليهم , إلا ان هذا لم يمنع من الـتآمر على الوطن وثورة 14 تموز عبر التنسيق مع القتلة وتزكيتهم مما زادهم إيغالا في الجريمة ,ولعل فتوى سيد محسن الحكيم بتحريم شراء اللحم من قصاب شيوعي ستبقى ماثلة وسنطالب بدم الآلاف الذين راحوا ضحية الفتوى تلك. فالقانون العراقي القديم والجديد لايسقط التقادم في التهم والقضايا , ومرحبا بالقانون المدني الذي سيكون فوق الجميع كائنا من يكون............................................................ ................................... ولعل حلم ومطامح آل الحكيم في السيطرة وقيادة الناس البسطاء لازال في الأذهان وخصوصا ً عبد العزيز الذي إستمد ويستمد العون من آيات الله العظام في النجف وإيران وهذه الفرصة التاريخية التي أعطته آلافا ًمؤلفة من أسرى الحرب الصدامية الإيرانية ( كجيش وميليشا مدربة على القتال ) الذين وكما هو معروف تعرضوا للإكراه والتلقين الطائفي ,بموافقة الجمهورية الأسلامية الآيرانية , وبالضد من القانون الدولي الخاص بأسرى الحرب , والهوى القيادي لآل الحكيم لم يكن وليد الساعة فلقد أسرف الأب ومن ويدعمه من خارج العراق بالأموال والعطايا التي بحوزته من عائدات الخمس والزكاة ومن التبرعات ومما يرميه الفقراء البؤساء في الأضرحة بغية كسب الثواب أوالنذور وهي عادة كرسها رجال الدين لأبتزازهم , كما أُنشأت جمعيات لشراء الذمم وكسب الناس المتدينيين سواء كانوا عربا ً او من بقية القوميات للتظاهر والأحتجاجات على أحقية مطالبهم في الحكم , ومن حسن الصدف ان أذكر هنا ما يحدث في كربلاء والنجف في هذا الشهر الذي يصادف ميلاد على بن أبي طالب 13 رجب إذ تنشط المرجعية الشيعية في إقامة المحافل والمجالس ومنها ما أقيم في الستينات في الحسينية الطهرانية في كربلاء _ سميت بالطهرانية نسبة الى مؤوسسيها من طهران _ إيران ) وهي حسينية خاصة للوقف الشيعي وحدث ان كان من بين الحاضرين بالإضافة الى حجة الإسلام والمسلمين آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم , طاهر يحي رئيس الوزراء العراقي ممثلا عن الحكومة العراقية والذي منحه الشعب العراقي لقب ( أبو فرهود ) ولا أدري ماذا سيمنح لمن هم على شاكلته من قادة العراق الجدد ؟؟وكان الحفل يقام كل عام بمشاركة وفود وسفراء بحجة ان الحكومة تولي للمذاهب الأخرى نفس الإهتمام لمذهب الدولة , وإذ يصل موكب رئيس الوزراء الى مركز كربلاء حتى تفرغ الجوامع المجاورة والأزقة المحيطة الناس المهيأة للهتاف (( ماكو ولي إلا علي ......وانريد قائد جعفري ))
وتتبعها مباشرة إهزوجة أُخرى (( سيد محسن قائدنه والنجف عاصمتنه )).
وعادة ما يبدء الحفل بآيآت من القران ولم تكن صدفة بالمطلق ان يتلو المقرئ الآية 26 من سورة آل عمران : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تـشـاءوتنزع الملك ممن تـشـاء وتعز من تـشاء وتذل من تـشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير .
كما تتوضح مقاصد آل الحكيم من خلال قصيدة الشاعر الذي اعتلى المنصة مخاطبا ممثل رئيس الجمهورية : نريدها حكومة دينية شاملة بنودها تجمع الأكراد والعربا
(خلوا ) القتال بساحات الشمال فقد وزعت اجسادهم إربا
هذا الحكيم وهذه معارفه هذا ندائي للحكام ارفعه
وهل منا حكيم ٌُ في الحكم قد نصبا
وترى المعارف والأوقاف كافرة ولا نسمع صوتا للهدى في الإذاعات
واليوم إذ تبدلت الدنيا بما فيها , وانتقلت من حال الى حال ..كما في خطبة علي بن الحسين (زين العابدين), تغيرت المنظومة الإجتماعية العالمية وأثرت بشكل من الأشكال على المجتمعات ومنها العراق , بعد الزلزال العاصف الذي أطاح بالدكتاتورية البعثية والتي مارست حساب الأشياء بطريق خطأ وفي الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ حيث لابقاء إلا للشعب فهو باق ٍ وأعمار الطغاة قصير , فالأحرى بهؤلاء ممن يريد العودة الى تلكم السنين ويذكي الروح الطائفية على حساب المواطنة والإنتماء للعراق أن يفكروا ان للديمقراطية مستحقات فليس من الحكمة ان تقرأ :( ولا تقربوا للصلاة )ثم تصمت عليكم جميعا وعلينا قراءة الآية كاملة وإلا سنقع في خانة الشرك والعياذ بالله وكذلك علينا وعليكم ان لأنقف عند هذه الجزئية من ممارسة الديمقراطية حال وصولكم الى نتائج ( سحقت ومحقت ) الجميع ومكنتكم من إحتلال اكثر المقاعد في الجمعية الوطنية , سنقرر جميعا شكل الحكم المدني , من خلال دستور علماني يحفظ للدين قدسيته وحذاري من اللعب بالنار من خلال تصريحات غيرمسـؤولة لرئيس الوزراء ( الجعفري ) وغيره ممن (يقبضون ) رواتبهم من إيران أو من أموال الفقراء والتواب لله العامري واحدا منهم وليس كل من ينتقد سياستكم هو عدو لكم وهو بالتالي ليس شيعيا ًكما صرح عبد العزيز الحكيم , علينا تجنب الحرب الأهلية التي يذكيها الآخرون ومنهم أيتام صدام وجلاوزته ,ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية , والتدخلات الفضة للسيد حسن نصر الله الذي ( صنع في إيران ) ولربما يسعى الحكيم عبد العزيز لهذا الدور وهو ما جعله يفكر بالتنازل عن رئاسة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لأبنه عمار والإنتقال الى مقام أعلى تؤهله لأصدار فتوى تحريمية مماثلة كتلك التي أفتاها والده في الستينات ,
وبعد هل هناك من يسأل ماذا يريد عبد العزيز الحكيم ؟



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل درء الاخطار
- عندما تتخاصم الملائكة
- إعـلنوا إنـتـمائــــكم للعراق تفلحوا !!!!!
- من الذاكرة .........
- مـَن دوست دورم.........ولكن هذا وطن!!!
- قفوا حدادا على العراق
- رسالة الى مصطفى بكري ....وتعزية الى أٌسر الضحايا في جريمة شر ...
- يوم ُُفي كراجي..... يوم ٌٌفي باكستان
- لعبة تبديل الأقنعة
- هلع الأنظمة العربية !!!!!!!!!!
- الشمس أجمل في بلادي من سواها
- النحات العراقي سليم ولقاء الذكرى
- سعاد العريمي وعشق الشناشيل
- تحية لنضال الكرد والعرب في مسيرتهم النضالية
- أهي فوضى ام ضعف المرجعية ؟
- مايجري في العراق اكثر ُ من خطر
- الثقافة ودورها في المجتمع الجزء ألأخير 4
- الثقافة ودورها في المجتمع الجديد 3
- النادي العراقي في بوروس ودوره الثقافي والتحريضي
- النادي العراقي في /بوروس / السويد والإشعاع الثقافي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - ماذا يريد الحكيم ؟