أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الواثق - الاتجاه السياسي للماكنة الصحفية العراقية















المزيد.....

الاتجاه السياسي للماكنة الصحفية العراقية


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن انشئت الخليقة ، حتى بدأ الإنسان يعبر عن مشاعره واحاسيسه وأعماله اليومية ومنازعاته من خلال الإعلام ، أي باستخدام عدة وسائل بدائية بسيطة ساهمت في تعايشه وتكيفه مع الظروف والبيئة المحيطة به .
فكانت الأصوات والإشارات التي يقوم بأدائها هي بمثابة إعلام في تلك الفترة لغرض الإعلام عما يقوم به من أعمال وما يشعر به تجاه الآخرين .
ثم تحولت هذه الإشارات والأصوات فيما بعد إلى رموز وحروف وأشكال لغرض التعبير عنها بمعنى أدق وهو يرسمها بعفويته وفطرته على الجدران .وهي بمثابة نقطة تحول أخرى في مجال الإعلام .
وبعد شيوع الكتابة السومرية والاكدية وغيرها أصبح لها طابع إعلامي مميز كونها تعبر عن حياة وتطلعات الشعوب والحكام وآدابها وتاريخها وحياتها الأدبية والاجتماعية.
وبمرور الزمن تطورت الماكنة الإعلامية لتعبر معنى أدق عن حياة الشعوب وثقافاتها من خلال الملاحم العالمية الشهيرة التي وصلت إلى مختلف أرجاء العالم ، وخير دليل على ذلك الملحمة العراقية الشهيرة ملحمة كلكامش التي جسدت معنى الفناء والخلود والوفاء والصداقة والصديق والحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية في تلك الفترات ، فأخذت طابعا إعلاميا مميزا .وبعد عصور الملاحم والخرافات والحكايات التي يلقيها أصحابها باحترافية كروات أو حكّائين أو رسل أو حاملين وناقلين لها اتسع دور الإعلام شيئا فشيء حتى عصر النقوش أو اللغات واللهجات السامية وغيرها والتي وجدت نقوشها الكثيرة في عدة مدن ودول عربية وإسلامية وغيرها . وهذا الفضل يعود على عملية التدوين التي قام بها أصحابها من أدباء أو قادة أو ملوك أو أمراء وغيرهم .فكان لها الدور في الحفاظ على التراث والتاريخ والحضارة والعادات والتقاليد وغيرها بل عكست طابع المعيشة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتلك الشعوب .
وفي عصر ما قبل الإسلام ساهم الأدب الجاهلي بشقيه النثري والشعري في إرساء دعائم الإعلام خصوصا في مجال الشعر وإنشاء سوق عكاض الذي كان ساحة لمباراة الشعراء الأفذاذ أو لغرض المدح أو الهجاء والمحيص والإعلان عن القصائد وأغراضها وأفكارها وانتشارها إلى الآفاق ، وفنون النثر كالرسائل والمناظرات والمجالس والمراسلات ونظام البريد والمكاتبان بين الملوك والقادة فجميعها ساهمت في ظهور معالم الإعلام وان لم يأخذ دوره بالمعنى الاصطلاحي الحالي .
وفي عصر الإسلام نستطيع أن نقول إن ملامح الإعلام بدا تتضح بظهور الرسالة المحمدية التي كانت نقطة تحول في الحياة المجتمعية حيث كانت انتقاله من الظلام والجهل والتخلف إلى النور والضياء والعلم والحرية والانعتاق وترك المحرمات ، فجميع هذه الأمور عالجها الإسلام بروحه السمحاء ، وحكمه العادل وأوصلها إلى كافة أنحاء المعمورة من خلال عدة وسائل إعلامية منها : الشعراء والرسل والمراسلات والبريد ، والمحافل والمجالس الأدبية وخصوصا المساجد التي كان للخطباء فيها دور إعلامي كبير للتأثير في نفوس الناس . وبهذا نستطيع ان نقول ان الشعراء والأدباء في تلك الفترة هم إعلاميون بالفطرة .
وتميز العصر الأموي بأنه من ابرز العصور السابقة له خدمة لظهور الماكنة الإعلامي الشفوية أو المدونة ، فبحكم الصراعات المريرة التي حدثت بين العلويين والأمويين والخوارج والزبيريين والشيعة ظهرت جيوش من الشعراء الإعلاميين الذين حملوا رسالات مذاهبهم وفرقهم فظهر ما يسمى بالشعراء الأمويين والشعراء الشيعة وشعراء الخوارج وشعراء البلاط الحاكم وغيرهم حتى تعدد أنواع وأغرض الشعر منها السياسي ومنها الاجتماعي الذي تناول التغزل في المرأة والحنين إلى الديار والسفر على الناقة والبكاء على الإطلال والتكسب في الشعر والتصوف والزهد أو ظهور الشعر الماجن أو الخليع أو معاقرة الخمرة ووصفها والفخر والرثاء والهجاء وظهور النقائض ، فجميع هذه الأمور كان تخدمها الماكنة الإعلامية كوسيلة للتعبير والتعريف والتوصيل والتأثير في الرأي العام .
وكان العصر العباسي الأول هو العصر الذهبي بالنسبة للثقافة والعلم والنفوذ وغيرها ، حيث أن أنشاء المدارس العلمية والجوامع والمجالس وإقامة المناظرات والمناقشات والمحافل الأدبية لها دور مميز في جعل بغداد قبلة العلماء والعلم ، وهذا يأتي بفضل الإعلام الشفوي او المدون .
وفي العصر العباسي الثاني ومع اشتداد الأطماع بالدولة العباسية وضعف الحكم فيها وتغلغل عناصر أجنبية فيها وكثرة الحروب والمنازعات التي حدث معها وأرهقتها ساهمت في تغلغل المغول وسقوط بغداد على أيديهم سنة 656هـ . فكانت الانتكاسة الحقيقية لعاصمة الثقافة والعلم بغداد لحرق وتمزيق وتدمير وإغراق الكثير من المؤلفات والكتب والرسائل الثمينة ورميها في نهر الفرات حتي قيل اختلطت بدماء الضحايا من أهالي بغداد.وكان للإعلام دور مهم وبارز ومميز ونستطيع أن نقول نقطة تحول أخرى في هاذين العصرين العباسيين الأول والثاني ، لاعتبارات كبيرة وكثيرة منها أن الخلفاء أنفسهم شجعوا العلم والأدب وقربوا الشراء والأدباء وفتحوا المدارس والمجالس وشاركوا فيها بل كان قسم منهم شعراء وأدباء . وما شجع ذلك كو قيامهم بترجمة الكتب والمؤلفات من كافة انحاء المعمورة وبكافة اللغات واستقطاب طلبة العلم ، هذا ساهم الإعلام بإشاعتها وانتشارها بصورة أسهل وأدق وأسرع واصدق كونه تحول من إعلام شفوي إلى إعلام تدويني حيث صار سجلا للديوان والمراسلات يحتفظ بكل شاردة واردة وتذاع الأخبار على الناس من خلال إعلانها وتدوينها إلى الجدران أو عن طريق المشافة المصحوبة بالطبول وآلات الموسيقية .
وكانت الأسواق التجارية تمثل أيضا لمحة من لمحات الماكنة الإعلامية في تلك الفترات فطريق ترويج وترتيب البضاعة من قبل البائعين كان بطريقة إعلامية حتى أيضا فهم يستعملون بعض المفردات والإشارات والجمل والسلوكيات والإعمال من اجل كسب وإقبال الزبائن على بضاعتهم .
ومع وجود السلاجقة بانت كذلك ملامح الإعلام العراقي تتضح كونه استعملوا نفس الأسلوب العباسي في مخاطباتهم ومراسلاتهم وحروبهم ومنازعاتهم .
أما في العهد العثماني(1822-1884) وما بعده ،كان إصدار جريدة الزوراء العراقية في عهد الوالي العثماني متحت باشا سنة 1869 ، النقطة المهمة والرئيسة في إرساء دعائم الإعلام العراقي وكانت هذه الجريدة ناطقة باللغتين العربية والتركية ، وتنقل أخبار محلية ودولية وأخبار الإمبراطورية العثمانية ، على الرغم من أنها ماكنة إعلام تركية مدعومة من قبل السلطات إلا إننا نستطيع أن نعتبرها أساس لتكون الماكنة الإعلامية بالشكل الإعلامي الصحيح والفني المتواضع ، حتى تم إصدار جريدة ( موصل )سنة 1885 وتبعها إصدار جريدة ( بصرة) ، 1895، وإصدار مجلة ( إكليل الورد) كأول صحيفة دينية ثقافية علمية .
وكانت سنة 1908م نقطة تحول جديدة في تاريخ الصحافة العراقية ، حيث تم إصدار قرار من الدستور العثماني يتيح إصدار الصحف ، فانطلق الأقلام وانبرت العقول لإصدار الكثير من الصحف ، حتى وصل عددها ما يقارب الخمس والعشرين صحيفة في تلك الفترة شكلت نقلة نوعية وكمية ، على الرغم من وصفها من قبل البعض بالركيكة والضعيفة والأعجمية لكثرة الأخطاء اللغوية فيها .
وكانت أول صحيفة هزلية عراقية هي ( المرقع الهندي ) سنة 1909.
وبعد الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق من قبل بريطانية ، تم إصدار صحيفة ( الأوقات البصرية ) الناطقة بأربع لغات عربية وفارسية وتركية وانكليزية بدعم من قوات الاحتلال البريطاني آنذاك .
وفي عام 1921 أعلن قيام الدولة العراقية ونصب فيصل ملكا على العراق ، وفي عام 1923، تم إلغاء الانتداب البريطاني على العراق ، وانضمام العراق إلى عصبة الأمم المتحدة ، ما وسع من حرية الصحافة في العهد الملكي وانهماكها في تناول قضايا علمية وثقافية واجتماعية ووطنية مهمة أكثر من القضايا السياسية .
وعلى الرغم من خروج العثمانيين من العراق إلا أن القانون العثماني ظل ساري المفعول بالنسبة للصحف العراقية وقوانين إصدارها التي منحها لها .
وكانت نقطة التحول الاخرى في تاريخ الصحافة العراقية هي صدور أول جريدة ماركسية في مجتمع متحفظ تدعو للانفتاح والتحرر عام 1924م.وصدور أول صحيفة رياضية عام 1925م .
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ( 1945م) توقفت معظم نشاطات الأحزاب والصحف باستثناء بعض الصحف كصحيفة الشعب التي ألغيت بسبب مناهضتها للأحزاب الحكمة في وقتها 1958م.
وفي عام 1954م أصدرت حكومة نوري سعيد قرارا أغلقت بموجبه جميع صحف الأحزاب وصودرت معظم التراخيص أو الامتيازات، ما مهد لإصدار صحف سرية مناهضة لحكومة سعيد ومعظمها يسارية .
سنة 1958م صدرت صحف الاستقلال والرأي والجمهورية والأحرار والرقيب اليسارية وغيرها .
سنة 1968م استولى نظام البعث إلى صحيفتي الجمهورية والثورة وألغى بقانون 206 لسنة 1968 جميع امتيازات الصحف والمجلات والصادرات في العراق لتكون مرحلة جديدة أعاقت الماكنة الإعلامية وجيرتها لصالح السلطة أولا ونظام الحكم ثانيا حتى اقتصرت على مجموعه من الصحف التابعة للنظام .
في عام 2003م وبعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وسقوط نظام صدام في العراق ، تم اصدرا ما يقارب ثلاث آلاف صحيفة لأحزاب وتجار ومستقلين او تابعه للحكومة العراقية الجديدة سرعان ما اختفت معظمها لأسباب تجارية أو مالية أو سياسية .
من أهم ما يميز هذه الفترة هو حرية الإعلام وانتعاشه كماً ونوعاً . رغم انه مسخ ذائقة المتلقي لكثرته وضبابيته وعدم مهنيةِ إلا البعض منه .فكان خير ما مثل تلك الفترة هو جريدة الصباح التابعة للحكومة العرقي والناطقة باسمها ، وصحيفة الزمان وهي صحيفة مستقلة تتبع لمؤسسة الزمان للطباعة والنشر في لندن كانت تصدر أيام المعارضة العراقية سنة 1989م.
واستمرت قصة الماكنة الإعلامية العراقية بين عمليات الشد والجذب مع الحكومات العراقية المتعاقبة إلى الآن ، رغم وجود ما يسمى بنقابة الصحفين التي لم تاخذ دورها الحيققي في الضغط على الحكومات العراقية لغرض سن قوانين تضمن حقوق وسلامة وحماية الصحفيين وحرية الصحافة ، من الاتجاهات والاعتداءات الحكومية أو الحزبية او الطائفية والمذهبية والقومية أو المؤسساتية التي تقوم وللأسف بعض القنوات باستغلال وانتهاك ومصادرة حقوق الصحفيين العاملين بها ، وهذا ما تتحمله نقابة الصحفيين العراقيين التي ضيعت حقوق الصحفيين بمحاباتها للحكومة العراقية وكأنها أصبحت مؤسسة تابعة للحكومة العراقية ولا تستطيع الخروب عن العباءة الحكومية ، ما انعكس سلبا على الواقع الصحفي الذي بدا يرضخ للمسؤولين والمؤسسات الحكومية أو للمؤسسات التجارية ويقبل بأقل الأجور او الحلول في ظل الكم الهائل من الصحفيين.



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حيطان الامام ...
- سلاما ...
- اشكالية ابار النفط ...
- اشكالية المنظمات الدولية ...!
- مثلث برمودة :الاسرائيلي التركي الكردي
- اشكالية النصب التذكارية ...
- عابر القارات ...
- طلسم العراق ...بادية المثنى
- العباءة والعروبة ...
- العراق والجدار العازل ...
- ابعدوا عني البنادق ....واثق الواثق
- الموصل ونشر الغسيل ...
- شكرا ...
- انتي ...
- رؤية سياسية ..عن بعد ...
- ارغفة الحصار ...متطايرة ...ّّ!!!
- ابقي...
- الطاولة المستديرة ...واثق الواثق
- لبنان من مرحلة الخطر الى مرحلة الدخول ضمن سياسية التدمير وال ...
- اشكالية الكهرباء في الدول العربية المحتلة ...ولماذا الكهرباء ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الواثق - الاتجاه السياسي للماكنة الصحفية العراقية