أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - جَدَل الهدنة














المزيد.....

جَدَل الهدنة


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 20:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



بين إسرائيل وقطاع غزة الآن "هدنة شاملة متبادَلَة"، بدأت بوَقْفٍ "متزامنٍ" لإطلاق النار، بعد اتِّفاق الطَّرَفيْن، في نهاية المرحلة الأولى من مفاوضاتهما غير المباشِرة، في القاهرة، والتي قادها الوسيط المصري، وسانَدَه آخرون، في مقدَّمِهم الولايات المتحدة، على جُمْلَة من النِّقاط، التي منها أنْ تُسْتأنف هذه المفاوضات، قبل انقضاء شهر على سريان (ورسوخ) الهدنة، تَوَصُّلاً إلى اتِّفاق على ثلاث نِقاطٍ متبقيةٍ، هي: "الميناء البحري"، و"المطار"، و"الأسرى".
إنَّها هدنة، "مُدَّتها" غير معلومة؛ ومصيرها مِنْ مصير التفاوض في شأنْ تلك النقاط الثلاث، والمتَّفَق على استئنافه، ومِنْ مصير ما يُبْذَل (أو ما قد يُبْذَل) مِنْ جهد في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار في شأن هذا النزاع؛ ورُبَّما يكون مصيرها مِنْ مصير ما يُبْذَل (أو ما قد يُبْذَل) مِنْ جهد، أيضاً، للتأسيس لصلةٍ بينها وبين تسوية للنزاع العام بين إسرائيل والفلسطينيين.
الفلسطينيون في قطاع غزة يحتاجون الآن إلى "التقاط أنفاسهم"، أيْ إلى هدنة، في أثنائها يُعالَج الجرحى، وتُرْفَع الأنقاض، ويُصْلَح ما تشتد لديهم الحاجة إلى إصلاحه سريعاً، وتُدْخَل المعونات الإنسانية (من غذاءٍ ودواءٍ..) ومُسْتَلْزمات إعادة البناء، ويَتَزَوَّد الناس بالوقود والكهرباء، وتُدْفَع الرواتب، ويُسْتعاد شيءٌ من الحياة الاقتصادية الطبيعية، ويُعَدُّ سَكَنٌ مؤقَّت للناس المُدمَّرة بيوتهم؛ وإلى هذه الهدنة تحتاج أيضاً الأذرع العسكرية للمنظمَّات الفلسطينية؛ فثمَّة خسائر تكبَّدتها، ولا بد من تعويضها في الهدنة.
إذا استمرت الهدنة، وثبتت، فالطرفان سيَستأنفان تفاوضهما غير المباشِر في القاهرة قبل انقضاء شهر على سريان الهدنة؛ وفي أثناء تفاوضهما يُفْتَرَض أنْ تستمر الهدنة؛ لكن ليس من إجابة عن سؤال "كم من الوقت سيَسْتَغْرقه تفاوضهما غير المباشِر في شأن النِّقاط الثلاثة مدار الخلاف؟".
"إعادة البناء المُقَرَّة والمُنَظَّمَة دولياً" لن تبدأ قبل أنْ يتأكَّد المَعْنِيُّون بها دولياً، أو مانحو الأموال، أنْ لا حَرْب جديدة يمكن أنْ يشهدها قطاع غزة بعد سنتين، أو بعد سنوات عدة، أو مستقبلاً؛ فـ "المُمَوِّلون الدوليون" لن يُقَدِّموا الأموال إلاَّ خِدْمَةً لسياسةٍ لهم مصلحة فيها؛ ولن يُقَدِّموها إلاَّ بما يسمح باستعادة السلطة الفلسطينية نفوذها (ولو تدريجاً) في قطاع غزة. حتى معابر القطاع البرية مع إسرائيل، ومع مصر، أيْ معبر رفح، لن تُشَغَّل على نَحْوٍ يُنْهي الحصار البري للقطاع، إلاَّ إذا قاد هذا التشغيل إلى النتيجة نفسها، وهي استعادة السلطة لنفوذها في قطاع غزة.
حركة "حماس" لن تَعْتَرِض على ذلك ما دام الطَّرفان على توافقهما في كل ما يتعلَّق بـ "الحكومة"، و"المنظَّمة"، و"الانتخابات (التشريعية والرئاسية)"، وبمسائل وقضايا أخرى كانت مدار نزاع بينهما. وفي هذا السياق ليس ثمَّة ما يمنع السلطة من نقل مقر رئاستها من رام الله (التي تبقى مقرَّاً للحكومة) إلى غزة.
"الهدنة" يمكن ضمانها دولياً بقرارٍ من مجلس الأمن الدولي، قد يتضمَّن نَشْر قوَّة (مراقبين) دولية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل؛ على أنْ تكون للهدنة، القابلة لتمديدٍ مُتَّفَق عليه بين الطَّرفين، نهاية زمنية؛ فإنَّ "إنهاء حالة الحرب" هو ما يمكن أنْ يحل محل الهدنة؛ ولا إنهاء لهذه الحالة قبل التَّوصُّل إلى "اتفاقية سلام". وهذا "التدويل (بقرارٍ من مجلس الأمن)" للهدنة يجب ألاَّ يكون قبل التَّوصُّل إلى حلٍّ (يَرْضى عنه الفلسطينيون) لمشكلتيِّ "الميناء البحري" و"المطار"؛ كما يجب أنْ يأتي القرار الخاص به غير مُتَضَمِّنٍ لمطلب إسرائيل نَزْع سلاح المقاومة.
وفي يد المقاومة الفلسطينية (في أثناء الهدنة) ورقة ضغط قوية هي "ميناءٌ بميناءٍ، ومطارٌ بمطارٍ"؛ فالفلسطينيون، وفي موازاة المفاوضات غير المباشِرة في القاهرة، يجب أنْ يُعِدُّوا العدَّة لبناء الميناء البحري، ولإعادة بناء المطار؛ فإذا اعتدت إسرائيل عليهم عسكرياً لمنعهم من المضي قُدُماً في ذلك، اعتدوا عليها بالمثل؛ فـ "ميناءٌ بميناءٍ، ومطارٌ بمطارٍ".
وإذا أرادت إسرائيل أنْ تَجْعَل الفلسطينيين أقل احتياجاً إلى الإسراع في بناء الميناء البحري، وإعادة بناء المطار، فإنَّ عليها ألاَّ تعود إلى سياسة تشديد الحصار؛ وعلى مصر، أيضاً، أنْ تَفْتَح معبر رفح بما يُشْعِر أهل القطاع أنْ ليس من حصارٍ بريٍّ مصريٍّ لهم.
وأحسبُ أنَّ خير حلٍّ لهذه المشكلة، وللمشكلات المتفرِّعة منها، هو أنْ يَعْتَرِف مجلس الأمن الدولي، في قرارٍ له، بقطاع غزة على أنَّه أوَّل جزء من إقليم "دولة فلسطين"، رُفِع عنه الاحتلال الإسرائيلي، ويحقُّ لهذه الدولة بسط سيادتها الكاملة عليه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنَّه -نَصْرٌ-.. لكنَّهم يَطْلبون دليلاً على وجود النهار!
- تحالفات الحرب على -داعش-
- مُرَاجَعَة استراتيجية فلسطينية لا بدَّ منها!
- إضاءات سياسية من الحرب على غزة!
- تَحَري صدقية -الخَبَر-!
- ما بَعْد الهُدَن القصيرة!
- ومضات 6
- الأسطورة والهزيمة والانهزامية!
- الحرب إذا غَدَت مرادِفاً للجريمة!
- -النَّصْر- و-التَّحَدِّي- في غزة!
- الحرب كالمطر لجهة خَيْرِها وشَرِّها!
- الفلسطينيون يَصْنَعون تاريخهم الآن!
- نتنياهو هُزِم!
- عندما -تُجَرَّم- المقاوَمة!
- -غزَّة-.. قصة دم مختلف!
- -الجرف الصامد- في عالَمٍ عربيٍّ منهار!
- -الانتفاضة- ضرورة ولكن..
- تقسيم العالَم العربي بَيْن اتِّجاهَيْن
- مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-
- أكراد العراق في مواجهة الفرصة التاريخية!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - جَدَل الهدنة