أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عيسى رفقي عيسى - الإعلام سلاح أم قيد بيد الحركة النقابية في سورية ؟















المزيد.....

الإعلام سلاح أم قيد بيد الحركة النقابية في سورية ؟


عيسى رفقي عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لقد تراجع الاهتمام بقضايا الطبقة العاملة عالمياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بينما الواقع يقول أن القضية العمالية قد زادت تأزماً وهي قضية واقعية موضوعية سواء وعيناها أم لم نعيها وتتمثل في حّل التناقض ما بين رأس المال وقوة العمل.
وفي طور التحولات العاصفة بالاقتصاد السوري إلى اقتصاد السوق ( الاجتماعي ) ذو التوجهات الرأسمالية وفق منطق العولمة تسعى الحركة النقابية في سورية ( وإن كان بشكل بطئ جداً ) إلى مواجهة هذه التحولات والموجة الجديدة من الاستغلال التي ستطال أبناء الطبقة العاملة السورية والعالمية والبحث عن تطوير آليات عملها ووضع رؤيتها وتصوراتها للمرحلة المقبلة ( الانتقالية ) والحاسمة وفي هذه الظروف فإن أشد ما تحتاجه هو الحوار البناء وساحة للرأي وللتشاور في المفاهيم والأسس للمواقف الراهنة والمستقبلية وصولاً إلى رؤية معاصرة للدور الوظيفي لها لإعادة الصلة بالحركة العمالية وطرح قضاياها ومشاكلها وهمومها وإن كان استقلال الحركة النقابية عن النظام السياسي والعودة بالنقابات إلى الأصل كجزء من الحركة الاجتماعية هو منطلق وطني ديموقراطي أساسي تحت سقف الوطن – بدونه لا يمكن مجرد الحديث عن آفاق لتطوير الذهنية النقابية القديمة وجعلها معاصرة لصالح العمال والوطن - فإن الشرط الديموقراطي لتحقيق ذلك يغدو معه متسقاً منطقياً بفعل تناقض المصالح الواقعي وحركة التغير الدائمة في المجتمعات البشرية .
وكل حركة اجتماعية تبحث عن أسلحتها السياسية والاقتصادية والفكرية الثقافية كوسائل تستخدمها في تنفيذ سياساتها وتعميق وعي الأفراد وشحذ الهمم وزيادة تلاحمهم وتضامنهم لتحقيق مصالحهم ، وبروز الحاجة المتزايدة إلى دور الإعلام الوطني ( حكومي وأهلي ) وعمالي خاصة لا تعني بأي حال من الأحوال أنه كان يعمل بشكل صحيح والمتغيرات حرفته عن سيره الطبيعي … بل إنها تبرز الأهمية القصوى لدوره الآن في تحقيق ذلك إذا توفرت الإرادة السياسية لتطوير الإعلام ( وهي غير موجودة فعلياً في الوقت الحاضر ). في الحين الذي نجد فيه المجتمع السوري في حالة نشطة من الحراك السياسي والاجتماعي والفكري وتتأسس فيه جمعيات أهلية ومدنية وأحزاب سياسية وصحف ودوريات ثقافية جديدة … الخ تشترك في أغلبها بسمة واحدة أنها لا تهتم بالشأن العمالي مباشرة كقضية طبقية ( ذات بعد وطني ) فإن ذلك يحمل مدلولات هامة وجديرة بالتفكر بها وهي بكل الأحوال لا تعني تخوين هذا الجديد المتشكل لأنه إنساني النزعة بشكل عام . ولكن السؤال الأهم ماذا بقي للطبقة العاملة ؟ .
يبدو أن الحديث عن الصحافة العمالية المقروءة في سورية أصبح مثل الحديث عن المستحاثات أو الأشياء المنسية ولكنها محاولة جادة لتناول هذا الموضوع الهام من زاوية مختلفة تنظر إلى الواقع بمنطق تغييره نحو الأفضل وليس بمنطق التشهير أو الذم فلا أحد يشك بالدور الكبير لوسائل الإعلام حالياً بعد التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال والمعلوماتية وأهمية المعلومة وتداولها كسلعة ذات قيمة معرفية تتنافس الدول والمجموعات الاقتصادية في إنتاجها وتكاد هذه السلعة تتفرد بعدم القدرة على خصخصتها واحتكارها إنتاجاً وتداولاً مما يجعلها النقيض الواقعي لنتاج مجتمع الرأسمالية الجديدة بتحويل كل شيء إلى سلعة .
وسائل الإعلام في سورية حكومية الطابع والشكل والمضمون أما الإعلام الأهلي فهو مرغوب به كلامياً ولكنه معطل سياسياً بفعل الشروط الموضوعة والمكبلة له مثل قانون المطبوعات وقانون المؤسسة السورية لتوزيع المطبوعات …. الخ وهذا الكلام يندرج على إعلام الحركة النقابية المقروء والمرئي وذلك من خلال برنامج مع العمال التلفزيوني ( المعتمد مثل كل برامج التلفزيون على التسجيل المسبق والمونتاج المبرمج والموجه ) والذي يطرح ما تريده الحكومة من الحركة النقابية باعتبارها أداة تنفيذ لتوصيل ذلك إلى الطبقة العاملة جند البناء ، وكذلك صحيفة كفاح العمال الاشتراكي القليلة الانتشار والضعيفة التأثير بين العمال والحركة النقابية وعدم قراءتها بانتظام منهم والتي تنشر ردود المسؤولين وتوجيهاتهم إلى الحركة النقابية وإلى الطبقة العاملة أكثر ما تنشر مداخلات ممثلي العمال حول مطالب وهموم الطبقة العاملة وحتى عند قيامها بذلك فإنها تختزل تلك المداخلات بصورة تسيء للمعنى وللقصد وتحرف الغاية منه فكثيراً ما سمعنا عن المناقشات والمواضيع والمداخلات في مجالس الاتحاد العام أو المؤتمرات النقابية في المحافظات وإثارة المواضيع الحارة وتعدد الآراء حول نقاط هامة كثيرة ولكننا لم نجدها على صفحات كفاح العمال الاشتراكي أو لم نسمعها في برنامج مع العمال التلفزيوني ( يمكن الاطلاع على التغطية الصحفية لمجالس الاتحاد العام وللمؤتمرات النقابية في المحافظات للتأكد )، وتعتمد في أخبارها على مبدأ التوثيق ( رغم قناعتنا بأهميته وتقديرنا للجهود المبذولة ) وتبتعد كلياً عن مبدأ الحوار والمناقشة المفتوحة على صفحاتها والمثير للعجب أن الحركة النقابية تطالب الحكومة إشراكها في مناقشة القوانين والقرارات قبل اتخاذها ولا تستطيع تحقيق ذلك مع صحيفتها العمالية فهل هذا معقول ؟ وهل يمكن مواجهة المتغيرات العاصفة بمثل هذه الذهنية والقصور في العمل ؟ إن مطلب تغيير آلية العمل النقابي وطرق تعامله مع وسائل إعلامه أصبحت غاية أساسية لا يمكن تأجيلها أو انتظار تكرم القائمين والمشرفين على عملها لتحقيق ذلك بل هي تعكس بجدارة صراع المصالح وفق شروط غير عادلة والحاجة إلى التغيير الديموقراطي لضمان عدالة صراع المصالح على الأقل نسبياً.
وبهذا فإننا مطالبين كحركة نقابية تحويل إعلامنا النقابي إلى سلاح بيدنا لتحقيق مطالب الحركة العمالية والتخلص من ذهنية القيد الإعلامي الممارسة منذ فترة ليست بالقليلة وإن كان بغاية ونية طيبة في بعض الأحيان . فما الذي يمنع الصحافة العمالية في سورية من فتح صفحاتها للحوار ومناقشة القضايا المصيرية للعمال وللترهل الحاصل في الحركة النقابية وأسبابه وطرق ووسائل معالجته والحلول والمقترحات الممكنة واللازمة؟ إن الأسباب متعددة بلا شك وأولها سياسي لكن ذلك لا يبرر عدم الاعتراف بتقصير الحركة النقابية نفسها في تلافي ذلك من خلال أن من يدافع عن الطبقة العاملة لا يعدم الوسائل لتحقيق ذلك لو أرد أن يكون ممثلاً حقيقياً للعمال لا ممثلاً للحكومة في الحركة النقابية .
أما صحافة الانترنيت فهي أكثر حرية وتحرراً من القيود والضغوط رغم نخبويتها نسبة إلى الصحافة المكتوبة و مجال هام وضروري لم تتصدى له الحركة النقابية في سورية وهذا يجعل المبادرة إلى ردم هذا الفراغ مطلباً هاماً تجاوزته أغلب الحركات النقابية العربية ويجعل سورية في مرتبة عربية متأخرة جداً في هذا المجال ، إن تأسيس نافذة على الانترنيت للحركة النقابية في سورية مهمة ليست حكراً على الحركة النقابية فيها فقط بل هو متاح لأي هيئة أو شخص أو مجموعة … ترغب بذلك . وأهميته تنبع من إمكانية فتح باب الحوار واسعاً في القضايا العمالية وأن يكون مصدراً للمعلومات ولتزويد الصحافة المكتوبة بالمواضيع والعناوين الهامة لرفع سوية موضوعاتها في القضايا العمالية . واللافت أنه تم فتح نوافذ عديدة للانترنيت في سورية ذات توجه سياسي أو اقتصادي ولحقوق الإنسان وللنساء وللطفل وللدعاية وتوزيع المنتجات وللوزارات والصحف الرسمية وصحف أحزاب الجبهة وغيرها الكثير إلا للحركة النقابية فلماذا ؟ .
بقي أن نقول بأن ما طرحناه ليس الغاية منه إحباط همة العاملين في وسائل الإعلام عامة والعمالية منها خاصة بل هي محاولة لإعادة النظر بدور وآلية عمل وسائلنا الإعلامية لتكون المسرح الأول والأهم لبروز الجديد في فكرنا وعملنا النقابي .


عيسى رفقي عيسى
نقابي مستقل –حمص



#عيسى_رفقي_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع الوصاية عن النقابات العمالية في سورية
- تطوير عمل الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية
- المؤتمرات النقابية في سورية
- من نماذج العمل البيروقراطي في النقابة العمالية
- الحركة النقابية والتغيير في سوريا


المزيد.....




- ما هي شروط منحة البطالة للمتزوجات بالجزائر 2024 +طريقة التقد ...
- الجامعة الوطنية للصحة تعلن استئناف برنامجها النضالي بمواصلة ...
- فريق الاتحاد المغربي للشغل يدعو لجعل القطاع الثقافي قاطرة اس ...
- موعد نزول مرتبات الموظفين المستحقة لشهر أبريل 2024 وكم يبلغ ...
- “قبل الإيقاف”.. كيفية تجديد منحة البطالة كل 6 أشهر عبر الوكا ...
- Completion of the 3rd Congress of the TUI Pensioners and Ret ...
- متقاعدو الفوسفات يُصعّدون إجراءاتهم ويعتزمون الاعتصام أمام ا ...
- مكتب نقابي جديد على رأس النقابة الأساسية لأعوان الإدارة الجه ...
- بحث سبل تنقية المناخ الاجتماعي بمعمل الخراطيم المطاطية بباجة ...
- الضمان: 3612 دينارا الحد الأعلى لأجر المؤمن عليه الخاضع للاق ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عيسى رفقي عيسى - الإعلام سلاح أم قيد بيد الحركة النقابية في سورية ؟