أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - اللصوص في العراق














المزيد.....

اللصوص في العراق


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 05:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العراق في العهد الملكي يعاني من مشكلة الفساد ، ولكنها كانت محدودة جدا ، وكان اغلب المتهمين به هم جهاز الشرطة ، حتى شاعت مقولة شعبية تشبه الاغنية التي يتغنى بها الناس : عبر واشرك للشرطي ، اي ادفع للشرطي رشوته التي يطلبها وكانت مبلغا متفقا عليه ومقداره 50 فلسا ، وكان يسمى درهما .
ولا ننسى ان الفساد كان شائعا جدا في العهد العثماني الذي اخضع العراق للخلافة العثمانية التي طالت عشرات السنين ، فعم الفساد بنية المجتمع ، ومن طرائف تلك المرحلة وسقوطها ان احد الولاة في العراق الذي كان مقسما الى عدة ولايات كان يستحصل الاتاوات من المواطنين والتجار ، ولكن بعد انتصار البريطانيين على العثمانين وتفكك الولايات وهرب الولاة ، اضطر الوالي الهارب الى ركوب سيارة لتقله الى بغداد من احدى المحافظات الوسطى ، فجاءه الدلال وكان يدعى كلكول ، طلب منه اجرة ركوب السيارة ، فتعجب الوالي وضرب على رأسه بجمع كفه وقال بلهجته التركية / العربية : طاح حظك والي ، كلكول ياخذ منك خاوة ... اي تعسا لك ايها الوالي .. الدلال كلكول ياخذ منك الاتاوة ، فقد كان طوال عهده لا يدفع فلسا لاحد بل على العكس ، هو الذي يأخذ ويسرق ويستولي على اموال الناس . واليوم ياتي شخص تافه مثل كلكول ياخذ منه اجرة ركوب السيارة .
اما الانجليز الذين احتلو العراق واقاموا دولة ملكية دستورية فيه عام 1921 كانوا يأملون ان يصنعوا بلدا نموذجيا في المنطقة ، فاعدوا دستورا للدولة وعلما ونشيدا وجاءوا بملك من العربية السعودية يقدس اهل العراق قبيلته الهاشمية ، ووضعوا نظاما للتعليم وعملوا على بناء شبكة مياه وكهرباء ومواصلات .. الخ وشكلوا اول فيلق للجيش ، فكان فيلقا نزيها لا يرتشي ، على عكس جهاز الشرطة الذي قام على انقاض الشرطة والادارة العثمانية ، التي كانت تدين بدين الرشوة ، اعتمادا على خلافة ال عثمان التي صدعوا رؤوسنا بنسبها الى الخليفة الثالث عثمان بن عفان زورا وبهتانا.
خلال العهد الملكي شهد العراق رغم قلة موارده والتخلف والجهل وشيوع الخرافات النهوض بمهام جديرة بالتقدير مثل حصوله على الاستقلال ، وتحرره فيما بعد من النفوذ البريطاني عام 1958 بواسطة الضباط الاحرار وثورة الرابع عشر من تموز ، التي ضربت مثالا في النزاهة ونظافة اليد على الاخص زعيمها عبد الكريم قاسم وطاقمه العسكري والمدني الذي حكم العراق خلال السنوات 1958 – 1963 ،حتى يوم استشهاده برصاص اللصوص والعصابات البعثية .
بعد ذلك شاعت اللصوصية والسرقات والفساد وعادت حليمة الى عادتها القديمة ، اذ تفشت الرشوة واخذت الحكومة تسرق اموال النفط المباع رخيصا للشركات الاجنبية ، وشاع الفقر بين المواطنين وانتشر العنف والارهاب الذي بدأت بممارسته عصابات الحرس القومي الذي تشكل من عصابات سقط المتاع باسم حزب البعث .
منذ ذلك اليوم وحتى سقوط صدام في حفرة العار التي استخرجه منها الامريكان كان المواطن والوطن نهبا لعصابات البعث الشريرة ، فتركوا العراق ارضا يبابا ، تشيع في اوصاله اسباب الخراب والموت والدمار .
بعد ان تخلص الشعب من عصابة صدام ، استبشر خيرا بالنظام الجديد الذي ساهمت امريكا في ارساء اسسه ، وظن المواطن ان العقل الامريكي سيصنع نظاما نظيفا ، لا يعرف الفساد والرشوة لانه حصيلة نظام عالمي متطور متقدم يحكم العالم بقيمه الحديثة التي شاهدها في الاعلام والسينما والقنوات الفضائية .. ابتداء من ابراهام لنكولن حتى مايكل جاكسن واوباما ومادونا ، ولكن الناتج كان مخيبا للامال ، فالحكومة التي ساهم الامريكان في صنعها كانت وليدا مشوها ، تشوه وجهه بثور الفساد والرشوة والسرقة ، والخيبة الاكبر كانت في احتماء السراق ببلاد العم سام والعم ابو ناجي ..... وتلك هي الطامة الكبرى .
وان كان عتب المواطن العراقي على امريكا وبريطانيا في تشجيع المفسدين وتسليم حكومة العراق للفاسدين ، فالعجب العجاب الذي يرتسم على وجه المواطن العراقي هو ارتباط الفساد والمفسدين والمرتشين واللصوص بالاسلام ، فاغلب السراق والمرتشين هم من حملة خواتم الاسلام الاربعة ، واصحاب الجباه الموسومة بعلامة الصلاة ، ومن اتباع المرجعيات الدينية المعروفة في العراق من شهداء مثل الصدر الاول والثاني والحكيم والخالصي والطباطبائي وغيرهم ، فما الذي يدعو مثل هؤلاء الى السرقة والارتشاء والاحتيال ، ومن يشجعهم على السرقة ويتقاسم معهم الاموال المسروقة من بيت المال العراقي ؟ ألم يكن الامام علي عليه السلام يوزع بيت المال على المستحقين حتى يكنسه كنسا كي لا يبقى فيه ما يسرق !
فلماذا يسرق اتباعه او من يدعي انهم من اتباع امام المتقين، المال والمتاع والبيوت والضياع !
ثم الا يدعي المسلمون ان النبي محمد كان الصادق الامين ، وهو الذي ائتمنته السيدة خديجة على اموالها في تجارتها فلم يسرقها ولذلك تزوجته ! فلماذا يسرق اتباعه من المسلمين الذين يدعون انهم سادة ينتسبون الى بيت النبوة وانهم من بني هاشم ومن سادة قريش !!!
اعتقد ان الامر ينحصر بشيئين لا ثالث لهما ، فاما ان هؤلاء يكذبون علينا بادعائهم بالاسلام والصلة باهل البيت ، او ان الاسلام واهل البيت يشجعون على السرقة والرشوة والفساد - العياذ بالله - وهذا محال .




#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايزديون اليوم ... الكرد الفيليون بالامس
- الوداع المبكر للمالكي .. لم يكن مبكرا
- حيدر العبادي .. في مواجهة المهمة الاولى
- عصابات داعش ومحنة رئاسة الوزراء
- الكتلة النيابية الاكبر .. الفرقة الناجية
- حوريات الجنة .. اغراء وإرهاب
- الحل الامثل في الكونفدرالية
- تخلي المالكي عن رئاسة الوزراء
- اهمية الرمز الثقافي : البحث عن سرفانتس / دون كيشوت
- من أجل جلسة برلمانية مثمرة
- وا موصلاه ......
- فوج نسوي في الديوانية... في الامر مبالغة
- اوباما يتخلى عن الاتفاقية الاستراتيجية مع العراق
- رشاشة اثيل النجيفي وبندقية سلفادور الليندي
- رسالة مفتوحة الى اعضاء اللجنة التفاوضية بين اقليم كردستان وا ...
- اللعبة المحكمة ...... رواية الاديب كريم السماوي
- النفط سلاح خطير ....... استنزف العراق
- لماذا يفوز المالكي رغم الاعتراض على ولايته الثالثة ...مقاربة ...
- ابعاد الانتخابات العراقية في الداخل والخارج
- العراق والسعودية ...... كي لاتقود التصريحات المتبادلة الى حر ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - اللصوص في العراق