|
سينجح العبادي ان ادار العراق بنفسه فقط
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 14:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اولى الخطوات هو التجريد من كل خلفية سياسية و الاعتبار من الماضي القريب و اخطاء السلف، فشل الحكومة السابقة جاء بعد ولوجها في الانحياز العلني نحو محور واحد دون الاهتمام بما سيحل بها في النتيجة لانها لم تتقن ما يريده العراق المختلف عن جيرانه و ظروفه المختلفة عنهم من كافة النواحي، كانت حكومة غشيمة داخليا و خارجيا، حزمت امرها في الالتزام بمحور على حساب الاخر بعد الدخول مباشرة في حرب سوريا و مساعدتها لبشار الاسد بطلب ايراني و من قبل من له الامر في ذلك قاسم سليماني . اليوم الحكومة تكون في ظرف اكثر اختلافا من سابقتها من حيث الواقع العراقي المتغير بعد مجيء داعش و من ثم الظروف السورية المختلفة و ما حدث في المفاوضات النووية الايرانية الامريكية و الاخطاء المتكررة للمالكي مما فرض استبعاده على الرغم من حصول كتلته على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية . الظروف امستجدة تطلبت تغييرا جذريا في العراق، و هذا يمكن ان تستغله الاطراف المتصارعة من المحاور الاقليمية و باشراف عالمي مرة اخرى ان لم يحسب العبادي ما هو فيه بشكل دقيق و جيد . جاء حسين همداني بعدما استبعد قاسم سليماني متزامنا مع استبعاد المالكي. و هؤلاء ايضا لهم تكتيكات و اساليب مختلفة، لهم طلبات و يتعاملون وفق ما تمليه عليهم مصالحهم الدولية و ليس المذهبية كما يعتقد الكثيرون، انهم يستخدمون المذهب من اجل ادارة دولتهم و في المعادلات السياسية الخارجية لصراعهم فقط و يوغلون في العمق من الصراعات التي تعود بابقاء نظامهم و ان تطلبت ذلك يتحالفون مع المذهب الاخر كما نرى في هذه المنطقة من التعاون و بعض الاطراف و حتى الارهابية الدموية، كلما كان لصالحهم . يجب ان يدع العبادي هؤلاء و يسير بنفسه و لوحده و بتجرد كامل، لا بل يمكن ان يوكل نوابه التعامل مع هؤلاء و ليس بشرط ان يستقبل العبادي بنفسه هؤلاء الموظفين في الشؤن العراقية و المنطقة سواء من الحرس الثوري او الحكومات او من المحاور الاخرى بنفسه، و له القدرة و الامكانية في هذا الامر، و يجب ان يوظف التاييد الواسع الذي تلقاه من جميع الاطراف و يقف فوق كل اعتبار من العلاقات السياسية و التعامل مع الاخرين، و به يمكن ان يحكم هو لوحده العراق ويجب ان يهتم بالشؤون الداخلية و يترك الدبلوماسية لوزارته الخارجية دون الدخول بنفسه هذه الامور السرية الصغيرة . و به سيضع نفسه و حكومته فوق كل طلب مصلحي هنا و هناك . ان نجح العبادي في الشان الداخلي فانه يعيد هيبة البلد لمكانه و يجبر الاخرين ان يتعاملوا مع العراق كبلد مستقل و ليس تابع لهذا المحور او ذاك، و به سيكون حرا مفتوحة اليدين و يدير دولة مستقلة غير خاضعة لاي تاثير اقليمي او دولي الى حدما و تكون له كلمته المسموعة و يبتعد عن التبعية و ما سار عليه سلفه مخنوعا خاضعا، بسبب سياساته الخاطئة و اهتمامه بنفسه شخصيا من اجل بقاءه اطول مدة في كرسيه دون ما يهم البلد . و به يجب ان يعلم العبادي، انه اول رئيس وزراء عراقي يلقى لاول مرة هذا التاييد الواسع العالمي و الاقليمي و الداخلي منذ سقوط الدكتاتورية، و عليه ان لا يختزل هذا التايد بسلوكه و تعامله، و اول الامر هو عدم استقباله لحسين الهمداني بنفسه و الابتعاد عن الموظفين الصغار من الدبلوماسيات الخارجية و يبقي نفسه فوق كل الشبهات و الانحيازات الاقليمية، و التايد الواسع سينجحه في مهامه، اي ان حكم البلد بنفسه و لوحده و بعقليته و الاماهتم بالشؤون الداخلية كاولى الاولويات له، وهذا ما يفرض على المهتمين الخارجيين ان يحترموا ما يسير عليه السيد عبادي . و نقول للسيد العبادي كن لوحدك و تجرد من كل خلفية دينية مذهبية ايديولوجية، و ستنجح بعقليتك و سيحترمك الجميع .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على المالكي ان يعيد النظر في حياته السياسية قبل ان ينصح الاخ
...
-
ان كانت حكومة الواقع، ستنجح
-
لماذا يُعتبر تحرك امريكا ضد داعش انتقائية ؟
-
حان الوقت لانهاء داعش ؟
-
الاولوية لما يهم المواطن البسيط
-
هل تعيد داعش احداث التاريخ الاسلامي ؟
-
هل يجرب العراق دور دولة عدم الانحياز في المنطقة
-
هل اصبحت داعش بديلا للقاعدة عالميا من حيث الاهداف المناطة به
...
-
تطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل الجذري لما فيه العراق
-
هل يدوم الدعم الداخلي و الدولي للعبادي
-
هل لدى العبادي من الخلفية الملائمة للتغيير في العراق
-
هل ينجح العبادي في مهمته الصعبة
-
عصارة العقل الجمعي لقيادة كوردستان
-
لماذا ابواب تركيا مشرعة على مصراعيها لمن ينضم لداعش
-
لماذا الاحتضار الطويل للمالكي
-
تهور بعض الشباب امام النازحين العرب ليس بموقف الكورد
-
اصرار المالكي يضر بحزبه العريق ايضا
-
الضربة الامريكية ضد داعش تعني الكثير
-
هل يمكن دحر داعش ؟
-
كيف وحدت داعش الصف الكوردي
المزيد.....
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
-
مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
-
أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
-
لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر
...
-
واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
-
الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|