أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر ناشي آل دبس - تساؤلات داعشية !!!















المزيد.....

تساؤلات داعشية !!!


حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ما حصل من احداث على الساحة العراقية مؤخراً ‘ وسيطرة المسلحين على محافظات بأكملها ‘ وتحت مسميات عدة وكان ابرزها ( داعش) وهي اختصار لتسمية ( الدولة الاسلامية في العراق والشام) ظهرت الى السطح عدة تساؤلات ‘ تحاول ان تفهم وتستوعب هذه الظاهرة فطُرح مثلاً ‘ من هو اول ( داعشي) في العالم ؟ كيف يصل الانسان لهذا القدر من استخدام العنف تجاه الاخر المختلف ؟ ما هي المبررات التي تجعل من هؤلاء ان يقدموا على افعال غاية في البشاعة ؟ ‘ واسئلة اخرى تطرح ما بين التهكم والجد من اجل الوصول الى كنه الذي يحصل ‘ بادئ ذي بدء لا ادعي انني امتلك الاجابات المطلقة لما يطرح وانما احاول ان اصل مع غيري لنتيجة نهدف من خلالها وضع حلول تنهي حالة الجنون الانساني الذي نمر به وتساهم في طرح بديل يعيش فيه الانسان بعزته وكرامته المهدورة بأستمرار .
فعند التساؤل عن اول داعشي في العالم ‘ نبتعد في البحث والتقصي عن مجريات الواقع وندخل في حفريات الماضي التي حملت بين ثناياها الكثير من الاحداث فمنذ الانسان الاول وكيفية استخدامه لوسائل والات تحميه وتبعد عنه غضب الطبيعة وكذلك فراسة الحيوانات المتعايش معها انذاك الى التقدم في المرحلة التاريخية وادراكه لعمل الحواس وكذلك امكانيته في التفكير والخلق وابتكار الجديد مع بقاء المخاطر التي تهدد حياته مما حفزه الى محاولة التفسير لما يحدث له والبحث عن اجابات ترضي فضوله وتدله على طريق الخلاص ‘ فقدر ان كل الحوادث التي تمر به تحركها قوى خارجية خارقة تمتلك من القوة بحيث تستطيع التحكم بمجريات الحياة ‘ لذا عليه ان يتضرع لها في سبيل تحقيق ما يصبو اليه ويتفادى غضبها ويحاول ارضائها ‘ حتى لو تطلب ذلك التضحية ببعض الافراد قرباناً من اجل خدمة واستمرارية المجموع ‘ ثم تحولت فكرة الاله من الطوطم المخيف واللامرئي ‘ الى تجسيده في الانسان الذي يمتلك سلطة حكم البلاد او عبر نحته على هيئة بشر او حيوان او كائن يحمل الصفتين وايضاً في مرحلة تاريخية معينة عبد البشر القمر والشمس والكواكب ‘ وتطورت طرق التقرب والتضرع له بأختلاف الزمان والمكان ‘ ليستقر بعد ذلك بتوحيد الالهة بأله سماوي واحد يمتلك كل مقدرات الحياة وما نحن الا احدى مخلوقاته المصطفاة عن بقية المخلوقات بقيمة العقل والادراك التي وضعها فينا وذلك حسب طرح اصحاب هذا الرأي .
بعد هذا السرد المختصر جداً الذي عبّر عن المسيرة التاريخية لتعّبد الانسان وكيفية تطور مراحل حياته التي استغرقت الالاف السنين وقد تصل الى الملايين حسب نتائج علماء المتحجرات الاخيرة نحاول ان نصل الى فهم طبيعة الانسان في تكوين جزء كبير من شخصيته وما آلت اليه اوضاعه وافرازاته النفسية وتكوينه الفكري ‘ ففي هذه المسيرة الميثلوجية استطاع الانسان ان يعبّر عن مدى ضعفه وعدم قدرته على الخوض بغمار الحياة وما تمليه عليه تطورات الواقع المعاش ‘ فلجأ الى تفسيرات ميتافيزيقية كي يقنع نفسه ان مصيره مرهون بالقرب او البعد من الالهة ‘ فتقدمه ورقيه جاء من رضاها عنه وتقهقره وتراجعه جاء من غضبها عليه ‘ فعمد الى كسب ودها عبر تقديمه النذور والاضاحي لها ‘ فالاحساس المتولد لديه من الخوف منها والطموح في سبيل الارتقاء الى اعلى المراتب الاقتصادية والاجتماعية جعل منه انسان فاقد لزمام اموره وعاجز عن تقرير مصيره وفق ما تمليه عليه مصلحة المجموع الذي يعيش في وسطه ‘ فالكل تسعى لكسب ود الالهة والكل تهدف لمصالحها الشخصية او الطبقية ‘ فالقيمة الترابطية المجتمعية مفقودة على اثر التسابق والتزاحم للرفعة والسمو ‘ فأخذت طرق الاحتراب مأخذها وعبر العديد من الوسائل ‘ فأذا كان الانسان الاول يصارع من اجل البقاء ‘ طرحت المراحل التالية مفاهيم الاقصاء والتهميش والقضاء على كل من يعرقل مسيرة الانسان الفرد او الطبقة في الوصول الى مراميه ‘ وسبب هذا على ما اعتقد الى تطور مفاهيم التواصل الديني الذي فرز البشر الى جماعات حسب القرب والبعد منها ‘ فالقريب يتمتع بمكانة اقتصادية واجتماعية واحياناً سياسية تتيح له التصرف وفق ما يشتهي حتى وان كان تواصله الديني مزعوم ‘ فالاهمية تكمن في ارضاء اولي الامر ‘ والمبتعد عن تقديم الولاء لمن بيده مقاليد الامور يعاني الامرّين فمن ناحية النبذ الاجتماعي ومن ناحية اخرى العوز الاقتصادي ‘ فالدين هو المؤسس الاول للطبقات ولصراعها المستمر وفق منهجية تقريب هذا واقصاء ذاك ‘ وعمليات القتل والابادة الجماعية وكل ما يتعلق بهذه التصرفات هو وليد المنهج الديني وهذا ما نلمسه الان اذ ان ما يحدث هو صراع طبقي مغلف بغطاء ديني سوغت من خلاله همجية السلوك ‘ في المحصلة منذ نشوء الاديان بدأ الصراع واخذ منعطفات عدة لكن النتيجة بقت ذاتها ‘ فأول داعشي وهي تسمية مجازية في طرحنا هذا هو اول من مارس اول عملية قتل عبر التاريخ تحت غطاء الدين .
اما في تساؤل كيفية استخدام العنف وطرائقه والمدى الواسع في ذلك فنعلله ان في المرحلة البدائية من حياة الانسان اخذ يقتل الحيوانات المفترسة في سبيل البقاء ‘ وكذلك في المراحل التالية اعتبر ان مكانته السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية هي سر بقاءه لذا اخذ بأستخدام العنف وسيلة لان المختلف معه حسب تصوره قد ينهي وجوده لذا كان ولا زال العنف والقسوة واسطة للبقاء ‘ فوصول الانسان الى هذه المرحلة شيء طبيعي وفق منهج التدين الذي يعتنقه وخصوصاً انه لم يتساوق مع التقدم الانساني الحاصل في مجالات التعايش السلمي وخوض الصراعات بطرق تبعد شبح القوة عنه . وفي السؤال الثالث الذي يبحث عن المبررات التي تسوغ له استخدام العنف او الافراط بها ‘ فقد اجبت اعلاه انها المكانة التي يتمتع بها الانسان تتيح له ان يمارس اقسى انواع العنف من اجل عدم فقدانها ‘ لذا فهي مبررات اقتصادية في البدء سواء على مستوى الافراد او الطبقات او الدول حالياً بدعم بعضها لاستمرارية العنف ‘ وكذلك مبررات اجتماعية فالرفعة التي يتمتع فيها لا يمكن ان يتصور نفسه دونها لذا يحاول بكل الوسائل حتى يحافظ على ما وصل اليه ‘ وللجانب السياسي مجال واسع في هذا الصراع حيث البناء الاساس على ما تمتلكه الدولة من اطار قانوني لممارسة العنف فهي عبارة عن مؤسسة عنف منظم تستطيع استخدامه للدفاع عن موقعها الطبيعي في سلم الطبقات الاجتماعية فالطبقة المتسنمة للسلطة تحاول ان تحبط كل المحاولات التي تهدف الى انتزاع السلطة منها وبطبيعة الحال تضفي على هذا الصراع صبغات طائفية او قومية او اثنية ... الخ تموه من خلالها حقيقة ما يدور ‘ عديدة هي المبررات بأشكالها وصورها لكنها لا تخرج من خانة الصراع الطبقي فبدأ منذ نشوء الدين واستمر لغاية الان .
ولابد من ذكر انه ليس كل المتصارعين يحملون الهدف ذاته ‘ وانما هنالك الكثرة الغالبة من المغرر بهم المتعاطين مع الاحداث بسطحية وفق الذرائع التي يطلقها المستفيدين من هدف الصراع ‘ فعملية غسل الادمغة لجمهور البسطاء الذين يدورون في هذه الدوامة وسعّت رقعة الاختلاف وتم استخدامهم كوقود لهذه النزاعات ولا زالوا على بوهيميتهم في التعاطي مع الواقع .
وفي اخر مقالنا هذا الذي نتمنى اننا قد وفقنا به في سبيل وضع حلول ناجعة لهذه الهجمة البربرية من عقليات عفى عليها الزمن فتحاول ان تعود القهقرى بالحياة التي نعيش معالمها الان ‘ لذا على كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ان تأخذ على عاتقها وضع برامج ومناهج تتماهى مع التطورات الحياتية وتخلّص واقعنا مما اصابه من عطب انساني.



#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة مع المتفلسف اللبناني علي حرب
- - بين الاطلاق والنسبية -
- خنق حرية التعبير المستمر !!!!!
- انزلاق المثقف !!!!
- المدنيون اولاًً
- خطية السيد المسؤول !!!!
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة
- تساؤلات ثقافية
- دليل سفر سياسي !!
- ما تمنحه المرأة للحياة
- المرأة وتحدياتها


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر ناشي آل دبس - تساؤلات داعشية !!!