أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - ثامن أيام الخلق















المزيد.....

ثامن أيام الخلق


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اليوم الأول خلق الله النور وهذا أول أمر إلهي (ليكن نور- سفر التكوين 1/3 ، الإصحاح الأول) وفصل النور عن الظلمة فسمى النهار والليل، وفي اليوم الثاني خلق الله الجلد وهذا ثاني أمر (ليكن الجلد- سفر التكوين 2/3 ، الإصحاح الأول) ليفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد، سمى الجلد السماء، وفي اليوم الثالث أمر الله المياه التي تحت السماء أن تجتمع في مكان واحد وأن تظهر اليابسة، وهذا الأمر الثالث، سمى الأرض والبحر، والأمر الرابع عندما أمر الأرض أن تنتج عشبا وبقلا وأشجار ثمر، وفي اليوم الرابع خلق الله الأنوار أي الشمس والقمر في جلد السماء (الأمر الخامس) ليفصل النور عن الظلمة وتكون علامات للأيام والفصول والسنين، وفي اليوم الخامس، أمر الله البحار أن تفيض بزحافات حية وأن تطير الطيور في جلد السماء (الأمر السادس)، أي خلق الطيور ومخلوقات البحر وأمرها بالتكاثر، وفي اليوم السادس أمر الله اليابسة أن تخرج مخلوقات حية (الأمر السابع)، أي خلق البهائم والوحوش والدبابات، ثم خلق الإنسان ذكرا وأنثى على صورته وشبهه (الأمر الثامن)، وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض، وفي اليوم السابع أكمل الله خلق السماوات والأرض، واستوى على العرش.
ومنذ اليوم السابع وحتى اليوم، يراقب الله شؤون الكون ويديره وفق حكمته، ويدبّر أموره بعلمه وبصيرته، كي تمضي الأيام على خير، وصولاً إلى اليوم الثامن، والذي يبدو أن الكون سينتهي فيه، فقصة الخلق عند البابليين، تتمثل في الألهه (نمو) ولا أحد معها، وهي المياه الأولى التي انبثق عنها كل شي، فأنجبت الألهه (نمو) ولدا وبنتا، الأول (آن) إله السماء المذكر، والثانيه (كي) آلهة الأرض ، وكانا ملتصقين مع بعضهما وغير منفصلين عن أمهما (نمو)، ثم قام (آن) بالزواج من (كي) فأنجبا بكرهما (أنليل) إله الهواء الذي كان بينهما في مساحه ضيقه لاتسمح له بالحركه، و(إنليل) الإله الشاب النشيط لم يطق ذلك السجن، فقام بقوته الخارقه بفصل أبيه آن عن أمه كي فرفع الأول فصار سماء، وبسط الثانيه فصارت أرضا، ومضى يرتع بينهما.
ولكن رغم ذلك فإنليل كان يعيش في ظلام دامس، فأنجب إنليل ابنه (نانا) إله القمر ليبدد الضلام وينير الأرض، (نانا) إله القمر أو(سين)، وأنجب بعد ذلك (أوتو) أو شمش، إله الشمس، بعد أن ابعدت السماء عن الأرض، وصدر ضوء القمر الخافت وضوء الشمس الدافئ، ثم قام (إنليل) مع بقيه الألهه بخلق مضاهر الحياه الأخرى.
وفي مراجعة كبسولية مختصرة، على غرار فن النقد في عالم الصحافة الإنكليزية والذي يُشير إلى مقالة نقد قصيرة لا يتعدى طولها بضعة أسطر، وتستعمل المراجعة الكبسولية في النشر المطبوع والإنترنت وبخاصة الصحف والمجلات، وذلك تماشياً مع عصر السرعة، والمراجعة الكبسولية هي ترجمة حرفية للمصطلح الإنكليزي Campsule Review ويمكن ترجمتها إلى مصطلحات عربية أخرى، مثل الإنتقاد الموجز أو المراجعة المقتضبة، ويعد دليل ليونارد مارتي للأفلام وهو دليل يوجز رأي الكاتب حول الأفلام، وهو أول من استعمل أقصر مراجعة كبسولية في العالم بحسب كتاب جينيز للأرقام وهي كلمة واحدة(No) بالإنكليزية وتعني لا، وذلك عند مراجعته ونقده لفيلم (أليست عاطفية؟).
وبعيدا عن العاطفة، فإن يوم الخلق يمثل حقبة زمنية معينة قد تشمل ملايين السنين، فكلمتي مساء وصباح لا تعنيان غروب الشمس وشروقها، إنما تعنيان انتهاء مرحلة من مراحل الخلق، وقد تقدم المساء على الصباح لأن الظلمة كانت أولًا على الأرض وإستمرت فترة طويلة ثم لاح النور عندما قال الله ليكن نور فكان نور، فالمقصود بيوم الخلق حقبة زمنية معينة.
فبعد أن ذكر الإصحاح الأول إلى أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، عاد في الإصحاح الثاني ليجملها في يوم واحد فقال (هذه مبادئ السموات والأرض حين خُلقت، يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات (تك 1: 4)، كما لم يذكر الكتاب نهاية اليوم السابع، ولذا فنحن مازلنا للآن نعيش في اليوم السابع ( وبارك الله اليوم السابع وقدَّسه) لأن فيه استوى على العرش، ولم تذكر التوراة أن اليوم السابع وهو عند اليهود ( استراح الله فيه) (تك 2: 4)، كان مساء أوكان صباح، وإنما فقط يومًا سابعًا، وأما اليوم الثامن فهو إما يشير للأبدية التي لا نهاية لها، أو لنهاية الكون، ويذكر الكتاب ( لأن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف) (مز 84: 10).. ( لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل) (مز 90: 4).. ( ولكن لا يُخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحياء أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد) (2بط 3: 8)، واليوم النبوي في الكتاب كان يشير لسنة كاملة، فعندما تنبأ دانيال عن مجئ المسيا المخلص حدد الوقت بـ490 يومًا، وهو يقصد 490 سنة (سبعون أسبوعًا قُضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدَّسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا وكفارة الإثم وليؤتي بالبرالأبدي ولختم الرؤيا والنبؤة ولمسح قدوس القدوسين) (دا 9: 24).
وقد جاءت كلمة يوم في الكتاب المقدَّس أحيانًا لتعبر عن جزء من اليوم ( فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ) (يون 1: 17)، وجاءت كلمة يوم في الكتاب أحيانًا لتعبر عن لحظات أو دقائق ( اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم) (مز 95: 7، 8)، وكلمة يوم تعبر أيضًا عن المستقبل (إسمع يا إسرائيل أنت اليوم عابر الأردن لكي تدخل وتمتلك شعوبًا أكبر وأعظم منك ومدنًا عظيمة ومحصنة إلى السماء) (تث 9: 1)، وتجدرالإشارة إلى أن اليوم سواء أكان نهاراً أم ليلاً فهو يستمر بالقطبين سنة كاملة، ستة أشهر ليلًا وستة أشهر نهارًا تقريبًا.
وقال القديس أغسطينوس أن أيام الخلق مختلفة عن الأيام الحاضرة، وقال المتنيح العلامة الأسقف الأنبا إيسوذورس (لم يقصد بالأيام المذكورة الأيام التي في عرفنا، التي يحد كل منها شروق الشمس وغروبها، لأن الأيام الثلاثة التي تقدمت على ظهور الشمس والقمر لم تكن أيامًا طبيعية لعدم ظهور شمس في أولها وغروب شمس في آخرها، فيلزم أن تكون الأيام التي تلتها هي كذلك، وهذا الرأي قديم في الكنيسة، أقرَّه الذهبي الفهم في شرح سفر الخليقة، وعزَّزه بشتى النصوص التي ورد فيها ذكر اليوم مرادفًا لذكر الزمن، وعليه فيكون المُراد من الأيام الستة الأزمنة الستة)(1 )، وقال نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس (أن كلمة يوم كما هي في لغة العبرانيين التي كُتب بها سفر التكوين تحتمل زمانًا غير محدد بالنظام الشمسي)(2 ).
إنه لمن المؤكد أن أيام الخلق قصيرة ، ولكن بينها فترات زمنية طويلة( 3)، وعليه فإن معظم أيام سفر التكوين هي فترات زمنية قصيرة جدًا تفصل بينها أوقات طويلة للغاية، وإن معظم أعمال الله المسجلة في التكوين يمكن التحقق منها بالتغيُّرات الكبيرة المستفيضة المسجلة في علم الجيولوجيا ، حيث يذكر حدوث تغيرات هائلة في أشكال الحياة بين أي طبقتين جيولوجيتين تسبب ظهور أشكال جديدة كثيرة من الحياة بآن واحد وإختفاء أشكال كثيرة سابقة فجأة، وليس القصد بالإختفاء إختفائها من الوجود ولكن إختفاء الحفريات منها، وهذه التغيُّرات التي تناظر لحظات الخلق في سفر التكوين فجائية لدرجة أنه لا توجد أي طبقة مهما كانت قليلة السُمك تحتويها، بل أن التركيب الجيولوجي للأرض يقفز فجأة من طبقة إلى أخرى في الحفريات(4 ).

إن أيام الخلق أيام عادية، كل منها يبلغ 24 ساعة فقط ولاسيما الأيام الثلاث الأخيرة بعد عمل الشمس، فعندما تقترن كلمة (أيام) في الكتاب المقدَّس بعدد معين فإنها تعني أيام وليس فترات زمنية، فمثلاًعندما قال الكتاب أن الطوفان إستمر أربعين يومًا (تك 7: 17) وأن المياه نقصت بعد 150 يومًا (تك 8: 3) وأن إبراهيم سار مع إسحق ثلاثة أيام (تك 22: 4) وأن الجواسيس أمضوا في أرض كنعان أربعين يومًا (عد 13: 25) وأن يونان أمضى في بطن الحوت ثلاثة أيام (يون 1: 17) وأن السيد المسيح أمضى في القبر ثلاثة أيام (مت 12: 14) وأنه صعد إلى السماء بعد القيامة بأربعين يومًا (أع 1: 3) فهذه كلها أيام حرفية.
وقد أوضح سفر الخروج أن أيام الخلق ستة أيام بالمعنى الحرفي، ولذلك جعل الراحة في اليوم السابع، ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك، وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك، لأن في ستة أيام صنع الرب للكون وكل ما فيه، واستراح في اليوم السابع (خر 20: 9، 11)، وفي ذلك يقول هنري موريس ما كان يمكن لهذه الوصية الإلهية أن تكون لها قوة لو لم تكن قاعدة أسبوع العمل والراحة عند الإنسان متساوية أو معادلة تمامًا لأسبوع العمل والراحة عند الخلق(5 ).
إن الأرض خُلقت في اليوم الأول (في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1) ويقول برسوم ميخائيل ( فالأرض كانت موجودة بالفعل، ولكن ملفوفة في قماط من غمر يكسوه قماط آخر من ظلمة، ولما أشرق عليها نور اليوم الأول بدأ يتعاقب عليها الليل والنهار بدورانها أمام النور، كما يتعاقبان الآن تمامًا بدورانها أمام الشمس(6).
وردًا على القائلين بأن الأيام الثلاث الأول قبل عمل الشمس عبارة عن أحقاب زمنية، والأيام الثلاث الأخيرة بعد عمل الشمس هي أيام عادية، ذكر الكتاب عن الأيام الستة (وكان مساء وكان صباح يومًا) بدون تفريق، فلو كان المقصود بالأيام الثلاثة الأولى أحقاب طويلة، والأيام الثلاث التالية أيام حرفية لأوضح الكتاب المقدَّس هذه الحقيقة، ويقول هنري م. موريس( إن هناك رأيان الأول يفيد أنها تلك التي أستخدمت قبل خلقة الشمس في اليوم الرابع وتعني حقبًا زمنية، أما كلمة يوم بعد خلقة الشمس فتعني يوم شمسي أي 24 ساعة. والرأي الثاني: يفيد أن كلمة يوم وردت في العهد القديم أكثر من 700 مرة، وأن هناك كلمة عبرية ترجمتها - دهر- أي وقت طويل لا نهائي ، والتي كان من الممكن أن يستخدمها الوحي للتعبير عن الثلاثة الأيام الأولى إذا كان ذلك هو المعنى المقصود، لكن الله استخدم كلمة يوم وكلمة أيام دون أن يُلمح أنه استخدمها بصورة رمزية، وهذا معناه أنها استخدمت بالمعنى الحرفي، وأن ستة أيام الخليقة إنما هي أيام عادية يدل كل يوم منها 24 ساعة،(7)، ولو كانت الأيام الثلاث الأخيرة أحقاب زمنية لإستحالة الحياة على النباتات والبحريات والحيوانات، فلو فرضنا أن اليوم من هذه الأيام يمثل حقبة تُقدَّر بعشرة ملايين من السنين، فمعنى هذا أن الليل إستمر خمسة ملايين، والنهار خمسة ملايين أخرى، فكيف تحيا النباتات والبحريات والحيوانات في ظلام دامس وبرودة تصل لدرجة التجمد أو تزيد لمدة خمسة ملايين سنة، ثم تعيش هذه الكائنات في نور دائم وحرارة قاسية لدرجة الإشتعال لمدة خمسة ملايين سنة أخرى؟!!
حدَّد الكتاب المقدس عمر آدم بتسعمائة وثلاثين سنة (تك 5: 5) فلو كان آدم خُلق في بداية نهار اليوم السادس، فهو بهذا يكون قد عاش نصف حقبة (نهار اليوم السادس) والتي قد تقدَّر بملايين السنين، إذًا عمره ليس 930 سنة إنما يتجاوز ملايين السنين!!، والذين يقولون أن الكتاب لم يذكر (وكان مساء وكان صباح يومًا سابعا )، يرد عليهم بأن السبب هو توقف أعمال الخلق، فلم يعد هناك أعمال خلق جديدة، ولذلك لم يعد هناك داع لإستعمال تعبير المساء والصباح.
إن الخلق لم يستغرق إلاَّ لحظات قليلة، لأن الله قال (كن فكان، وهو أمر فصار) (مز 33: 9) فما الداعي لليوم الطويل الذي يمثل حقبة زمنية طويلة إذن ؟! قال الكتاب المقدس كان مساء وكان صباح يومًا واحدًا ولم يقل كان مساء وكان صباح حقبة واحدة، ولو قصد الله بأيام الخلق الستة أحقاب زمنية لأوضح ذلك، كما أوضح لنا حقيقة الدهور الآتية-(أف 2: 7).
ولذا فهم اليهود أن المقصود بيوم الخلق أربعة وعشرين ساعة، ولذلك استخدموا نفس المفهوم في التعبير عن أيامهم (لا 23: 32، مز 55: 17) ومازالوا يبدأون يومهم بالمساء قبل الصباح، ومن الثابت فلكيًا أن الأرض في مبدئها كانت تدور حول محورها مرة كل أربع ساعات، ولما وُجِد القمروأثرت جاذبيتة (المتبادلة مع الأرض) أبطأت حركة الأرض حتى أصبحت تدور حول محورها كل 24 ساعة(8).
وقد ناقش( هيربرت وولف) فرضية أيام الخلق ، وخلص إلى أن اليوم مجرد أربعة وعشرون ساعة، واليوم عبارة عن حقبة زمنية ، وفق نظريتي اليوم المجزء والعمل الإطاري ونظرية اليوم الموحى به، فاليوم مجرد أربعة وعشرون ساعة، وإن الله الكلي القدرة قادر أن ينتهي من هذه الأعمال العظيمة في هذه الأيام المحدودة، ولكن في قابل ذلك فإن الشمس لم تبدو في الوجود إلاَّ في اليوم الرابع، فكيف تم قياس الأيام الثلاثة الأولى، ولكن تم الرد على هذا الإعتراض أن الله خلق الشمس منذ اليوم الأول، ولو كان اليوم السادس أربعة وعشرون ساعة فقط، فكيف يكفي لخلقة الحيوانات، ثم خلقة آدم وتسميته لجميع الحيوانات والطيور، ونومه وخلق حواء، ثم أن اليوم عبارة عن حقبة زمنية ، لاسيما إن الكتاب أشار لهذه الحقيقة فقال ( لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل)- (مز 90: 4) وإن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد ،ويعترض البعض على هذه النظرية بالقول أنه كيف ظهرت النباتات في اليوم الثالث واستغرقت حقبة استمرت ملايين السنين، مع إن الشمس لم تبدو إلاَّ في اليوم الرابع أي الحقبة الرابعة، وكيف كانت تتم عملية تلقيح النباتات، بينما الحشرات والطيور التي تحمل حبوب اللقاح لم تُخلق إلاَّ في اليوم الخامس؟
أما بالنسبة لنظرية اليوم المجزء The Intermittent Day Theory: وهي تجمع بين النظريتين السابقتين، فاليوم يشمل أربعة وعشرون ساعة، وبين كل يوم وآخر حقبة زمنية طويلة، إذًا اليوم يعني يومًا عاديًا وحقبة زمنية في نفس الوقت، ونهاية كل يوم تشير إلى نهاية مرحلة من مراحل الخلق.
أما نظرية العمل الإطاري The Framework Theory: فقد تناولت التناسق بين الأيام الثلاثة الأولى من الخلق، والثلاث الأيام التالية، فاليوم الأول الذي وُجِد فيه النور يقابل اليوم الرابع التي بزغت فيه أنوار الشمس والقمر والنجوم، واليوم الثاني الذي ظهر فيه الغلاف الجوي وتم الفصل بين المياه التي على الأرض والمياه التي فوق الجلد يقابل اليوم الخامس التي خُلقت فيه الطيور التي تطير في الهواء والأسماك التي تسبح في المياه، واليوم الثالث الذي ظهرت فيه الأرض والنباتات يقابل اليوم السادس الذي خُلقت فيهالحيوانات التي تدب على الأرض وكذلك الإنسان، واعترض البعض أن البحار وُجِدت في اليوم الثالث بينما خُلقت الأسماك في اليوم الخامس، فالتوافق هنا بين اليوم الثالث والخامس، وقد أورد أصحاب النظرية ألخيرة بأن اليوم الخامس الذي خُلقت فيه الأسماك يتناسق مع اليوم الثاني الذي نُظمت فيه المياه فوق الجلد وتحته.
ثم ظهرت نظرية اليوم الموحى به The Revelatory Day Theory والتي تجنبت ذكر كل الأمور الزمنية ومشاكلها، واعتمدت على أن الله كشف لعبده موسى النبي قصة الخلق في رؤيا استغرقت ستة أيام، فسجلها موسى كما رآها في الرؤيا، والحقيقة أنه لا يوجد أي إشارة في الكتاب المقدَّس لهذه الرؤيا، إنما يوضح النص حقيقة الخلق وترتيب الخليقة بحسب كل يوم من الأيام الستة، ومما يُذكَر رغم أن القرآن لم يذكر قصة الخلق كرواية كاملة، وإنما كفقرات متناثرة قد أوضح أن أيام الخلق ستة أيام فقال تعالى في القرآن الكريم: ( الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش) (سورة السجدة 3)، وقال: ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) -سورة الأعراف 54، وأشار القرآن أيضًا أن اليوم قد لا يعني 24 ساعة بل يعني فترة زمنية، فقال : ( ثم يعرج إليه في يومٍ كان مقداره ألف سنة مما تعدُّون)- (سورة السجدة 5)، وقال : ( تعرج الملائكة والروح في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) - سورة المعارج 4 ، وعليه فيمكن القول بأننا ومنذ اليوم السابع لازلنا نعيش ومنذ آلاف السنسن في اليوم الثامن والذي بنهايته ينتهي الكون.
_____
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) الإخاء والسلم بين الدين والعلم طبعة 1938م ص 6
(2) الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 76
(3) ترجمة أنيس إبراهيم - العلم يشهد ص 80
(4) الكتاب المقدَّس والعلم الحديث ص 31
(5) أورده برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 69
(6) المرجع السابق ص 70ثامن أيام الخلق
(7) نظير عريان ميلاد - الكتاب المقدَّس ونظريات العلم الحديث ص 56
(8) ستة أيام الخليقة ص 21
(9) مقدمة الأسفار الخمسة من العهد القديم ص 84 - 88



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يُحيى العظام وهي رميمْ
- قصيدة عنبر
- القلاع الورقية
- وادولتاه !
- قصيدة وادي السكون
- عضل النساء
- حق البعولة
- هنيئاً لك النافجة !
- البلاد العربية
- فقه التنوير
- قحطاني وأفتخر
- القومية العربية
- فقه النسب في الفكر العربي
- فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية
- إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر
- الدم والهدم !
- ينقصُ الرطبُ إذا يبسْ !
- أزمة الخطاب السياسي العربي
- حظائر داعش
- قصيدة أتعبني الوقت


المزيد.....




- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - ثامن أيام الخلق