أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي الحبوبي - قبلة هادئة على جبين غزّة الشهيدة المنتصرة














المزيد.....

قبلة هادئة على جبين غزّة الشهيدة المنتصرة


فتحي الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لي رغبة جامحة في رسم قبلة هادئة على جبين غزّة المنتصرة اليوم، بصمودها الأسطوري فائق الروعة على خامس أقوى جيش في العالم، جيش الهمج الصهيوني المسخ. نعم، لي رغبة جامحة على تقبيل تراب وأهالي غزّة التي حاصرت حصارها كما قال محمود درويش في إحدى روائعه الشعريّة الخالدة. لا بل لي رغبة في تهنئة غزّة على بطولتها و انتصارها رغم تواطئ الاشقّاء ومؤامرات الأصدقاء كما الأعداء. لذلك فانتصار غزّة هو انتصار ليس على الكيان الصهيوني فحسب، بل وكذلك على الأشقّاء المتواطئين والأصدقاء والأعداء المتآمرين الذين وضعتهم غزّة بانتصارها المبين في أحجامهم وأوزانهم الحقيقيّة التي يستحقّونها.

الآن وقد توقّفت أصوات القصف وهدير الطائرات الحربيّة ، بعد انقضاء واحد وخمسين يوما من الحرب الدامية المدمّرة التي تركت وراءها خسائر بشرية ثقيلة تمثّلت في 2140 قتيلا فلسطينيّا معظمهم نساء و أطفال (سكان غزة 70٪-;- منهم تحت سنّ 14 قتل منهم 600 طفلا) في مقابل 69 قتيلا اسرائيليا، عقب توصّل حماس وإسرائيل إلى اتّفاق وقف إطلاق النار مشرّف لغزّة ولحماس وللفلسطينيين عموما. ذلك أنّه أدى إلى تخفيف الحصار المفروض على غزّة وجعل إسرائيل في مأزق تاريخي شبيه بذلك الذي لحقها إبّان حرب 2006 مع حزب الله. حيث انّها أوقفت الحرب ولم تحقّق أيّا من أهدافها المعلنة كالقضاء على سلاح المقاومة والانفاق و أهدافها غير المعلنة كنسف إتّفاق المصالحة بين حماس وفتح.
غزّة ذات المساحة الصغيرة جدّا والكثافة السكّانيّة الأقوى في العالم ، حيث يعيش نحوا من مليوني نسمة في رقعة أرض لا تتجاوز 365 كم 2، محاصرة من كلّ حدب وصوب، ولكنّها وبأسلحة بدائيّة الصنع تصنع نصرا مثيرا للإعجاب. وهي اليوم بمعيّة الفلسطينيين جميعا بكلّ فصائلهم ولا سيّما منها حماس في موقف قوّة لم تبلغه عبر تاريخ صراعها مع بني صهيون .فقد رفع الحصار غير الإنساني، جزئيّا، وفتح معبرين حدوديين مع إسرائيل، وهو أمر طالبت به حماس ويطالب به الفلسطينيون منذ سبع سنوات. ويعتبر اليوم مكسبا لا يستهان به، يسمح مستقبلا للفلسطينيين بالصيد في مساحة أكبر من مياههم الإقليميّة. وقد بات معلوما اليوم أن اسرائيل تخشى منذ سنوات من الرفع الكامل للحصار لاعتقادها اّنّه قد يسمح باعادة تسليح حماس.
وفي هذا السياق يقول أحد رؤساء المخابرات الإسرائيليّة السابقين "إنّ إسرائيل، فقدت كل شيء، فهي تفوز أحيانا في بعض المعارك (ضدّ غزّة) ، ولكنّها لا تكسب الحرب أبدا". وهو أمر بديهي جدّا. لأنّ الجيش التقليدي غير المدرّب على مقاومة المجموعات المقاتلة (la guérilla) يصعب عليه حسم الحرب لفائدته. وهو ما يفسّر أنّ إسرائيل لم تستطع لا في حرب 2008، ولا في حرب 2012 ، ولا في حرب 2014 الأخيرة أن تحقّق نجاحا عسكريّا لفائدتها رغم هول الدمار الذي خلّفته في غزّة وضخامة الخسائر البشريّة التي تكبّدها الغزّاويين في كلّ مرّة. لأنّ الفوز الحقيقي لا يقاس بحجم الدمار ولا بعدد الضحايا من الطرفين، بل بحجم الإرادات التي كانت في كلّ مرّة أكبر وأقوى عند المقاتلين الغزّاويين، ولا سيّما في هذه الحرب التي أظهرت خلالها حماس قدرة مذهلة على زيادة مسافة صواريخها ودقّة التسديدات. ورغم أنّ إسرائيل أطلقت على هذه الحرب إسم «الجرف الصامد»، إلّا أنّ الصمود كان من الجانب الفلسطيني ليس إلّا، لأنّ "إخوان القردة والخنازير، و عبدة الطاغوت" قوم جبناء سرعان ما تداعوا إلى المخابئ منذ وصول أوّل صواريخ المقاومة الباسلة وكانوا، كما يقول الفرنسيون، في حالة من الهلع والخوف أكبر من حجم الأذى التي لحقهم (Ils ont eu plus de peur que mal )
فعبر كلّ حروبها لم تستطع إسرائيل تدمير أنفاق حماس ولا خفض ترسانتها. لا بل إنّ إسرائيل لا تعرف إلى اليوم مواقع العديد من الأنفاق ولا مصانع أسلحة حماس. كما انّه ليس لديها فكرة دقيقة عن عدد الصواريخ التي هي في حوزة حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الفصائل المقاومة.
ما هو لافت أثناء هذه الحرب القذرة، أنّ الإدانة الدولية كانت شحيحة، رغم الحجم الهائل من الشهداء ومن الدمار. ذلك أنّنا لم نلحظ إدانات قويّة وشديدة اللهجة ضدّ إسرائيل ولا تحرّكات دبلوماسيّة تذكر صدرت عن المجتمع الدولي. وهو ما يعزّز الرأي القائل بأنّ إسرائيل هي الإبن المدلّل للغرب. لكنّ حرب «الجرف الصامد» وجّهت صفعة قويّة لكلّ من الغرب وآبنه المدلّل سوف لن يستفيق من آثارها إلّا بعد فترة طويلة جدّا، ليعلم بعدها أنّ مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم أصبحت من الماضي الذي يتندّر به الفلسطينيون، شعب الجبّارين، كما يحلو لأبي عمّار، رمز الثورة الفلسطينيّة والمقاومة، أن يردّد دائما.



#فتحي_الحبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تداعيات العلاقة التاريخيّة بين العرب والغباء
- قراءة في الفكر والمنهج الأصولي لحركة النهضة التونسيّة
- توماس هوبز وصدقيّة مقولة -حرب الكلّ ضد الكلّ-
- الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي
- في مضامين ودلالات-رسالة التسامح- عند جون لوك وفولتير
- من محاولات النهضة الفكريّة والحضاريّة بالعالم العربي
- أيّة علاقة بين الموظّف المتفرّد و الإدارة؟
- الإرهاب الفكري بين الشرق والغرب : محاكمة غاليلي وابن رشد نمو ...
- في التباس الصلة بين مفهومي الخلافة والإسلام السياسي
- السياسات القذرة في تونس ومصر ما بعد ثورتيهما
- نعوم تشومسكي: الإستثناء الجميل زمن الرداءة الأمريكيّة
- في الثورة التونسيّة والإرهاب والفوضى العمرانيّة
- نيكولا دي كونْدرْسِيه: نهاية أليمة لعبقريّة عظيمة
- عن الغرب و العالم العربي الاسلامي
- الإنسان العربي بين الحلم واكراهات الواقع
- تونس ومصر... ثورتان بين خطا الخيارات وتصحيح المسارات
- الفكر الغربي وهلاميّة نهاية التاريخ
- لا للتعسّف الإداري*
- غزّة العزّة والإباء.. إشتدّي أزمة تنفرجي
- المجلس التأسيسي التونسي إمبراطوريّة للجشع


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي الحبوبي - قبلة هادئة على جبين غزّة الشهيدة المنتصرة