أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-4















المزيد.....

الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-4


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إصلاح الأمة العثمانية
كان أديب عثمانيا كأستاذة جمال الدين الأفغاني ، لذلك يرثي لما آلت إليه الأمة العثمانية من فساد . إذ يقول : وعلي هذا ، فنقول إن الأمة العثمانية ممن أخذ علي حين غرة ، واغتيل علي غفلة . إذ نبذ بعض أوليائها الشرائع والقوانين ظهريا ، بل اتخذوها لعبة لاعب وآلة عامل وصنعة مقامر . فما يمكن تأويله منها أولوه ، وما لا يمدكن تأويله نبذوه، وانتهكوا فيه حرمة الحق ، حتي ختم الله علي قلوبهم ، وعلي سمعهم وجعل علي بصرهم غشاوة فلا يفقهون الحق، ولا يسمعون الصدق ، ولا يبصرون الخير ، ولا يخافون السر . حتي إذا قيض الله لنا من يهدينا سواء السبيل خذلوه ونفوه وعوضونا منه مضلا يتزلف إليهم بالتمليق والنفاق. فخامرت قلوبنا الأمراض، وبلغت منا الآلام، فالتمسنا الدواء بعد الإحساس بالداء، وعالجنا أنفسنا بالاجتهاد في جلب المصالح ودرء المفاسد، فلم يقو علي ذلك لضعف النفوس وقلة الاستعداد ، فعمدنا إلي التقليد شان المعترف بعجزه وقصوره. ولكن لم نتخذ فيه الطريق القصد، بل اعتسفنا وضللنا السبيل، ونحن نحسب لجهلنا ، أنا علي صراط مستقيم نترقى في درجات الكمال إلي أعلي عليين .ولم نشعر بهبوطنا إلي أسفل سافلين إلا بعد الوصول إلي غيابة الهاوية . فكان مثلنا مثل معتوه ألقي بنفسه من علو فلم يشعر بألم السقوط إلا بعد أن صادم أرضا رضت عظامه رضا " .
ويقترح بعد ذلك طرق الإصلاح فيحصرها في الرجال الحكماء والبصيرين بأساليب السياسة يقومون بين الرفق والعدل ، فلايرهقون ضعيفا ولا يطمعون قويا ، ويستوي لديهم الناس في الحقوق ، فيقربون أصحاب الميزة ، ويخذلون ذوي النفوس الدنية، واللجوء إلي هؤلاء الرجال أفضل من اللجوء إلي الأجانب. . وفي هذا تعريض بأتباع الإنجليز، الذين يرون التعاون معهم للقضاء علي مفاسد الدولة العثمانية.
ويهاجم أديب مطامع الأوروبيين في بلاد مصر ومطالبتهم بالامتيازات ويفضح تآمرهم علي الدولة مع الاعتراف لهم بفضل نقل العلوم والفنون والمعارف إلي البلاد وإنشاء المدارس والمعاهد فيها مع العلم إنهم لم يفعلوا ذلك لوجه الله بل لمصلحتهم. ويري أنه " قد حان لهذه البلاد ( مصر ) أن تنعتق من عفرتها وتفلت من ربقتها بعد أن ضربت عليها الذلة وتطامن أهلها للرق صاغرين مئات بل الوفا من السنين . حتي ضربت الأمثال بطاعتهم العمياء للأمراء والرؤساء ، وإنا لنجلهم عن أن يكونوا قد ألفوا الذل فرضوا به أو خافوا أن يكون الأكداء مع الكد والخيبة مع الطلب " .
ويخاطب المصريين في مكان آخر قائلا : " ويا أيتها الأمة المصرية انهضي من عثرة الغفلة وانظري إلي الذين نالوا السعادة ، فإنك أهل لأعظم المواهب ولا سيما بعد أنتولاك أميرك الجديد ، الذي اتخذ الحرية شعارا ، ورفع للعدل منارا ، فلا ريب أنه يمهد لك طريق الإصلاح ويسلك بك مسالك النجاح ".
ويعتبر أديب نفسه شرقيا إلي جانب كونه عثمانيا ومصريا أرمنيا سوريا . وعلي غرار أستاذه الأفغاني يهتم بالشرق ويحثه علي النهوض ويتوجه إلي قومه والشرقيين فيقول لهم بشكل خطابي: " فيا قوم لقد مرت بكم الأيام بأسباب النعمة والنقمة والراحة والتعب واليأس والرجاء، فلم تستوقفوا الرغائب ولم تجتنبوا النوائب. ولكن وقفتم بين الجزع والكسل والامل والملل ، ففر المرغوب وقر المرهوب . فقد بليتم بما يذيب الشحم ، ويقرض اللحم ، وينقي العظم ، وأنتم صابرون ومنيتم بما وفر النقم وغير النعم وأهلك النعم ، وأنتم صامتون ، ورزقتم بما جلب المصاب وهتك الحجاب وأبرز الكعاب وأنتم خاشعون ، فما الذي تخافون .
وكأني بكم عصابة من أهل الهمة والإصابة ، ترفعون الأصوات في طلب الحق المنهوب ،وتجعلون الأبدان للوطن سورا يرد عنه العدو مذعورا وانتم الكلمة المتحدة والقوة المجتمعة عي أقوي من العدد الكثير إلا أنكم تترددون .
تأثر بأسلوبه الخطابي هذا الكواكبي في كتابه (( طبائع الاستبداد)) . ويبحث بعد ذلك في تعريف الشرق ، وماهو الشرق ، ويردد آراء الأوروبيين حول هذا الموضوع ويرد عليها وينبه إلي خطر الغرب علي الشرق ويلح علي ذلك بأسلوب رائع.
التعليم والمرأة
ويدافع في مقالات طويلة عن إلزامية التعليم الابتدائي ومجانيته،ويري في ذلك أساسا من أسس الديمقراطية والمساواة بين الأغنياء والفقراء.
ويهاجم الرجعيين وآراءهم في عدم المساواة في الحقوق لا من حيثم مشابهتها له في كل شيء . وينقل في هذا المجال مقالا مطولا للفرنسي ليكوفه يظهر فيه علاقة الرجل بالمرأة منذ القديم وكيف كانت المرأة بمثابة " ملحق" و" خادم" للرجل ، وكيف تبدلت الأمور في العصر الحديث، وفي الدول المتقدمة ، يعدد مشاكل " البنت " والزوجة وحقوق كل منهما ، بشكل يظهر فيه تقدميته.
وكتب بحثا مستفيضا في الإصلاح وكيف يجب ان يتم في الدولة العثمانية ، ويمس النواحي السياسية والمدنية والاقتصادية.
وفي الناحية يقصد المالية والإدارة والقضاء. وفي الثانية المعارف والمساواة والحرية ، وفي الثالثة الأمن ووقاية الأعمال وتوزيع الأشغال.
ويري أن المالية " قوام الملك وأيدي الدولة ومفتاح الإصلاح وعماد الأعمال" وهي متعلقة بالإصلاح الام؛ إذ لا " تنتظم أمورها ولا تتسع مواردها ولا يزول اختلالها إلا بحسن الإدارة، واستقامة القضاء وعموم المعارف، وحصول المساواة وظهور الحرية ، وثبوت الأمن، وتفرق الأشغال بالعدل.فالنظر في هذه الأبواب عائدة إليها لزوما" . ويري أن أول حاجة في القضاء هو " اتساق القوانين " و" كفاءة الحكام" ويعدد شروط الحكام، كالعلم بالاحكام ن واستقلال الخاطر وعفة النفس. أما الإدارة فصعب إصلاحها" لتعسر الوقوف علي موجب الخلل وعلة الفساد في كل فرع من فروعها الكثيرة، ولأن العمال والحكام والآمرين والمأمورين علي اختلاف درجاتهم، لا يتبعون في أعمالهم قانونا مخصوصا بها ، فلا يعلم مقدار حقهم، ولا يعرف حدواجبهم، ولا تلزمهم تبعة إلا فيما يروم الرئيس. فيجب " تبديل الهيئات مع تغيير الذوات وتعين المسئولية وتحديد الواجبات في الفروع والأصل، والأطراف والمركز" . ويلح علي إعطاء الموظفين رواتب كافية لمنع المحاذير " الرواتب القليلة" . ويلح علي تعميم المعارف والعدل والمساواة.
ويلح علي مفهومه في المساواة فيقول : " اما المساواة فليس المراد بها مايروم الغلاة من محو الطبقات وإزالة الدرجات المترتبة علي السعي والجد لزوما . فتلك أمنية لا تنال إلا أن يكون الناس جميعا إخوانا، فلا تحصل مادام الإنسان إنسانا. ولي س المقصود منها ما يغالطنا به أولياء الامتياز من كوننا شرعا فيما تجري به الأحكام.
فذلك لا يمنع من وجود التفريق، ووقوع التمييز في نفس تلك الأحكام. وإنما حقيقة المساواة أن تكون الأحكام سواء علي من هم بالنظر إليها سواء. بمعني أن تجرد النصوص الحكيمة عن كل مايجعل بعض الناس فوق بعض وتنزه عن كل مايفتح باب النجاح لبعضهم دون الآخرين، وتطهر من كل مايشف عن شيء من ذلك يؤدي إليه فتكون أمن الخائف وملاذ الفازع، ونصفة المظلوم، وسدا سديدا في وجه الجريء" .
فنظرته في المساواة نظرة الدول الرأسمالية الديمقراطية ، وقد عبر عن نظرة الشيوعيين والفوضويين . ويزيد الطين بلة إذ يقول: " وأحكام دولتنا العلية ( الدولة العثمانية) أيدلله مبنية علي هذه المساواة الحقة. فما يلزم فيها غير إصلاح الحاكمين، ثم لا بد من النظر في امتياز الأجنبي والتعويض منه بما يكفل استمرار العدل ويضمن المساواة.
فإذا كانت المساواة التي ينادي بها هي مساواة نظم حكم العثمانيين وخاصة عبد الحميد في أيامه. فبئس المساواة ! وهنا دفعه التملق والانتهازية إلي مثل هذه النظرة.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2
- الأرمن والفكر السياسي : قراءة في فكر أديب إسحق-1
- صورة أرمينية في المصادر العربية والأجنبية
- الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
- الصحافة الأرمنية في مصر
- الأرمن والفكر السياسي العربي: قراءة في فكر رزق الله حسون
- الطائفة الأرمنية تكرم الصحافة المصرية
- من أعلام الشعر الأرمني الحديث
- يوميات كاراباخ: أخضر وأسود.....لا حرب لا سلم
- مذكرات جمال باشا
- روبرت فيسك والأرمن : قراءة في زمن المحارب
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-2
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-1
- رؤية أكاديمية للقضية الأرمنية مع الأستاذ علي ثابت صبري
- مع الشاعر المصري إبراهيم حسان
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-3
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-2
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-1
- شارون يعود من جديد....!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-4