أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل عزيز - ليبيا..فجر كاذب وكرامة مهدورة














المزيد.....

ليبيا..فجر كاذب وكرامة مهدورة


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 01:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما تشهده ليبيا هذه الايام من اقتتال وتدمير لا يزيد عن كونه فجر كاذب وكرامة مهدورة.. هذه هي الحقيقة المؤلمة التي نعيش فصولها منذ اكثر من ثلاثة أشهر في بنغازي ومنذ شهر ونصف في طرابلس.. القتل والتدمير والتشريد هي حصيلة هذا الفجر الكاذب الذي وعدت به عصابات الاخوان وأذرعها العسكرية الليبيين عندما أطلقت العنان لخلايا القتل والاغتيال لتعيث فسادا في شرق البلاد وتقتل غدرا مئات الضباط والكوادر الامنية والناشطين السياسيين والاعلاميين، تحت راية الدين المزورة، وهي اليوم ومنذ شهر ونصف تحاصر أحياء جنوب وغرب طرابلس وتمطر سكانها يوميا بمختلف انواع الصواريخ والقنايل تقتل الآمنين وتروع الاطفال تحت شعارات جوفاء تستبطن الدين وكأن هذه الجماعة المجرمة هي الوريثة الشرعي للدين ومن لا يخضع لسلطانها الجائر خارج عن الدين..

كما يشكل الاقتتال اليومي الذي تشهده المدينتان (بنغازي وطرابلس) وتجرد له بقايا قيادات عسكرية مريضة بالسلطة ومليشيات حزبية وقبلية الكتائب وتشتبك يوميا في معارك عبثية مع عصابات الاخوان ميدانها الاحياء السكنية في المدينتين مخلفة عشرات الضحايا بين المدنيين فضلا عن تخريب بيوتهم وترويع اطفالهم وتهجير عشرات الالاف منهم ، تشكل اكبر انتهاك لكرامة الليبيين الذين باسم الحفاظ على كرامتهم يتم انتهاك حرماتهم وقتلهم وتحويلهم الى مشردين داخل وخارج بلادهم..

هذه هي الحقيقة المجردة لما نتجرعه كل يوم نحن وأطفالنا في أحياء جنوب وغرب طرابلس التي تحولت الى ساحة معارك تقصف بيوتها وبمعدل كل ربع ساعة بصاروخ او خذيفة مدفع تدك البيوت على رؤوس ساكنيها وتحولهم الى اشلاء ، دون ان نسمع صوتا لمنظات حقوق الانسان العالمية وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي تعلو عقيرتها وتضج منابرها لمجرد تعرض اوروبي او امريكي او صهيوني للمنع من دخول بلاد ما او تعرضه للتهديد..

إن أهالي احياء جنوب وغرب طرابلس وأهالي بنغازي يتعرضون ومنذ أشهر لعمليات قتل عبثي وترويع وتخريب وتدمير لممتلكاتهم وقطع لامدادات الطاقة وانتهاك لكرامتهم ، بسبب صراعات عبثية مصطنعة بين قادة مليشيات حزبية وقبلية، دون ان تفعل الحكومة اي شيء لانقاذهم او التخفيف من معاناتهم لأنها حكومة عاجزة سحب منها المؤتمر الوطني السابق (برلمان) الذي يهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين كل صلاحياتها وسلط عليها مليشياته الحزبية وشل قدراتها واختطف رئيسها السابق.. إننا نعاني في طرابلس منذ شهر ونصف أجواء رعب حقيقية غير مبررة ونعرف ان ليبيا لا زالت تحت الفصل السابع ، إلا أن هذا الفصل وكما يبدو لا يُفعَّل إلا لخدمة مصالح امريكا وحلفائها، واصبح الامل في تدخل دولي لانهاء مأساتنا مستبعدا خاصة وأن النفط الذي هو المصلحة الوحيدة للغرب في ليبيا بدأ ينساب بسلاسة، وبالتالي لا مصلحة لهذا المجتمع المتوحش في حقن الدماء والقضاء على مظاهر الارهاب طالما يعتقد انها لا تصله.

إننا نحذر هذا المجتمع وكل التجمعات الاقليمية والدولية من أن ما تشهده ليبيا هذه الايام من تغول وتضخم للجماعات المتطرفة التي تستبطن الدين الاسلامي للتشريع لوجودها وتضع يدها على المزيد من الموارد والمفاصل الحيوية للسلطة في البلاد، هذا الوضع ستكون له انعكاسات خطيرة على امن منطقة حوض المتوسط بكاملها بما فيها الضفة الجنوبية لأوروبا وافريقيا ، بل إن حرائق ليبيا سيصل صهيدها حتى امريكا نفسها، ولعل درس القاعدة وعملية 11 سبتمبر ليست ببعيدة والتي نسجت خيوطها في عمق القارة الاسيوية بافغانستان ونفذت في امريكا.. إن المدرسة التي أنتجت منفذي عملية 11 سبتمبر لا زالت قائمة وليبيا هي مقرها الجديد ولديها القدرة على الوصول الى اعماق امريكا واوروبا وهي تعلن ذلك على لسان قادتها، وما تمر به طرابلس وبنغازي هذه الايام من عمليات قتل وتدمير انما هو توطئة وتمهيد لاقامة الجسم السياسي الذي ستنطلق منه فرق الموت العمياء والمعبأة بافكار القتل والكراهية لتدك عواصم يعتقد قادتها أنها بمأمن وهي مكشوفة..



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا -ن- ..
- لكي لا تذبح الديمقراطية على اعتاب طرابلس
- الأمازيغية كمطية لتفتيت الوحدة الوطنية
- ليبيا دولة عنصرية!!!
- الامازيغية من القمع الى الاختطاف!!
- حكام ليبيا يسعون للافراج عن سجناء في العراق ويتجاهلون نزلاء ...
- دسترة الظلام
- ظلام الأمازيغية يعم ليبيا
- من اين اتى هذا الجيش يا سادة؟!!!
- عصابة غرغور لفرض دستور!!!
- روهينغا تلوح في الافق الليبي!
- لقطات من خطاب مطرفين أمازيغ!!
- استهتار بربري وتهاون حكومي
- خرق حرمة رمضان في تيزي وزو .. المعنى والدوافع
- ليبيا كمدخل لأمزغة المغرب العربي الكبير
- تحالف عرقي جهوي يهدد وحدة ليبيا
- علاقة الرجل بالمرأة بين الانطلاق والقمع
- عثمان سعدي: عروبة البربر مسألة فيها نظر.
- ترسيم الأمازيغية.. نبل الهدف وتردى الوسيلة
- مرسي يثلج صدورنا !!!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل عزيز - ليبيا..فجر كاذب وكرامة مهدورة