أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - وزير جميل في زمن قبيح















المزيد.....

وزير جميل في زمن قبيح


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بالطبع قناة دريم هي قناة خاصة.. لكن على طريقة الخصخصة ذات النكهة المصرية! فالقنوات التليفزيونية المصرية الخاصة والتي يملكها رجال أعمال.. لها مواصفات تعرف بها دون غيرها، صحيح أن كل القنوات الخاصة في العالم- أو معظمها- يمتلكها بالطبع رجال أعمال أثرياء.. يعرفون كيف ينتقدون حكوماتهم أو حكومات غيرهم ضغطا عليها.. لتحقيق مصالحهم طبعا.. لكنهم على الأقل ينتقدونها.. وأحيانا كثيرة يخيفونها.. إلا أن القنوات المصرية الخاصة تتصف بأن مالكيها يقدمون على شاشات قنواتهم.. نفس ما تقدمه قنوات الحكومة! لكن.. بألوان أزهى.. وصورة أوضح.. وتقنية أحدث.. ومذيعات أنحف! وهؤلاء الملاك إذا سولت لهم أنفسهم أن يتمردوا ذات يوم.. أو حتى يدعوا التمرد تصفية لحساباتهم مع بعضهم البعض.. أو أخذتهم العزة بالإثم ذات ليلة فتجاوزا الحدود.. سامحين بتقديم برنامج أو خبر أو إعلام.. يشذ عن القواعد التي وضعها تليفزيون الحكومة.. أو يحيد عن طريق رسمها ونهج وضعه لعقول المصريين كي تفكر به.. وتتلقى المعلومات عبره وتكوّن الرأي على هداه وتحس وتحب وتكره بنبضه.. فجزاؤهم من الحكومة معروف.. حتى بدون قانون منصوص عليه في وثائق قوانين الخصخصة.. المصرية! الدلع بتاع حكاية (سيادة القانون) ده.. تختص به فقط الحكومات الضعيفة.. التي من صفات ضعفها التحضر والأدب! لكن الحكومة المصرية.. هي بهذا التعريف.. حكومة قوية! لذلك قد يكون جزاء المتمردين من أصحاب القنوات الخاصة.. تلويحا بكشف أوراق قروض البنوك المنهوبة.. على طريقة (دافنينه سوا!).. أو تعطيلا لرخص قنواتهم الفضائية.. أو إغلاقا لأبوابها.. أو ببساطة.. حذفا أو محوا لما تكون تلك الفضائيات الخاصة قد أنتجته لعرضه على شاشاتها، مثلما حدث لحلقة من برنامج (الأستاذ) التي سجلتها قناة دريم مع محمد حسنين هيكل العام الماضي.. وروجت لها في دعاياتها بأنها تطرقت لمواضيع (حساسة).. والمعروف أن (المنطقة الحساسة) في مصر.. هي مبارك ولوازمه! من حكم ٍ طال أمده.. إلى وريثٍ يتوق للعرش توقا.. إلى زوجة حامل أبدا بحلم ٍ غير شرعي!.. فحلمها الدائم هو أن تروي لأسرتها.. وبدم المصريين.. نبتة الخلود !
لكن.. منذ قادت حركة كفاية المصريين إلى زمن الجرأة.. بدأ جزءٌ ما في هذه المنطقة الحساسة يتصدع.. ضعفت في ساحة السياسة المصرية منطقة مبارك الحساسة!.. فتجرأت عليها صحف هنا وهناك كانت تبدأ مقالات صفحتها الأولى من وقتٍ إلى آخر بمانشيت عريض(الأمل في سيادتك يا ريس)!.. وداعب أمل التغيير أجفان النائمين.. في المقاهي والشوارع والبيوت وحتى داخل مؤسسات الحكومة نفسها.. وكذلك.. راحت قنوات خاصة هنا أو هناك- ومنها قناة دريم- تطل برأسها على عالم الجرأة.. وإن بشيء من التحفظ، مستغلة إظهار النظام بعضا شحيحا من تسامح ليس من طبعه.. وإنما اضطرارا.. بسبب فضائحه التي اكتسبت بعدا دوليا! لذلك وفي إحدى حلقات برنامج (العاشرة مساء) الأسبوع الماضي.. وَعَدت مذيعة البرنامج بل وأكدت للمشاهدين:(حتكونوا معانا في حلقات ساخنة) تتابع الانتخابات الرئاسية! لكن وفي تلك الحلقة استضافت د. أحمد الليثي.. وزير الزراعة الذي حل منذ عام تقريبا محل يوسف والي، رغم أن المصريين ظنوا ذات يوم أنهم سيموتون عن بكرة أبيهم.. قبل أن يتغير هذا (الوالي)!
صحيح أن منى الشاذلي مذيعة جميلة خفيفة الظل.. أو كما يقول أهل الشام (كتير حبابه)، يمكن الاستمتاع بمتابعة ما تقدمه إذا كان برامج خفيفة.. تتناول قضايا اجتماعية بسيطة.. أو حتى غير بسيطة، لكنها قد لا تقنع بعضهم إذا حملت على عاتقها الرقيق عبء برنامج سياسي.. يناقش قضايا شائكة.. ويمس من هنا أو هناك الخطوط الحمراء.. بكل درجات الأحمر! إلا أنها في هذا اللقاء مع الليثي.. حتى وهي تحكي في السياسة ببراءة.. كانت فعلا.. كتير حبابة! لكن المفاجأة.. التي جاءت في إطار تلك (الإطلالة المتحفظة) لقناة دريم على عالم الجرأة.. كانت هذا الوزير الليثي!
ما أجمله هذا الرجل.. كيف أفلت من (كراهية) مبارك المستعصية لكل المخلصين؟! لكن دي عِشرة أربعة وعشرين سنة مع مبارك.. حفظناه! سيندم أنه وضع رجلا جميلا مثل هذا في ذلك الموقع.. فيزيحه كما فعل من قبل مع وزير التموين والتجارة د. أحمد جويلي.. الذي كان وما زال رجلا مخلصا يحبه فقراء المصريين! ولا عجب أن الليثي تحدث عن الجويلي في هذا اللقاء بحب وتقدير واحترام بالغ.. فكلاهما جميلان.. وكلاهما لونه قمحي! لكن ربما يسعفه القدر- أو تسعفه كفاية وأخواتها.. أيهما أسبق- فينزاح قبله من قد يريد أن يزيحه!
الحديث طال لأكثر من ساعتين.. وكان كله مكاشفة حول فضائح زراعة ومبيدات يوسف والي.. التي ورثها وزيرنا الجميل.. تركة عفنة تحتاج معجزات لإصلاحها، قال الليثي أنه يعمل منذ التاسعة صباحا وحتى الواحدة ليلا.. لكنه جاء لهذا البرنامج لطمأنة المصريين الذين كاد اليأس يفتك بهم قبل سرطان المبيدات! صحيح أنه كرر عبارة (النظام بيصحح أخطائه) وتشعر أنه يقولها فقط بحكم أنه وزير في هذا النظام، وتكاد تتفاهم معه بالعيون أن المسكوت عنه في تلك العبارة هو أن (النظام سوف ينهار بخطاياه) لكن الحديث الطويل دار حول نقاط كثيرة.. أهمها قضية تلك المبيدات المسرطنة التي لوثت غذاء المصريين على مدى سنوات والي العجاف، وقضية التعاون الزراعي بين مصر وإسرائيل، وأم القضايا في مصر.. قضية القمح!
الحديث كشف عن عمق الفساد الذي استوطن في وزارة والي.. حتى أن لجنة المبيدات المتخصصة التي تمنع دخول المبيدات السامة والتي أنشئت في الستينات.. جُمدت ثم ألغيت في التسعينات.. فأدخل عديمو الضمائر بتواطؤ من أطراف حكومية مبيدات محظورة دوليا إلى البلاد.. ودفع المصريون الثمن من صحتهم وحياتهم، مجهودات الوزير.. بدأت بإعادة تشكيل اللجنة من أساتذة جامعيين مختصين وجهات رقابية أخرى، كما كان حديثه حول التعاون الزراعي بين مصر وإسرائيل حديثا يملأه الشجن.. تماما كما كل مصري، صحيح أن موقعه الرسمي- وقد قالها- يجبره على اعتبار إسرائيل دولة عضو في الأمم المتحدة وتعامل على هذا الأساس.. لكنه بدا ناقما على استبدال زراعة المحاصيل الإستراتيجية بزراعة الفراولة الإسرائيلية في مصر.. خاصة عندما تطرق إلى أم القضايا.. القمح، قال أنه يعتبر الاكتفاء الذاتي من القمح المصري (مسألة أمن وكرامة وطن).. قبل أن يكون مسألة غذاء، يا إلهي.. هذا الرجل يتحدث مثلنا.. يقول من قلبه مثلنا إن إنتاج القمح كرامة! صدقته.. عندما شرح خططه لزيادة المساحة المزروعة من القمح بالتدريج، وعرض بالأرقام الزيادة التي حدثت بالإنتاج خلال عامه الأول في موقعه.. رغم أنها زيادة لا زالت بعد طفيفة. وزيرنا الذي ينام متأخرا ويصحو مبكرا.. أجهدته المذيعة الحبابة حتى قرب الواحدة بعد منتصف الليل.. حينها طال الإجهاد وزير القمح فقال: هي الساعة كام يا منى.. وصلت حداشر؟!.. يا حرام.... ما أطيبه!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد
- النقد في مكان آخر: وداعا فضائيات
- أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية(2/2): الفلاحون والجيش.. ...
- أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي
- سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين اللي ...
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا
- محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة
- أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!
- العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي
- وقت تحرك إعلاميي التليفزيون ومصريي الخارج
- مشاريع تنتهي وأخرى تبدأ:مطلب التغيير بين هيكل والظواهري وأم ...
- كفاية تتعولم
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - وزير جميل في زمن قبيح