أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - العربي عقون - غزة وهونغ كونغ














المزيد.....

غزة وهونغ كونغ


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 20:43
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كلما تجولت ببصري في خارطة آسيا لفت انتباهي العمالقة الصغار لا الكبار أقصد ما يسمى بالنمور الأسيوية وأكثر ما يشد انتباهي الأصغر من حيث المساحة : هونغ كونغ وسنغافورة على الخصوص وهؤلاء الصغار ليسوا صغارا إلا في شيء واحد وهو المساحة ! وأعود فأقول ما ذا فعلت الدول واسعة المساحة ألا تعاني شعوبها من الفقر إلى حدّ المسغبة ... السودان والصومال أكبر مساحة ألف مرّة من هونغ كونغ وكثير من الدول العربية الواسعة المساحة الغنية بالثروات الطبيعية ليست غنية بعملها وجهدها وإبداعاتها ولولا البترول لأبادت المجاعة شعوبها.
هونغ كونغ التي لا تزيد مساحتها عن بضعة كيلومترات مربعة (1100 كلم2) تقاوم صغر مساحتها بالتوسع عموديا فشيدت الأبراج تلو الأبراج ليس للمباهاة على طريقة برج العرب في الخليج ولكن لتجد لمحترفاتها وأوراشها الفضاء الذي تزدهر فيه صناعاتها ولا تعجب إن وجدت عاملا "يمتطي" الاسانسير للالتحاق بعمله في اتجاه عمودي في الأدوار العليا لبرج شاهق.
هونغ كونغ المدينة التي لا تنام فعندما يكون ربعها نائما (العمل بنظام 3/8) تكون الثلاثة أرباع الأخرى في نشاط دءوب هذه هي الأربع والعشرون ساعة في هونغ كونغ وكما أنّ الزمن لا يتوقف كذلك العمل الجادّ لا يمكن أن يتوقف في هونغ كونغ لأنّ العمل هو قلبها ودورة الإنتاج هي دورتها الدموية.
هذه الأفكار البسيطة تجول في خاطري عندما ألقي بصري على خريطة غزة أو ما تسميه وسائل الإعلام الخائبة قطاع غزة فأطرح السؤال : ما الذي ينقص غزة لتكون هونغ كونغ ؟ لماذا يسيطر على الذهنية الاعرابية وسواس قهري اسمه الاحتراب ؟ لماذا لا تزال ادوات الاستغاثة دائمة العمل ويتمّ تحيينها على رأس كلّ عشرية ؟ بصيغة واحرّ قلباه ... وا عروبتاه ... وا فلسطيناه ... وا ... وا .... على طريقة وا عشيرتاه ... وا قبيلتاه ... !
إن كان هناك من ضرورة للاستغاثة فلنستغث بالحضارة ولنستغث بالعمل المنتج ... بالأنموذج الأسيوي ... غزة يمكن أن تكون هونغ كونغ ... لو رمت سلاح التفخيخ والصواريخ وعوض أن تقذف إسرائيل بـ "صويرخ" محدود الفعالية يمكن أن تقذف أسواق إسرائيل وغير إسرائيل بأطنان السلع عندما تحتهد لتكون قوة اقتصادية ... يمكن حينئذ أن يكون لغزة مطارها وميناؤها ولن تحتاج إلى المعابر والأنفاق ... لو كافحت على امتداد السنين من أجل هذا الهدف لحققته ولكانت أحسن حالا بكثير لأن العالم يقوده الاقتصاد الذي هو وحده يقود السياسة !
القضية الفلسطينية عولجت من الأساس بطريقة حمقاء عرجاء ... القضية الفلسطينية مطابقة لقضية جنوب أفريقيا بالتقريب ... في البدايات التجأ العنصريون هناك إلى حشد الافارقة وعزلهم في مناطق محدودة مثل ليزوطو (LESOTHO) تماما كما حدث في غزة لكن حركة التحرر التي قادها مانديلا تفطنت إلى أنّ الأمر مختلف تماما عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر التي زارها مانديلا والتقى بقياداتها الثورية خلال حرب التحرير فلم يخض الكفاح لإجلاء المستوطنين كما هو الحال في الثورة الجزائرية لأنه أدرك أن الحالة الجزائرية تختلف عن الحالة الجنوب أفريقية فخاض الكفاح ضد الابارتياد بأسلوب حضاري وكان النصر حليفه وأكثر من ذلك اكتسب احترام العالم .
عندما أرى بعض الفلسطينيين من زبائن الأنظمة العربية هذه الأيام العصيبة على أمواج تلفزيونات مع بعض العرب والجزائريين منهم على الخصوص والجميع يتنافخ شرفا وشجاعة ويتكلم عن الانتصار المزعوم ودماء مئات الأطفال الفلسطينيين لم تبرد بعد والمدن مهدمة أشعر بدوار في رأسي يكاد أن يستلّ روحي من بين أضلعي وأقول إلى متى تستبدّ الحماقة بالعقول.
أيها الغزاويون إن أردتم الخير والأمن والسلم والتقدم... أمامكم نموذج هونغ كونغ ارموا شعارات الحروب وتخلصوا من قادة الحروب وطلّقوا بالثلاث ايديولوجيات الاحتراب ... المطار والميناء أفضل ملايين المرات من مغامرات مدمّرة ... تبادلوا مع جيرانكم الأمن والأمان وسيتغير كل شيء لصالحكم.



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم إداري أم تفتيت للبلد
- الحضر والبدو ؛ المدينة والبادية : حال البنتابوليس المزابية P ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا - ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا . ...
- عيد بأي حال عدت .....وتعود
- أيام العرب
- ماسينيسا أو بدايات التاريخ
- ضرورة دق ناقوس الخطر..... التعليم الجامعي ينهار !!!
- التعليم والخطاب الأيديولوجي في الجامعة الجزائرية
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (8)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (7)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (6)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (5)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (4)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (2)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (1)
- الجامعة ... هذا وصف للداء فهل من دواء ؟
- الملك ماسينيسا والحضارة النوميدية
- تصحيح بشأن الاسم الإثني (Ethnonyme) للشعوب الأمازيغية


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - العربي عقون - غزة وهونغ كونغ