أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني















المزيد.....

نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتظاهر المملكة العربية السعودية وإعلامها الاخطبوطي الواسع الانتشار بعدائها الشديد لـ(داعش) وللقاعدة ولحزب الأخوان المسلمين، ولكل شيء اسمه الإرهاب والتطرف الديني!!. ولكن الواقع ضد هذا الادعاء. فالسعودية تملك المال والنفوذ السياسي والعقيدة الوهابية السلفية التكفيرية. فبالمال تشتري النفوذ والإعلام وكتاب وحكومات، وأخيراً حتى اشترت الأمم المتحدة.

لقد قامت السعودية بتأسيس عشرات الألوف من المدارس والمعاهد الدينية والمساجد في العالم بذريعة نشر التعاليم الإسلامية "السمحاء"، ولكن في الحقيقة كانت تنشر التعاليم الوهابية التكفيرية المتشددة التي تنشر الكراهية والبغضاء بين البشر، وتكفر وتهدر دماء غير المسلمين، وحتى المسلمين من غير المذهب الوهابي السلفي مثل الشيعة والأحمدية وغيرهم. فقام هؤلاء من مشايخ الوهابية بعملية غسيل أدمغة مئات الألوف من الشباب المسلمين، وتحويلهم إلى وحوش وربوتات وقنابل بشرية موقوتة لنشر الإرهاب، والخراب والدمار في العالم، وبالأخص في العالمين العربي والإسلامي، وآخر هذه التنظيمات الإرهابية هو تنظيم (داعش) في العراق وسوريا.

وأكاد أجزم أنه لولا السعودية وعقيدتها الوهابية لما كان هناك شيء اسمه الإرهاب الإسلامي، ولما سمعنا بحزب أخوان المسلمين الذي منه وُلدت القاعدة، وطالبان وداعش، وجبهة النصرة، وبكو حرام، ومحاكم الشباب، وعسكر طيبة وغيرها كثير من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في العالم والتي تهدد الحضارة البشرية.
والسعودية هنا تلعب دوراً مزدوجاً فيه الكثير من النفاق والخديعة. ففي الوقت الذي تنشر فيه التطرف الديني وتدعم الإرهاب، أفادت وكالات الأنباء العالمية قبل أيام، أن السعودية تبرعت للأمم المتحدة بمبلغ مائة مليون دولار لمكافحة الإرهاب! ومنذ سنوات، والسعودية تصرف عشرات الملايين من الدولارات على تنظيم وعقد مؤتمرات دولية في الخارج والداخل ، تحت شعارات براقة مثل (الحوار بين الأديان)، و(التقارب بين المذاهب الإسلامية)... الخ. ولكن عملياً تمارس الحكومة السعودية أبشع أنواع التمييز الديني والطائفي في كل مكان، وهي التي تنشر تعاليم الكراهية والبغضاء في مناهج التعليم في سن مبكرة بين تلامذة الابتدائية في بلادها وفي العالم. وكلما تمادت في دعم الإرهاب تصاعدت أبواقها مدعية بأنها ضد الإرهاب والتطرف، وحقاً ما قاله الروائي الفرنسي بلزاك: "حذار من امرأة تتحدث عن الشرف كثيرا".
فعلى نطاق الممارسة يمنع على غير المسلمين من أتباع الأديان الأخرى إدخال أي كتاب من كتبهم المقدسة في المملكة ويعاملونها كما لو كانت من مجلات البورنو الفاحشة، ناهيك عن السماح لغير المسلمين من العاملين في المملكة بفتح دور العبادة لهم لممارسة طقوسهم الدينية والمذهبية. أما في التمييز الطائفي فحدث ولا حرج. فنحو 20% من الشعب السعودي هم شيعة يسكنون في المنطقة الشرقية من البلاد، والغنية بالثروات النفطية الهائلة، ولكن الحكومة السعودية تعاملهم دون مستوى البشر ومحرومين من أبسط مقومات العيش اللائق بكرامة الإنسان.
وخلال ما يسمى بالربيع العربي، انطلق الشعب البحريني الذي يشكل الشيعة 80% منه، بتظاهرات سلمية ضد التمييز الطائفي، فأرسلت السعودية قوات ما يسمى بـ(درع الخليج)، وحتى بدون دعوة من الحكومة البحرينية (كما كتب روبرت فيسك في الانديبندت اللندنية)، وسحقت التظاهرات بمنتهى القسوة، بذريعة أن هذه الانتفاضة مدعومة من إيران.

وعن دور السعودية في بث التطرف الديني نشرت مجلة ميدل ايست مونيتر-MidEast Monitor (عدد تموز/ يوليو 2007) دراسة للسفير الأمريكي السابق لدى كوستاريكا (كورتين وينزر)، ذكر
بأن "السعودية أنفقت 87 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهابية في العالم (لحد عام 2001) "، وأنه يعتقد أن مستوى التمويل قد ارتفع في السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار النفط. ويجري وينزر مقارنة بين هذا المستوى من الإنفاق بما أنفقه الاتحاد السوفيتي لنشر أيديولوجيته الشيوعية في العالم بين 1921 و1991م حيث لم يتجاوز الـ 7 مليار دولار. ويلاحظ وينزر جهود نشر الوهابية في عدد من بلدان جنوب شرق آسيا، وأفريقيا والدول الغربية من خلال بناء المساجد والمدارس الدينية والمشروعات الخيرية واستقطاب الشباب العاطل والمهاجرين في هذه البلدان. وتقول الدراسة إن خريجي المدارس الوهابية كانوا وراء الأعمال الإرهابية مثل تفجيرات لندن في يوليو 2005م واغتيال الفنان تيودور فان جوخ الهولندي عام 2004م."(1).

وكما أكدنا مراراً، فداعش نتاج لعبة دولية وإقليمية هدفها إخضاع الحكومات التي لم تساير بما فيه الكفاية، أمريكا وحلفائها في المنطقة مثل السعودية، وقطر، والأردن وتركيا، والعمل على تحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع انتحاري سني- شيعي، لإبادة الشيعة، الخطة التي عملت عليها السعودية لثلاثين سنة بشهادة الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية MI6 (Sir Richard Dearlove) في محاضرة له(2)
وآخر شهادة بدور السعودية في الإرهاب جاءت من الباحث الأمريكي إد حسين، زميل مساعد في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، نشر في صحيفة نيويورك تايمز يوم 23/8/2014، مقالاً بعنوان: (يجب على السعودية وقف تصدير التطرف، داعش ترتكب الفظائع بالدعم السعودي لنشر الكراهية السلفية). يقول الكاتب: "دعونا نكون واضحين وصريحين: إن تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بوكو حرام، والشباب وغيرها كلها تجمعات سنية سلفية عنيفة. ومنذ خمسة عقود، كانت المملكة العربية السعودية هي الراعية الرسمية للسنة السلفية في جميع أنحاء العالم".(3)
ولكن مشكلة الكاتب أنه يحاول تبرئة الملك السعودي من هذا الدعم للإرهاب والتطرف، ويلقي اللزم على عاتق مشايخ السلفية وحدهم. وهذا غير معقول في دولة بوليسية يتمتع ملكها بالحكم المطلق.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1- كرتن وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية http://www.aafaq.org/malafat.aspx?id_mlf=11

رابط النسخة الإنكليزية
Saudi Arabia, Wahhabism and the Spread of Sunni Theofascism
by Ambassador Curtin Winsor, Jr.
http://www.onlineopinion.com.au/view.asp?article=6107

2- Sir Richard Dearlove on Re-appraising the Counter-Terrorist Threat
http://www.youtube.com/watch?v=XeFFtiEtriA

3- ED HUSAIN: Saudis Must Stop Exporting Extremism
ISIS Atrocities Started With Saudi Support for Salafi Hate
http://www.nytimes.com/2014/08/23/opinion/isis-atrocities-started-with-saudi-support-for-salafi-hate.html?smid=fb-share&_r=1

روابط ذات صلة
د. احمد صبحي منصور: كتاب جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية
http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?page_id=10

د. عبدالخالق حسين: السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=440



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟
- لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟
- حول مفهوم حكومة التكنوقراط
- لا بديل عن صناديق الاقتراع
- البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء
- مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب
- لماذا رشح الجلبي لمنصب النائب أول لرئيس البرلمان؟
- ماذا لو تحقق ما يريده أنصار داعش؟
- بارزاني على منزلق خطير
- العلاقات العراقية-الأمريكية.. إلى أين؟
- تقسيم العراق لصالح إسرائيل
- لا للوحدة الوطنية القسرية
- هل حقاً المالكي هو السبب؟
- أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين
- مرحى لفتوى الإمام السيستاني في مواجهة الإرهاب البعثي الداعشي
- كلهم داعشيون ومن بعث واحد


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني