أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - حفل تخرج














المزيد.....

حفل تخرج


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 11:33
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أحضر حفل تخرجي من الجامعة..و تلك الصورة التي يمتلكها الكثيرون و يتباهون بها دوماً و هم يرتدون زي تخرجهم لم أمتلكها يوماً..لماذا؟؟..الإجابة طويلة بعض الشيء و قد لا تهم أحداً غيري..لهذا سأسردها لنفسي بكل المتاهات النفسية التي قد تكون تمتلكها بين ثناياها.

لم أحضر حفل تخرجي لأني شعرت أني لا أملك حينها هويةً لتكون حاضرةٍ في حفل تخرجها..مجرد قطعة أخرى من السواد المتحرك..لا يميزها أي شيء..حتى الفكر الذي قد تكون تحمله بين جنباتها لن يكون ظاهراً للآخرين في ملامح وجهها و لن يكون حتى ظاهراً في صور حفل تخرجها..جسدٌ يرتدي زيٍ تقليدي يتدثر بالدين مُحتالاً ليطمس الهوية كما الروح.

لم أحضر حفل تخرجي لأن الفتيات كان من المقرر أن يقفن في الصفوف الخلفية كما الجواري خلف صفوف الخريجين من الذكور..هذه حياتنا..ظل..جسدٌ يتبع الذكر حتى لو كانت صاحبة ذلك الجسد الهش تتفوق على سيدها فكرياً و أكاديمياً و حتى اجتماعياً فستظل غالباً تقف خلفه..و الحجة الظاهرة لذلك الأمر كانت و ستكون حتى لا ينظر ذلك الذكر إلى ما لا يجب النظر إليه!!..و الحقيقة هي لكي تتعلم دوماً أنها ستكون خلفه و هناك ستظل.

لم أحضر حفل تخرجي لأن لون زي التخرج تم اختياره بحرص ليكون أكثر الألوان كآبة لكي لا نبدو مقبولات المظهر حين نرتديه..و هكذا يجتمع سواد المظهر الخارجي مع قتامة لون زي التخرج لينجبا لك صورةً كئيبة عن المستقبل الذي من المفترض أن نخدع أنفسنا به حالمين بأنه سيكون مشرقاً و لو قليلاً.

لم أحضر حفل تخرجي لأن ثمانية أشخاص من العشرة الأوائل على الدفعة كانوا من الفتيات و لكن من ألقى كلمة الخريجين كان أكثر الطلاب تعثراً في دراسته فقط لأن صوت المرأة عورة و لا يحبذ أن تُلقي الكلمة أنثى..و كأني بالحضور لو ألقت عليهم الكلمة أنثى لكان أصابهم سعارٌ جنسي سيجعلهم عليها ينقضون!!.

لم أحضر حفل تخرجي لأن المقاعد في الصفوف الأولى في قاعة التخرج تم حجزها لأقرباء و ذوي الطلبة من الذكور أما الأمهات فلقد تم إلقاؤهن في الخلف كسقط المتاع..و هو إلقاءٌ تحضيري يعودنا على ما سيفعله الرب بنا و بهن عندما سيلقي بنا جميعاً كإناث لجهنم لنتوحد معها فتزداد اشتعالاً فتُعذب باحتراقنا عصاته في وقتٍ يسعد فيه الذكور بحور الرب بعد أن تتم جريمة التخلص منا بموافقة الرب.

لم أحضر حفل تخرجي لأن هناك في الصف الأمامي كان يجلس الكادر الأكاديمي الذي قام بتعذيبي لأعوامٍ أربع فقط لأني لا أتفق كثيراً مع مناهج جامعية تحرص على تجهيل الفرد و ترسيخ العبودية إما للفكر الواحد أو للدين الواحد و إما للقائد الأوحد..كادرٌ تعليمي يُتوقع مني أن أنظر إليه نظرة امتنان تختلط بالكثير من التبجيل فقط لأنه حاول جاهداً منحي نعمة الجهل.

شاهدت قبل فترة حفل تخرج إحدى الدفعات من الجامعة الأمريكية في دبي..كان الخريجون فيه ذكوراً و إناثاً مصطفين بجانب بعضهم البعض و سعادة حقيقية ترتسم على ملامحهم..لم يكن هناك من ينظر إلى الآخر الملتصق به تقريباً متحرشاً بل كان الجميع ينظر إلى الأمام و نظراته تبحث عن والديه أو أقربائه بعينين تمتلئان فخراً و سعادة.

بعد هذا كله أي حفل كنت سأحضر!!..هل كنت سأحضر حفلاً يُخضعني للآخرين و يطالبني رغم كل ذلك الخضوع الظاهري كما الباطني أن أشعر بالسعادة بل أدعو أفراداً من أسرتي ليوثقوا تلك اللحظة التي ما هي إلا لحظةٌ أخرى من لحظات عبوديتي!!..لهذا السبب لم أحضر و لم أشعر بالندم يوماً لذلك الأمر..كل ما تمنيته هو لو كففت عن تكاسلي فأقوم بتصميم زي تخرج يروق لي لأذهب لألتقط صورة لي و أنا له مرتدية دون أي إذلالٍ علني لا أحتاج إليه.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - حفل تخرج