أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط















المزيد.....

معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع تطور الأحداث الأخيرة بالعراق والكوارث التي حلَّت بمكونات الشعب العراقي المسيحية والإيزيدية والشبك والتركمان وكذلك الكُرد والعرب من شيعة وسنة، سيجد أمامه ظواهر غريبة وسلبية لم يعرفها الشعب العراقي في السابق، أي قبل وبعد ثورة تموز 1958 بقليل. فخلال العقود الخمس الأخيرة تعرض سكان العراق إلى محن كثيرة ابتداء من تتابع الانقلابات العسكرية وسيادة الدكتاتورية الشوفينية وحملات الاضطهاد ضد القوى الوطنية والديمقراطية والحروب الداخلية ضد الكُرد في كُردستان العراق (في العام 1974/1975 وبشكل خاص في عمليات ومجازر الأنفال باعتبارها جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية) وضد الكُرد الفيلية في بغداد ووسط وجنوب العراق، وضد سكان الأهوار والسكان العرب في الوسط والجنوب وبغداد أيضاً، أو ضد العراقيين من أصل فارسي، وكذلك الحروب الخارجية التي فجرها حزب البعث والدكتاتور صدام حسين ضد إيران واجتياح الكويت وحرب الخليج الثانية والحصار الاقتصادي والضربات الجوية في العام 1998، إضافة إلى حرب الخليج الثالثة، الحرب التي أسقطت الدكتاتورية البعثية الشمولية والمستبد المطلق صدام حسين، كما هشمت أسس الدولة العراقية وأجهزتها المدنية والعسكرية وأحلت محلها دولة اتحادية ضعيفة وهشة ونظام سياسي طائفي. ولكن غاب خلال كل الفترة المنصرمة عن الساحة العربية والشرق الأوسطية والدولية أي تضامن حقيقي فعال ومؤثر وإيجابي مع الشعب العراقي ولصالح مكوناته القومية والدينية والمذهبية والسياسية وضد النظم السياسية الشمولية والمعاناة الحقيقة للإنسان العراقي عموماً والكادحين والفقراء والمثقفين نهم بوجه خاص.
ويمكن القول وبثقة عالية بأن الشعوب العربية والحكومات العربية وبرلماناتها ومنظماتها المهنية ونقاباتها ومنظمات المجتمع المدني وأحزابها السياسية لم تعبر بأي شكل كان عن تضامنها مع الشعب العراقي عموماً ومع الشعب الكُردي بإقليم كُردستان العراق خصوصاً، سواء ما حصل في العام 1988 حيث تعرض إلى مجازر مروعة راح ضحيتها خلال عدة شهور ما يزيد على 180 ألف إنسان كُردي مع عدة مئات من الإيزيديين الكرد والمسيحيين في كُردستان العراق أيضاً. كما لم يظهر أي تضامن مع العراقيات والعراقيين حين توجه صدام حسين بقواته العسكرية بضرب انتفاضة الربيع في العام 1991 للخلاص من نظام صدام حسين والطغمة الباغية، رغم ما فعله صدام حسين وطغمته أثناء غزوه الكويت واحتلالها من قبل القوات العراقية الغازية والجرائم البشعة التي ارتكبت ضد شعب الكويت والنهب والسلب الذي تعرض له الكويت بأمواله ومؤسساته وتراثه الحضاري. ولم تحتج على ما فعله النظام البعثي الصدّامي من قتل وتشريد وتهجير قسري وتعريب وهدر للأموال بالعراق. ولا شك في أن وراء هذا الموقف أكثر من سبب لم يكن المسؤول عنه الشعب العراقي أو الشعب الكردي بل كانت الحكومات العراقية المتعاقبة من جهة، والحكومات العربية الشوفينية والرجعية من جانب آخر، والأحزاب القومية والبعثية والإسلامية السياسية. كل تلك الحكومات وأغلب الأحزاب والقوى السياسية كانت تمارس تثقيفاً قومياً شوفينياً وعنصرياً متخلفاً وعدوانياً، إضافة إلى التثقيف الديني والطائفي المتسم برفض الآخر ونشر الكراهية إزاء والأحقاد وعدم الاعتراف بدين ومذهب الآخر والاستعداد لممارسة العنف ضد الآخر، سواء أكان من القوميات أو الديانات أو المذاهب الأخرى. وهذا ما حصل ويحصل بالعراق ولكنه حصل ويحصل في الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا مثلاً. مما جعل الشعوب العربية بعيدة كل البعد عما كان يجري بالعراق أو إنها كانت مغسولة بعقولها ومقتنعة بتهم باطلة كانت وما تزال توجه ضد الشعب العراقي عموماً (العراق أعل الشقاق والنفاق !!) وضد الشعب الكُردي بشكل خاص (الجيب العميل والانفصالي والانتهازي!!).
وهذه الظاهرة السلبية السيئة والمثيرة للتعصب والكراهية والأحقاد تتجلى اليوم أيضاً وبشكل صارخ في موقف الشعوب العربية وحكوماتها من غزو مدينة الموصل واجتياحها واحتلالها والتوسع صوب باقي أقضية ونواحي وقرى محافظة نينوى، إضافة إلى بعض مناطق في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك، والقتل الجماعي لسكانها أو تشريدهم في الجبال والوهدان، أو تنفيذ التفجيرات الإجرامية المتزايدة يومياً في مختلف مدن العراق، وبشكل خاص بغداد العاصمة، ثم ما حصل أخيراً بأربيل وكركوك وغيرها. وأخيراً وليس أخراً المجازر الرهيبة التي نفذتها هذه القوى الفاشية في قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين وفي جامع مصعب بن عُمير في قرية الزركوش بمحافظة ديالى. لقد غاب عن الساحة العربية بشكل خاص التضامن الإنساني المنشود والضروري مع ضحايا عمليات عصابات الدولة الإسلامية في شمال العراق وتهديدهم لمحفظات كُردستان العراق والمحافظات العراقية الأخرى وقتل الآلاف من الناس الأبرياء على أيدي مجرمي داعش. ويمكن القول بكل ثقة بأن عدداً من حكومات الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وبعض المنظمات والمؤسسات والشخصيات العربية، وخاصة في بعض دول منطقة الخليج، متورطة تماماً في دعم عصابات داعش بالمال والسلاح والفكر المتطرف وفي تسهيل العبور إلى العراق، إضافة إلى إصدار بعض شيوخها فتاوى تحلل قتل أتباع الديانات الأخرى بدعوى الكفر، كما تحل دم الشيعة بدعوى الرافضة. ويزيد في الطين بلة دور إيران في تنشيط المليشيات الشيعية المتطرفة والمسلحة التي تمارس القتل لأتباع المذهب السني والشيعي المخالف لها أيضاً.
في مقابل هذا الموقف البائس للعرب بشكل عام، ما عدا قلة قليلة منهم، وقفت الشعوب الكُردية وأحزابها وقواها السياسية والمسلحة، كأجزاء من الأمة الكردية في الأقاليم الأخرى لكردستان الكبرى المجزأة، موقف التضامن القومي والإنساني والاستعداد للتضحية بالنفس والتطوع للقتال إلى جانب الشعب الكُردي بكُردستان العراق. وفي هذا الموقف الإنساني والقومي معاني الدفاع عن العراق في آن واحد. كما إن النسوة الكرديات المناضلات انخرطن في حمل السلاح وفي الدفاع عن شعب كردستان وعن العراق عموماً.
لقد تطوعت فصائل كردية من النساء والرجال من سوريا وفصائل أخرى من حزب العمال الكردستاني بإقليم كردستان تركيا وفصائل أخرى من كردستان إيران ونساء كرديات من إقليم كردستان العراق للمشاركة في الكفاح المسلح دفاعاً عن حياذ الوطن وحرية الكرد وحقوقهم المشروعة وضد الغزو الفاشي للدولة الإسلامية.
وبقدر ما يؤشر غياب التضامن العربي مع العراق خيبة أمل وسلبية حادة وإحباط، فإنها في حقيقة الأمر تجسد الواقع العربي المؤلم الراهن، والذي وجد تعبيره أيضاً في غياب التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان الإسرائيلي المتفاقم والذي أدانته شعوب العالم كلها والمجتمع الدولي، ولكنه لم يحرك الشارع العربي المخدر حالياً والمستكين لكل شيء، فأن التضامن الكردي مع كردستان العراق والعراق عموماً يعبر عن وعي إيجابي وروح إنسانية عالية وشعور قومي سليم ونضال من أجل الحقوق المشروعة والعادلة.
إن العرب والمسلمين بحاجة إلى نضال فكري وسياسي وعمل فعلي متواصل ودؤوب على مستوى العراق والدول العربية والدول ذات الأكثرية المسلمة لتغيير النظرة القومية الشوفينية والدينية المتعصبة والنمطية التي زرعتها في المجتمعات العربية وذات الأكثرية المسلمة النظم السياسية والحكومات العربية والحكومات الأخرى على مدى قرون وعقود إزاء القوميات الأخرى وأتباعها وإزاء الديانات الأخرى وأتباعها والتي قادت وتقود إلى صراعات ونزاعات ودماء ودموع. وما يجري في عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط دليل على صحة ما اشرنا إليه في هذا المقال. إنها مهمة ثقيلة وكبيرة ولكنها نبيلة ولا بد من مواصلتها من جانب القوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعلمانية الديمقراطية لصالح التعاون والتضامن والتفاعل والتلاقح بين ثقافات شعوب وقوميات هذه الدول، وضد التطرف والتعصب والكراهية والحقد الذي تنشره الأحزاب القومية اليمينية والأحزاب الإسلامية السياسية التي لا تقوم إلا على أساس طائفي سياسي مناهض للطوائف وأتباع الديانات والمذاهب الأخرى. إن على الدول العربية وذات الأكثرية المسلمة أن تتخلى عن اعتبار الدين الإسلامي هو دين الدولة، فالدولة لا دين لها، وعليها أن تعمد إلى إقامة دول مدنية علمانية ديمقراطية ونظم حكم مدني ديمقراطي يفصل بين الدين والدولة والسياسية ويلتزم بالحكمة القائلة الدين لله والوطن للجميع.
25/8/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- هل سينتهج العبادي سياسة مدنية ديمقراطية لإنقاذ العراق وشعبه ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! [ا ...
- كل الجهود لدعم قوات البيشمركة والقوات العراقية لتحقيق النصر ...
- نوري المالكي، المتمرد على الشرعية الدستورية، إلى أين؟
- -أوقفوا حملة داعش لإبادة الإقليات في العراق- نداء عاجل وملح ...
- أحذروا المالكي ... إنه يستعد لتنفيذ أمر خطير ... أحذروا الان ...
- أرحل أنت وحزبك ودع الشعب يداوي جراحه ويستعيد عافيته!!!
- نداء عاجل وملح إلى كل العراقيات والعراقيين والعرب والكُرد أل ...
- أليس المالكي بنهجه وسياساته الطائفية والاستبدادية من فتح نار ...
- الإيزيديون العراقيون كانوا وما زالوا ضحية التشدد الديني والط ...
- فخ العناد السياسي لنوري المالكي يقوده إلى ما انتهى إليه صدام ...
- الرقم 13 المشؤوم هو عدد مقاعد المالكي وحزبه في مجلس النواب ا ...
- الموت يحاصر الشعب وليس في النخبة الحاكمة من منقذ!!!
- النهج الإسلامي الفاشي العدواني للقاعدة و“داعش“ وما يماثلها م ...
- هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العر ...
- الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق
- حلفاء داعش يجتمعون بعمان باستضافة ورعاية ملكية، فما الهدف؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط