أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها














المزيد.....

العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل ما نراه يطفو على السطح السياسي الان ما هو إلا نتيجة الهيمنة السياسية للأحزاب الدينية والتي اتخذت من الدين شعارا عاليا لها للمضي به نحو تحقيق أهدافها السياسية، يأتي هذا مقابل خفوت وضمور لأي وعي ثقافي معاصر و فاعل ، بل أن الأمر تعدى حالة الإنكفاء للتيارات الحداثية إلى حالة تشبه الذوبان داخل التنظيمات الدينية مما أفرغ الساحة من أي طرح حقيقي وعقلاني ومعتدل.
من الصعب عمل مقارنة بين الفكر العلماني وبين القوى الدينية السياسية، فلا يمكن لتلك القوى التي تستخدم الدين أن تصمد كثيرا أمام وقائع وحقائق تاريخية وفكرية كما أنه لا يمكن لها ان تطرح مشروعا خاليا من العيوب والثغرات وذلك لأنها تفتقر إلى المرجعية التي تستند اليها، وهي المرجعية الدينية ، فلا شيء هناك يتحدث عن أساليب الحكم والسياسة ، لذا هي تستخدم الصوت العالي وسيف الدين المسلط على الرقاب والإيحاء بأن عملهم من صميم الطقوسية الدينية والتعبدية، وأن اية معارضة لهم هي معارضة للشريعة السماوية، وهذا يعتبر ابتزاز حقيقي وتعدي سافر على كرامة الإنسان وسلبه أهم حق لديه وهو حق الاختيار ، وهذا بعكس الفكر العلماني المدني الذي من أهم ركائزه منح الإنسان حق الاختيار بدون ممارسة أية ضغوط عليه، لأن الإنسان المسلوب الحرية لا يمكن له أن ينتج أو يعطي ، بعكس الفرد الذي يعمل بناءً على قناعته الشخصية، فهذا يعطيه شعور بأن ما يقوم به يعكس وجدانه ويلبي احتياجاته الفعلية .
صحيح بأن التيارات الدينية تمتلك المقدرة على الحشد والتهييج، والدليل ما نراه في مظاهرات مقابل مظاهرات أخرى حدثت في صنعاء مؤخرا، وكلتا المظاهرتان دعت لها قوى دينية، وهذا ليس بسبب أن تلك التيارات الدينية جيدة، بقدر أنه لا يوجد بديل عنهما، كما أنه يكشف حالة الضعف والتهالك التي تمر بها القوى المدنية في اليمن والتي لم تعد قادرة على طرح مشروع يجذب الآخرين اليها.

لكن وبما أن القوى الدينية متفردة تقريبا بكل شيء وهي من تتحكم بأدوات الحكم والمعارضة معا، وكما يبدوا لنا أيضا وبشكل تفصيلي بأن الصراع على اشده بين الإسلام السني والذي يمثله تنظيم الإصلاح بكل علمائه المهيمنون على الساحة منذ خمسون عاما، وبين الإسلام الشيعي الذي يمثله أنصار الله والحوثي وهو تيار فتي وطموح، وأن هذا الصراع نتيجة عدم مقدرة التيارات الدينية على أستيعاب طرف آخر يكون موجود سواها، فهي تضيق به ومنه ، لذا البلد مأخوذ وبشكل متسارع الي طريق مجهول عواقبه، خاصة ونحن نعلم بان تلك التيارات لديها استعداد تام بأن تخوض حروبها المقدسة ضد بعضها وباسم الإسلام والدين، والضحية هو ذلك المواطن البسيط المأخوذ بشعاراتهم ووعودهم.

فيما مضى ما كان لأحد يستطيع أن يتهم الإسلام السياسي بالفشل، أما الان وكدليل ناصع ومعاش نستطيع أن نقول بأنه هذا هو الإسلام السياسي، شاهدو طريقة عمله ونتائج حكومته ومعارضته، إنه اسلام سياسي يأخذ الجميع نحو نفق مظلم وبكل صلف دون أن يقبل مراجعة أو نقد، اما على المستوى الإقليمي فهنالك نماذج اكثر رعبا مثل جبهة النصرة وداعش ، وكل تلك الأمثلة كفيلة بجعل الانسان الطبيعي يقوم بمراجعة نفسه وفكره والبحث عن بدائل معتدلة تكفل له الحياة الكريمة دون خوض معارك نيابة عن الآخرين.
الخيار العلماني مازال مطروحا،وسيبقى هو من افضل الخيارات المتاحة لأنه يقوم على المساواة والعدالة وصون الحريات بمختلف أنواعها وتوجهاتها ، العلمانية نظام حقيقي وليس عبثي كالذي نراه الان، لأنه نظام للدولة التي تقوم على المؤسسات والحقوق المدنية وتسعى لجعل الدولة مكان آمن ومؤهلا للحياة بكرامة، وهذه ليست مجرد شعارات نصوغها بدون أية معنى أو دلالة، لكنها فعلا طوق نجاة لهذا البلد لمن أراد الأخذ به .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهاوى الحراك الجنوبي وبقي علي سالم البيض
- لا ....لجامعة تعليم القرآن
- من أجل ممارسة جنسية
- بين السيد والشيخ ما هو موقف المواطن
- ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة
- ماذا تعلم اخوان اليمن من اخوان مصر
- أما أن نحمل السلاح أو لنعد إلى منازلنا
- سلمية الثورة لا تؤدي إلى حسمها
- لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني
- المجلس الوطني - الجنوب أولاً
- المجلس الوطني - الجنوب ولا
- توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية
- نحو فرز ليبرالي عاجل في اليمن
- لقاء بروكسل ......بداية جيدة
- اليمن في غرفة الوصاية المركزة


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها