أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود أمين - اخوانيات















المزيد.....

اخوانيات


داود أمين

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:37
المحور: الادب والفن
    



كانت المرة الاولى التي احتفل فيها بعيد ميلادي , هي عام 1973 عندما بلغت الخامسة والعشرين من عمري , وقتها كنت اعيش في مدينتي الناصرية, ولا اتذكر كيف خطرت الفكرة لي , ولماذا تحمس لها صديقي الفنان التشكيلي عبد الكاظم ابراهيم ,بحيث قرر ان يكون الاحتفال في بيته ( كان وقتها يعيش في بيت اخته ام زيد ) !المهم كان علي ان اتعاون مع صديقي كاظم في اعداد مستلزمات ( الكعدة ) من شرب الى مزات و كرزات , الى طعام .
الدعوة ضمت الاعزاء من اصدقائي ورفاقي , وكان بينهم الشاعران عبد الله الرجب وفاضل السعيدي , بدأ ت الجلسة طبيعية , نشرب ونأكل ونكرز و( نمزمز! ) ونتحاور , ولكن ( مع صعدة الشرب للنافوخ ) بدأت الاصوات تعلو وتتداخل وتحتد ( ولأننا عموما ديمقراطيين ونتقبل الرأي والرأي الاخر! ) فقد تحول النقاش لمعركة كلامية حادة بين عبد الله وفاضل , واذكر ان السبب في تلك المعركة هو ان الصديق العزيز احمد محمد صالح غنى في تلك ( الكعدة ) اغنية من الحانه وكلمات فاضل السعيدي عن ( تل الزعتر ) والحق انها كانت من الاغاني الجميلة جداً كلاما ولحناً , ولكن عبد الله الرجب المشهور بسخريته ومزاحه الدائم حاول كسر الجو الذي اشاعته الاغنية بيننا بتسخيفها , فتصدى له فاضل , متهماً اياه بعدم التعاطف مع الشعب الفلسطيني ومع مأساة تل الزعتر!! ( وكانت المأساة طرية حينذاك ) واذكر اننا ضحكنا طويلا , ولا نزال نضحك ,عندما نتذكر رد عبد الله الرجب على عصبية فاضل ,اذ قال له ببرود ه المعهود ( هسه انت شخبصتنه بتل الزعتر قابل انت فاروق قدومي !!) المهم انتهت تلك المشادة بسلام بعد ان استخدم الخصمان ( الطف الالفاظ وارقها !) ولولا وقوفنا بين الاثنين ( لقرأنا على احدهما السلام ! )
بعدها بايام ,لا ادري كيف ومن أوصل امرذلك الخلاف الصداقي البسيط للحزب , مما استوجب اجراء تحقيق حزبي, وكان لابد ان يكتب الحاضرون ( وهم جميعاً شيوعيون ) ما شاهدوه وسمعوه لكي يستكمل التحقيق ويعاقب المتجاوز !! وكانت اول عبارة تكتب من كل رفيق هي ( بتاريخ ... وفي عيد ميلاد الرفيق ابو نهران حدث ...) ثم يروي الرفيق التفاصيل من وجهة نظره . وحين اكتمل التحقيق الذي لا اعرف نتائجه , اذ كان الحاضرون من هيئات حزبية مختلفة , اختلى بي الرفيق الفقيد كاظم الجباري , الذي كان عضو مكتب اللجنة المحلية في المحافظة , وقال لي معاتبا بين الجد والهزل ( هسه ياابو نهران ما تكلي وين لكيتها سالفة عيد الميلاد ! هسه لوما عيد ميلادك الميمون جان تعلك هالعلكه ابين الرفاق !!)
ومن يومها قررت ان لا اتورط بمناسبة خاصة كهذه لأعممها , كنت في السنوات التالية اكتفي بتذكر اليوم , وربما بالحصول على هدية من زوجتي , او بمكالمة من اخ او صديق , حتى اقترب موعد ميلادي الخمسين قبل سبع سنوات , وهذه المرة كنت في كوبنهاكن وليس في الناصرية , ومناسبة كهذه امر هام في بلد كالذي نعيش فيه! ومما زاد من اطمئناني للأحتفال بالمناسبة ,و ان معركة لن تحدث هذه المرة ,هوان بيني وبين دعوة صديقيْ العزيزين عبد الله الرجب وفاضل السعيدي نظام قمعي حديدي , لا يمكن اختراقه لأيصال دعوتي لهما !
كنت افكر بحفل متميز كبير , ادعو له الاعزاء من اصدقائي , لكني احجمت في اللحظات الاخيرة , واكتفيت بحفل متواضع , في شقتي الصغيرة في كوبنهاكن , حضره اعز الاعزاء من اصدقائي , وغاب عنه اعزاء اخرون .
في الحفل كانت مفاجئات الأصدقاء الاحبة سارة وجميلة , فالعزيز ستار عناد, الذي جاء من السويد ليشاركني فرحتي , خصني بكاركتير جميل يحمل ملامحي , والاصدقاء الاخرون قدموا هدايا متنوعة , مع كلمات رقيقة , كما اهدتني زوجتي لوحة تعبيرية راقصة لايمكن ان تنسى , لكن الصديق الفنان طالب غالي الذي شغل بعوده وصوته معظم ساعات الحفل , فاجئني والاخرين بقصيدة رائية رائعة , اقدمها للقراء رغم خصوصيتها , واطراءها الزائد لي .
وبعد ايام من انتهاء المناسبة وجدتني ارد على قصيدة العزيز طالب وعلى نفس البحر والقافية , بقصيدة استعرضت فيها الخمسين سنة التي انصرمت من حياتي , والغريب اني لم اجد سوى حزمة خسارات , حتى انني عندما ارسلت القصيدة لصديقي الفنان عبد الكاظم ابراهيم, الذي كان يشكو الي دوما وضعهم في ايام الحصار الاقتصادي , اتصل بي قائلا ( ولك هاي انت شصاير بيك ؟ قصيدتك خلتني استحي بعد اشكيلك !!!) وسأورد قصيدتي ايضاً ليتسنى للقراء تقدير حجم الالام التي نعيشها في الغربة , تلك التي يحسدنا بعض (البطرانين!) اننا نعيش تحت ظلالها الوارفة .

قصيدة طالب غالي

أًلملمً الشوقَ من قَلْبي وأَزرَعُهُ ليستَوي شَجراً يَنمو ويَزدَهرُ
وأَفرُشُ الآرضَ عُشباً من مَحَبَتنا كي التقيكَ رَبيعاً والدُنى سَمَرُ
ففي دَمي فَرحَةُُ لو شئتَ أُشعلُها لترتَمي ألقاً يزهو وَ يَنهَمِرُ
هي المحبةُ نبضُ الكونِ لو صدقت تعلو سماءً ويحبو دونها القَمَرُ
يا طيب القلبِ لو جاورتَ مُقفرَةًً صارتْ جناناً وجاءَ الطيبُ يَعتَذرُ
وانتَ مثلَ نَسيمِ زارنا عَبِقاً مَرَ النسيمُ وظَلَ العطرُ يَنتَظِرُ
أُنبيكَ شوقاً أَبا نهران إنَ هوى يمتدُ في الروح لا يُمحى لَهُ أثَرُ
ولن تُزيلَ الليالي السودُ من حَنَقِ نَجْماً على ضوئه الاحلامُ تَنتَشِرُ
يا طيبَ القلبِ ما عُمرُ بدونِ هوى وما هوى دونَ نبضِِ لو شَدا وَتَرُ
طوبى لعيدكَ أَفراحاً يسورهُ حُبُُ من الآهلِ والآحبابِ مُزدَهِرُ
خَمسونَ عاماً مَضَتْ ما بينَ غائمَةِ يوماً ومشرِقَةِِ جَذلى بها الصورُ
خَمسونَ شَمعَةِ حُبِِ أُطفئَتْ لَهَباً لكنما ذكرَها في القلبِ مختَمِرُ
يطفو مع النبضِ لو اذكتهُ بارِقَةُ من الحنينِ ولو شَطتْ بهِ فِكَرُ
سِفرُ هو العمرُ والآيامُ أسطرُهُ فلو خبت أسطُرُ شَبتْ سناً اُخرُ
وإن نَمَتْ أَغصنُ خُضرُُ على شَجَرِ فَمثلها أَغصنُ في القَلبِ تَنكَسِرُ
يا طيبَ القلبِ لا مَستكَ نازِلَةُ ولا خَطى نحو اعتابِ لكَ القدَرُ
إنا نذرنا الاغاني فرحَةَ وندى فَهل تُوفي لما في قَلبنا النُذُرُ
طوبى لأيامك المأمولُ مَقدَمُها بالبشرِ تأتي وبالأعيادِ تَعتَمِرُ

20|5|1998


قصيدتي

يا تؤام الروح

يا تؤام الروح لا ماءُ ولا شَجَرُ في القلبِ غَصَةُ حُزنِِ زادُها الكَدَ رُ
لقد تأملتُ في الخمسين أفحَصها عسا ي ألقى بها طيفاً فأصطَبرُ
فَما وجَدتُ سوى جُرحِ يُجاورُهُ جُرحُ , أهذا جزائي أيها القَدَ رُ ؟
قد كانَ عيشي رَخياً ناعماً تَرِفاً واليوم فَوقَ سَمائي قد علا ضَجَرُ !
بالامسِ كُنتُ صَبياً لاهياً عَبِثاً أعلو بأحلاميَ الجذ لى وأنحَدِ رُ
أطوي الدروبَ شَقياً حافياً جَذِلاً خُلواً منَ الهَمِ , لا حُزنُ ولا كَدَ رُ
أتيهُ بالعُشقِ , مَسحوراً بفاتِنَةِ عَنَتْ على البا ل , أو مَرَت لها صُوَرُ
واليومْ تَعد و بي الخَمسين مُسرِعَة ويحي! كأني لم اترُك بها أثَرُ!
أين الصبى؟ اينَ أترابي؟ وأين هوى قَد داخَ قلبي به , وأهتَزَ لي وَتَرُ ؟
اينَ التي كُنتُ مسحوراً( بكِذ لَتِها ) تلكَ الصغيرَةُ, اينَ الليلُ والسَهَرُ ؟
أينَ الفراتُ , وذاكَ الشَطُ أعشَقُهُ أغوصُ فيهِ وأطفو , أينَهُ النَهَرُ ؟
أينَ العراقُ الذي قد فاضَ بي وطَغى أينَ النَخيلُ بَهيُ فَوقَهُ التَمُرُ ؟
أينَ الصباباتُ , احلامي وأخيلتي أينَ انفلاتا تُ روحي , أينها الفِكَرُ ؟
أينَ الدروبُ التي قد كُنتُ أسلُكُها أينَ الازقةُ والحاراتُ والبَشَرُ ؟
لقدْ تغيرَ شكلُ الكونِ مُذ رَحَلَتْ عيناي عنهُم , وحُلَتْ تلكُمُ الأصُرُ ؟
يا تؤامَ الروح قد ايقَظتَ بي شَجَناً دهراً أُداريه , مَخفياً ومُستَتِرُ ؟
لقدْ صُد متُ بأنذا لِ مَنَحتَهُمُ قَلبي الوفي, وقد خانوا, وقد غَدَروا ؟
لولا إبتساماتُ ( غفران ) وطيبَتُها وَقَلبُها الابيضُ المعطاءُ يزدَهِرُ
(غُفرانُ) فيضُ من الاحساسِِ أعبُدُهُ أذوبُ عُشقاً بها ما ظَلَ لي عُمُرُ!
تَغلغَلَتْ في شراييني وأورِدَتي وأمطَرتني طيوباً نِرجساً عَطِرُ
لولاكِ كانتْ حياتي الانَ مُوحِشَةَ النُبْلُ انتِ وانتِ الماسُ والدُ رَ رُ !
يا تؤامَ الروحْ لولاكُمْ لما إبتَسَمَتْ لَنا الشفا هُ , ولا إفتَرَتْ لنا ثُغُرُ !
أنتُمْ مَصدا تُ ريحِ الحُزنِ بائِسَةُ حَياتُنا الانَ , لولا ذ لِكَ النَفَرُ !
هذ ي الصداقا تُ من عَهدِ أحنُ لهُ ما ماتَ عَهدُ بهِ أمثالُكُمْ بُذِ روا !



#داود_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجلِكُمْ !
- الشهيد الدكتور ( ابو ظفر ) حياة مثمرة .. واستشهاد نبيل
- وحدة لليسار أم رجم بالحجار !! ؟ مناقشة اراء الدكتور كاظم حبي ...
- حول وحدة اليسار العراقي - رؤية غير موفقة في الهدف التوقيت , ...
- حظ عاثر لجماعة الكادر !!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود أمين - اخوانيات