أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3














المزيد.....

العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 01:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3

وصلنا إلى شق مهم من أسباب العنف الديني والمرتكزات التي يتخذ منها منطلقا لتكوين الحاضنة البشرية الملائمة والمستعدة دوما للانخراط في هذه الظاهرة ,ومن خلال هذا الاستعراض لا بد أن نؤشر للدور البشري الفاعل الذي يسوق للظاهرة ويدعمها فكريا ويجني متن ورائها مكاسب سياسية وأجتماعية ودينية بمعنى الغطاء وليس بمعنى الكسب الإيماني , نحن نعرف أن أي فكرة في هذا الكون يحتاج لجانب أقتصادي ومادي يعتمد عليه في توسيع دائرة النفوذ والسلطة بما يسهل له أن يدفع بأتجاه مصالح الفئة القائمة على المشروع ومن ورائها الخلفيات الداعمة والمنشئة له .
يستغل الفاعل الديني الذي يؤمن بالعنف طريقا النص الديني أستغلالا بشعا من خلال تسخير المقتضيات المالية والتكاليف الشرعية التي تأتي من أهمها في الدرجة قاعدة خذ من أموالهم صدقة تزكيهم ,وتحوير المراد من هذا الأخذ بتبريرات وذرائع دينية تحرف لأجل قبض الأموال وأخذها من عموم المسلمين وحتى الفقراء المعدمين الذين يبحثون عن أي طريق للخلاص والتطهير من الملوثات الدنيوية وتحت عناوين شتى خمس زكاة صدقات وقف وغيرها وهذا يعتمد على سعة القاعدة التي يديرها الفاعل الديني , وعندما يتخذا هذا الفاعل شعار الدفاع عن الدين والجهاد في سبيل الله نجد أن القاعدة تتوسع طبيعيا دون أن يسأل المؤمن حقيقة وكيفية إدارة أمواله المأخوذة أعتمادا على الثقة الممنوحة لرجل الدين , ومن هنا يستفيد الفاعل من الشعار ومن رعاية العنف لتعظيم القاعدة المالية والمادية وربطها بالهدف الذي يسعى له بتشجيع التطرف والمغالاة بدواع العنف والدعوة له .
الفاعل الديني الصادق مع الله والخاضع لروحية النص الديني يتميز بالتزامه بقاعدة الدعوى لله بالحسنى والدفع بالتي هي أحسن بأعتبار يقيني منه بأن الله هو صاحب الحق في معالجة قضية الانحراف والظلم والتوكل على مقدرته الخاصة في ذلك دون أن يمنح نفسه أو أي مخلوق أخر منزلة الفصل بين الناس والخصوم في مسائل تتميز بالحساسية وخاصة مسألة الدم والعرض والمال , لذا يلجأ هذا الفاعل دوما إلى المنهج السلمي والمسامحة وتأويل الأمور بما فيها مسألة المس بالشخصية الدينية الفردية دون الجمعية إلى مقام الصبر والتصبر وبذل الجهد الشخصي لتحسين الوضع ومنها أعادة توزيع الحقوق الدينية وفق قاعدة الأسداس المعروفة والتي لا تجعل من الثروة والمال دولة بين الأغنياء , هذا المنهج الرسالي هو الأولى بالمراعاة والأخذ به دون أستخدام العنفي مواجهة الانحرافات والميل الطبقي واختلال توزيع الثروة .
الحقيقة أن الفاعل الأول والذي يدعوا للعنف في مواجهة المجتمع هو المسبب الأساسي والحقيقي لكل الانحرافات الأجتماعية والسياسية التي أصابت وتصيب المجتمع ومنبع الخلل يكمن من كونه ذيل سياسي للسلطة ومسخر لخدمة السلطة أكثر من أداء خدمة دينية أصلاحية للمجتمع, اكثر دعاة الفتنة العنفية على مر التاريخ هم من رجال السلطة وممن تخرج من المدرسة المحافظة التي كانت تداهن السلطان وتدافع عن انحرافاته وميوله اللا إنسانية وكان دائما يستخدم مطية للدفاع عن مصالح السلطة ويستخدم ذراعا لتصفية خصوم السلطة بتضخيم المفاهيم المعادية للخروج عن السلطة والتسامح والمهادنة مع النصوص التي تفضح الميل السلطوي .
لقد كانت المدرسة المحافظة والتي تمثل بالمنهج السياسي الديني الذي يعاضد السلطة أيا كانت وبأي شكل أتت سواء أكانت ظالمة أو متعسفة والتي لها جذور تأريخية في النشأة نتيجة الصراعات السياسية الأولى هي المعين الذي لا ينضب الذي يغذي المجتمع بأسباب الخروج القهري على المجتمع عندما تبرر الظلم وتدعو للصمت عنه بحجة الخشية من الخروج من الملة مما أدى لهذه السلطة وملحقاتها السياسية والأجتماعية بالإمعان في استغلال الإنسان وسلب الحقوق تحت الكثير من العناوين ومتسلحة بفتاوى جاهزة تبرر دوما أن الغضب الرباني الذي يصيب المجتمع ويعرقل حركته هو نتاج غضب الرب على الناس لخروجهم عن الدين وعدم أطاعة أولي الأمر التي هم في الأخر والأول السلطة وملحقاته , وأن الذي يحرك الناس للخروج عن دين الله هم الكفار ومن هم منزلته وذلك محاربة للإسلام فأي دعوة للإصلاح إنما هي فساد مصدره الخارج وعليه لا بد من مواجهة الخارج بالعنف الدموي تطهيرا للنفس .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة
- بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3