أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - إسماعيل الذبيح وليس أسحق














المزيد.....

إسماعيل الذبيح وليس أسحق


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 09:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إسماعيل الذبيح وليس أسحق

الكذبة الأخرى التي تبين حقد الكاتب للتوراة ومحرف أحداثها بنسب الوقائع حيث تشتهي إرادته الشريرة ,حكاية الذبح والذبيح التي وردت في القرآن الكريم برواية تؤكد أن مبدأ التضحية والصبر والطاعة والتسليم بدون ترديد أو سؤال{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات 102, الصبر كان هو مبدأ إسماعيل وأمه وأمته على مدار القصة العامة لتؤكد مبدأ الصبر الذي أقرنه الله تعالى بالأمة العظيمة التي وعدها الله لصبرها أن يجعلها الوارثة{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24.
الكذبة تبدأ بما يلي ((وأراد الله امتحان إبراهيم، فأمره بأن يذبح ابنه إسحاق،ويقدّمه ضحية على مُحْرَقة في قمة جبل عيّنه له،فأخذ إبراهيم ابنه،واصطحب معه اثنين من خدمه،وحماراً لحمل الحطب،ولما اقتربوا من الجبل،أمر الخادمين بالبقاء مع الحمار، وأمر ابنَه بحمل الحطب، وصعدا الجبل، وفي الطريق سأل إسحاق والده، " فَقَالَ: هُوَ ذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي ")) , هنا الرواية بشخوصها تختلف وبزمنها يفضح الله زيفها لأن عملية الفداء أصلا كانت قبل الذبح وجزاء لها من الله تكريما وتعظيما لطاعة إبراهيم لربه{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}الصافات 105,فكان الجزاء أن منحه يعقوب نافلة زيادة في الخير{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ }الأنبياء 72.
القصة كما وردت في التوراة تتعارض حتى مع كل ما جاء فيها من وعد من أنه سيكون لأسحق ذرية وأن هذه الذرية هيب الموعودة بالبقاء وبالآرث بأي صيغة كانت وتتعارض مع روايتهم عن رغبة السيدة الفاضلة سارة بأن يكون ولدها هو الوريث الوحيد لإبراهيم مع إيماننا المطلق أن إبراهيم عليه السلام ليس بحاجة إلى اختبار من الرب بل بحاجة إلى إثبات الطاعة لمن يأت خلفه كموعظة للمتقيين.النبي وهو يعلم من خلال الرؤيا أنه سيقع في هذا البلاء وعليه أن ينفذ ما أراد الله وهو وإسماعيل دون تردد لأنهما يعلمان المخرج ويعلمان أن لله في ذلك علة وليس إخفاء القضية من الوالد على ولده عندما صعد الجيل وسـأل الابن أباه أين الخروف ؟.
إن إنكار قصة ذبح إسماعيل جاءت لتأكيد مفهوم أن إسماعيل لا يمتلك المؤهلات التي تجعل منه صالحا للنبوة والميراث وتكذيبا على الله لا لشيء إلا لكون الأنا الذاتية التي يكتب بنفسها وهواها الكاتب والمؤرخ العبري لا تطيق الفضل لأحد سوى مقولتهم أنهم أبناء الله وأحباءه بغيا من عند أنفسهم{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة 18.
كان إبراهيم ع يزور زوجه هاجر وابنه اسماعيل عليه السلام من حين لآخر، وفي إحدى هذه الزيارات رأى إبراهيم عليه السلام في منامه أن الله عز وجل يأمره بذبح ولده إسماعيل, ورؤية الأنبياء حق لأنها بمثابة الوحي من الله عز وجل . قال الله تعالى مخبرا عن ذلك البلاء المبين: {َقالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }
يبرر البعض قصة الذبح على أنها وفا بنذر سابق وقد تناسى أو لم يتذكره إبراهيم ع بعد فرحته بالولد فخاطبه الوحي عن طريق الرؤية المنامية مّذكرا برغبته وممتحنا له بالولد عندما دعا ربّه قائلا :رَبِّ هَبْ لِي ولدا يكون مِنَ الصَّالِحِينَ ينفعني في حياتي، وبعد مماتي. فاستجاب اللّه له وقال: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ" وهذا إسماعيل عليه السلام بلا شك وذلك من عدّة وجوه منها :
1. هذه الايات تشير إلى أن البكر هو الغلام الحليم ثم ذكر بعده البشارة بإسحاق فدل على أن إسحاق غير الذبيح ، ووصف اللّه إسماعيل عليه السلام بالحلم ، وهو يتضمن الصبر، وحسن الخلق، وسعة الصدر والعفو عمن جنى. وأما اسحاق عليه السلام فوصفه الله عز وجل بالعليم يقول تعالى"فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ"
2. ولأن اللّه تعالى قال في بُشراه بإسحاق "فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" فكيف يامر بعد ذلك بذبحه‏؟‏ والبشارة بيعقوب تقتضى ان اسحاق يعيش ويولد له يعقوب.
3. وإسماعيل وصف بالصبر في قوله تعالى "‏وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من ألصابرين " وذلك انه قال عز وجل في الذبيح ‏:‏ ‏"‏يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ‏" والقران يفسر بعضه بعضا.
4. ووصف الله تعالى اسماعيل عليه السلام ايضا بصدق الوعد في قوله تعالى "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا" لأنه وعد اباه من نفسه الصبر على الذبح فوفى به‏ .
هذه الدلائل النصية القطعية ترد الرواية الإسرائيلية التوراتية والتي تناقلها المؤرخون دون فحص وتدقيق وتؤشر على مدى تزيف وتحريف ليس الكتاب فقط بل الوقائع التاريخية مما يجعل الركون إلى الرواية التاريخية التوراتية دائما محل تشكيك وتوهين لأنها بنيت على رغبات وأمنيات الكاتب وليس تصديق لواقع حصولي معزز بأدلة عقلية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة
- المنهج الوطني لمكافحة التطرف والطائفية
- إبراهيم في التوراة ح2
- إسماعيل في التوراة
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - إسماعيل الذبيح وليس أسحق