أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريد - العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (4) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)















المزيد.....

العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (4) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)


سامي فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 23:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كانت الثقافه هي منتج جيوبولوتيكي (الثقافه بمعناها الواسع من لغه ودين ونظام إجتماعي) فإن الآريوسيه في القرن السابع الميلادي كفكر متجذر في شرق البحر المتوسط وجنوبه وغربه (الأندلس) ما كان لها أن تتبلور في صورة ديانه مستقله عن الإطار العام الجامع للبحر المتوسط ، بل أن أقصى ما كانت لتبلغه هو مذهب توحيدي من داخل المسيحيه لا يختلف كثيرا عن البروتستانتيه الـunitarians التي تبلورت في شمال أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي .
فـ الآريوسيه كمبدأ لا تفسر نشوء الإسلام كدين مستقل ، فهي فقط تصلح كمسار ممهد لسريان الإسلام فيها في البحر المتوسط بعد نشوءه ، مسار للإسلام ولـ لغه شرق المتوسط بدون مغازي أو هجرات من شبه الجزيره الصحراويه، فالآريوسيه وحدها ما كانت لتؤدي لنشوء الإسلام .

وشبه الجزيره الصحراويه (العربيه) لم ولا ولن (حتى بعد طفرة النفط) تملك أبدا أي موارد للأخذ بناصية تطور ما، أدى إلى إعتناق خُمس البشريه لديانتها ، بل أن شبه الجزيره الصحراويه لا تملك أي موارد لإنتاج دين أو لغه أوثقافه خاصه بها وحدها .

والهلال الخصيب (حتى بفرضية توحده في القرن السابع الميلادي في أعقاب الحروب الفارسيه البيزنطيه) وسواء كان للهلال الخصيب السيطره الثقافيه والعسكريه والسياسيه على شبه الجزيره الصحراويه أو العكس (أي بفرض سيطرة شبه الجزيره الصحراويه على الهلال الخصيب) فهما كلاهما معا ومتحدان لا يملكان أي موارد ماديه لإنشاء إمبراطوريه تمتد من حدود الصين وحتى حدود بلاد الغال ، ولا تكفي الآريوسيه المتجذره في شرق المتوسط كمورد لإنشاء دين جديد.

وحتى فارس التي كان تاريخها كله في الإمبراطوريه الإسلاميه ليس أكثر من التمترس خلف العقيده الآريوسيه المعدله في شخص "علي" الذي حل محل آريوس و"الحسين" الذي حل محل المسيح و"فاطمه" التي حلت محل مريم ، وتمسكت بلغتها الفارسيه كجزء من هذا التمترس ، هذا السلوك الفارسي لا يوحي بأي دور لفارس في نشوء الإسلام ، بل أن أسلمة فارس كانت دائما كنتيجه للتوفيقيه الآريوسيه مع مؤسسي الإسلام الحقيقيين .
إذن : كيف نشأ الإسلام في القرن السابع الميلادي؟
كيف تم الإمساك بخيوط التطور الآريوسي وجعله يتبلور إلى دين جديد منفصل ومستقل تماما؟
إذا كانت آسيا الوسطى الطورانيه البوذيه هي العامل المتمايز الذي أدى تلاقحه مع شرق المتوسط الآريوسي في القرن السابع الميلادي إلى نشوء الإسلام، إذن ما هي الموارد والدلائل التي مكنت آسيا الوسطى من ذلك؟ ما هي العوامل الكهنوتيه (الدينيه) والعسكريه والسياسيه والإقتصاديه الآتيه مباشره من آسيا الوسطى (وليس من شبه الجزيره الصحراويه ـالعربيه ـ) والتي أدت إلى نشوء الإسلام في الهلال الخصيب بينما أدت الآريوسيه البخرمتوسطيه إلى سريانه (بدون مغازي أو هجرات) إلى غرب وجنوب البحر المتوسط.
ما هي تلك العوامل والدلائل الوسط آسيويه التي ظهرت في القرن السابع الميلادي في الهلال الخصيب؟

أولاـ العوامل والدلائل للتواجد [العسكري] لآسيا الوسطى التركيه الطورانيه في الهلال الخصيب قبيل نشوء الإسلام :
أول تواجد للعسكر الأتراك في الهلال الخصيب لم يكن في صورة جنود أتراك إستقدمهم الخلفاء العباسيين لحراستهم كما تقول المرويه الموروثه، بل أن أول تواجد عسكري للطورانيين التركستانيين الخزر في منطقه غربي فارس كانت لجيوش تركيه من منطقة القوقاز متحالفه مع بيزنطه ضد فارس في الجوله الخامسه من الحرب البيزنطيه الفارسيه، فبمساعدةِ الخزر وقوَّات تركية أخرى، استغل الإمبراطور البيزنطي هرقل غياب قادة الجيش الساساني ورِبح عِدّة انتصارات مُدَمّرة للفرس بعد 15 عاماً من حربهم للبيزنطيين. كان هذا الإنتصار في العام 624 ميلاديا قبل الإنتصار الساحق للبيزنطيين على الفرس في 628 في نينوي (الموصل).
هذا التحالف البيزنطي مع الخزر الأتراك هو الذي مكن البيزنطيين من هزيمة الفرس ، ومنذ تلك اللحظه تواجد الخزر الأتراك عسكريا في منطقة شرق المتوسط كحلفاء لبيزنطه ضد فارس ، في البدايه كانوا عبر منطقة القوقاز شمالي فارس ، وطوال الوقت بعد ذلك عبر جنوب فارس نحو الهلال الخصيب ، هذا التواجد الطوراني التركي الوسط آسيوي العسكري في القرن السابع الميلادي الذي بدأ في خضم الحرب البيزنطيه الفارسيه لم يتوقف بعدها أبدا.
والحقيقه أنه لو كان هناك من ثمة تواجد عسكري في منطقة الهلال الخصيب منذ المراحل الأخيره للحرب البيزنطيه الفارسيه فهو تواجد للبيزنطيين وحلفائهم الترك الطورانيين ، وأنه لو كان من ثمة وريث للتواجد العسكري البيزنطي في الهلال الخصيب فلن يكون الوريث سوى جيوش الترك الطورانيين وليس جيوش عربيه إفترض البعض تواجدها في الهلال الخصيب في صورة جيوش لقبائل سواء تمت تسميتها بالغساسنه أو المناذره وتم إسقاط دور عسكري لها لا يختلف عن الدور العسكري لقبيله قريش الوهميه التي في الأغلب لم يكن لها أي وجود ، ولا أي وجود بالطبع لجيوش عربيه خرجت من العدم من شبه الجزيره الصحراويه (العربيه).
ثانياًـ العوامل والدلائل للتواجد [السياسي] لآسيا الوسطى التركستانيه الطورانيه في الهلال الخصيب قبيل نشوء الإسلام:
أول الدلائل التواجد السياسي في صورة حاكم طوراني من آسيا الوسطى لم يكن في صورة سلاطين أتراك بيدهم السلطه بجانب خليفه عباسي لم يكن له أي سلطه حقيقيه كما تقول المرويه الموروثه، بل أن أول تواجد سياسي لآسيا الوسطى كان في صورة عبدالملك( i MRWANAN) الذي كان يعني أنه من مدينة مرو في آسيا الوسطى وليس إبن مروان كما ذكرت المرويات الموروثه اللاحقه، ولم يكن ما ذكرته تلك المرويات لصراع بين من أسمتهم بـ أمويين وعباسيين بأكثر من صراع تركي تركي ، وتم تقسيم هؤلاء الخلفاء لدولتين أحدهما أمويه وأخرى عباسيه (وأكثر هؤلاء الخلفاء كانوا محض خيال للراوي بلا وجود حقيقي) لم يكن أكثر من جزء من المحاولات اللاحقه التي قام بها رواة آسيا الوسطى لنشوء الإسلام وقاموا فيها بإسقاط وربط هذا النشوء على شبه الجزيره الصحراويه (العربيه) وإصطنعوا من خلالها أصول عربيه لحكام وسياسيين للهلال الخصيب.
بمعنى أن أول دلائل ظهور بوادر تربط بين التطورات الآريوسيه وبين آسيا الوسطى كانت في صورة عبدالملك( i MRWANAN ) وبنائه لـ قبة الصخره التي كانت أكبر وأول تجسيد للتلاقح الآريوسي البوذي ، فالآيات المكتوبه بداخل القبه تعكس رؤيه آريوسيه مسيحيه لمكانة مريم ، ورؤيه توحيديه لمسيح موحد الطبيعه ، مسيح (محمد) كصفه وليس كإسم لشخص ، صفه لا تختلف عن أن المسيح (ممجد) ، وهذا المسيح الـ(محمد) ليس مثل المسيح الـ(ممجد) إبن الرب ، بل هو رسول وليس إبن للرب ، ومن ثم أصبح هذا المسيح (محمد) كصفه ، وأيضا (رسول الله) وليس إبن الرب.
أما شكل البناء المكون من (قبه) والذي لا يوجد به محراب فهو لم يتم بناءه كمسجد ، بل كقبله للصلاه سبقت كعبة مكه كقبله ، فإستخدام شكل القباب يعكس تقليدا بوذيا لبناء الـ stupa وهو بناء مقدس في المعابد البوذيه في آسيا الوسطى على شكل (قبه) كان يتم السجود نحوه في الصلوات البوذيه ، وكان يعلو القبه أحيانا بناء مخروطي ترك أثره أيضا في شكل قباب المساجد الإسلاميه ، ولكن هذا البناء المخروطي تطور فيما بعد إلى شكل المئذنه بجوار القبه ، وصار الشكل المميز للمساجد الإسلاميه ، بل أن الإسم (قبه) نفسه مقتبس من الإسم البوذي stupa .
إن قبة الصخره كشكل بنائي وما تحتويه جدرانه من نصوص هي تجسيد مبكر للتلاقح الآريوسي البوذي ، فالمبنى يشبه كثيرا المعابد البوذيه ، ومحتواه من النصوص الدينيه يعكس تماما الرؤيه الآريوسيه للمسيح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي أن منطقة الهلال الخصيب في القرن السابع الميلادي أثناء وعقب الحرب الفارسيه البيزنطيه كانت تحت تأثير تواجد مباشر للجيوش التركستانيه الطورانيه أنتجت حكام إما منتمين بالفعل لآسيا الوسطى أو تحت سلطانهم ، وهذا التواجد الطوراني لم يكن متأخرا أثناء العصر العباسي كما تذكر المرويات الموروثه ، بل كان مبكرا جدا ومواكبا لنشوء الإسلام .
ولكن هذا التواجد العسكري والسياسي لآسيا الوسطى التركستانيه الطورانيه لا يكفي وحده كمؤثر في نشوء الإسلام ، فبدون مؤثرات كهنوتيه بوذيه مباشره متواجده في الهلال الخصيب في القرن السابع الميلادي مواكبه للتواجد العسكري والسياسي للتركستانيين الطورانيين ينتفي التأثير البوذي في الإسلام ولا يعدو كونه مجرد تأثيرات غير مباشره وإقتباسات عمرانيه ، والحقيقه أن المرويه الموروثه لنشوء الإسلام تشي بتلك المؤثرات البوذيه الكهنوتيه المباشره ، ولكنها تزيحها كالعاده إلى فترة العباسيين ، وبصرف النظر عن الوثوق في التراتبيه الزمنيه (Chronology) للمرويه الموروثه للقرون الهجريه الثلاثه الأولى ـ فهذا ليس موضوع المقال ـ إلا أننا لن نتبعها ولن ننكرها في المطلق ، فالمرويه الموروثه تتحدث عن "البرامكه" وأنهم كانوا متواجدين في الهلال الخصيب كجزء من الدوله في العصر العباسي ، ومرويات أخرى تذكر أن البرامكه (حاولوا) التواصل مع الأمويين ، أي أن تواجدهم لم يكن كمبشرين ، بل كجزء من أعلى مراتب الدوله في مرحله مبكره جدا من نشوء الإسلام ، وإذا كان البرامكه وهم خدمة وإداريي وكهنة معبد Nava Viahra البوذي في مدينة Balkh= Bactra في آسيا الوسطى متواجدين في القرن السابع الميلادي في منطقة الهلال الخصيب، ولم يكن تواجدهم ذلك كمرور عابر بل أقاموا في الهلال الخصيب لأجيال ، إذن من هم البرامكه وما هي عقيدتهم؟ وما الذي يمكن أن يؤدي إليه وجودهم في الهلال الخصيب في فترة نشوء الإسلام؟
يتبع ..



#سامي_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (3) (الإسلام توليفه بو ...
- العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (2) (الإسلام توليفه بو ...
- العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (1) (الإسلام توليفه بو ...
- هل قام الجيش المصري بحقن المجندين المصريين ب فيروس Hepatitis ...


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريد - العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (4) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)