أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحيم التوراني - المسطولون يتحدون التاريخ














المزيد.....

المسطولون يتحدون التاريخ


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 22:15
المحور: كتابات ساخرة
    


تلقيت دعوة مازحة من صديقة فيسبوكية للقيام بلعبة ما يعرف ب"دلو أو سطل الثلج": The Ice Bucket Challenge

وهي لعبة انتشرت مؤخرا في الولايات المتحدة وأوروبا، الهدف من ترويجها هو التحسيس والتوعية، أو التسويق الاجتماعي، وقد أطلقتها منظمة أمريكية تعتني بمرض التصلب الجانبي الضموري ALS.

هذا التحدي يتضمن أن يختار الشخص إما سكب دلوا من المياه الباردة على رأسه، أو التبرع بمبلغ 100 دولار لصالح مؤسسة أبحاث طبية متخصصة في مرض التصلب الجانبي الضموري.

وشاهدنا كبار النجوم والشخصيات المرموقة، من بينهم الرئيس أوباما، كيف تهربوا من التبرع بمبلغ المائة دولار، على هزالته، وتبرعوا على رؤوسهم بسطل ماء مثلج.

وفي منطقتنا العربية شاهدنا على اليوتيوب الراقصة المصرية المشهورة فيفي عبده تسكب على جسدها، الذي شاخ وترهل، سطلا من الماء المثلج، ربما كانت فيفي عبده تتضامن هنا مع نفسها، أملا بأن يعود إليها جسدها الممشوق الذي كان، هكذا سمع الجمهور بوضوح شهقتها بدل رقصتها الراعشة، بعد قيامها بالتحدي.
ربما اقتدت بها باقي متقاعدات شارع الهرم من راقصات الأمس القريب. لعل وعسى يكون خيرا ...

وسارعت إحدى الممثلات في المغرب (لطيفة أحرار) إلى التقاط الفكرة وتفعيلها، ليس من مبدإ التضامن، ولكن إمعانا في حبها لكل ما هو غرائبي ومختلف ومثير، لجلب الاهتمام لشخصها.

ورأينا كيف تحول التضامن في الغرب مع المرضى ، إلى التضامن مع مأساة غزة وسوريا في الشرق.
أليس القتل نوعا من أنواع المرض المستعصية على الشفاء؟

وقد اقترح بعضهم ملء السطل بالرمل بدل الثلج للإحساس ، ولو قليلا، بمعاناة انهيار المباني على رؤوس أصحابها الفلسطينيين في غزة، وسقوط البراميل المليئة بالمتفجرات على رؤوس السوريين.

ولم يتردد آخرون في الإدانة السريعة والفورية لهذه اللعبة الامبريالية السمجة الخطيرة على الأمن القومي للأمة العربية. من دون أن يفسروا لنا أبعاد هذه المؤامرة ومراميها، وينتظر أن يصدر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بيانا تنديديا في الموضوع في الساعات القليلة القادمة.

الشيء الذي نعرفه هو أن صب الماء البارد على القلب أو على الرأس، هو نصيحة للمنهزمين والخائبين والمنكسرين، لذا لن تكون لعبة التحدي الثلجية إلا لعبة عربية بامتياز، فالهزائم والخيبات والانكسارات منذورة لهذه الأمة الخالدة.

وبما أن الثلوج نادرة بالمنطقة العربية التي تفترش الرمال والزفت، يكون خيار الرمل بدل الثلج مناسبا لخصوصيتنا وهويتنا الغبارية.

وإذا كان لمفعول سطل الثلج صعقة منبهة، فإن سطل الرمل له مفعول تعمية الأبصار ودفن الأجساد. ونحن قوم رؤيتنا ثاقبة إلى حد العمى، وأجسادنا غائصة في وحل الرمل والتراب والقار إلى الأذنين، والثلج البارد لا يناسب ثقافتنا وهويتنا وأصالتنا.

لهذا وكي لا نوصف بالتقليد الأعمى للغرب الكريه المتآمر البغيض، أقترح السطول الآتية:

- سطل من جمر ملتهب تضامنا مع رماد أمانينا الخابية.
- سطل من تراب طاهر تضامنا مع جثتنا العفنة.
- سطل من الصدق تضامنا مع صراحتنا المغشوشة.
- سطل من النميمة تضامنا مع صمتنا المريب.
- سطل من الزفت لصدورنا الرحبة لأقدام وعجلات الأعداء.
- سطل من الدموع تضامنا مع تماسيح بنكيران.
- سطل من الشخير تضامنا مع برلمانيينا النائمين.
- سطل من بول البعير تضامنا مع كتائب فقهاء الظلام.
- سطل من الفتاوي تضامنا مع صيدليات مستشفياتنا
- سطل من سكاكين الذبح تضامنا مع أعناقنا.
- سطل من الحلمات تضامنا مع جوعى داعش.
- سطل من الضحك تضامنا مع آسناننا الخربة.
- سطل من الدم المثلج تضامنا مع آعصابنا الباردة.
- سطل من البراز لمن تختاره الجماهير العربية شخصية التحدي السطلي..

وتبقى لائحة الأسماء العربية الكبرى التي ستقوم بالتسطيل من اختصاص الجامعة العربية. وهي متنوعة من القرضاوي والسيسي ومرسي ومنصف المرزوقي إلى الغنوشي وبنكيران وإسماعيل هنية ومشعل ونوري المالكي وبوتفليقة وهلم جرا ونخرا.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن بين رحلتين
- زمن بين رحلتين
- كلام كثير
- القبر الأخير
- حفلة بالطربوش الأحمر
- الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة
- مقاولة -إنما الأعمال بالنيات-
- سكرة بجوار الموتى
- كم ثمن الفرح؟
- غبار محمل بالغضب
- زفزاف.. البوهيمي المفترى عليه
- فلسطين برازيلية لا عربية
- قتل حاخام مغربي فاشل
- -الخبز الحافي- إبداع مشترك لدييغو مارادونا ومحمد شكري
- قصة مباراة نهائية
- موعد غرام مؤجل
- فوزالدودة الضرورة
- لوح
- من أعمال سلفادور دالي غير المكتملة.. من مقتنيات متحف الجامعة ...
- ماذا يجري في حكومة هذا البلد الأمين الذي اسمه المغرب؟ بعد ضر ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحيم التوراني - المسطولون يتحدون التاريخ