أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب














المزيد.....

حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 01:35
المحور: كتابات ساخرة
    


أحد الشيوخ في العهد المباد كان يمشي ليلاً بدون هدف كما هي عادته في حراسة قريته , أطال هذه المرة وجافاه النوم بسبب الهموم وكان أشدها على نفسه أنتشار الحصى في طرق القرية فهو يؤذي الأرجل ويسفك دمائها كون الناس في ذلك العهد لا زالوا حفاة , أما الهم الآخر فهو هجمات متباعدة للذئاب حين تصول على الأغنام , وفيما هو مستغرق بالتفكير في أيجاد حل لتلك المشكلتين هاجمه كلب في حلكة الظلام وعضّه في ساقه , فشاع الخبر في الصباح أن حادثاً غريباً حصل للشيخ (فلان) , بدأ الناس يتوافدون لداره للأستفسار و المواساة , حدث ذلك حين كانت حياتهم هادئة والأحداث السيئة قليلة فعضّة الكلب عندهم تعتبر من الحوادث الجسام وأن أصعب مايحدث لهم في ذلك الوقت هو الموت ذلك القدر الذي يهزم كل أنسان , كانت (الفاتحة) التي تقام على روح المتوفى وعادة مايكون في أرذل العمر , تطول لسبعة أيام ليتّشح أفراد القرية رجالاً ونساءاً بالملابس السوداء لمدة عام ومعهم حتى الأطفال , المهم أن صاحبنا الشيخ وجد نفسه في بم يعجبه هذا الموقف الـ(بايخ) و (أستنكف) أن يسرد لمن حوله ما جرى معه بأن كلب هاجمه دون أن يبدي أي دفاع , أراد لما حصل أن يكون حادثاً يسجله التاريخ بأضافة المفيد من الأكسسوارات ليتوافق مع كبريائه ويشبع حاجات السكان لمناقب التاريخ و البطولات , فألّف قصة من خياله تتلائم مع المشهد آنذاك , وقال :
كثيراً ما رصدّت أصواتاً غريبة تصدر من (إيشان حمدان) حين أتفقد القرية وأنتم نيام , وفي الليلة الماضية قررت أن أكشف السر وراء تلك الأشياء , سرت بعد منتصف الليل والقمر محاق فأحسست أني ملاحق من شيء , كلما أدرت وجهي للخلف أختفى و كلما مشيت أزداد أقتراب , حتى أحسست بيد (قرد) ثخينة مليئة بالشعَر تمسكني من كتفي الأيمن , أدرت و جهي عليه فكان أبشع مخلوق رأته عيناي , يمتلك رأس جاموس و قامة زرافة و بطن فيل , أعوذ بألله من الشيطان , وجهه أسود مليء بالشَعر بعيون حمراء أطول مني بثلاث قامات , أمسكت يده وأدرتها بكل ما أملك من قوة و رميته على الأرض لأطبق بحركة سريعة على رقبته , كدت أوشك على خنقه حين رفع يده للأستسلام فأرخيت يدي قليلاً لأتركه يقول وصيّته الأخيرة وأخبرني بأثنين من أهم الأسرار فكان له ما أراد وقال :
دعني أقول لك ولاتنسى ذلك على مر الزمان , أولاً أن نقطة ضعفي في بطني الكبيرة من يضربني عليها سأعضّه وبعدها مصيري الزوال , وثانياً أنني حين أختفي سأتحول الى (حصوة) ولن يعيدني للحياة ثانيةً الا ذئب يعضّني وتأكد بأن كل الحصى في قريتكم هم أبناء جلدتي , أنهم ينتظرون الذئاب لتعيدهم الى هيئتهم الأولى كشياطين تأكل الناس ..
حين أنهى الشيخ حكايته المرتجلة وصولاً لفصل الرفس وحصول (العضّة التاريخية) أبرز لمن حوله (حصوة) رمادية على أنها روح ذلك الوحش , هرع أبناء القرية لرميها في أقرب نهر , ومنه توجهوا كل الى داره لينظفها , وبعدها للأزقة والشوارع والساحات , فلم يبق أي ذكر للحصى في البلاد بعد أن تخلص منها أهل القرية وكل القرى المجاورة ممن سمعوا الحكاية برميها في قعر الأنهار , وحين أكملوا حملتهم في التنظيف أجتمعوا في بيت الشيخ (المعضوض) ليضعوا خطة (قرنية و ليست خمسية) لمنع الذئاب من الدخول لقريتهم من خلال بناء دور جديدة والتجمع في حي حديث واحد لاتفصل بيوتاته مسافات تم تحصينه بالمنيع من الأسوار , تحولت تلك الحكاية الى أسطورة مفيدة تتندّر بها الأجيال عند المساء خلاصتها ( أن الحصى و الذئاب إن ألتقيا أكلوا الناس) فالأخبار تقول أن أهل تلك القرية لا زالوا يموتون بعد عمر طويل بأرادة الله و ليس الوحوش و الذئاب .
وفي عهد مباد آخر قالت وردة الجزائرية :(الوداع بأحسّ لما تكون بعيد معنى الضياع) , الأمر صعب جداً أن نودع الأحبة يومياً ليموت الناس بسبب الناس والأصعب منه أن يكون التاريخ والأساطير سبباً يزيدهم خراباً و تشتتاً و أرجاس
قالوا قديماً : خير الناس من نفع الناس , حتى عشنا اليوم لنقول : خير الناس من كف شرّه عن الناس , بعضنا وهم الأكثرية يرفعون شعار (أذا أقبلت الفتنة ألزم بيتك و صن لسانك ) حاولت والكثير من المبتلين النأي عن أبداء الرأي والدخول في المهاترات , نهرب منها لنجد أنفسنا في قاع الصراع , تاريخنا مليء بأساطير مضرّة , أحدها أن نعيش صراع طائفي سببه صراع عائلي على السلطة حصل قبل ألفي سنة الا سنوات , لو تمعن بها طفل خديج لصرخ بوجه المتصارعين : أغبياء ..أغبياء
الطائفيون من شتى المذاهب شاركوا ويشاركون في سفك دماء الأبرياء في العراق ورب كلمة أشد وقعاً من ذبح أو تفجير لمئات الأبرياء , الا قبحهم الله
نفرت منّا كل قوى الكون , أمريكا رفعت يدها عما تراه صراع طائفي في العراق وأكتفت بنجدة الأكراد وحين نستغرب كونهم المسؤولين عن زرع شجرة الخبث بين الأشقاء ينئون عن الصدق ويتهموننا جميعاً بأننا مجرد (ماشة) نار بيد دول الجوار , أكّد تلك النظرية صديق مجنون وأصابنا بقشعريرة حد النخاع , حين قال (وأستغفر الله) حتى الله رفع يده عن العراق وأكتفى بأرسال عزرائيل ليساعد (موظفي الطب العدلي) في أحصاء المزهوق من الأرواح , وحين أعترضنا أجابنا أجابة الواثقين :
بألله عليكم أذا كان المغدورين في قاعدة (سبايكر) وجلهم طلّاب وجنود وعمال كانوا يجاهدون الجهاد الأكبر بالعمل والحراسة في سبيل الله , وأذا كان المصلين المغدورين في ديالى يوم أمس مطمأنين في بيت الله يتقربون الى الله .. لماذا لم يحميهم الله ؟
رددنا وبعدها صمتنا : أستغفر الله .. أستغفر الله !
كسر صمتنا مذيع أو محلل أو صاحب صالة قمار (جميعهم متشابهون في التلفاز) كان يصدح ببيت للشاعر (علي حمزه رحمه الله) , شاب منتشي ببطن كبيرة , متقمّص لشخصيّة (مهوال) يصرخ بهيستريا طالما سمعناها :
بشر أمك صارت هيونطه ..... حگنه نريده وحكَ ما ننطه , عساكم سالمين أخوان .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة
- أزمة الأعلام وثقب الهلام
- حكاية حقيقية حصلت البارحه
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ
- أستغاثة من الهنود الحمر
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب