أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - هل ينتصر الدين في معركته ضد الإلحاد؟















المزيد.....



هل ينتصر الدين في معركته ضد الإلحاد؟


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 09:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




في عام 1811م، نشر أحد طلبة جامعة أكسفورد، كتيبا بعنوان "ضرورة الإلحاد". هذا الطالب هو الشاعر الإنجليزي "بيرس بيش شيلي". فكرة شيلي هي أننا لسنا ملزمين بالإيمان بوجود الرب، ولسنا ملزمين بحضور قداس الأحد الممل. لأنه لا يوجد برهان أكيد على وجود الرب. ثم قام شيلي بتحدي القراء لكي يثبتوا عكس ذلك، إن استطاعوا.

على الفور، طلب منه أولي الأمر الامتثال أمام مجلس تأديب الجامعة، لكنه رفض الحضور والإجابة على أسئلتهم، فقام المجلس بفصله وحرمانه من التعليم جزاء وفاقا. بمعني أن العقاب كان في حجم الجريمة. وعلى شيلي أن يشق طريقه في الحياة وحده لكي يصبح أهم وأفضل الشعراء الرومانسيين الإنجليز.

بعد ذلك بقرنين من الزمان، قامت نفس الجامعة بإقامة تمثال، لأيقونة الشعراء الغنائيين، شيلي، وأصبحت آراؤه وأشعاره شائعة وسط العالم الثقافي كله.

ريتشارد داوكنز، كون ثروة كبيرة، بينما كان يشغل أستاذ كرسي بجامعة أكسفورد، من تبنيه لأفكار شيلي ودفاعه عن الإلحاد. كما أن كل الحضارات، كان بها الآلاف ممن يعتقدون أن الأديان تتعارض مع العقل والعلم، وأن الأديان هي سبب تأخر الإنسان حضاريا وأخلاقيا، وسبب جهله ومرضه وفقره وتعاسته. ستة بالمئة من البريطانيين، هم فقط من يحضرون قداس الأحد. فهل انتصرت العلمانية على الفكر الديني؟

لقرون عديدة، كان هناك من يتنبأ بنهاية الدين والتدين. في بداية القرن الثامن عشر، تنبأ ولستون في إنجلترا بأن المسيحية ستشهد نهايتها قبل حلول عام 1900م.

بعد ذلك بنصف قرن، كتب فريدريك الأكبر إلى صديقه الفيلسوف الفرنسي فولتير يخبره بأن ولستون كان متشائما أكثر من اللازم، وأن المسيحية سوف تسقط قبل ذلك التاريخ. فأجابه فولتير، النهاية ستحدث قبل مرور 50 سنة فقط. في عام 1882م، أعلن الفيلسوف نيتشة موت الرب، وقال قولته الشهيرة: "لقد قتلناه".

أبو الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل، تنبأ أيضا بأن الدين بصفة عامة سوف يختفي من الوجود قريبا، ثم كتب في وصيته يطلب أن يقوم بتربية ابنه، في حالة وفاته، شخص ملحد بعيد عن التدين كل البعد.

كل هذا بدأ مع عصر الأنوار الأوروبي. في عام 1762م، كان الفيلسوف البريطاني، دافيد هيوم، يتنوال العشاء على مائدة الفيلسوف الفرنسي، البارون دهولباخ، في منزله بباريس. نظر هيوم إلى المدعويين للعشاء ثم قال أنه يشك في وجود ملحدين حقيقيين على المائدة. فأجابه البارون بما يفيد أن من بين الحضور الثمانية عشر، خمسة عشر ملحدين، والثلاثة الباقون لم يستقروا على رأي بعد.

فولتير كان يكتب على خطاباته جملته الشهيرة "اسحقوا سئ السمعة"، ويقصد الدين. ثم أصبحت جملة شائعة بين كل المفكرين الفرنسيين أثناء الثورة الفرنسية، يتداولها المثقفون على المقاهي وفي الصحف والمجلات والمنشورات.

فلسفة المقاهي ابان الثورة الفرنسية، كانت تستخدم كل ما لديها من أسلحة لسحق هذا الشئ سئ السمعة. وكان أسلوبهم، هو الهرب للمعرفة الكلاسيكية القديمة، واللجوء للعلوم الحديثة. بذلك، يسترد الإنسان ثقته في عقله، وفي نفسه.

ثقة الإنسان في عقله، أعطته الأمن والرفاهية. البديل لاستخدام العقل، هو الخرافات والخزعبلات والتعصب، الذي ينتج الحروب والشقاء. في عام 1784م، قام الفيلسوف عمانويل كانط بتعريف عصر الأنوار، بأنه عصر "الجرأة على المعرفة". عصر التخلص من أغلال الماضي.

اجعل مصيرك في يديك. تشجع على استخدام ملكاتك. الأهم من هذا وذاك، هو أن ترفض الخرافات والتعصب، اللذان يتحدان لكي يقتلا العقل ويسفكا الدماء في كل مكان وكل زمان.

ثقة الإنسان في نفسه، تجعله يرفض الشعور بالذنب والرعب المصاحبان للتدين. على الإنسان أن يتحرر من الفكر الظلامي لرجال الدين والعبودية للحكام.

ثقة الإنسان في نفسه، تجعله يؤسس علومه على قواعد سليمة، ويبني أخلاقياته على قيم إنسانية نبيلة من الشفقة والرحمة، بعد اختبارها للتأكد من فائدتها للفرد وللمجتمع.

إدوارد جيبون، مؤلف كتاب "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية"، كان يسخر من القديس سيمون ستيليتيس، سمعان العمودي، الذي عاش أكثر من 30 سنة فوق عمود ارتفاعه 74 قدم على مساحة 4 أقدام مربعة.

فولتير، أيضا كان يسخر من خرافة المعمودية. كتب يقول أنها فكرة غريبة، أن تغسل الماء كل هذه الجرائم والذنوب.

النظام الملكي القديم في فرنسا كان يعتمد على ثلاث أعمدة. الكنيسة الكاثوليكية، الطبقة الأرستوقراطية، والملكية. الكنيسة كانت أغنى مؤسسة في البلاد. دخلها من العشور وما تمتلكه من عقارات.

نفوذ الكنيسة وسلطاتها كانت طاغية، تشمل كل الأنشطة فيما عدا التعليم. ملوك فرنسا عند تتويجهم، كانوا يتقلدون سيف شارلمان، ويلتزمون بحماية الكنيسة، إلى جانب الأرامل والأيتام.

الثورة الفرنسية بدأت في مهاجمة الكنيسة لوقوفها إلى جوار الملك. ثم تحولت إلى الخطاب الديني ورجال الكنيسة. ديدرو كان يقول: "إن الإنسان لن يصبح حرا إلا بعد شنق آخر ملك بأحشاء آخر كاهن."

في عام 1790م، ألغى الثوار الأديرة التي لم تكن تشترك في أعمال مفيدة، وقاموا بالتخلص من معظم الرهبان بإرسالهم خارج البلاد. الحلاقين والخياطين كانوا يعملون ليل نهار لتحويل الرهبان إلى مواطنين عاديين. ثلاثة أرباع الأساقفة وثلث رجال الدين هربوا من فرنسا. لم يتبق منهم سوى 150 رجل دين، بعد أن كان عددهم 40 ألف.

غالبية الثوار الفرنسيين كانوا يكرهون الكنيسة الكاثوليكية. لكن بعضهم كان يعتقد أن الدين، إذا نزعنا منه الخرافات والدجل، ربما يكون له فائدة اجتماعية.

روبسبير، قام باختراع دين جديد، أسماه: "عبادة الكائن الأسمى." عبارة عن مزج أفكار الثورة الفرنسية بالديانة المسيحية. أخذ مزايا الدين وتخلى عن مثالبه. وبدلا من أن يُعمّد الطفل باسم الآب والإبن والروح القدس، أصبح يعمد باسم الحرية والمساواة والأخوة. وهي شعارات الثورة الفرنسية.

في عام 1794م، فرض روبسبير عبادة الكائن الأعلى على الجميع وأصبح دين الدولة الرسمي. لكن نابليون كان أكثر واقعية. اعتنق الكاثوليكية، وعندما كان في مصر، ادعى أنه اعتنق الإسلام.

تحول الثوار من الدين، وهو عبادة الرب، إلى العلمانية، وهي عبادة الإنسان. العلمانية، هي ديانة بدون إله، بدون طقوس، وبدون حياة بعد الموت. غزت الكرة الأرضية هي الأخرى بمجاهديها وشهدائها وقديسيها.

قديسو العلمانية كثر. منهم فولتير وجان جاك روسو. اللذان نقل رفاتهما إلى البانثيون لكي يصبحا مزارين هامين للعالم الحر. وبات تاريخ الثورة الفرنسية أهم من تاريخ ميلاد المسيح.

لكن المحافظين في أوروبا، رفضوا إيمان فلاسفة التنوير المطلق بالعلم والعقل. بحجة أن ذلك قد أدى إلى الفوضى وإراقة الدماء والدكتاتورية.

ثم جاءت الرومانسية الألمانية لكي تعارض فلسفة التنوير. توماس كارليل كان يقول بأن العلمانية الرأسمالية، لم تنتج سوى مجتمعات قبيحة لا يربها رابط سوى المادة والعملة النقدية.

شوبنهاور ونيتشة، هاجما فلسفة التنوير، أو الأنوار إن شئت، لاعتمادها المطلق على العقل والعلم فقط. نحن نحتاج إلى شئ آخر بجوار العلم. نحن نحتاج أيضا إلى الفن والأدب والشعر والموسيقى، إلخ.

قامت الكنائس الأوروبية، في نفس الوقت، بمهاجمة القوى العلمانية الجديدة. عندما استرد ملوك البربون عروشهم في فرنسا، 1814-1830م، حاولت الكنيسة الفرنسية استرداد ما فقدته من نفوذ وثروات سابقة. وكذلك الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا العظمى في العصر الفكتوري.

في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في أوروبا، يستمر عمالقة الفكر والقلم، في مسك المعاول لهدم الفكر الديني من أساسه. هيجل، الرجل الذي كان معروفا عنه أنه من أشد المدافعين عن الدين، يقول بأنه أصبح مقتنعا تماما بأن حكاية سير الرب على قدميه على الأرض، تفتح الباب لحجج العلمانية.


لودفيج فيورباخ (1804 – 1872م)، هو زعيم اليساريين وإمامهم بدون منازع. كتاب فيورباخ عن نقد الأديان، عبارة عن عكس لأفكار هيجل التي تدافع عن الدين على خط مستقيم. هيجل يقول أن الرب هو الذي خلق الإنسان. لكن فيورباخ يقول أن الإنسان هو الذي خلق مفهوم الرب.

يعتقد فيورباخ أن هناك قيم عامة يتمناها كل إنسان. كل الحضارات، منذ فجر التاريخ، نجد فيها الإنسان يتشوق دائما للحق، والجمال، والعدالة، والقوة، والنقاء، إلخ. يبدو أن طبيعة الإنسان التشوق لمثل هذه القيم النبيلة.

لكن مع مر العصور، هذه القيم التي يطلبها الإنسان، أصبحت غريبة عنه. هذه القيم أصبحت تخص الإله وحده، الذي يطلب من الإنسان أن يضحي بكل شئ لكي يتمجد في الملكوت الأعلى.

يعتقد فيورباخ أنه طالما الإنسان في حالة اغتراب مع هذه القيم، لن يكتمل نموه كوجود. الإنسان، كما يقول فيورباخ، إله في حد ذاته. لكي يحقق الإنسان ذاته كإله، يجب أن ينفض عن كاهلة، كل ماله علاقة بمفهوم الدين. طبعا كلام خطير جدا، لا يبعث البهجة في صدور رجال الدين المحترمين في بلادنا.

يقول فيورباخ، وهو هنا يأخذ الدين المسيحي كمثال، أن على الإنسان أن يمحو صورة العائلة المقدسة من فكره كلية لكي يعيش في سلام وسعادة ووئام مع عائلته على الأرض.

لأنه طالما نحن نحمل في رؤوسنا صورة هذه العائلة المقدسة، ستكون الحياة بالنسبة لنا، مجرد فترة اختبار وشقاء وعذاب.

العمال سوف تحضر قداس الأحد للبكاء وللاعتراف بخطاياها. تمتثل للبؤس كقدر مكتوب، ثم تذهب إلى الخمارة لكي تنسى أجورها الضئيلة.

أما كارل ماركس، فيقول أنه لا يكفي محو صورة العائلة المقدسة، لكي تعيش العائلة الأرضية في سلام ووئام. لكن يلزم تغيير تركيبة العائلة الأرضية الأبوية الذكورية، التي تعكس التركيبة الأبوية الذكورية للمجتمع، حتى تختفي فكرة العائلة المقدسة من حياتنا.

ثم قال ماركس قولته الشهيرة: "ليس من واجب الفيلسوف أن يفسر العالم بطرق مختلفة. الهدف هو تغيير هذا العالم".

لسنا في حاجة لإلغاء الدين، كما يقول ماركس، إنه ببساطة سوف يذوب ويختفي من نفسه. لأن الدين ليس هو سبب اغتراب الإنسان عن قيمه. إنما هو مظهر من مظاهر الاغتراب والبؤس والشقاء.

مقولة ماركس "الدين أفيون الشعوب"، دائما تفهم بالمعنى الخطأ. ما يعنيه ماركس هو أن الدين بالنسبة للإنسان هو مجرد تأوهات مظلوم وزفرات مقهور في هذا العالم الذي لا قلب له. الدين عبارة عن روح من لا روح له. الدين أفيون الشعوب، تعني أن الدين هو الدواء والمخدر الذي يخفف من آلامهم.

التحدي الحقيقي للدين، لم يأت من الفلسفة وفلسفة التنوير والعلمانية، ولكن أتـى من العلوم، من نظرية التطور لداروين. لم يعد تفسير الدين لنشأة الحياة وخلق الكون مقنعا لأحد.

نظرية التطور يمكن أن نقسمها إلى جزئين. الجزء الأول يقول بأن كل الأحياء على هذا الكوكب تربطهم صلة قرابة. كلنا أقارب، أهل وحبايب. كل نوع من هذه الأحياء، جاء من أحياء سابقة، يمكن أن تكون قد انقرضت منذ مدة وأصبحت في خبر كان.

الجزء الآخر من نظرية التطور، يبين كيف تتغير الأنواع مع الزمن، حتى تستطيع المواءمة مع البيئة ومواصلة الحياة. هذه المواءمة تستخدم أسلوب أو مبدأ "البقاء للأصلح".

من يستطيع المواءمة والتكيف مع البيئة يبقى حيا لكي يتوالد ويتكاثر، ومن لا يستطيع، يذهب غير مأسوف عليه وينقرض. الانقراض هنا شئ طبيعي لازم للتطور.

أهم شئ بالنسبة للاختيار الطبيعي هو الاستمرارية. الأفراد من الأحياء، لا تستطيع أن تحيا للأبد. لذلك تتكاثر وينتج كل منها شبيها له. عملية التكاثر ينتج عنها أعداد هائلة أكثر من الحاجة. أنظر إلى ما تنتجه النخلة الواحدة من بلح، أو شجرة الجميز من ثمار.

هذه الأعداد تتنافس فيما بينها للحصول على الغذاء. لكن الغذاء لا يكفي الجميع. من هنا يأتي الصراع. الصراع بين الأفراد، والصراع بين الجماعات، والحروب بين الأمم.

هناك أيضا الصراع بين الأنواع نفسها. الأسود والظباء، الحشرات الضارة والنباتات، الميكروبات والإنسان، إلخ. هل نحن نعيش في سلام آمنيين؟ أنظر كيف تهاجمنا البكتيريا والميكروبات بضراوة.

مظهر آخر من مظاهر الاختيار الطبيعي هو التنوع. الذي ينتج بسبب أخطاء في عملية التكاثر والاستمرارية. أي أن الوليد لا يكون نسخة مطابقة للأصل من الأم أو الأب.

هذا الخطأ أو الخلاف في عملية النسخ من جيل إلى جيل قد يكون بسبب الاختلاف بين الوالدين. وهذا يأتي بسبب اختلاف جينات كل منهما. أو بسبب خطأ في عملية نسخ الجينات كيميائيا، أو الخطأ في تركيبة الحامض النووي (دي إن إيه) داخل الخلية التناسلية أثناء تكوينها. بسبب التلوث أو بسبب التعرض للإشعاع أو لأسباب أخرى.

معظم الأخطاء الجينية تتسبب في موت الوليد الذي يحملها وبذلك تموت معه. لكن بعض الأخطاء الجينية تكون نافعة وتعطي الوليد ميزة كبيرة يستطيع بها التغلب على صعوبة الحياة والمنافسة الشرسة بين أقرانه.

مثل الأخطاء التي تتسبب في تكوين فرو سميك للحيوان في بيئة شديدة البرودة، أو التي تعطي الكائن ألوانا تشبه ألوان البيئة التي يعيش فيها، بذلك يستطيع الاختفاء عن أعين الأعداء.

هذه الأخطاء هي التي تتسبب في وجود الأنواع المختلفة. قد يبدو للوهلة الأولى أن الأنواع المختلفة جاءت بعد تخطيط مسبق لكي تناسب الوسط الذي تعيش فيه، لكن نظرية داروين تقول بأن هذا مجرد صدفة بحتة، وبسبب أخطاء في الجينات فقط لا غير.

الجزء الأول من نظرية التطور الذي يقول أننا وباقي الكائنات أقارب، أهل وحبايب، هو ما يعرف بالتطور. نحن وقرود الشمبانزي والغوريلا أولاد عم نأتي من جد واحد مشترك. الحيتان وأفراس النهر أقارب أتت من أصل واحد أيضا. وهكذا.

فكرة أن الأحياء تتطور ليست جديدة علينا. فقد نادى بها الفيلسوف اليوناني القديم إمبيدوكليس قبل الميلاد بعدة قرون. وكانت فكرة مقبولة عند العلماء والفلاسفة في أيام داروين.

لم تأت عظمة داروين من قوله "نحن والشمبانزي أقارب، أهل وحبايب"، ولكن من الجزء الثاني لنظريته. أي من تفسيره للسيناريو والميكانزم الذي يحدث عن طريقه التطور. الصراع من أجل البقاء، والبقاء للأصلح.

لكن نظرية داروين بشقيها قابلت منذ نشرها، معارضة شديدة من جميع المحافل والمراكز والفرق الدينية. حتى الجزء الثاني للنظرية، البقاء للأصلح، واجه هو الآخر معارضة شديدة من بعض العلماء.

الفكر الديني يعارض نظرية التطور من منطلق ديني بحت. كيف يساوي داروين بين الإنسان والحيوان، بينما الكتب المقدسة تفرق بين الإنسان والحيوان.

الإنسان بالنسبة للفكر الديني، له روح خالدة، بعكس الحيوانات والحشرات. التي تفنى أرواحها بمجرد موت أجسادها. البعث والحياة الأخرى والثواب والعقاب تكون فقط للإنسان. لماذا؟ لا أدري. آسف كلبي العزيز، ليس لك مكان في العالم الآخر مع المؤمنين الأبرار.

ماذا يعني هذا بالنسبة للفكر الديني؟ يعني أن الإنسان ليس له علاقة بعالم الحيوان هذا. خلقه الله في أجمل صورة أو على صورته كما يقول المسيحيون. أو كشعب مختار له الحق في إبادة الفلسطنيين، كما يقول اليهود. أو كخير أمة أخرجت للناس، كما نقول نحن المسلمون، بأمارة وجود داعش وأخواتها.

كما أن الفكر الديني يقول، بأن عملية الخلق لم تأت بالتدريج وعبر بلايين السنين، كما يقول داروين. إنما جاءت مرة واحدة، كن فيكون. حدث هذا منذ ستة آلاف سنة تقريبا.

أما بقايا الأحياء المتحجرة الموجودة بكميات هائلة في كل طبقات الأرض المختلفة، في كل أنحاء المعمورة، فهي بسبب فيضان نوح. وأما عمر الأرض الذي ثبت أنه 4.5 بليون سنة، فهو تخاريف علماء يريدون تشكيكنا في ديننا.

البعض يراها مجرد أعمال شريرة من صنع الشيطان. أما إبليس نفسه، فقد ظهر متخفيا في صورة داروين لكي يعطينا هذه النظرية الرهيبة.

الهدف منها هو لخبطة المؤمنين الأبرار وابعادهم عن الدين القويم. لكن هناك ليبراليين وعلمانيين متدينين لا يرون أية تعارض بين نظرية الخلق، كما جاءت في الكتب المقدسة، ونظرية التطور .

التطور في نظرهم، هو طريقة الرب في خلق الأحياء. وما آدم وحواء إلا مرحلة متأخرة من تطور الإنسان وإنفصاله عن عالم الحيوان.

لكن نظرية التطور لداروين تقول صراحة، إن الإنسان لم يأت عن فكر مسبق أو غرض ما. الإنسان وباقي الكائنات جاءت وليدة الصدفة المحضة. كلام خطير جدا.

ليس هناك هدف طبيعي، كما يقول أرسطو، يقود عملية الخلق بصفة عامة، وخلق الإنسان بصفة خاصة. بالتالي، التطور كما طرحه داروين، لا يحتاج إلى طبيعة إلهية لكي ينجح. مبدأ البقاء للأصلح لا يحتاج إلى طبيعة إلهية.

فكرة الخلق الميكانيكي كما جاءت في نظرية التطور لداروين، أصابت معاصريه في القرن التاسع عشر بالرعب الشديد. مما جعل الفيلسوف الأمريكي المعاصر "دانيال دينيت" يسميها، "فكرة داروين الخطرة".

في القرن السابق لداروين، كان البرهان على وجود الله يعتمد على مقارنة عملية خلق العين للإنسان أو الحيوان مثلا، بعملية تصنيع الساعة.

تصنيع الساعة لا يمكن أن يكون قد أتي بمحض الصدفة. هذا التصنيع وراءه عقل مفكر، قام بالتصميم والتصنيع. هذا العقل هو الصانع أو المهندس. وكانت الفكرة في رأسه قبل أن ينفذها.

كذلك العين. قام بتصميمها وتصنيعها صانع قدير. هو الله نفسه. العين بلغت من التعقيد والدقة والتخصص حدا، جعل تصنيعها بمجرد الصدفة البحته أمرا مستحيلا.

لكن نظرية داروين توضح بالتفصيل كيف تكونت أعضاء بالغة التعقيد مثل العين بالصدفة البحتة. أو بتراكم أخطاء جينية مفيدة عبر الدهور، جاء كل منها بالصدفة البحته.

نظرية التطور لداروين تجيب على أسئلة كثيرة. وتجيب على أسئلة لا تستطيع المؤسسات الدينية الإجابة عليها. إلا إذا طورت من نفسها وآمنت بالعلم وأعادت تفسير وتأويل ما لديها، في ضوء المكتشفات والعلوم الحديثة. مناطحة الأديان لصخرة العلوم قضية خاسرة بالتأكيد، سوف يندم عليها رجال الدين.

فمثلا، عين الإنسان بها خطأ في تصميمها. طبعا هذا كلام يعتبر كفر بالنسبة لرجال الدين. لكن للأسف هي الحقيقة العلمية التي لا نستطيع إنكارها. الخطأ هو أن الشعيرات الدموية والعصبية التي تغذي العين توجد أمام الشبكية، لا خلفها.

عين الأخطبوط تركيبها أفضل من تركيبة عين الإنسان. لهذا تظهر العيون حمراء في الصور الفوتوغرافية عند استخدام فلاشات الكاميرات، أثناء الليل.

هناك أيضا ديدان ليس لها فم أو فتحة إخراج. تتغذي على ما بداخلها من نبات الألجا. عندما ينضب، تموت. أيضا يوجد نوع من الفراشات، لها أمعاء وجهاز هضم وجهاز عصبي. لكن نسيت الطبيعة أن تعطيها فما. بعد التناسل تموت من الجوع. فأين التصميم الذكي هنا؟

ذكر العنكبوت، عندما يذهب لتلقيح أنثى العنكبوت المعروفة بالأرملة السوداء، ينثني عامدا متعمدا لكي يضع بطنه أمام فم الأرملة السوداء، كوجبة غذائية عربون المحبة والغرام. تقوم الأرملة بالتمتع بالوجبة الشهية والجماع في نفس والوقت.

تبحث أنثى الزنابير الحفارة عن فريستها المطلوبة. فإن وجدت عنكبوتا في حجم مناسب. تقوم بالهجوم عليه مثل طائرة فانتوم، أو كالقضاء المستعجل. وتقوم بلدغه بسمها مع مراعات أن لا يقتله السم. إنما يقوم بشلله فقط.

تقوم بنزع أرجله الثمانية، وجره إلى حفرة عشها. ثم تضع عليه بيضة واحدة. العنكبوت حي يرزق، والقلب سليم والجهاز العصبي سليم. لكنه مشلول وغير قادر على الحركة.

عندما تفقس اليرقة بعد عدة أسابيع، تبدأ في أكل جسم العنكبوت. وتترك القلب والجهاز العصبي إلى الآخر، حتى لا يموت العنكبوت ويفسد لحمه مبكرا. أسلوب مبتكر لحفظ اللحوم. فهل هذا تصميم ذكي للخالق؟

هل نستطيع الإجابة على هذه الأسئلة وتفسير القسوة الموجودة في عالم الأحياء والنبات إلا بفهمنا لنظرية التطور؟ وهل تستطيع الأديان بما لديها من متعصبين ومرتزقة يعادون العلوم والمعرفة، أن تجيب على هذه الأسئلة؟

اعصار آخر ضد الدين جاء عن طريق فلاسفة ومفكرين مثل جيبون وفولتير، قاموا بنقد الكتاب المقدس ومصداقيته. معجزات مثل ولادة المسيح والسير فوق سطح الماء والصعود إلى السماوات السبع على ظهر دابة لها أجنحة، هي معجزات لم تعد مقبولة للعقل.

في بداية القرن التاسع عشر، مدرسة لاهوت ألمانية في دوبينجن، بدأت في اعتبار الإنجيل مخطوطة تاريخية فقط لا غير. يجب تنقيح ما بها وتصحيحه وفقا لما يثبت صحته من أحداث أو ما يكتشف من حفريات.

ثم يأتي إعصار لا يقل قسوة عن نظرية التطور، نظرية سيجمان فرويد في التحليل النفسي.

نظرية فرويد في التحليل النفسي، ترتكز على دعامتين: العقل الباطن، بمعني العقل الغير واعي، ومشاكل الجنس عند الأطفال. هذه المفاهيم ليست من اختراع فرويد.

يمكننا أن نجد آثارها عند أفلاطون وعند مفكري العصر الوسيط وعصر النهضة، وفي شعر الرومانسيين وعند فلاسفة القرن التاسع عشر، شوبنهاور ونيتشة وغيرهم.

لكن فرويد، كان أول من استخدم هاتين الدعامتين لبناء صرح متكامل من العلوم النفسية، اسمه: علم النفس التحليلي. ولننظر الآن كيف فعل ذلك؟

يقول فرويد أن معظم غرائز الإنسان تتعارض مع قيم المجتمع الذي يعيش فيه. الحشرات التي تعيش في مجتمعات مثل النمل والنحل، لها غريزة اجتماعية، تجعل الأفراد ترتبط بعشها، وتقسم العمل، وتمنع التنافس والقتال فيما بينها، وتجعلها تدافع وتبذل حياتها لحماية عشوشها وأخواتها، إلخ.

لكن الإنسان ليست له مثل هذه الغريزة الاجتماعية. الغرائز التي لديه، تشمل: غريزة طلب الغذاء، وغريزة طلب الجنس، والغريزة العدوانية.

غرائز الإنسان هذه، قد تكون كافية لحياته بمفرده في الغاب، عندما كان جدودنا الأولين، يجرون عرايا في غابات السافانا شرق أفريقيا. محاطين بحيوانات تصلح للصيد والأكل، ونباتات وفاكهة وجذور، هي الأخرى تصلح للأكل.

لكن عندما شح الغذاء بسبب تغير المناخ، كان عليه، لكي يواصل الحياة، أن يعيش في مجتمعات صغيرة. لزوم التعاون لصيد الحيوانات الكبيرة التي لا يقدر على صيدها بمفرده.

الحياة في المجتمعات، يلزمها التضحية بعض الشئ. الغرائز الموروثة عند الإنسان، لا يمكن الغاؤها. لكن يمكن كبتها والسيطرة عليها أو تأجيلها.

السيطرة على الغرائز البدائية، هو ما يعرف عند فرويد بالحضارة. تظهر فيما نسميه بالحب والتعاون والعائلة والصداقة وتقسيم العمل،إلخ.

الحياة في المجتمعات، هي المسؤولة عن تكوين ما أسماه فرويد ب: "الأنا". الأنا يأتي من "الهي". أي يأتي من الغرائز البهيمية. الأنا لا يمكنه السيطرة والتحكم في الغرائز، لأنه يأتي منها. لذلك جاء فرويد بمصطلح الأنا الأعظم، وهو بمثابة الضمير عند الإنسان.

لكن الغرائز أو "الهي"، يواصل وظيفته القديمة منذ الأزل في طلب المتعة التي يجدها في الطعام والجنس والرغبة في العنف. في وجود "الأنا الأعظم"، ليس أمام "الهي" سوى تحويل هذه الغرائز إلى مجرد رغبات. رغبات جنسية ورغبات عدوانية.

غالبا ما تكون في بداية الطفولة، موجهة إلى أفراد من العائلة. لأن هؤلاء هم أول من قابلهم وتنبه لوجودهم. الابن يميل إلى والدته، والابنة إلى والدها. هذا ما أسماه فرويد ب"عقدة أوديب" عند الرجل، و"عقدة إلكترا" عند المرأة.

وظيفة رقابة "الأنا الأعظم"، هي تحرير العقل الواعي من هذه الرغبات أو التجارب المؤلمة التي تنتابه من حين لآخر. لكي يستطيع أن يقوم بوظائفه الحياتية بيسر وسهولة.

أي واحد يمر بتجربة فقد عزيز أو فشل في حب، يعرف مقدار الحزن والألم الذي تسببه هذه الفواجع، ويعرف مدى تأثيرها على نشاطة وحياته وسلوكه.

هذه الذكريات الأليمة المدفونة في العقل الباطن، والتي لا يتذكرها العقل الواعي، ليست بدون تأثير. فهي قد تشكل سلوك الفرد وتتحكم في قراراته وفيما يحب ويكره دون أن يدري.

يقول فرويد، ليست فقط بعض الذكريات الحقيقية هي التي تكبت في العقل الباطن، ولكن أيضا بعض الذكريات الخاطئة أو الفالصو. الذكريات الفالصو، هي مجرد خيالات وتصورات. أمير بحصان أبيض، يأتي ليختطف البنت الفقيرة ويذهب بها لقلعته. أو ما شابه.

الطفولة عند فرويد مليئة بالعقد النفسية والرغبات المكبوته الجنسية وعقدتي أوديب وإلكترا. وهو مفهوم يتعارض مع مفهومنا للطفولة البريئة النقية التي لا تشوبها أي علاقة جنسية من قريب أو بعيد.

ليست فقط الرغبات والذكريات والتخيلات، تكبت في العقل الباطن، ولكن الشعور بالذنب المتولد عن "الأنا الأعظم"، هو الآخر يمكن أن يكبت. العقل الواعي لا يمكنه العمل بكفاءة، طالما يتعرض لمضايقات مستمرة في صورة الإحساس بالذنب. الإنسان ليس حرا، وإنما أسير عقله الباطن وتربيته وذكريات طفولته.

ثم يأتي فرويد لكي يدلي بدلوه، أو بالأصح لكي يعمل معوله في هدم الدين، وكأننا ليس لدينا ما يكفي. يقول فرويد أن الدين هو عبارة عن عدم نضوج في الشخصية. ينحدر ويقل تأثيره كلما زادت معارفنا وثقافتنا.

في كتابه بعنوان "مستقبل الوهم"، يقول فرويد أن الدين عبارة عن مرض نفسي وداء يعاني منه المجتمع. يشبه فرويد الهوس العصابي الذي يصيب المرضى بالهوس العصابي الذي يصيب المتدينين، ويظهر في مداومتهم للطقوس الدينية. أليست داعش وأخواتها دليلا على ذلك؟

يقول فرويد بأن الإيمان بالرب، هو دليل على عقدة الأب التي تصيب الإنسان. يؤمن الإنسان بالرب لأنه لا يستطع التغلب على إحساسه وهو طفل بفقد الأب العظيم القادر على كل شئ.

لكي تكون رجلا متدينا، يعني أنك لازلت واقعا في فخ الطفولة ولم تفطم بعد. تعيش في وهم حماية الأب القادر، وترفض أن تكبر وتنضج. يقول فرويد إن فقد الإيمان هو جزء ضروري للنضوج الإنساني.

لكن، هل مقولة "إذا الإيمان ضاع، فلا أمان" التي غنتها أم كلثوم في رباعيات الخيام، صحيحة؟ وإذا ضاع الإيمان، فما هو البديل؟ وهل هذا ممكن؟




#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرة الذهب، لبلاوتوس
- الحل الأمني وحده لا يكفي لمحاربة الإرهاب
- سنة سودة ولا أمل في إصلاح ديني
- أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا (2)
- أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا
- البيت المسكون، لبلاوتوس
- الخديوي إسماعيل المفترى عليه
- الكستيس، ليوريبيديس - هل يمكن أن تفدي الزوجة زوجها بحياتها؟
- نساء طروادة، ليوريبيديس - صرخة ضد الحرب والعبودية
- إفيجينيا، ليوريبيديس - التضحية بالأبناء إرضاء للرب
- إلكترا، لسوفوكليس
- أنتيجون لسوفوكليس، أقدم صرخة في وجه الدكتاتورية
- الدراما الإغريقية
- بروميثيوس مغلولا لأسخيلوس
- هل يمكن أن نقتدي بعصر النهضة الأوربية
- إراسموس – من رواد عصر النهضة
- قصة الموسيقى الغربية – ديفورجاك-تشايكوفسكي-آخرون
- في عيد أمنا الأرض
- قصة الموسيقى الغربية – فاجنر
- قصة الموسيقى الغربية – ميربير-ليست-برامز


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - هل ينتصر الدين في معركته ضد الإلحاد؟