أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - وادولتاه !















المزيد.....

وادولتاه !


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 22:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وادولتاه !
قال الله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) ، نعم تلك حقيقة ربانية، فلكل أجل كتاب، ولكل أمة أجل ويبقى المُلك بيد الله تعالى، يسبب الأسباب، فيعزُّ من يشاء، ويذل من يشاء، لحكمة من لدنه، ومن حكمة الله أنه إذا جَارَ الملوك على الرعيةوشاع الظلم وفسد المجتمع، أرسل الله من يفعل بهم كفعلهم بأنفسهم ، وهذه سُنَّةُ الله تعالى منذ قامت الدنيا إلى أن تزول، فلما قدَّر الله وشاء زوال ملك بني أمية، هيَّأ لذلك أسبابه، ولكن يبقى التساؤل حول ما هية تلك الأسباب.
إن جميع خلفاء الدولة الأموية ابتداءا ًمن معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن محمد، لم يتجاوز عددهم أربعة عشر رجلاً، ويعد سقوط الدولة الأموية أمرا طبيعياً باعتبار الدول كسائرالكائنات الحية تمر في أطوار النمو المختلفة ، غير أن لسان حال حكامهم بعد أفول نجمهم يقول: إنا شُغِلْنا بلذاتنا عن تفقُّدِ ما كان تفقدُه يلزمنا، فظلمنا رعيتنا فيئسوا من إنصافنا، وتمنوا الراحة منا، وحُمل على أهل خراجنا فتخلَّوا عنا، وخرُبت ضياعُنا فخَلَتْ بيوتُ أموالنا، ووثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم على منافعنا، وأمضوا أمورًا أخفوا علمها عنا، وتأخر العطاء لجندنا فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم أعادينا فتضافروا معهم على حربنا، وطلبنا أعداؤنا فعجزنا عنهم لقلة أنصارنا، وكان استتار الأخبار عنا من أَهم أسباب زوال ملكنا.
ورغم الجهود الحثيثة التي بذلها بعض خلفاء بني أمية للحفاظ على دولتهم، فليس من المستغرب على الإطلاق أن يخسر الأمويون راية الخلافة، نتيجة كثرة اللاهثين خلف بريق الحكم، والواقع أن سقوط دولة الخلافة الأموية يمكن أن يُعزَى لجملة من الأسباب، أدت إلى هذه النهاية السريعة، فقد ولدت الدولة الأموية في العام الواحد والأربعون من الهجرة، وشيع جثمانها عن عمر يناهز الواحد والتسعين عاماً فقط ، وذلك في سنة مائة واثنتين وثلاثين للهجرة، ومؤسسها هو معاوية بن أبي سفيان ، وآخر حكامها هو مروان بن محمد، وبين هذين الرجلين تكمن حقيقة ولادة وسقوط الدولة الأموية، ومن يقرأ تاريخ الدولة الأموية، لا يتصور تلك النهاية السريعة لها، وشاهد ذلك اختلاف المؤرخين حول عوامل سقوط الدولة الأموية، والتي يمكن تلخيصها بمايلي:
أولاً: الثورات( الدويلات) التي قامت ضد بني أمية :
1- دويلات الشيعة العلويين ، بدءًا من ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب ضد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، والتي انتهت بقتله في كربلاء سنة 61 هـ ، ومرورًا بثورة التوابين في الكوفة سنة 64 هـ.
2- دويلة المختار بن عبيد الله الثقفي، سنة 66هـ في الكوفة، الذي استطاع هزم الأمويين أكثر من مرة، وأقام دولة في الكوفة ، ونجح في قتل عبيد الله بن زياد أمير العراق ، وانتهت ثورة المختار بمقتله على أيدي الزبيريين سنة 67هـ .
3- دويلة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الكوفة، سنة 121هـ ، وذلك في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وانتهت بمقتله أيضا.
4- دويلات الخوارج، والتي استنزفت قوة الدولة الأموية، وبلغت حركة الخوارج أقصى درجات العنف في عهد مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويين، الذي شهد أشد ثورات الخوارج خطرًا، بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وأبي حمزة الخارجي في اليمن، إلا أنه تمكن من القضاء عليها، ولكن أنهكت قواته العسكرية، فلم تقوى على مواجهة الخطر العباسي المتعاظم بقيادة أبي مسلم الخرساني، والذي استولى لاحقاً على المدن الأموية الواحدة تلو الأخرى.
5- دولة عبد الله بن الزبير، الذي ثار على الأمويين وأعلن نفسه خليفة في مكة!!، بعد موت يزيد بن معاوية سنة 64هـ ، واستطاع ابن الزبير أن يكون دولة واسعة، شملت معظم أنحاء البلاد الإسلامية عدا منطقة الأردن في الشام، واستمرت نحو تسع سنوات من سنة 64-73هـ ، وانتهى الأمر بمقتله في مكة سنة 73هـ ، ولم يكن للدين أي علاقة بثورة ابن الزبير.
6- دولة عبد الله بن الأشعث الكندي في العراق سنة 81هـ ، والذي قاد أعنف ثورة واجهت الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد انضم لها العديد من كبار التابعين، وصدقوا دعواه بأنه إذا بويع بالخلافةّ!! فلسوف يحكم بالعدل، ويعيد عصر الخلافة الراشدة ويمحو مظالم بني أمية، وكان منهم الإمام الشعبي والإمام سعيد بن جبير، وقد استمرت هذه الثورة ثلاث سنوات، دارت خلالها نحو ثمانين معركة، قتل فيها عشرات الألوف من الرجال، وكان آخرها معركة دير الجماجم التي استمرت وحدها مائة يوم وانتهت بهزيمة ابن الأشعث ومقتله.
7- دولة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة 101هـ ، وهو من أسرة آل المهلب العريقة، صاحبة الدور الكبير في مساندة الدولة الأموية في حربها مع الخوارج، وفي المشاركة في الفتوحات الإسلامية على الجبهة المشرقية ببلاد خراسان وغيرها، ولكنه كغيره ممن طعموا بالحكم، فقد اتسعت دولته، حتى شملت البصرة من شمال العراق، إلى البحرين وعمان وفارس والأهواز، وانتهى الأمر بمقتله أيضا، مع عدد كبير من أسرة آل المهلب سنة 102هـ .
ثانياً: العصبية القبلية: حارب الإسلام العصبية القبيلة، والتي كانت متفشية في المجتمع العربي قبل الإسلام، غير أنه لم يقض عليها تمامًا ، فعادت فور وفاة النبي عليه السلام، وتصاعدت حدتها في خلافة عثمان، فأدت لقتله، وتبعه صراع دموي بين آل البيت ومعاوية على الحكم، انتهى بقيام الدولة الأموية، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها بعض خلفاء بني أمية وولاتهم، وفي مقدمتهم معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان وأولاده الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، إلا أن العصبية القبلية والفتن القاتلة والطمع بالحكم ، برزت في كافة مراحل تاريخ هذه الدولة.
ثالثاً: موقف الموالي من الدولة الأموية: الموالي هم سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وكان هؤلاء من غير العرب، فمنهم فئة أسلمت إسلامًا حقيقيًّا، كالحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن يسار، وغيرهم، فهذه الفئة أسلمت وحسن إسلامها، ولم ترَ بأسًا أن يحكمها العرب، وثمة فئة أخرى أسلمت نفاقاً خوفاً وطمعا، فأعلنت اعتناقه ولم يدخل الإيمان في قلوبها، ولم تدع فرصة للكيد للمسلمين إلا استغلتها، وظلت تفخر بأمجاد فارس، ورفضت السيادة العربية، بل وظلت تسعى للقضاء عليهما إلى يومنا هذا ، وكانت هذه الفئة نواة الحركة الشعوبية التي نادت بتفضيل الفرس على العرب، كما دعت إلى المذاهب الدينية الباطلة، وهذه الطائفة كانت أساسًا لما عُرف بحركة الزندقة، التي ظهرت في مطالع العصر العباسي، وثمة فئة لم تسلم أبدًا، وبقيت على دينها ، ورغم تسامح الدولة الأموية معهم وإشراكهم في الإدارة، بل تفضيلهم أحيانًا على العرب أنفسهم فلم يترك هؤلاء فرصة للخروج والثورة عليها إلا انتهزوها، فقاتلوا مع المختار بن عبيد الله الثقفي كما تقدم الذكر، ومع عبد الرحمن بن الأشعث ومع يزيد بن المهلب، وغيرهم.



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة وادي السكون
- عضل النساء
- حق البعولة
- هنيئاً لك النافجة !
- البلاد العربية
- فقه التنوير
- قحطاني وأفتخر
- القومية العربية
- فقه النسب في الفكر العربي
- فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية
- إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر
- الدم والهدم !
- ينقصُ الرطبُ إذا يبسْ !
- أزمة الخطاب السياسي العربي
- حظائر داعش
- قصيدة أتعبني الوقت
- الملابس الْمُستعارة لا تُدْفئ
- أعلم ولا أدري !
- العقل العربي
- الخلافة الراشدة


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - وادولتاه !