أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - الفايسبوك العربي : من أجل مقاربة براغماتية















المزيد.....

الفايسبوك العربي : من أجل مقاربة براغماتية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 19:30
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الفايسبوك : مقاربة براغماتية
عزيز باكوش
كيف تنظرإلى هويتك في لاحدود الفيسبوك ؟ سألني مرة أحد الزملاء من الصحفيين ورجال الإعلام هنا بفاس ، وانطلقت في إجابتي من تقدير خاص أعتقده حد اليقين ، هو أن وسائط التواصل الاجتماعية عموما والفيس بوك على وجه التحديد قربت إلى أبعد مدى مفهوم مقولة العالم أصبح قرية صغيرة، ليس بين أفراد الأسرة الواحدة بالمعنى العائلي للكلمة فحسب ، ولكن بين النخب السياسية والفكرية الاجتماعية والخدماتية المالية والعقارية السياسية والاجتماعية بل والعسكرية . وكذلك بين النخب الأدبية ورجال الصحافة والإعلام ، سيما و الأمر لا يتعلق بهوية في حدودها التواصلية الضيقة داخل أوخارج، بل في معناه الشامل الحضاري المتمدن .

وأضفت بنبرة صدق عارية " أن "مواقع التواصل الاجتماعي "مساحة حرية حقيقية تنضاف إلى حيزنا المجتمعي نحن الذين عانينا على مدى عقود من حرية التعبير و قهر الكلمة وقوانين كل ما من شأنه "، أو لنقل على وجه الدقة ،سنوات القمع والرصاص ، والمواقع بهذا المعنى فجوة فضفضة بلا بيروقراطيات ، ولا مساطر إدارية معقدة ومريضة ، نطل بأريحية من خلالها فرادى ومجموعات من مختلف الحساسيات والأطياف على متفاعلات العالم من حولنا في لا حدوده ولا ضفافه ، في انكساراته وهزائمه ، كما في تحولاته المسرعة التي تنطلق من قمقم جبار لئيم ، فنبدل جلودنا ونخصب طموحاتنا ، ونفتل أحلامنا المخصبة والمجهضة ، ونعرضها للتداول بلا شروط خارج الذات ،وأمام القارات في ثوان معدودة بمنتهى السخاء ودون أدنى عقد ، وسواء التفت اليها أم لم يلتفت اليها أحد . فإن الشعور بالحرية والانصهار في المطلق الاجتماعي يغمرنا ويطفو فوق مشاعرنا بانسيابية جلية وواضحة .

غير أن هذا الهلامي، وهذه المساحة من الأمل، وان كانت لدى بعض شعوب الأرض مساحة اتزان وعلم وحياة ، وفضاء للإثراء الجاد والتنقيب الصحي والبحث النفعي الذي يفيد الحياة والإنسان ، وقد لا يضير أن تكون في هامش منها تهور ومغامرة محسوبة ، فإنها وبكل أسف على الطريقة العربية دائما مساحة سرعان ما ستتحول عند البعض إلى كومة أعشاب وقش تنهشها ألسنة نيران الجهل والأمية ، وتعشعش وصفاتها تخلفا ونشازا ، و لك أن تتخيل الفايسبوك ترتادها طبقة هرطقية، وهي بالمناسبة فئة من الضالين الفارغين إلا من كبت وضمور فكر ، و أشباه المثقفين الذين تنصب معظم جهودهم في صنع إفرازات ذاتية مرضية يصعب هضمها ، ويستغرقون جدلا عقيما لا يخرج عن إنتاج الصخب والجعجعة وإثارة الصراخ , والرغبة الجامحة في التلييك "لايك" والجمجمة " جيم" مرة حول المؤامرة التي تستهدف أمة الإسلام، معتقدين أنه بمجرد أن يخربش المتصفح الخانة، أويدون تعليقا فجا ، فإن الإسلام سيقفز إلى مصاف الدول المتقدمة، وستنتهي أزمة العرب والمسلمين ، وسنضمن بمجرد مرور ألف مبحر انخراطنا في تشكيل مصير العالم ، ونضمن مواقع متقدمة على صعيد التنمية البشرية، ونصبح على قدم المساواة مع شعوب الأرض .

ولعلي أعني هنا تلك الوصفات الباتولوجية المهيمنة اليوم والتي تدعي بجهلها المركب أن القرن الثالث الهجري قد عاد ، وأن كل الأمراض والأورام والقضايا المعقدة تم القضاء عليها ، وشفيت أمة محمد "صلع" بمجرد الانضمام إلى مجموعة صل على النبي. هذا من ناحية، ثم إننا نحن من يصبغ على الأشياء مانريد ، فوصف الفايسبوك امبراطورية لا تغيب عنها الشمس فيه الكثير من التجني ، والقليل من الموضوعية النفعية إن شئنا الدقة ، بالنظر إلى أن إحصاءات الولوجية العلمية الهادفة التي تضع مواقع أخرى في طليعة المبحرين ، وتنآى بنا كعرب بعيدا بعيدا عن الجدية والتنمية الحقيقية والمتفاعلة للذهن في أرقى تجلياتها .

في علاقة بوضعي الاعتباري كإعلامي لابد أن أذكر في هذا السياق ما نشره مستوطنون صهاينة ، لقد عمدوا ذات فراغ مخدوم إلى النصب على المغفلين من العرب والمسليمن من فئة المرهفين الدينيين ، وهم كثر بالمناسبة ، فابتدعوا مشهدا من حديقة في ألمانيا ، وشذبوا أغصانها بالفوطوشوب حتى صارت جذوع أشجارها تشبه قولة" لا للاه إلا الله" ثم دونوا أسفلها العبارة التالية " من آيات عظمة الله معجزة ظهور اسمه على أشجار حديقة ألمانية " من أرسل هذه الرسالة إلى ا10 من أصدقائه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وبقية الحكاية تعرفونها .

هذا مثال فقط من بين عشرات الأمثلة " تدل على أن أقصر طريق إلى الشهرة والمجد الإعلامي على المواقع التواصلية في غالب الأحيان هو إثارة ضجة تواصلية حول الإسلام " المفجع في الأمر ، هو أنه رغم الكشف عن زيف الادعاء بالحجة والدليل من قبل الذين رسموا هذا المشهد التواطئي في ابعاده المتعددة ، تجد من يقول من المتأسلمين أنفسهم أنها مؤامرة جديدة لحجب الإعجاز الإلاهي في الكون .

إن انفعال العربي المسلم هنا تحديدا ، وتسرعه الصادم وعدم وضع مساحة بينه وبين الخبر " الديني" كيف ما كان مصدره نوعه وطبيعته من نقاط الضعف التي تشل كل تقدم فكري وتعمل على التخلص من طبيعة الانبهار العولمي الذي بات قدرا لئيما يتحكم في مسار المواطن العربي في أبعاده الاعلامية تفاعليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

طيب ، ماالذي تحقق أويتحقق في صفحتي على الفيس بوك؟
شخصيا لأشيء تحقق بالمعنى النفعي للكلمة ، أجندتي وبياناتي تؤكد وجود حوالي 3500 صديق لا أتواصل سوى مع بضع مآت منهم بشكل فعلي وتفاعلي ، واحيانا يختزل التواصل في مجرد تحية باردة يلقيها هذ الافتراضي أوتلك لمجرد إعلان حسن نية وبلا صدى ، لا أنظر إلى الفايسبوك كمحطة تواصلية مجتمعية ضرورية ، أي بوصفها أجندة تنمية مجتمعية،حقيقية سيما وأن ثمة أشخاص يكتبون صباح الخير عندما يستيقظون ، ويقولون تصبحون على خير عندما يداعب جفونهم النوم ، فقط لمجرد الإخبار ، وثمة من يبرم موعد عشق صراحة ، وآخر يطلب ود من سيكتب ولو كلمة في صفحته ، التي عشعش فيها الفراغ ، وفيما ينكب البعض على تدوينات فارغة المعنى ، ينشغل البعض الآخر في أكل الثوم بفم الآخرين

بمعنى آخر ، إنني لا انتظر الكثير منها ومن صداقاتها وزمالاتها ، إذ هي ليست برنامجا طموحا سطرته حكومة ناضجة ومسؤولة لأجل مستقبل واضح الأهداف لأطفال المغرب للعرب والمسلمين ،أضف إلى ذلك كونها لا تهتم بمعضلة إتقان اللغة العربية ولا تهتم بفضاء العلوم خاصة الرياضيات مثلا ، ولا تهتم بتأهيل ذوي العاهات الجسدية والعقلية إلى غير ذلك من الاهتمامات التي تجعل الفرد يرتبط حميميا بها ،

الأمر بالنسبة لي مساحة يلعب فيها الوهم بحرية تامة ، ويرسم العبث في فضائها همومنا بلا رقابة ، وأحزاننا بلا هوادة ، ويحلو للبعض ان يمرر تفاهات الناس، و ينشر غسيلنا النتن أمام العالم . رغم أن الموقع في حقيقته وكالة للرفاهية الاجتماعية بالنسبة لمصمميها ، أما بالنسبة لنا كمهتمين ومتتبعين ، فالأمر مختلف تماما.

نعم نتواصل مع العديد من الوجوه ، نحيل ، ونشير إلى مقالات مدونة هنا أو هناك ، من غير ان يلتفت إليها أحد من الكثير من الأصدقاء، الذين تراهم مهرولين و"مليكيين" لايك على خبر اغتصاب أو تخدير شابة وممارسة الجنس عليها .... ، نربط صداقات باردة إلا من حفنة من الأصدقاء الذين نكتفي بتحيتهم ، رغم اننا ننتمي ونكتوي بحرقة التواصل الرقمي منذ مدة ، الأمر نفسه مع الكثير من الزمالات بالمنابر الوطنية و الصداقات الراسخة خارج الفايس بوك مثلا.
إن ما يعنيه بالنسبة لي إنخراط العشرات من الصحفيين الألمعيين ومدراء المواقع والمجلات الإلكترونية والورقية المغاربة والعرب في صفحة الفيس بوك هو التواصل الحقيقي في بعده النفعي بالمعنى البرغماتي للكلمة

نعلم إننا من بين الشعوب الأكثر حرمانا للحوار الصريح الجاد ، وللتعبير الصادق عن المشاعر تجاه المجتمع الحياة والناس ، الذي بلا ضفاف، هكذا ترسخ الاعتقاد لدينا على مدى عقود ، هو جرح حضاري لم يندمل بعد، رغم كل الاغراءات المعروضة على الشارع العام ، إننا نصرف احتقانا تعبيريا تكلس في عروقنا مثل مومياء فرعونية استيقظت بعد ألف سنة من تحنيطها ، البعض منا يفرغ كبته بشكل من الأشكال، ثمة من ينتفخ لمجرد بعث ثرثرة إلى صديق، ثرثرة محشوة بكلام يعتقده جوابا لكل مشكلة تعبيرية تصدمه ، من هنا أرى انه إذا لم نتعلم اللغةالعربية الفصحى على الفايسبوك سنهزم حضاريا، وأكاد اجزم أن الفايسبوك بالنسبة للأغلبية الساحقة من المرتادين مجرد متنزه كلامي للسفسطة ، يؤثر سلبا على النظام الحياتي لامتنا، ويصبغ الموقف الأخلاقي برمته ، واخلص هل نحن راضون على هذا الاندحار؟ اما القول بانخراط العشرات من الصحافيين ومدراء المواقع فالامر اشبه بالتسجيل في اللوائح الانتخابية من غير الذهاب الى صناديق الاقتراع وللحكاية اسباب نزول؟؟؟؟؟

اعتقد أن الكثير منا يجهل الأهداف الحقيقية التي أحدثت من اجلها المواقع الاجتماعية الفايسبوك وغيرها من المواقع التواصلية المخدومة أن نجد حلا لكل مشكل نعاني منه، هو تحد ثقافي اجتماعي واقتصادي ، نتواجهه في عالم يتغير باستمرار، ربما حان الوقت كي نعتبر هذا الموقع مكانا يستطيع من خلاله أطفالنا تعلم شيئا مفيدا ليس لصالحنا فقط، بل لصالح الأمة العربية والإسلامية، وإذا كانت الشعوب الغربية التي حباها الله بالديمقراطية عرفت تقدما ملحوظا على كافة الأصعدة ، فلأنها اكتشفت شيئا ثمينا فيها فليس غريبا أن نسمع عن موقع تفاعلي بيع بالملايير رغم أن ولادته لم يمر عليها أكثر من أربع سنوات، كم أن ليس من الذهول والغرابة في شيء أن تسمع وتقرأ عن موقع إلكتروني تم إحداثة مطلع 2014 لكن المشرف عليه ، يرى أنه أول موقع الكتروني يجدد على مدار الساعة ؟؟؟؟؟من غير أن يرف له جفن



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تعامل أمتعتنا بمطار محمد الخامس ؟
- الإفلاس السياسي كما يرصده الشاعر المغربي سليمان مستعد
- فاس والكل في فاس 305
- نيابة فاس تحتفي بالمتفوقات والمتفوقين من تلامذتها برسم الموس ...
- معطيات إحصائية عن نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة الب ...
- فاس والكل في فاس 304
- المثقف العربي .....اليوم وغدا
- فاس والكل في فاس 303
- في سابقة .. جمعية مدنية تدافع عن حق التلميذ في الغش
- في الحاجة إلى الإطار القانوني لترشيد النشر الإلكتروني بالمغر ...
- فاس والكل في فاس 302
- الصحافة الإلكترونية : تدفق كبير في الأسماء والنطاقات ، والحا ...
- فاس والكل في فاس 301
- قراءة في كتاب - الإخفاق الاجتماعي بين الجنس والدين والجريمة ...
- ضيف وموهبة برنامج إذاعي يحضن المواهب الشابة في الإبداع الادب ...
- فاس والكل في فاس 300
- الدين والمجتمع الدكتور إدريس مقبوب
- تحديات تدبير ظاهرة احتلال الملك العام بالحواضر ...
- فاس والكل في فاس 299
- فاس والكل في فاس 298


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - الفايسبوك العربي : من أجل مقاربة براغماتية